ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اتصالات إيرانية

إد مارتن*

أكرون، بنسلفانيا – "هل تعلم أن الرئيس ذاهب إلى الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر؟ هل بإمكانك تنظيم لقاء له مع زعماء دينيين أميركيين؟". عندما طلب صديقي علي أكبر رضائي، رئيس دائرة أمريكا الشمالية والوسطى في دائرة الشؤون الخارجية الإيرانية مني ذلك، نيابة عن رئيس إيران أحمدي نجاد، بلعت ريقي وقلت، "نعم، سنحاول".

 

كانت تلك المرة الأولى التي أتلقى فيها طلباً كهذا، حيث أن الاجتماع بزعماء وطنيين ليس شائعاً بالنسبة لموظفي اللجنة المركزية لطائفة المينونايت، وهي وكالة إغاثة وتنمية وسلام، تعمل تقليدياً بشكل أوسع على مستوى المجتمعات المحلية. إلا أن ذلك الطلب جاء نتيجة لسلسلة من العلاقات تطورت عبر 17 عاماً من عمل اللجنة المركزية مع إيران وكانت متناغمة مع تركيز اللجنة على تشجيع التفاهم والصداقة بين الإيرانيين والأميركيين الشماليين.

 

بدأت اللجنة المركزية لطائفة المينونايت عملها في إيران مباشرة بعد الزلزال المدمّر الذي وقع في حزيران/يونيو عام 1990 في إقليمي جيلان وزنجان. بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، بدا للكثيرين أن الإسلام، بالنسبة للحكومة الأميركية، أخذ يحل مكان موسكو كعدو رئيسي. أردنا أن نثبت أن اللجنة الوطنية تستجيب للحاجات الإنسانية بغض النظر عن العوامل الدينية والسياسية.

 

قامت اللجنة المركزية بتمويل إنشاء خمس عشرة عيادة صحية في القرى التي تأثرت بالزلزال. كما تعاونت مع جمعية الهلال الأحمر الإيرانية في مجالي التجاوب مع الكوارث وإغاثة اللاجئين منذ ذلك الوقت. تلك الإغاثة قدمت المساعدة لكل من اللاجئين العراقيين بعد حرب الخليج الأولى واللاجئين الأفغان والأشخاص النازحين داخل أوطانهم.

 

إضافة إلى ذلك قامت اللجنة المركزية بتطوير برنامج تبادل طلابي مع معهد في مدينة قم المقدسة، وهي أكبر مركز للتخصص الديني الشيعي في العالم. من خلال هذا البرنامج يدرس الأميركيون المسيحيون الإسلام واللغة الفارسية والآداب الفارسية في قم بينما يدرس الإيرانيون المسلمون الفلسفة الغربية والعقيدة الدينية المسيحية في تورنتو بكندا.

 

لم تمض أسابيع ثلاثة على طلب رضائي المثبط للعزيمة حتى اجتمع سبعة وأربعون من الزعماء الدينيين في أمريكا الشمالية يمثلون الإسلام وعدداً من الطوائف المسيحية مع الرئيس أحمدي نجاد في فندقه يوم 20 أيلول/سبتمبر 2006. تبع ذلك لقاء في شباط/فبراير 2007 في طهران بين وفد من ثلاثة عشر من الزعماء الدينيين يمثلون عدداً من الطوائف والمنظمات الكنسية والزعماء الدينيين والسياسيين الإيرانيين. وفي أيلول/سبتمبر 2007، في الوقت الذي عقدت فيه الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قامت مجموعة كنسية تضم 130 زعيماً دينياً بالإجتماع لمدة ساعتين مع الرئيس أحمدي نجاد في مبنى كنيسة مركز الكنائس مقابل مبنى الأمم المتحدة.

 

وجدت أن الرئيس أحمدي نجاد إنسان بليغ اللسان ذكي يشدّك إليه. خاطبنا بصراحة ووضوح ولكنه بدا كذلك أحياناً وكأنه يخاطب جمهوراً إيرانياً محلياً.

 

بدأ اللقاء بكلمة استمرت 15 إلى 20 دقيقة كانت لها معانٍ دينية معتبرة. طرح الوفد أسئلة حول البرنامج الإيراني النووي والمحرقة والعلاقات مع الولايات المتحدة.

 

خرجنا من اللقاء مع الرئيس أحمدي نجاد وقد أدركنا أن مواقفه لها فوارق دقيقة مما تقدمه وسائل الإعلام أحياناً. وقد علق بأنه:

 

1. لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للوضع الإسرائيلي الفلسطيني، الحل سياسي فقط.

2. رغم أن المحرقة حدثت في أوروبا إلا أن الفلسطينيين اضطروا من قبل الغير لأن يدفعوا الثمن (من خلال الموافقة العالمية على إنشاء دولة يهودية في فلسطين).

3. ليست لإيران اهتمامات في تطوير أسلحة نووية، حيث أن هذه الأسلحة لا توفّر الأمن.

4. إيران مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة إذا أظهرت الولايات المتحدة نية حسنة.

 

نتج عن رعاية علاقات شخصية بين اللجنة المركزية لطائفة المينونايت ومنظمات إيرانية عبر أكثر من سبعة عشر عاماً تحقيق هذه التبادلات غير المتوقعة مع أحمدي نجاد. بعد غياب دام أكثر من 28 عاماً للعلاقات الدبلوماسية بين حكومتي إيران والولايات المتحدة، أصبح من الضروري إيجاد سبل يقوم أناس من كل من الدولتين من خلالها بالتلاقي وتعلم كيفية معرفة بعضهم بعضاً كشركاء في البشرية، حتى يتسنى كسر الصور النمطية ورفض المعلومات الخاطئة التي ترعاها الطروحات الحكومية والإعلام الإخباري.

 

لا يعلم المرء إلى أين تؤدي العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل. وكما قال الصديق الدكتور سيد كاظم سجادبور الممثل السابق لخدمة السلام العالمي الإعلامية في بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك: "تشكل الجهود الصغيرة من قبل أناس عاديين مفتاح السلام والعدالة".

--------------------------------

*كان إد مارتن المدير الإقليمي للجنة المركزية لطائفة المينونايت لآسيا الوسطى والجنوبية في الفترة من آب/أغسطس 1999 وحتى أيلول/سبتمبر 2007، وقد بادر بإنشاء وإدارة برنامج اللجنة لإيران. وهو الآن ممثل إيران في جمعية خدمات الأصدقاء الأمريكيين. 

تمت كتابة هذا المقال لخدمة Common Ground الإخبارية ويمكن الحصول عليه من الموقع www.commongroundnews.org.

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 8 كانون الثاني/يناير 2008

www.commongroundnews.org.

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ