-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  05/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة في نتائج الانتخابات البلدية التركية -2

محمود عثمان

المحطة الثانية : الأداء الميداني لحزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات : لا أحد يشكك أو يتنكر للخدمات الجليلة التي قدمتها بلديات حزب العدالة والتنمية عموما , ولا أحد يجحد المشاريع العملاقة التي نجحوا في تحقيقها خلال فترة إدارتهم للبلديات ..لكن في نفس الوقت  يقول رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان : (لقد تملكتني الحيرة تجاه النتيجة التي حصلنا عليها في مدينة أنطاليا , لقد سافرت إليها ثمان وعشرين مرة .. كل منها كان إما لتدشين مشروع , أو افتتاح آخر تم إنجازه ) .. هنا يكمن السؤال المهم الذي حير المراقبين السياسيين وحتى رجب طيب أردوغان نفسه ..لماذا لم تنعكس هذه الخدمات على صناديق الاقتراع ؟ هل المواطن عديم الوفاء إلى هذه الدرجة ؟ وهل الشعب  أكَََال نكَََار كما يقول المثل ؟! أم أن هناك أسبابا أخرى ؟!.

لقد كُتب الكثير من المقالات والتحليلات في تفسير هذه الظاهرة الغريبة . لكن يبقى جواب وزير المواصلات بن علي يلدرم أكثرها صراحة وإثارة !. وذلك عندما قال :(أصدقائي الأعزاء صحيح أننا قدمنا خدمات كبيرة , ولم نحصل على ما يقابلها من أصوات , لكن لا تقولوا أبدا : إن الشعب عديم الوفاء !.. لقد قدمتم خدمات هذا صحيح , لكننا على ما يبدو أننا لم نزرع بذور الحب , لنحصد تقدير الناس ودعمهم لنا , بل ربما جرحنا قلوبا كثيرة )!.                      

كلمات الوزير هذه أصابت كبد الحقيقة .. لقد نسي العاملون في الحزب مقولة قائدهم أردوغان :(من تقدم لخدمة الشعب عليه أن يضحي ) , لقد تركوا العمل الروتيني العادي بله التضحية , والتفتوا إلى اقتسام الغنائم والاستفادة من نعماء الحكم والسلطة , كما نسوا شعاره المستوحى من حديث النبي –ص- بشروا ولا تنفروا , ويسروا ولا تعسروا .. لقد لاحظت ذلك بنفسي وشاركني في ذلك كثيرون . فقد زارنا قبيل الانتخابات ممثلون عن عدة أحزاب مختلفة , لكن ناشطوا  حزب العدالة والتنمية لم يكلفوا أنفسهم هذه المرة عناء النزول إلى الشارع والتواصل مع المواطنين مباشرة .على عكس الانتخابات السابقة حيث طرقوا أبواب البيوت وأهدوا كل بيت وردة قرنفل مصحوبة بابتسامة عريضة تشع بالثقة وتبعث الأمل لدى المواطن.. لكن أيا من ذلك لم يحدث خلال الانتخابات الأخيرة .. ربما لأن أعضاء الحزب الحاكم مشغولون بالخلافات فيما بينهم والكيد لبعضهم البعض بسلوك سبل غير نظيفة في التنافس الحزبي مما أدى إلى استبعاد كوادر فاعلة وناجحة لها وزنها السياسي . مثال ذلك رئيسا بلديتي أضنة و أورفة  كلاهما استبعدا بسبب حسابات حزبية ضيقة أما رئيس بلدية أضنة فقد تحول خلال يومين إلى حزب الحركة القومي ونجح للمرة الرابعة على التوالي . وأما رئيس بلدية أورفة فقد رشح نفسه مستقلا واستطاع بمفرده هزيمة حزب العدالة والتنمية بقضه وقضيضه !..

لقد بذل رجب طيب أردوغان جهودا مضنية وناضل وكافح لكنه لم يفلح على ما يبدو هذه المرة في تسريع وتفعيل أداء منظومته الحزبية التي اتكلت على شخصيته الكاريزمية الآسرة , وركنت إلى عدم وجود البديل الحقيقي عن حزبها , وعولت على إنجازات الحكومة التي طالتها آفة الأزمة الاقتصادية العالمية  ..

ولنا وقفة عند محطات أخرى بإذن الله

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ