-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  07/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عن الموقف الغربي من القضية الفلسطينية

ماجد الزير*

لا يجادل أحد في أنّ العدو الصهيوني هو المجرم المباشر في الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، خلال ستة عقود مضت من عمر النكبة، وأنه من مارس بشكل مباشر عملية القتل والتهجير والإبعاد وسرقة الأرض وغيرها من الأعمال الوحشية التي تدينه حتى النخاع. كما لا خلاف على أنّ هذه السياسات واستمرارها هي ما تُبقي المنطقة برمتها في حالة حروب وتبقي الشعب الفلسطيني في وضع القهر وضياع الحقوق.

ولا يغفل أيّ فلسطيني، وهو يبحث عن سبل استرجاع حقه، أهمية الوقوف على حقيقة العلوّ الصهيوني وبقائه متمكناً من الاستمرار في تنفيذ سياسته دون رادع، في أن يسبر غور هذه المعضلة بدراسة مكوِّنات القوة في الكيان الصهيوني وسبل الحياة لديه التي تجعله غير عابئ بآهات الفلسطيني ولا نداءات العرب والمسلمين الداعمين له.

كلّ الظروف الجيوسياسية التي تحيط بالكيان منذ تأسيسه، تفيد بغرابته كمشروع دولة قياساً بالبلدان المعتمدة على ذاتها، والتي لا نناقش معها دوام الحياة. فحالة عدم الانسجام والتوافق تكاد تكون في كل شي مع المحيط العربي والمسلم في العموم. ولهذا؛ فإنّ كل ما يمكن أن ينطبق على حالة الاعتياد غير واردة هنا. وهنا يجيء دور الظروف الداعمة وعوامل البقاء. ولا نتوقع للضحية في أي حال استمراء ما لا يمكن أن ينسجم مع السنن التي اعتاد عليها البشر في كل العصور، من التجذّر في الأرض ومقاومة الانسلاخ عنها.

يبرز في ظل هذا، الدور الغربي، الأوروبي والأمريكي على السواء، في تأسيس هذا الكيان ودعمه على الدوام، وتذليل كل العقبات التي تحول دون استقراره. إنه دور نافى المنطق والعقل في كل مرة، لكي تبقى حال التفوق لهذا الكيان. كان هذا منذ ما يربو على قرن من الزمن، في دور أفضى لقيام الدولة العبرية على أنقاض فلسطين، دون أن تتغيّر السياسات إلى الآن. وهنا نجد أن نقاش صلف هذا الكيان، لا ينفصل عن التعاطي مع السياسات الغربية في الشرق الأوسط.

لغة الأرقام لا تكذب، وهي تعكس وصفاً دقيقاً لبواطن الأمور. فعندما يكون حجم التبادل التجاري الأوروبي مع الدولة العبرية هو 27 مليار يورو، بما معدله 33 في المائة من التبادل التجاري الإسرائيلي لسنة 2007، وبعدها تأتي الولايات المتحدة بنسبة 25 في المائة، بواقع 20 مليار؛ فإننا إزاء مجموع إجمالي قوامه 58 في المائة من التبادل الإسرائيلي. يعني هذا أنّ الممسك بزمام الدولة العبرية، بدرجة أو بأخرى، بوعي أم بدون وعي، هم الغربيون للأسف. ليس هذا سوى مؤشر واحد فقط، فماذا لو استحضرنا المؤشرات الأخرى، كالغطاء السياسي الغربي المتوافر دائماً للجانب الإسرائيلي، والدعم العسكري والإسناد الاستراتيجي. إنها عوامل تتواصل وتتعاظم حتى بعد المجازر الوحشية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة على مرأى من العالم ومسمع.

تأخذ هذه الحقائق أبعاداً صارخة حينما يُعقد مؤتمران على التوالي في كوبنهاغن ولندن، لتتدارس شخصيات من سبع دول غربية كيفية منع دخول السلاح إلى غزة، بينما تواصل هذه الدول تصدير الأسلحة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي وتغذيته بطوابير من الجنود أيضاً، حيث يتقاطر بعض أبناء الجاليات اليهودية من أوروبا ومن حملة جنسياتها لكي يخدموا في الجيش الإسرائيلي، دون أي اعتراضات. بل ما زالت نسبة من الإسرائيليين تفوق التوقعات، تحتفظ بالجنسيات الغربية.

لا نورد هذه الحقائق يأساً من تحقيق إنجازات، أو قنوطاً من إيجاد قنوات تخدم استعادة الحقوق، لكنه التشخيص اللازم للمعضلة، الذي هو الجزء الأهم في طريق العلاج. ومن هنا؛ فإنّ الضغط الفاعل على الغربي على جانبي الأطلسي، مسار لا غنى عنه في اتجاه تصويب الوقائع ونسج مستقبل الحرية بالنسبة لفلسطين وشعبها.

ـــــــــــــ

*المدير العام لمركز العودة الفلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ