-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  11/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل أحرق إخوان سورية سفنهم ،

وباتوا في العراء ، عرضة للابتزاز.. والإشفاق !؟

راجي مندو

  ليس في السطور التالية ، تجنّ على أحد، ممّن يمثّلون الحكومة ، أو الدولة ، أو الشعب ، أو المعارضة ، أو أنفسهم .. سواء أكان هذا ( الأحد!) عماد فوزي الشعيبي ، أم غيره !

  السيد عماد فوزي الشعيبي ، في مقابلته مع قناة الجزيرة القطرية ، التي أجريت معه ، يوم : ( 5 /4/2009) تحدّث حديث الواثق ممّا يقول .. وهذا من حقّه ! ولو أنه وقف عند حدود الثقة بالنفس ، أو بالأفكار التي يطرحها .. لما كان في حديثه عجب ! إلا أنه وظّف نفسه متحدّثا نيابة عن الدولة ، لاعن الحكومة ؛ إذ نفى أن يكون متحدّثاً نيابة عن الحكومة .. لكنه أعطى نفسه الحقّ ، في النيابة عن الدولة ، دون أن يصرّح بأن أحداً فوّضه بذلك ؛ ممّا يستدعي ، بالضرورة ، الإحساس لدى أبناء الدولة الآخرين ، من مؤيّديه وخصومه .. بأنّ من حقّهم الحديث باسم دولتهم ، بصفتهم مواطنين فيها ، مثل السيّد الشعيبي ! وهذا يعني ، بالضرورة ، كذلك ، أن الحديث ، هو حديث ثقافي ، لاسياسي ! أو ، بمعنى أدقّ : ربّما كان حديثاً في الفكر السياسي ، أو الفقه السياسي ، الذي لايحتاج إلى تفويض من أحد ، سواء أكان المتحدّث موالياً للحكومة ، أم موالياً للمعارضة .. أم هو مجرّد مواطن عادي بسيط !

  السيّد الشعيبي تحدّث نيابة عن الدولة ، وذكر أموراً هامّة ، لايعارضه فيها أحد ، لو كان يقصد الدولة ، حقاً ، لا الحكومة ؛ إذ أشار ، بقوّة ، إلى أن سورية دولة ، وأن المعادلة السياسية ، بينها وبين الآخرين ، من المعارضين .. غير متكافئة ، بل هي راجحة لمصلحة الدولة.. وأن الذي يأتي إليها ، يأتي بشروطها ، لابشروطه ! وهو يقصد ، هنا، الإخوان السوريين ؛ لأن المقابلة ، كلها ، تدور حول إمكانية الصلح ، بين النظام الحاكم والإخوان السوريين ! وكان واضحاً اعتداده بإمكانية الدولة ، التي عبّر بها عن الحكومة، عن قصد لايغيب عن متابع لطروحات الرجل ، وأفكاره وتصوراته ، وطريقته في فهم الأمور ، وفي التعبير عنها !

  تحدّث السيّد الشعيبي ، عن السيّد خدام ، حديثاً لم يكن يستطيع قوله ، حين كان خدام نائباً لرئيس الجمهورية ! ولقد كان في حديثه نوع من الاستعلاء غير العادي .. وهو ذلك الاستعلاء ، الذي تعوّد الناس رؤيته منه ! فهو يتحدث بجوار الحكومة ، مسنداً ظهره ، إلى جدارها ! ومن أبرز مظاهر استعلائه : أن السيّد خدام ، لايردّ على كلامه..! بل لايتورّع السيّد الشعيبي ، عن منحه جائزة في الغباء ..! وذلك حين سألته المذيعة ، عن رأيه في كلام خدام ، الذي ذكر فيه أن إخوان سورية ، يتفاوضون مع نظام الحكم !

  لم يسمّ السيد الشعيبي ، الإخوان ، بالاسم .. بل تعمّد عدم ذكر اسمهم ، مع أن المقابلة ، كلها ، أجريت معه ، لمعرفة رأيه ، في خطوات الإخوان ، سواء ما تعلق منها ، بتعليق أنشطتهم ضدّ النظام ، أم ما تعلّق بانسحابهم من جبهة الخلاص الوطني ، التي أسّسوها بداية ، مع السيّد خدام !

  مايهمّنا ، في كلام الشعيبي ، هو إحساسه الشخصي ، المتحدّي ، البارز في كلامه ، حول قوّة الدولة ، التي باتت قبلة أنظار العالم ، دولاً وأفراداً .. وحول ضعف الآخرين ، المعارضين لها ، من إخوان وغيرهم ! ولمّا كان يتحدّث عن قوّة الدولة في مواجهة خصومها ، باسم نفسه ، لا باسم الحكومة .. أيْ : من منطلق ثقافي ، يتعلّق بالفكر السياسي ، لا بالسياسة .. لما كان ذلك كذلك ، رأينا أن من حقّنا أن نتحدّث عن المعارضة ، حديثاً ثقافياً ، متعلّقا بالفكر السياسي ، لا بالسياسة نفسها .. فنقول :

ـ الدولة ، نحن شركاء فيها ، جميعاً :  حكومة ، ومعارضة ، وشعباً ! لايحقّ لأحد ، أن يحتكر الحديث باسمها .. أو أن يباهي ، وحده ، بقوّتها ، إذا كانت قوية .. أو أن يأسى ، وحده ، لضعفها ، إذا كانت ضعيفة !

ـ حديثه عن الإخوان ، الذين تعمّد عدم ذكر اسمهم .. فيه الكثير من التبجّح الظاهر، والإحساس بالاستهانة .. كما لو أنه تصوّر ، أن الإخوان فقدوا كل مالديهم من قوى ، ومن قيَم .. وطرقوا أبواب بيته ، طائعين مستغفرين ، تائبين نادمين ، مطأطئي روؤسهم ، واضعين أنفسهم في خدمته .. بعد أن خطوا بعض الخطوات ، التي ظنّ أنهم أحرقوا ، فيها ، سفنهم ، ولم يبق وراءهم ، إلاّ البحر .. كما لم يبق أمامهم ، إلاّ قوّة الدولة ، التي لايملكون القدرة على مقاومتها ..!

ـ لو كان الشعيبي ناطقاً باسم الحكومة ، لكان من حقّ الناطق باسم المعارضة الإخوانية ، وحده ، أن يناظره .. وأن يقول له ، ما ينبغي أن تقوله المعارضة الإخوانية ! أما وأنه يتحدّث بالنيابة عن الدولة ، وهي نيابة في الإطار الفكري الثقافي ، دون تخويل سياسي من أحد .. فإننا ، من المنطلق ذاته ، نودّ أن نعرّفه بالإخوان المسلمين ، في سورية .. فما نحسبه عرفهم ، برغم كل ماعرفه عنهم ، عبر سنوات عمره ! فنقول له ، ببساطة ووضوح:

- الإخوان المسلمون ، في سورية ، عاصروا الدولة السورية الحديثة ، منذ ساعة ولادتها ، يوم تحرّرت من الاستعمار الفرنسي ! وقد تعاقبت على حكم سورية ، حكومات كثيرة .. ذهبت ، كلها .. وبقيت دولة سورية ، وبقي الإخوان ، جزءاً أصيلاً من شعبها ، متغلغلاً في كل مدينة وقرية ، فيها .. من شرقها إلى غربها ، ومن شمالها إلى جنوبها !

- الإخوان المسلمون ، في سورية ، لا ينطبق عليهم ، قول فرعون ، عن بني إسرائيل : (إنّ هؤلاء لشرذِمةٌ قليلون * وإنّهم لنا لغائظون ) أيْ : أنّ سحقَهم سهل ، بسبب قلّتهم .. وهو واجب علينا ، لأنهم مصدر غيظ ، لنا !

- الإخوان المسلمون السوريون ، حين بطالبون حكّام بلادهم ، بحقوقهم الوطنية والإنسانية.. فهذا يعني ، بكل بساطة ، أنهم يرون هؤلاء الحكّام ، هم حكّام للبلاد ، كلها .. لا لحزب ، وحدَه ، ولا لطائفة ، وحدَها! ولو اعتقدوا أن الحكّام ، هم حكّام لحزب ،أو لطائفة ، فحسب ، دون سائر الشعب .. لما كان هذا موقفهم ، ولكانوا فاوضوا الحزب ، أو الطائفة ، على حقوقهم المسلوبة .. إذا كانوا سيدخلون في مفاوضات من هذا النوع !

- الإخوان المسلمون ، حين علّقوا أنشطتهم ، المعارضة لنظام الحكم في بلادهم ، وانسحبوا من جبهة الخلاص الوطني ، التي أسهموا في تأسيسها .. لم يحرقوا سفنهم ، ويقفوا على الأعتاب ، يستجدون حقوقهم استجداء .. لكي يتوهّم الشعيبي ، أو غيره ـ ممن يشفقون على جماعة الإخوان ، ويرونها باتت في العراء ـ أن الفرصة قد حانت له ، ليعلن شماتة ، من نوع ما ، أو يتحدّث بتبجّح ، من نوع ما ..! كلاّ ، لم يحرق الإخوان السوريون سفنهم ، وما يجوز لهم هذا ، ولا ينبغي ، ولا يستطيع أحد ، كائناً من كان ، شخصاً أو مؤسسة ، داخل جماعة الإخوان ، أو خارجها..أن يحرق سفن الإخوان ، ويفرض عليهم الخضوع المذلّ ، أو الغرق في بحار التيه والضياع ! ونحسب هذا ممّا يغيب عن الشعيبي ، وعن كثيرين غيره ، ممّن لايعرفون تاريخ الإخوان المسلمين ، ولا أنظمتهم ، ولا المناهج والقيم ، والمبادئ والأخلاق.. التي تربّت عليها أجيالهم ، عبر السنين ! فمَن عرف جماعة الإخوان المسلمين ، عبر تاريخها ، منذ تأسيسها ، حتّى اليوم .. عرف أنها لم تكن ، يوماً ما ، مزرعة لأحد : فرداً كان ، أم أسرة ، أم جناحاً ، أم فئة ، أم مدينة ، أم منطقة ..! وأن النظم الشورية ، التي تحكمها ، وتضبط العلاقات بين أفرادها ، يندر أن يوجد مثلها ، في أيّ حزب ، أو تنظيم ، في العالم كله ! وهذه النظم ، محصّنة ، فوق ذلك ، بإطار خلقي متين ، مَن حاول تجاوزه ، أو القفز فوقه.. سقط بعيداً عنه ! وإذا رغب الشعيبي ، أو غيره ، بمعرفة القواعد والأنظمة ، التي تحكم أنشطة الإخوان المسلمين ، في العالم كله .. زوّدناه بنسخة من النظام الأساسي ، لجماعة الإخوان السوريين .. وبنسخ عن اللوائح ، التي تحكم أعمال القيادة ، ومجلس الشورى ، والمكاتب التنفييذية ، وإدارات المراكز.. ليريح نفسه من التوهّم ؛ بأن الإخوان المسلمين ، يمكن أن يقادوا إليه ، كقطيع من الأغنام .. ليتعامل معهم تعامل السيّد مع عبيده الآبقين ! كلاّ إن للسياسة مواضعاتها ، وإن للطباع مواضعاتها ؛ سواء أكانت طباع الأحرارالكرماء ، أم طباع العبيد الأذلاء !

-  الإخوان المسلمون ، يلتفّون حول مبادئ ، وأفكار سياسية ، محكومة بأطر إسلامية ، وأخلاق أسلامية .. ولا يلتفّون حول أشخاص ، أياً كانوا ! والشخص الوحيد الذي يلتفون حوله ، بحبّ وخشوع ، هو محمد بن عبدالله ، النبيّ المرسل رحمة وهداية للعالمين ! ولذا ؛ لايستطيعون أن يكونوا عمّالاً في مزرعة أحد ، حاكماً كان أم محكوماً ، برغم حرصهم الشديد ، على الالتزام بمقتضيات العمل الوطني الجادّ ، ضمن أيّ إطار ، يرونه محقّقاً لمصلحة وطنهم و شعبهم ، على ضوء المعايير الخلقية ، التي التزموا بها ، منذ نشأة جماعتهم ، على يد مؤسّسها الأول !

- قادت مسيرة الإخوان المسلمين الطويلة ، منذ نشأتها ، عناصر كثيرة .. اجتهد بعضها فأصاب وأخطأ ، واجتهد بعضها فأخطأ وأصاب .. ثم رحل كلّ بخطئه وصوابه ، وظلّت جماعة الإخوان ، تسير، واثقة ، لتحقيق أهدافها ، على ضوء الغابات التي وضعتها لنفسها.. وظلّت تتعاقب على قيادتها ، عناصر تخطئ وتصيب ، بحكم طبيعتها البشرية ! والجماعة تثري تجاربها ، وتقوّم خطّ سيرها ، عبر الإفادة من خطأ المخطئ ، ومن صواب المصيب ! وظلّ رجالها ، الذين قادوا مسيرتها ، أو أثروا خبراتها .. نجوماً في سمائها ، لم تنطبق عليهم القاعدة ، التي تنطبق على غيرهم : ( كلّما دخلتْ أمّة لَعنتْ أختَها ..) بل ينطبق عليها قول الشاعر :

إذا غاب منّا سيّد ، قام سيّد      قَؤولٌ بما قال الرجال ، فَعولُ !

- إذا كان الشعيبي ، قد رفض أن يذكر اسم الإخوان ، مجرّد ذكر ، في كلامه ، في الحلقة المخصّصة للحديث عن الإخوان ، لأسباب خاصّة به ، يكتمها في نفسه .. فإن هذه السطور، إنّما تكثِر من ذكر اسمه ، لتتّخذ منه تُكأة ، تَبثّ من فوقها رسائل ، ليست مجّانية ، ولا اعتباطية .. إلى كل من كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد !    

- أخيراً ، نذكّر ، ونؤكّد ، بأن هذه السطور ، هي نبذة من حوار ثقافي عامّ ، له طابع سياسي اجتماعي تاريخي خلقي ..!  وهو حوار يتحمّل المسؤولية عنه ، صاحبه ، المواطن في الدولة السورية ، المعارض لما يراه خطأ في نظام حكمها ، دون ما يراه صواباً ! كما يتحمّل الشعيبي ، وحده ، المسؤولية عن حديثه ، بصفته مواطناً في الدولة السورية ، موالياً لنظام حكمها ، حاطباً في حبله !

وسبحان القائل : ولكلّ وِجهةٌ هو مولّيها ..

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ