ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  05/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

كيف يقود الأسد بلاده بعيدا عن العزلة 

 الجزء الثاني

بقلم: إيريك فولاث

دير شبيغل الألمانية 24/9/2008

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

* التعذيب في انخفاض و لكن مضايقة المعارضين لا زالت موجودة:

المشهد فخم, مقهى رصين في دمشق القديمة, ليس بعيدا عن المسجد الأموي, في وسط "فردوس الشرق", "عروس المدن" هكذا أطلق عليها الشعراء و الكتاب على امتداد التاريخ, إن ياسين الحاج صالح و هو طبيب بعمر ال47 سنة يحب هذا المكان كثيرا.

إنه يسير في شوارع دمشق كل صباح, يستنشق روائح الهيل و القهوة الطازجة, و يحاول طبع هذه الأمور في الذاكرة. و هو يشعر ببرد الحيطان القديمة, و يريد الحفاظ عليها, و من ثم يحدق في المآذن العالية , و يحاول طبع هذه الصور في ذهنه. إنه لا يأخذ أي شيء على أنه مضمون او مسلم به. لربما هذا ما يحدث لأي شخص قضى نصف شبابه في السجن. يقول :" لقد كنت وراء القضبان لمدة تصل بالتحديد الى 16 سنة و 14 يوما, لا أتوقع ان أسجن مرة أخرى, و لكن في سوريا لا يمكن لأحد أن يعرف ماذا سيحدث".

كشاب يساري أراد صالح قلب النظام بخطبه الشيوعية النارية. وقد اعتقله حافظ الأسد في عام 1980 .حيث أمضى 11 سنة في السجن دون أن توجه له أي تهمة. و قد رفض عدة مرات التخلي عن مبادئه. و قد حكم عليه في النهاية السجن لمدة 15 سنة, إضافة الى سنة إضافية "لسلوكه السيئ" في سجن تدمر الصحراوي, وهو المكان المشهور بالتعذيب الشديد , او كما يقول صالح "غوانتانامو السوريين".

بعد إطلاق سراحه, عمل صالح على استجماع قواه لإنهاء دراسته في مجال الطب, و قد بدأ في علاقة مع امرأة كانت قضت هي الأخرى العديد من السنوات في السجن. و كالكثير من السوريين, فإنه يؤمن بربيع دمشق الذي يعود الى العام 2000, عندما جاء بشا ر الأسد الى الحكم بعد وفاة والده, حيث وعد بمزيد من التعددية.

يقول الناشط في مجال الحقوق المدنية :" لقد كنا ساذجين حقا". فبعد سنة على مجيء بشار الى السلطة, بدأت الاعتقالات مرة أخرى. و قد أصبح نقد الحكومة قويا جدا وهو ما شعر به الأسد الشاب. وقد تم استدعاء صالح بشكل شهري تقريبا و تم تحذيره من المقالات الناقدة التي كان ينشرها في صحيفة لبنانية.

يقول صالح :" صحيح أن التعذيب أصبح أقل في عهد بشار عما كان عليه أيام والده". و لكنه يواجه فشلا في إيجاد أي تحرر سياسي,  مشيرا الى التعامل الأخير الذي قامت به الحكومة ضد منتقديها, مثل اعتقال رجل الأعمال السابق رياض سيف ذو ال 62 عاما, الذي تلقى جائزة حقوق الانسان في مدينة "فيمار" الألمانية عام 2003. فمنذ شهر يناير و سيف الذي يعاني من مرض السرطان يقبع في السجن مع أعضاء آخرين من المعارضة الذين تجرؤوا على نشر بيان مؤيد للديمقراطية.

و قد وقع صالح على هذا البيان. و هو يسأل نفسه حاليا من أنهي قائمة الموقعين هؤلاء و كيف حدث ذلك. "إن هذا الاستبداد يقصد به إحباط ناشطين مدنيين مثلنا" و قد تحول صالح من شيوعي الى ديمقراطي اجتماعي منذ فترة طويلة. و مرة أخرى يصرح صالح بصوته الجرئ بآراء استفزازية :" نحن السوريون رهائن لعائلة الأسد".  

بالنسبة لصالح فإن التغيرات التي شهدتها دمشق في السنوات الأخيرة, بما فيها مقاهي الانترنت الجديدة و الأعمال الغربية و تنامي السياحة. هي مجرد أمور "سطحية" إنه يريد تغييرا حقيقيا و جذريا و هو يرى أن أي شيء آخر هو عبارة عن "تنازلات كسولة"

في حلب, المدينة التجارية التي يزيد عمرها عن 4000 سنة في شمال سوريا و المدنية التي تعتبرها اليونسكو موقعا تراثيا و جزء من طريق الحرير الأسطوري, فإن هناك أيضا رجلا مقتنع تماما أنه يعرف ما يهم السوريين . " يقول بدر الدين حسون ذو ال 59 عاما وهو يحرك سبحته :" إن الحرية الدينية و تطوير مستوى المعيشة, هي الأمور المهمة هنا".

إن حسون يعتبر زعيما للسنة السوريين, و الذين يكونون ما يزيد على 75% من مجموع الشعب السوري. وهو رجل بشوش مبتسم في غالب الأحيان و مولع بالحركات الإيحائية, لقد أكمل حسون دراسته الدينية في جامعة الأزهر في القاهرة . حيث درس العلوم الاسلامية و الأدب العربي. إن حسون غير مهتم بأن يكون عالما كبيرا, و لكنه يريد أن يكون رجلا للناس, لجميع الناس. و هو يطمح الى أن يكون "ممثلا لجميع الأديان, بما فيهم الملحدين".

  إن حسون شخص ذكي. و مترجمه شخص أرمني مسيحي أرثوذكسي, و أقرب مستشاريه شخص كاثوليكي. و على الرغم من أن سوريا لا تزال دولة بوليسية, إلا أن الأديان تتعامل مع بعضها البعض بمنتهى التسامح, عكس الجارة لبنان. إن الأقليات تتمتع بحماية خاصة, وقد يعود هذا الى أن "العائلة الحكمة" نفسها هي جزء من هذه الأقلية . إن عائلة الأسد علوية, وهي جزء من الشيعة الذين يشكلون ما نسيته 10% من مجموع سكان سوريا. لقد اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين تهديدا و عورضت بوحشية من قبل حافظ الأسد, و هي الآن لا تعدو عن كونها جماعة هامشية تعمل تحت الأرض.

يقول المفتي حسون :" إن الحرب لا يمكن أن تكون مقدسة. إن السلام هو فقط المقدس, و أي واعظ يعمل على تغذية الكراهية يجب أن يوقف, إن حياة أي طفل هي أكثر أهمية من أي مسجد مهما كان مهما".

بالنسبة لحسون, فإن فكرة الحكومة الدينية هو أمر مشكوك به الى أبعد الحدود. وهو يؤمن بدولة تفصل الدين عن الدولة " في نظام اجتماعي يقوم على العدالة و يعيش فيه المسلمون و المسيحيون و اليهود بسلام مع بعضهم البعض". و لكن لتجنب الظهور بمظهر سلمي مبالغ فيه فقد أوضح المفتي أن سياسة اسرائيل في الاحتلال و الظلم الشنيع ضد الفلسطينيين هي الجذر الرئيس للشر في الشرق الأوسط. " و الهجمات الانتحارية هي رد فعل مؤسف على هذا".

لقد كان حسون جزء من مجلس الشعب السوري الضعيف لمدة 8 سنوات. و على الرغم من أن أتباعه من السنة قد اقترحوا أن يكون هو المفتي إلا أنه عين من قبل الرئيس نفسه. ترى هل يرى أن هذا التعيين يجعل منه لسان حال الرئيس ؟ يقول " بالطبع لا". و على الرغم من أنه في حالة توافق تام مع الرئيس إلا أن حسون يقول أنه قام بتوجيه النقد مرارا و تكرارا.

لقد اجتمع الرئيس و حسون في العديد من المرات في اجتماعات فردية وجها لوجه, و هما يجتمعان بشكل أكبر عندما تزداد المشاكل. يقول المفتي ان التذمر الذي يسمعه من المواطنين يتعلق بالتضخم و والفساد و البطالة. إن حسون الذي يرى أنه معتدل, يريد أن تنفتح بلاده و أن يأتي المستثمرون الى سوريا. يقول القائد الديني :" و لكن هذا يجب أن يحدث بلطف".

Part 2: Torture Is on the Decline,

but Harrassment of Dissidents Persists

 The scene is a plush, discreet café in Damascus ' Old City , not far from the Omajjaden Mosque, in the middle of the "paradise of the orient," the traditional realm of the "bride of all cities," a place adored by poets and authors throughout history. Yassin al-Hajj Salih, a 47-year-old doctor, loves this Damascus .

He walks through the streets every morning, inhaling the scents of cardamom and fresh coffee, trying to commit his impressions to memory. He feels the cold surfaces of old walls, trying to preserve them, and gazes at slim minarets, hoping to burn their images into his mind. He takes nothing for granted. Perhaps this is what happens to anyone who has spent half his adult life in prison. "I was behind bars for exactly 16 years and 14 days," he says. "I don't expect to be arrested again, but in Syria one can never know."

As a young man Salih, a leftist, sought to unhinge the system with his fiery communist speeches. Hafez Assad had him arrested in 1980. He spent 11 years suffering in prison without any charges having been brought against him, and he repeatedly refused to renounce his ideals. He was eventually sentenced to 15 years in prison, as well as an additional year for "bad behavior," to be served in Tadmur Prison, a place notorious for torture. "Our Guantanamo ," Salih calls it.

After his release, Salih summoned up his remaining strength to finish medical school, and began a relationship with a woman who had also been in prison for many years. Like many Syrians, he believed in the "Damascus Spring" of 2000, when Bashar Assad came to power after his father's death and promised more pluralism.

"We were certainly naïve," says the civil rights activist. Within a year of the new president coming to power, the arrests began again. Criticism of the government had become too vehement and fundamental for the younger Assad's taste. Salih was summoned by Syrian intelligence almost monthly and "warned" about critical articles he was publishing in a Lebanese newspaper.

"It is true that there is less torture under Bashar than under his father," says Salih. But he also fails to recognize any signs of political liberalization, pointing out the government's recent treatment of regime critics, like the arrest of former businessman Riad Seif, 62, who was awarded the Human Rights Award of the German city of Weimar in 2003. Since January Seif, who has cancer, has been in prison with other members of an opposition group that had dared to publish a pro-democratic manifesto.

Salih also signed the document. He now asks himself who ended up on the list of those arrested, and why. "This arbitrariness is meant to demoralize civil rights activists like us," says Salih, who turned from communist to social democrat long ago. And then the fearless Salih voices yet another of his deliberately provocative opinions: "We Syrians are hostages of the Assad family."

For Salih, the many changes that Damascus has seen in recent years, including new Internet cafes, Western businesses and growing tourism, are "superficial." He wants to see fundamental change and condemns anything else as nothing but "lazy compromises."

In Aleppo , the more than 4,000-year-old trading center in northern Syria , a UNESCO World Heritage Site and the terminus of a branch of the legendary Silk Road , there is also a man who is convinced that he knows what matters to Syrians. "Religious freedom and improvement of living conditions, those things are important," says Grand Mufti Dr. Ahmed Badr al-Din Hassoun, 59, as he fingers his prayer beads.

Hassoun is the leader of Syria 's Sunni Muslims, who make up about 75 percent of the country's population. A jovial man who laughs often and is fond of animated gestures, Hassoun completed his religious training at Cairo 's renowned Al-Azhar University , where he studied Islamic Science and Arab Literature. Hassoun is not interested in being a lofty scholar, but rather a man of the people -- all the people. He aspires to be a "representative of all religions, including the atheists."

Hassoun is everything but apprehensive. His English interpreter is an Armenian Orthodox Christian, and his closest advisor is Roman Catholic. Although Syria may still be a police state, religions treat each other with greater tolerance there, unlike in neighboring Lebanon . Minorities enjoy special protections, perhaps because the "ruling family" is part of a minority religious group itself. The Assads are Alawites, a Shiite minority that makes up only 10 percent of the Syrian population. The radical Muslim Brotherhood, considered a threat and brutally opposed by Hafez Assad, is now nothing more than an insignificant, underground splinter group.

"A war can never be holy. Only peace is holy, and any preacher who foments hatred must be stopped," says the Grand Mufti. "The life of one child is more important to me than any mosque, no matter how significant."

For Hassoun, the notion of a theocracy on earth is deeply suspect. He believes in a country where government and religion are separate, "in a social order based on justice and in which Muslims, Christians and Jews live in peace with one another." But to avoid sounding too much like a pacifist, the Grand Mufti makes it clear that, in his view, Israel's occupation policy and the outrageous injustices against the Palestinians are the root of all evil in the Middle East. "Suicide attacks are a regrettable reaction to this."

Hassoun was a member of the powerless Syrian parliament for eight years. Although his fellow Sunnis proposed him for the position of Grand Mufti, he was appointed by the president. Does he believe that this makes him Assad's mouthpiece? "Absolutely not," he says. Although he is generally in agreement with the president, says Hassoun, he repeatedly has grounds for criticism.

Hassoun and Assad get together several times a year for scheduled one-on-one meetings, and they meet more frequently when special problems arise. The Grand Mufti says that the complaints he hears from citizens often relate to rising inflation, corruption and unemployment. Hassoun, who sees himself as a modernizer, wants his country to open up and investors to come to Syria . "But it must happen gently," says the religious leader.

----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ