-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  14/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأوزان والأحجام موجودة، في كل ميدان من ميادين الحياة!

عبدالله القحطاني

لكل ميدان من ميادين الحياة، أوزانه وأحجامه.. كما في الملاكمة والمصارعة!

في الاقتصاد أوزان، تتفاوت في ضخامتها، حتّى يصل بعضها إلى مرتبة (حوت) أو (ديناصور)!

وفي السياسة، كذلك، على مستوى الأشخاص، داخل الحزب.. وعلى مستوى الأحزاب، داخل الدولة.. وعلى مستوى الدولة، في محيطها الإقليمي، وفي الميدان الدولي!

وعلى مستوى المكانة الاجتماعية، داخل المدينة والقبيلة!

وعلى المستوى الثقافي، والعلمي، والفني، والأدبي!

وكلها ـ في سائر الميادين ـ تتفاوت في الدرجات، بين: هيّن، وضئيل، ومهمَـل.. وبين: رفيع، وعظيم، وكبير، وخطير، وجليل!

ونحسب هذا، كله، من بدهيات الفكر الإنساني، ومسلّماته، وممّا هو معلوم بالخبرة المتراكمة، لدى عقلاء البشر، جميعاً!

ما قد يلتبس، على كثير من الناس، هو ما في الكلام، من أوزان وأحجام!

بعض أنواع الكلام، لا قيمة له، ألبتّة، إلاّ أنه مجرّد صوت.. وحجمه، أو وزنه، يأتي من ارتفاع نبرته، أو انخفاضها!

وبعضها، له قيمة محدودة، في الأهمّية، أو الجودة، أو الرداءة!

 وبعضها يستمدّ قيمته، من قيمة صاحبه؛ فإذا جُرّد صاحبه، من قيمته، تلاشت قيمة الكلام! وقيمةُ المتكلّم، تأتي من أشياء كثيرة، بعضها موقع في السلطة، وبعضها موقع اجتماعي، وبعضها صفة معيّنة، كالبلطجة، التي تفرض صاحبَها، على بعض الرهائن البريئة، في ساعة معينة!

وبعض أنواع الكلام، يستمدّ قيمته، من قيمة الشخص الذي يوجّه إليه، كالشتيمة، التي يلقيها شخص ما، في وجه رجل عظيم، فتدخل تاريخ هذا الرجل العظيم، دون أن تكتسب عظمة من عظمته!

وبعضها يستمد قيمته، من الظرف المحيط به، أو المناسبة التي يقال فيها! فإذا انحسر الظرف، أو المناسبة، انحسرت قيمة الكلام، أو وزنه، أو حجمه!

وبعض الكلام، هامّ بمعناه، لكنه ساقط بأسلوبه، أو بشخص قائله!

وبعض الكلام، ساقط بلفظه، أو بمعناه.. لكن له قيمة، لدى بعض الناس، لأن قائله ذو وزن أو حجم، في محيطه.. فتدبّج المقالات، في مدح الكلام وصاحبه، نفاقاً وتزلّفاً!

وبعض الكلام، يَستمدّ منه، بعضُ الناس، قيمة رفيعة، كقصيدة عمرو بن كلثوم التغلبي، المعلّقة، التي ظلّ بنو تغلب يردّدونها، قروناً، ومطلعها :

ألا هبّي بصحنِك فاصبَحينا    ولا تبقي خمور الأندرينا

حتى قال فيهم أحد الشعراء:

ألهَى بني تغلبٍ عن كلّ مَكرمةٍ    قصيدةٌ قالها عمرو بن كلثوم

وكذلك الشأن، مع القصيدة التي قالها الأعشى، يمدح فيها بني أنف الناقة، والتي جعلتهم يشمخون بأنوفهم على الناس، بعد أن كانوا يخجلون من اسم قبيلتهم! ومنها هذا البيت:

قومٌ هم الأنفُ، والأذنابُ غيرهمُ       ومَن يسوّي بأنفِ الناقةِ الذنَبا!؟

كما أن بعض الكلام، يجلب الإحساس بالذلّ والهوان، لبعض الناس، كبيت الشعر، الذي هجا فيه جرير، بني نمير، فصار سبّة عليهم، زمناً طويلاً :

فغضّ الطرفَ، إنّكَ مِن نُمَيرٍ      فلا كعْباً بلغتَ، ولا كِلابا

وبعض الكلام، يرفع صاحبَه، عند الله، وعند الناس!

وبعض الكلام، يخفض صاحبَه، عند الله، وعند الناس!

ولقد أفاض الشعراء، في الحديث عن قيمة الكلام، فقال بعضهم:

وربّ كلام تُستثار به الحرب!

وقال آخر:

إنّ الكلام مِن الفؤاد، وإنّما    جُعِل اللسانُ على الفؤادِ دليلا

وقال آخر:

وكائنْ تَرى مِن صامتٍ لكَ معجِبٍ     زيادتُه، أو نَقصُه، في التكلّم

وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً، أو فليصمت!

وربّما كان أخطر ما في الكلام، أن أكثره يستمدّ قيمته، من أفهام الناس وأهوائهم! فقد يمجّد بعض الناس، كلاماً ساقطاً، اغتراراً بمنزله صاحبه، أو اغتراراً بثناء أناس آخرين عليه! وذلك، كبعض النماذج المعروفة، في عالم الشعر والأدب، التي اكتسبت قيمتَها، من الجرأة على مقدّسات الأمّة! ثم ترسّخت هذه القيمة، مع الزمن، وتعزّزت، حتّى صارت في عداد المعلوم، (من الفهم!)، بالضرورة، في ميدان الأدب والثقافة!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ