-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  01/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الانقسام، الانقسام

د. فايز أبو شمالة

   كثيرون يقصرون ضرر الانقسام الفلسطيني على البعد السياسي، على اعتبار أن مجمل أنشطة الحياة الفلسطينية انعكاس للسياسي، وهو الأكثر تأثيراً في مجمل القضية الفلسطينية، ومع ذلك فإن خطر الانقسام الحقيقي يتجلى في الروح الفلسطينية المنشطرة على ذاتها، وقد بلغت مداها أثناء الحرب على غزة، وما بعد ذلك، حيث صار تغليب الخلاف على الصراع الذي انزاح جانباً، وجرى تقديم الثانوي على الرئيسي، والخلط بين ما هو مؤقت وما هو استراتيجي، لتبرز في هذا المضار حالة التشكك في الهزيمة الإسرائيلية في معركة الفرقان، التشكك الذي يجيء على لسان عناصر من حركة فتح، وكأنه رد على بسط حماس نفوذها المطلق على غزة، فصار الاعتراف بنصر غزة يعني التسليم بقوة حماس وحدها، والإقرار بتطور قدراتها في المقاومة، ومن زاوية أخرى يعني اعترافاً ضمنياً بفشل أساليب المقاومة السابقة، معنى ذلك؛ لو كانت عناصر فتح جزءاً من المعركة مع الإسرائيليين لأنقلب التفسير، وهذا منطقي، فمن لم يشارك في معركة الفرقان يراها من شقوق التدمير، ومن شارك فيها يطل عليها من أفق التعمير، وسأفترض حسن النية في أن هذا التشكك من قبل عناصر فتح لم يأت من باب الكفر بالمقاومة، ورفضها بالمطلق، وإنما من باب الرغبة الكامنة في النفوس لمواجهة العدو الإسرائيلي بشكل موحد، ومن هنا يمكن تفسير الطعن في نصر غزة على أنه طعن لتواصل الانقسام، ورغبة في رأب الصدع، ولكن ما ليس له تبرير هو التشكيك بالمقاومة من بعض فصائل منظمة التحرير التي لا يشكل حضورها زخماً جماهيرياً، ولا يضعف غيابها قدرات المقاومة.

   كان الشعار الذي أجمع عليه الفلسطينيون في الانتفاضية الثانية: الانتقام الانتقام يا كتائب القسام، وقد لبت الكتائب النداء، وشاركتها العمليات الاستشهادية تنظيمات المقاومة بما فيها حركة فتح، ولكن ما نلاحظه هذه الأيام هو الظهور العلني لفريق فلسطيني يطعن في شرعية المقاومة، والأدهى من ذلك أنه يعتقل المقاومين عملياً، وهذا ما لم يكن يجرؤ عليه أحد بهذه الغلظة لولا حالة الانقسام التي وفرت لهم الذريعة، وهيأت لهم الأجواء المناسبة لتنفيذ جريمة اعتقال المقاومين ولاسيما في الضفة الغربية التي تمزقها مئات الحواجز العسكرية، وتنهش لحمها المستوطنات التي تستدعي المقاومة.

   لقد أظهر آخر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن 46%  يرون أن الأولوية الأولى الأكثر أهمية للفلسطينيين هي توحيد الضفة والقطاع، بينما يقول 28% أن الأولوية هي العودة للتهدئة وفتح معابر القطاع. ويرى25% فقط أن الأولوية الأهم هي إعادة تعمير ما دمرته الحرب الإسرائيلية على غزة.

   إن هذا الاستطلاع ليؤكد أن الوحدة الفلسطينية هي الطريق الأنجع للتعمير الوجداني، والاجتماعي، والحياتي، والسياسي، ومن ثم التعمير الاقتصادي الذي سال له لعاب البعض.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ