ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في سوريا,  لغة السيد المسيح حية

بقلم: روبرت ورث

نيويورك تايمز 22/4/2008

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

دمشق , معلولا- الياس خوري لا زال يتذكر أيام كان أهل القرية لا يتكلمون إلا اللغة الآرامية – لغة السيد المسيح. لقد اتصلت القرية بالعاصمة دمشق عن طريق حافلة قديمة تسير خلال الجبال الوعرة و العالية, وقد كانت هذه القرية مسيحية بالكامل وهي أثر من الآثار الباقية و الدالة على التنوع الأكبر في الشرق الأوسط قبل وصول الإسلام.

و الآن فان السيد خوري ذا ال 65 عاما و صاحب الشعر الأبيض يعترف بحزن بأنه نسي و بشكل كبير اللغة التي كان يتكلمها مع والدته.

يقول السيد خوري و هو جالس الى جانب زوجته في بيته المكون من القش و الطين  :" لقد اختفت , الكثير من المصطلحات الآرامية لا استخدمها هذه الأيام, و قد أضعتها".

ان معلولا إضافة الى قريتين صغيرتين قريبتين حيث لا زالت الآرامية حية فيهما و لا زال يحتفل بهم في سوريا على أنهم جزر لغوية صغيرة. في دير القس سيرجيوس و باخوس في التل أعلى القرية تتلو شابات الصلوات باللغة الآرامية للسياح, و تباع كتيبات حول اللغة الآرامية كهدايا يحملها السياح في مركز القرية. 

و لكن هذه الجزيرة بدأت بالتضاؤل مع السنين, ويقول بعض السكان المحليين بأن الأمور لن تستمر. فعندما ازداد عدد السكان في سوريا و تركيا و العراق تلاشى الكثير من المسيحيين الناطقين بالآرامية و بعضهم هاجر الى الغرب و هناك منهم من تحول الى الإسلام.

في العقود الأخيرة تسارعت وتيرة هذه العملية, مع هرب الكثير من العراقيين المسيحيين من العنف و الفوضى في بلدهم.

تقول "يونا صابر" أستاذة اللغات السامية في جامعة كاليفورنيا , لوس أنجلوس, بأن معلولا اليوم و القرى المجاورة لها يمثلون "آخر الموهيكانس"* بالنسبة للآرامية الغربية, و التي كانت لغة المسيح السائدة في فلسطين قبل ألفي عام.

 ببيوتها الجميلة المعلقة بشكل رائع في الجبال كانت بعيدة في يوم من الأيام عن دمشق, العاصمة السورية, و الناس أمضوا عمرهم هنا. و لكن الآن فان هناك القليل من فرص العمل و الشباب يميلون للانتقال الى المدينة للعمل, كما يقول السيد خوري.

وحتى لو رجعوا, فان احتمالية أن يتكلموا الآرامية ضعيفة جدا. لقد كانت الحافلات تتحرك نحو دمشق مرة أو مرتين في اليوم, و لكنها الآن تتحرك كل 15 دقيقة, و مع وجود طرق  أفضل فان الرحلة تستغرق حوالي الساعة. ان التبادل الثابت مع المدينة الكبيرة فضلا عن التلفاز و الانترنت قد أدى الى انفتاح معلولا على العالم.

يقول السيد خوري بصوت حزين :"لقد فقدت الأجيال الجديدة الاهتمام بالآرامية"

أما حفيدته "كاتيا" ذات ال 17 عاما و التي ترتدي الجينز الأزرق فقدمت لنا بعض النماذج من اللغة :"أوافي" تعني مرحبا و "ألوي بيلاش آ فيثا" فتعني أن الله معك. و قد تعلمت الآرامية بشكل كبير في مدرسة اللغة الجديدة في معلولا, و التي أنشئت قبل سنتين للحفاظ على بقاء اللغة. كما أنها تعرف بعض الأغاني و بدأت تتعلم كتابة اللغة- و هو أمر لم يقم حتى جدها بعمله-.

لقد ضحك السيد خوري عندما سمع الكلمات الآرامية, و لكن هذا استدعى ذاكرة الطفولة عنده قبل 60 سنة عندما كانت معلمة المدرسة تصفع  الطلاب الذين يستخدمون الآرامية في الصف, تطبيقا لسياسة "التعريب" الحكومية في سوريا. 

يضيف السيد خوري :" لقد انعكست الأمور اليوم". ان العائلات تتكلم العربية في البيوت و يتعلمون الآرامية في مراكز تعليم اللغة, حيث يتعلمها بعض الأجانب أيضا.

في تقاطع القرية المركزي كان هناك مجموعة من الشباب تقف أمام سوق تجاري تؤكد كلام السيد خوري المتشائم. 

يقول فتحي معلم ذو العشرين عاما :" أنا أتكلم شيئا من الآرامية ولكن بالكاد أفهمها".

أما جون فرانسيس فيقول :" لقد كتب والدي كتابا حول اللغة, و لكنني بالكاد أتكلمها" . ( ان الأسماء ذات الوقع الغربي شائعة بين المسيحيين في سوريا و لبنان).

إن معلولا – وتعني المدخل بالآرامية- أخذت اسمها من أسطورة تستدعي تاريخ القرية الديني. يقال بأن القديسة "تكلا" وهي شابة جميلة درست مع القديس باول و يقال بأنها اضطرت للهرب من بيتها الذي يقع حاليا في تركيا بعد أن اضطهدها  والداها الوثنيان  بسبب دخولها في الدين المسيحي الجديد. و بعد أن وصلت معلولا وجدت أن طريقها قد أغلقته الجبال. فقامت بالصلاة و الدعاء حتى تصدعت الصخور الى قسمين, و تدفقت المياه تحت أقدامها.

و اليوم فان السياح يصعدون وينزلون خلال الوادي الضيق حيث تقول الأسطورة أنها هربت من خلاله, و يمكن رؤية الصخور الوردية التي ترتفع ما يقرب من 100 قدم. و بالقرب من ذلك المكان هناك من أربع وعشرين راهبة يعشن في دير القديسة "تكلا" و يشرفن على ملجأ صغير للأيتام. (" نحن نعلم الأولاد الصلوات باللغة الآرامية" كما تقول إحدى الراهبات ذات البشرة السوداء, و تضيف "و لكن كل شيء آخر بالعربية") و هناك ضريح في سفح الجبل حيث يقال بأن الراهبة كانت تعيش  هناك مع وجود شجرة تنمو بشكل أفقي معه.

ولكن حتى هوية المدينة المسيحية بدأت تخبو. فقد حل المسلمون مكان المهاجرين المسيحيين, و الآن فإن  السكان المسلمين يشكلون نصف سكان معلولا التي كانت مسيحية محضة في يوم من الأيام, كما يقول أحد القاطنين في القرية. 

لقد جلب ارث معلولا اللغوي بعض الانتباه بعد عرض فيلم ميل جيبسون "آلام المسيح" عام 2004, مع وجود حوار مختلط من الآرامية و اللاتينية و العبرية فيه. و عمليا فان كل شخص في القرية تقريبا قد شاهد الفيلم و لكن القليل منهم قالوا أنهم فهموا شيئا من الفيلم. و لكن هذا ليس خطأهم: فهو يتضمن لهجات آرامية مختلفة, و لهجة الممثلين جعلت من الفهم أمرا صعبا كما يقول السيد صابر أستاذ اللغات السامية.

كما أن الآرامية قد تغيرت خلال العقود المختلفة, و قد واجهت اللغة العربية في سوريا كما يقول السيد صبري.

ولكن معظم سكان معلولا يعتقدون بأن لغة بلادهم التاريخية لا زالت نفسها من أيام المسيح, و سوف تعود ثانية كلغة محكية عندما يعود.

يقول سهيل ميلاني ذو ال 50 عاما و الذي يعمل كسائق لحافلة :" لقد كان آباؤنا و أجدادنا يتحدثون دائما بهذه اللغة معنا. و آمل أن لا تختفي".

*إحدى قبائل الهنود الحمر و التي تعرضت للتطهير العرقي على يد المستوطنين الجدد في أمريكا الشمالية إضافة الى أنه اسم فيلم أمريكي يتحدث عن هذه القبيلة.

In Syrian Villages, the Language of Jesus Lives

By ROBERT F. WORTH

Published: April 22, 2008

MALULA, Syria — Elias Khoury can still remember the days when old people in this cliffside village spoke only Aramaic, the language of Jesus. Back then the village, linked to the capital, Damascus , only by a long and bumpy bus ride over the mountains, was almost entirely Christian, a vestige of an older and more diverse Middle East that existed before the arrival of Islam.

Now Mr. Khoury, 65, gray-haired and bedridden, admits ruefully that he has largely forgotten the language he spoke with his own mother.

It’s disappearing,” he said in Arabic, sitting with his wife on a bed in the mud-and-straw house where he grew up. “A lot of the Aramaic vocabulary I don’t use any more, and I’ve lost it.”

Malula, along with two smaller neighboring villages where Aramaic is also spoken, is still celebrated in Syria as a unique linguistic island. In the Convent of St. Sergius and Bacchus, on a hill above town, young girls recite the Lord’s Prayer in Aramaic to tourists, and booklets about the language are on sale at a gift shop in the town center.

But the island has grown smaller over the years, and some local people say they fear it will not last. Once a large population stretching across Syria , Turkey and Iraq , Aramaic-speaking Christians have slowly melted away, some fleeing westward, some converting to Islam.

In recent decades the process has accelerated, with large numbers of Iraqi Christians escaping the violence and chaos of their country.

Yona Sabar, a professor of Semitic languages at the University of California , Los Angeles , said that today, Malula and its neighboring villages, Jabadeen and Bakhaa, represent “the last Mohicans” of Western Aramaic, which was the language Jesus presumably spoke in Palestine two millennia ago.

With its ancient houses clinging picturesquely to a dramatic cleft in the mountains, Malula was once remote from Damascus , the Syrian capital, and local people spent their lives here. But now there are few jobs, and young people tend to move to the city for work, Mr. Khoury said.

Even if they return, they are less likely to speak Aramaic. Buses to Damascus used to leave once or twice a day; now they leave every 15 minutes, and with better roads the journey takes about an hour. Constant exchange with the big city, not to mention television and the Internet, has eroded Malula’s linguistic separateness.

The young generations have lost interest” in Aramaic, Mr. Khoury said sadly.

His granddaughter, a bright-eyed 17-year-old in blue jeans named Katya, offered a few samples of the language: “Awafih” for hello, “alloy a pelach a feethah” for God be with you. She learned Aramaic mostly at a new language school in Malula, established two years ago to keep the language alive. She knows some songs, too, and has started learning to write the language — something even her grandfather never did.

Mr. Khoury smiles at the words, but recalls how in his own childhood 60 years ago, schoolteachers slapped students who reverted to Aramaic in class, enforcing the government’s “Arabization” policy.

Now it’s reversed,” he says. Families speak Arabic at home and are more likely to learn Aramaic at the language center, where some foreigners also study.

In the town’s central intersection, a group of young people outside a market seemed to confirm Mr. Khoury’s gloomy view.

I speak some Aramaic, but I can barely understand it,” said Fathi Mualem, 20.

John Francis, 20, said, “My father wrote a book about it, but I barely speak any.” (Western-sounding names are common among Christians in Syria and Lebanon .)

 

Malula — Aramaic for “entrance” — derives its name from a legend that evokes the town’s separate religious heritage. St. Takla, a beautiful young woman who had studied with St. Paul , is said to have fled from her home in what is now Turkey after her pagan parents persecuted her for her newfound Christian faith. Arriving in Malula, she found her path blocked by a mountain. She prayed, and the rocks divided in two, a stream flowing out from under her feet.

Today, tourists walk up and down the narrow canyon where the saint is said to have fled, with rose-colored rocks rising 100 feet above a well-trod footpath. Nearby, two dozen nuns live at the Convent of St. Takla, presiding over a small orphanage. (“We teach the children the Lord’s Prayer in Aramaic,” said one black-clad nun, “but everything else is in Arabic.”) There is a shrine in the mountainside where St. Takla is said to have lived, with a tree growing horizontally out of it.

But even the town’s Christian identity is fading. Muslims have begun replacing the emigrating Christians, and now Malula — once entirely Christian — is almost half Muslim, residents say.

 

Malula’s linguistic heritage stirred some interest after the release of Mel Gibson’s 2004 film “The Passion of the Christ,” with its mix of Aramaic, Latin and Hebrew dialogue. Virtually everyone in town seems to have seen the film, but few said they understood it. That was not their fault: it included different dialects of Aramaic, and the actors’ pronunciation made it hard to understand anything, said Mr. Sabar, the Semitic languages professor.

Aramaic has also changed over the centuries, taking on features of Syrian Arabic, Mr. Sabar said.

But most residents of Malula believe that their town’s ancestral language is still the same one Jesus spoke, and will speak again when he returns.

Our parents and grandparents always spoke to us in this language,” said Suhail Milani, a 50-year-old bus driver with a wizened face. “I hope it will not disappear.”

http://www.nytimes.com/2008/04/22/world/middleeast/22aramaic.html?_r=1&ref=world&oref=slogin

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ