ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 17/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

خطر بلقنة المنطقة

بقلم: سامي خيمي-السفير السوري في لندن

صحيفة الجارديان - 13/3/2007

إن السياسة الأمريكية تزيد من تفكك العراق, وتهدد المجتمعات في أنحاء الشرق الأوسط

ان سياسة أمريكا في الشرق الأوسط قد تم وضعها من قبل صقور واشنطن و الوطنيين المغاليين و المحافظين الجدد و المسيحيين الصهاينة, برائحة النفط و السيطرة. و هذه الإستراتيجية اعتمدت على هدفين رئيسيين هما:

أولاً: ان السيطرة العالمية الأمريكية يجب أن تعمل على تشكيل المزيد من العولمة؛ بينما تفتح القوانين الحالية للاقتصاد العالمي الطريق أمام نجوم جديدة للظهور مثل روسيا و الصين والهند فقد كان واضحاً لبعض المتطرفين في واشنطن بأنه إضافة للسيطرة على التكنولوجيا في العالم فان أمريكا بحاجة للسيطرة على النفط العالمي أيضاً.

ثانياً: ايلاء الأهمية القصوى لإسرائيل وتهميش المصالح العربية جانباً.

ان تحقيق هذه الأهداف لا يمكن إلا إذا تم تدمير أسس الاتحاد الداخلي في مجتمعات الشرق الأوسط. و هكذا فان الهدف النهائي لا ينتهي عند الإطاحة بالأنظمة والقيادات , بل يمتد الى التشكيك في الأسس التي تقوم عليها الدول. ان هذه السياسة وضعت و صممت لا ثارة النعرات الطائفية, و الانقسامات العرقية و الخوف من الأجنبي و في النهاية الوصول الى بلقنة الشرق الأوسط العربي. و للأسف فان النتيجة يمكن ان تفضي الى تقسيم العديد من الدول و إنتاج كيانات مصغرة يمكن السيطرة عليها من قبل أمريكا.

و هكذا فقد كان من الضروري للإدارة الأمريكية أن تقوم بتزيين سياستها الجديدة بوعود الحرية و الديمقراطية, و التي طال انتظارها في الشرق الأوسط. لقد احتاج صقور الإدارة الى مبرر لتطبيق خطتهم, و ساهمت أحداث 11 سبتمبر بإعطاء الفرصة لبدء العمل. ومن المفارقات المثيرة أن ادعاءات الانتقام الأمريكي بدأت تخبو و تبهت كأولوية قصوى, مع تمتع المسئولين بالحصانة بينما يواصل الشعب العراقي دفع الثمن.

ولكن القدم الأمريكية وقعت و زلت في مستنقع العراق الذي لا يرحم. ويبدو ان الرئيس بوش قد توصل الى مبادرة جديدة. حيث تجاهل توصيات مجموعة دراسة العراق, وقسم الشرق الأوسط الى مجموعتين رئيسيتين: الدول التي يدعوها " المعتدلة" و التي تسير في ركاب أمريكا, و"الدول المتمردة" . وهو يعمل حالياً على إثارة المشاكل مع إيران تحضيراً لمواجهة عسكرية محتملة. و هو على وشك أن يزيد عدد الجنود الأمريكان في العراق في الفترة القصيرة القادمة.

وتبدو المبادرة و كأنها المحاولة الأخيرة لإبقاء سيطرته الأحادية على العراق. ليس غريبا أن نعتقد أن هذه الأمور قد تؤدي الى تقسيم العراق الى عدة أجزاء. و للمضي قدماً, فان هناك سؤالين اثنين يجب تحديدهما:

الأول: هل الهدف النهائي لأمريكا هو السيطرة أم التقسيم أم الانسحاب المشرف؟

الثاني: لماذا يقوم متطرفو القاعدة وفرق الموت بمهاجمة المدنيين بشكل خاص, بينما تقوم قوى المقاومة المشروعة بحصر عملياتها ضد الأهداف العسكرية؟

ان مؤتمر العراق الذي عقد الأسبوع الماضي حول مستقبل العراق, و الذي حضره كل من أمريكا و سوريا وإيران قد يكون مقدمة مبشرة لمفاوضات مثمرة في المستقبل. لقد استطاعت سوريا أن تقنع الولايات المتحدة انها لا تستطيع ان تكون متحيزة في القضايا الحساسة . و يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على خلق جو من التفاهم المتبادل بين الغرب و العرب. و ان الاستقرار و العلمانية و الشرق الأوسط المزدهر هم خير وسيلة للقضاء على الإرهاب.

كما أوضحت سوريا أنها لن تدخر أي جهد للحفاظ على سلامة العراق, معتمدة على الخطوات التالية: جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق دون إحداث فراغ أمني؛ العمل على إعادة إحضار و تشكيل وحدات الجيش العراقي السابق الذي يدين بالولاء للعراق الموحد ؛ العمل على مراجعة الدستور العراقي لتقوية و تمكين السلطة المركزية؛ العودة عن قرار منع العبثيين من الاشتراك في صنع القرار ؛ عمل مؤتمر مصالحة للعراقيين تدعى إليه الدول المجاورة للعراق؛ التحضير لمؤتمر دولي لدعم إعادة اعمار العراق.

ان أي انهيار في العراق سيهدد اللُحمة الداخلية في المجتمعات المجاورة للعراق مثل سوريا و لبنان و الخليج العربي بأكمله. ان الأمم التي تحكم وتدير العالم يجب أن تكون أكثر حكمة و عدلاً و تصميماً مما كانت عليه في الماضي لتجد حلاً للمشكلتين الرئيسيتين في الشرق الأوسط, الصراع في العراق و الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ