-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  07/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عقيدة الاستيطان الصهيونية: ما بين النظرية والتطبيق

مأمون شحادة*

إن الحركة الصهيونية اتبعت الخط المنهجي في إضفاء طابع المشروعية القانونية والدولية لمشروعها الفكري من أجل إنشاء وطن قومي لليهود يجمع شتاتهم . وهذا واضح من خلال سعيها الدؤوب لكي تتماشى منهجيا لإنشاء وطنهم القومي من خلال إنشاء المؤسسات والاتصال بالدول الكبرى من اجل دعمها أو الحصول على ضمانات دولية فالصهيونية ومنذ البداية وقبل أن تتحول إلى حركة سياسية كانت تسعى ولو ببصيص أمل لإقامة وطنها .

ان نشاط الحركة الصهيونية منذ البداية كان يرسم للحصول على الشرعية والقانونية وفق خطوات منهجية لتحويل حلمه إلى واقع من خلال :

1.  القيام على استيطان فلسطين من خلال العمل الزراعي وغير الزراعي ووفق مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"  وأن يتم ذلك وفق قانون البيع لكي تتم عملية التملك الرسمي ... ويتبين ذلك من خلال شراء أول قطعة أرض عام 1855 وأقيم عليها أول حي سكني خارج أسوار القدس سنة 1857 عرف باسم حي ( مشكانوت شعنا نيم وعرف فيما بعد يمين موسى ) , وأيضاً تأسيس أول مستوطنة زراعية عرفت باسم ( مكفا إسرائيل ) عام 1870 من أجل تزويد المستوطنين بالخبرة الزراعية , وأيضاً تأسيس أول مستوطنة بشكل منظم وهادف عرفت باسم  ( بتاح تكفا ) في عام 1878 . وتوالت فيما بعد عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بشتى الوسائل منها الشراء أو الاستئجار لمدة طويلة وبشكل قانوني .

2.  تنظيم الشعب اليهودي بأسره عبر منظمات محلية ووطنية ودولية تتلاءم مع القوانين السائدة في كل بلد يوجد فيها يهود " و روسيا اكبر مثال على ذلك " في اول انطلاقة لهم من على أرضها مثل ما فعل أحباء صهيون وقد تم تشكيل لهم لجنة فرعية مركزية في وارسو  لمتابعة أمور الشأن اليهودي في العالم .

3.     تعزيز الشعور بالهوية اليهودية والوعي القومي عند اليهود (محاربة اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها، والعودة إلى صهيون. وقد اتخذت شعارا لها "إلى فلسطين" وفق مفهوم توراتي "عودة الشعب إلى أرض الميعاد "

4.     اتخاذ الخطوات الضرورية للحصول على موافقات وتأييد حكومات الدول الكبرى في إنشاء الوطن القومي لليهود .

 

وبعد ظهور الحركة الصهيونية كحركة سياسية عملية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، سعت هذه الحركة إلى اتخاذ القرارات من أجل شراء الأراضي الفلسطينية , فالفكر المتأصل في نشاط الحركة الصهيونية هو ( خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام ) , إذ إن هذا الفكر الصهيوني والذي انعقد من أجله عدة مؤتمرات وذلك من أجل التخطيط لوضع الناحية القانونية لذلك المشروع من أجل تحديد أن فلسطين وطن للشعب اليهودي في حين أن المشروع الصهيوني كان لا ينص صراحة على ان فلسطين وطن لليهود، ويمكن إقامة هذا الوطن في اي مكان إلا أن الحركة الصهيونية أصرت على أن تكون فلسطين هي الوطن القومي وذلك لكسب تأييد يهود العالم على هذه الفكرة من أجل تحقيق مشروعية الوطن القومي. ومن الملاحظ ان كلمة " دولة " استثنيت من الفكر الصهيوني على زمن العثمانيين واكتفوا بكلمة "وطن" أو "مستقر" من أجل تخفيف مخاوف العثمانيين وحلفائها من الأطماع الإسرائيلية فبذلك أصبحت الاستراتيجية الإسرائيلية تمويهية تبحث عن العذر القانوني من أجل تغليف هذا الوطن بالشرعية القانونية وإيجاد البراءة الدولية لكي يتم تنفيذ مشروعهم وإلا فإنها ستظل حبراً على ورق إن لم تحتضنها رعاية دولية فقامت الحركة الصهيونية بعملية بحث من أجل احتضان مشروعهم من خلال ثلاثة بدائل قانونية:

        القانون الدولي

        ضمانات دولية

        القانون العام

 

ومن الملاحظ قبل توقيع وعد بلفور لعبت الحركة الصهيونية لعبة جذب الأطراف لجعل هذه الوثيقة تمتاز بالشرعية القانونية  والتوافقية لكل الاطراف وخاصة التوافق مع الجانب الأمريكي وذلك للتغلب على المعارضة الشديدة لمثل هذا الوعد بين قطاع واسع من اليهود الغربيين المناوئين للصهيونية لكي لا يكون هناك اي تعارض لكل الجوانب .

فيتبين من ذلك ان الصهيونية كانت تبحث عن لحمتها اليهودية المشتته هنا وهناك بعد أن حصلت على الاحتضان الدولي .وهكذا قد حرصت الحركة الصهيونية بل اصرت على أن يكون وعد بلفور وثيقة دولية في معاهداتها ما بعد الحرب العالمية الأولى وضمن مقررات مؤتمر فرساي وسان ريمو والمنطقة الدولية الجديدة التي عرفت باسم عصبة الأمم فتحققت كل أحلام ونشاطات الحركة الصهيونية باصدار قرار الانتداب على فلسطين وأحقية إقامة وطن قومي لليهود . فبذلك اصبحت البراءة الدولية لمشروعية الوطن القومي قانونية دولية بموافقة الراي العام الغربي وبمباركة دولية بقيادة بريطانيا .

ومما يتضح أن الحركة الصهيونية حاولت منذ البداية تحقيق حلمها  خطوة خطوة وقد نجحت في ذلك مؤسساتيا وتفاوضيا ودوليا من خلال طرح قضيتها عبر كل الطرق والمحاولات لإثبات شرعيتها القانونية فمن ذلك استطاعت الحركة الصهيونية اكساب المجتمع الصهيوني معظم سمات الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية عن طريق البراءة والحصانة الدولية تحت مسمى دولة (إسرائيل) وفق قرار التقسيم 181، وتم توحيد كل المنظمات الصهيونية وصهرها تحت مسمى جيش (إسرائيل) ليجتمع عنصر الدولة بقوة الجيش وهكذا ظهرت (إسرائيل) دولة وجيشاً وشعباً على أحد الأقاليم ليجسد دولة (إسرائيل) على حساب فلسطين (اغتصاب) ولكن ضمن صراع حدودي .

ــــــــ

متخصص بالدراسات الاقليمية - الخضر – بيت لحم – فلسطين

wonpalestine@yahoo.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ