ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 24/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أدعياء الشرق الأوسط الكبير

بقلم: جاكسون ديل

الواشنطن بوست-19/3/2007

لقد لعب رجال الدولة من السياسيين المتهكمين لعبة خيالية ووهمية فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني: ابتداء من منابر الخطابات الرنانة في أوروبا الى منصات الحديث في الأمم المتحدة, وقد أعلنوا مراراً أن أولويتهم القصوى من الآن فصاعداً هي الترويج "للتسوية الشاملة" بوساطة من "المجتمع الدولي" . ولكن يبدو أن الفلسطينيين و الإسرائيليين بعيدون جداً عن مثل هذه التسوية و قد تكون أمراً لا يعنيهم حالياً. وفي واقع الأمر فان الشرق الأوسط ليس هو ما يعنيهم بقدر ما تعنيهم دوائرهم الانتخابية في الداخل, أو ربما الحكومات العربية الغنية بالنفط, و قد يكون مجرد الحديث  عن الدولة الفلسطينية هو شئ من السحر. 

و لقد تعلمنا لحد الآن أن لا نعير الكثير من الاهتمام عندما يقوم رئيس الوزراء الاسباني أو الأمين العام للأمم المتحدة بالإعلان عن أحدى تلك  التسويات أو الصفقات, و لكن يوجد هناك شئ جديد في هذه المناورات الخيالية: وهو عدم ظهور اليأس لحد الآن في الشخصين الأكثر تأثيراً في المنطقة وهما : وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس و ورئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت.

فمنذ بداية هذه العام, قامت رايز بالإعلان عن التزامها بترويج "الأفق السياسي" الإسرائيلي الفلسطيني وهو المصطلح الجديد المرادف "للتسوية الشاملة", وقد وعدت بزيارة القدس ورام الله هذه السنة؛ وبالفعل فهي ستكون هناك نهاية هذا الأسبوع. وقد وصف معاونوها إصرارها و تفكيرها المستمر في "عملية السلام" على أنه تحول دراماتيكي في سياسة إدارة بوش التي كانت تقوم على عدم التدخل بقوة في هذا الموضوع بالذات.

و أولمرت بدوره بدأ فجأة بالحديث عن المصلحة الإسرائيلية في المبادرة العربية للسلام و التي ُوضعت من قبل السعودية في مؤتمر القمة العربي في بيروت عام 2002 و التي تضمن تطبيع العلاقات الكامل مع اسرائيل إذا استقرت الأمور مع الفلسطينيين . ولكن اسرائيل رفضت هذه المبادرة من الأصل لأنها تدعو الى الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 كما وتدعو الى عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. ورغم ذلك فقد قام أولمرت و وزيرة خارجيته ليفني الأسبوع الماضي بالحديث عن "عناصر ايجابية" في المبادرة السعودية إضافة الى إمكانية التفاوض مع الفلسطينيين على أساسها, كما صرح أولمرت.

وقد صرحت رايز بعد لقائها ليفني في واشنطن بما يلي :"أنا أفكر بايجابية حول فكرة أن الجامعة العربية سوف تعيد المصادقة على هذه المبادرة في القمة العربي المقبلة في الرياض كما هو المتوقع".

و لكن لماذا كل هذا الحراك؟ هل اسرائيل مستعدة للقبول بالمبادرة العربية كمقدمة لمفاوضات سلام شاملة مع السعودية وباقي دول الخليج العربي؟ هل سيقوم عباس و اولمرت ورايز بالتوصل الى مفهوم معين حول الحل النهائي, ويكون عباس قادراً بذلك على أن يستخدم مفهوم الدولة  لهزيمة  خصومه العنيدين من حركة حماس.

في الحقيقة, فانه من الصعب على أي شخص أن يتوقع أن مثل هذه الأمور قد تحدث. و خصوصاً الجانب الإسرائيلي الذي يعلم أن الظروف غير مهيأة لمثل ذلك في الوقت الحالي. إن عباس و أولمرت كلاهما ضعيف؛ فشعبية أولمرت في أخفض مستوياتها, وعباس قد أجبر تحت ضغط حركة حماس على القبول "بحكومة الوحدة الوطنية" و الذي يشدد برنامج عملها على حق "المقاومة" أو بالأحرى استخدام العنف ضد إسرائيل.

لقد انشغلت حماس في الأشهر الأخيرة ببناء مخابئ و تخزين أسلحة مضادة للدبابات في قطاع غزة, على غرار ما فعله حزب الله في جنوب لينان. و على الرغم من وجود وقف لإطلاق النار فان الصواريخ البدائية لا تزال تنهمر على جنوب اسرائيل بشكل يومي. و القادة العسكريون في الجانب الإسرائيلي يصرون على القيام بعمل ما للرد على مطلقي هذه الصواريخ, و يبدو أنه حتى القادة السياسيون أصبحوا على يقين من أن حرباً كالتي جرت الصيف الماضي هي أمر حتمي الوقوع.

ويشدد معاونو رايس على أنها جادة هذه المرة في تحركها الدبلوماسي. وعلى الرغم من ذلك فانه يصعب مقاومة فكرة أساسية وهي أن هدفها الرئيسي موجه لجمهور مكون من شخص واحد وهو "الملك عبدالله آل سعود" ملك السعودية, و الذي يشعر بأهمية إقامة دولة للفلسطينيين. وقد اعتمدت رايس بشكل كبير على الأمير "بندر بن سلطان" , وهو مسئول الأمن الوطني في السعودية  و المقرب من عائلة بوش, في تأليب الصف العربي ضد إيران. وقد تواجد بندر مرة أخرى في واشنطن الاسبوع الماضي بشكل متزامن مع وجود ليفني هناك, للحديث حول المبادرة السعودية التي تُسعد الملك عبدالله و الذي تهتم رايس بإبقائه سعيداً وراضياً. وبالنسبة لأولمرت فإنها توفر له فرصة مضاعفة لمساعدة حلفائه الأمريكان و دغدغة العواطف الإسرائيلية بإمكانية حصول اختراق من نوع ما في العلاقات مع الدول العربية.

قد تعتقد أن الحديث عن معالم السلام لا تضر أحد. و لكن التاريخ يُظهر لنا أن الضرر قد يحدث. فقد دفع الرئيس كلينتون باتجاه عقد معاهدة سلام في نهاية فترته الرئاسية ولكن عندما لم تنجح مساعيه و فشلت الأمور أدى ذلك الى وقوع حرب دموية بين الإسرائيليين و الفلسطينيين.  وعلى هذا فان بعض المسئولين في اسرائيل يخشون من تكرار نفس ذلك المشهد: فعندما لا يحدث أي تقدم على صعيد المبادرة السعودية أو في الأفق السياسي لرايز, فان ذلك سيخلق المبرر الذي تحتاجه حماس للبدء بحرب ضد اسرائيل تنطلق من قطاع غزة.

كما أن هناك تكلفة  للفرصة البديلة. فبدلاً من الحديث حول الحدود النهائية و قضية اللاجئين, قد يكون من المفيد لأولمرت و عباس و رايز إبرام اتفاقية تخفف من الظروف الصعبة للفلسطينيين في غزة, على أن تشمل هذه الاتفاقية الإفراج عن الأسرى من كلا الطرفين و العمل على تقوية و تمكين وقف إطلاق النار, وقد ينجح ذلك في إيقاف الحرب القادمة. أليس ذلك أفضل من الحديث حول أوهام و خيال؟

http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2007/03/18/AR2007031801056.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ