-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  11/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ترويج التطبيع عبر البحث العلمي!

بقلم: فراس جابر

الثقافة الوطنية الفلسطينية تعرضت للكثير من الضربات والهزات نتيجة التراجع الكبير لمنظومة القيم الوطنية التي سادت لعقود طويلة، ومن تأثيرات هذا التراجع انتشار "ثقافة تجارية" تقوم بالأساس على المتاجرة بالنضال الفلسطيني مقابل عوائد زهيدة شخصية أو مؤسسية. ويمكن ذكر عدة أمثلة في هذا السياق ولكن من أبرز الأمثلة سطوعاً انتشار المؤسسات الفلسطينية التي تعمل على التطبيع مع الاحتلال من مناحي مختلفة (ثقافة، سياسة، شباب، ديمقراطية، نساء) بهدف ترويج ثقافة "السلام" أو بمعنى أخر إعطاء الشرعية الفلسطينية لوجود شريك في دولة الاحتلال للعمل معه على تحقيق "السلام". ويتم هذا بالأساس عبر التركيز على الجيل الشاب بشكل مخطط ومقصود؛ هو هزيمة وعي هذا الجيل عبر تقبله دولة ومجتمع الاحتلال والقدرة على "التعايش" مع هذا الاحتلال والمجتمع، واستلاب وعي أهم الشرائح المجتمعية القادرة على النضال وهي شريحة الشباب. ويتم هذا بالأساس عبر توفير مجموعة كبيرة من المزايا عبر أعطاء "تصاريح" والسفر للخارج وتوفير مميزات مالية واجتماعية، كما يتم عبر خداع المشاركين في هذه اللقاءات بالادعاء أن هناك معنىً وطنياً عبر المشاركة في هذه اللقاءات والدفاع عن القضية الفلسطينية، وكأن المحتل لا يدرك ما يفعله بنا.

وفي هذا السياق استلمت من فترة قصيرة دراسة بعنوان "دراسة تقييمية لبرامج التبادل واللقاءات الشبابية الفلسطينية – الإسرائيلية التي تهدف إلى دفع عملية السلام من خلال الحوار والتفاهم" من إشراف وتنفيذ مؤسسة الرؤيا الفلسطينية وبالتعاون مع مؤسسة الرؤية الجديدة للاستشارات، وقام بتنفيذ الدراسة بشير البرغوثي وبمعاونة عدنان فرمند. وتوقعت من قراءة العنوان أن أرى تحليلاً بحثياً علمياً لجدوى هذه اللقاءات على أساس موضوعي، ولكني وبمراجعة 33 صفحة هي عدد صفحات الدراسة وجدت تحيزاً كبيراً لدى القائمين على الدراسة نحو الترويج لمثل هذه اللقاءات التطبيعية. تقوم الدراسة على عينة عشوائية من المشاركين الشباب في هذه اللقاءات، ومن ثم إجراء مقابلات مع ممثلين لمؤسسات شبابية تشارك وتنفذ مثل هذه البرامج، ويمكن القول أن تقييم أي موضوع من وجهة نظر المشارك فقط فيه انحياز سافر يؤدي لنتائج موجهة كما حصل مع هذه الدراسة، وعليه تأتي كافة النتائج متساوقة مع ه الهدف المخطط لها، كما أن صياغة أسئلة الاستمارة والمقابلات والمجموعات البؤرية فيه توجيه لإجابات المبحوثين، وما يعنيني هنا أن تغطية الترويج للتطبيع عبر البحث العلمي لا يجب أن يمر دون نقد.

في توصيات المجموعات البؤرية يتفق المشاركون على أن اللقاءات جيدة ولكن يجب التحضير والتخطيط لها جيداً قبل المشاركة فيها، وفي هذا محاولة تعميم اللقاءات ولكن بوضع "ضوابط" للتحضير والمشاركة. والأخطر في هذه الدراسة وضع استنتاجات وتعميمها، فتؤكد الدراسة أن "الشباب الفلسطيني والمجتمع المدني الفلسطيني يؤيد من حيث المبدأ هذه اللقاءات والحوارات كأحد أشكال العمل الفلسطيني وطرح عدالة القضية الفلسطينية" بالرغم من أن المشاركون في هذه اللقاءات التطبيعية يرفض حوالي النصف منهم المشاركة مرة أخرى في مثل هذه اللقاءات، وعليه تحاول الدراسة طرح تعميم "علمي" عبر استخدام أدوات بحثية.

وعليه هل يمثل الشباب المشاركين في اللقاءات التطبيعية وفي هذه الدراسة الشباب الفلسطيني كله حتى تصل الدراسة إلى استنتاج أن الشباب الفلسطيني يؤيد من حيث المبدأ هذه اللقاءات، وهذا ما يتنافى مع وصلت إليه الدراسة أن الشباب المشارك نفسه هو من شريحة بالإجمال غنية ولا تعكس واقع حال الشباب الفلسطيني. والسؤال الثاني هل مؤسسات التطبيع تمثل المجتمع المدني الفلسطيني؟ وهل العينة المنتقاة بدقة من ممثلي المؤسسات التي تتربح من المشاركة يعكس واقع حال المجتمع المدني الفلسطيني!!

برأيي الشخصي أن أخطر ما في الدراسة غير إضفاء شرعية "بحثية" على موضوع التطبيع، وإيجاد مبرر لاستمرار لقاءات التطبيع هو محاولة تعميم الرأي القائل أن هناك تأييد كبير لهذه اللقاءات والزج بالمجتمع المدني بأكمله وشريحة الشباب للموافقة على هذه اللقاءات، والمتتبع لحالة المجتمع المدني والشباب يعرف رفض الأغلبية الكبرى منهم لهذا الموضوع. لهذا لا بد من قرع جدران الخزان مرة أخرى للتنبيه من خطورة انسياب ثقافة التطبيع في كافة الأدوات والوسائل المتوفرة لسهولة وتوفر التمويل لهذا النوع من العمل.

كما من الضرورة التصدي لكل المؤسسات والمجموعات والأفراد القائمين على هذا العمل، ونشر أسمائهم علنياً داخل المجتمع لمحاربة ومقاطعة هؤلاء الأشخاص وعزلهم والتنبه لدورهم في العمل بين الشباب تحديداً، لذا تفنيد حجج هؤلاء وأي وسيلة كانت "علمية" أو غير علمية ضرورة وطنية للمحافظة على القيم الوطنية للمجتمع الفلسطيني في حالة نضاله المشروع ضد الاحتلال الصهيوني، وعدم توفير غطاء لجماعات "السلام" التي تلعب دور "المكياج" على الوجه القبيح للاحتلال.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ