ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 24/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أولمرت ينهض لمواجهة المناسبة

م. ج. روزنبرغ*

واشنطن – لم يعد باستطاعة إيهود أولمرت التغاضي عن حالته "الطارئة". فهو سياسي صغير حصل على الوظيفة الكبرى لأن سابقه القوي أصيب بجلطة دماغية. في أنابوليس، ظهر أولمرت بمظهر رئيس الوزراء على أكمل وجه، خلفاً لأمثال ديفيد بن غوريون ويتسحاق رابين.

 

أعتقد أن تحول أولمرت بدأ عندما قرر أن هدفه كرئيس للوزراء لم يكن مجرد البقاء في المنصب (وهي بحد ذاتها ليست مهمة سهلة) وإنما إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل نهائي.

 

مثله مثل رابين، يبدو أولمرت أقل اهتماماً بلعب دور "لقد تغلبت عليك" مع الفلسطينين من التوصل إلى اتفاق.

 

لا أحد يستطيع التكهن إلى متى سيستمر ذلك.

 

بدأ بعض الإسرائيليين فعلياً يقولون إن إسرائيل ليست بحاجة لتحقيق التزامات خريطة الطريق حتى يحقق الفلسطينيون التزاماتهم. ولكن إذا أصرت إسرائيل على هذا التفسير فسوف تولد العملية ميتة. تكمن عبقرية خريطة الطريق في أنها تتطلب من إسرائيل والفلسطينيين العمل بالتزامن، وهي لا تسمح لأي من الطرفين تجنب التزاماته من خلال القول بأن الطرف الآخر يجب أن يبدأ أولاً.

 

حدسي أن أولمرت لن يتجنب التزاماته، ولكن قوة الاندفاع يجب أن تأتي من داخل أولمرت. الدليل على ذلك جرى سماعهُ يوم الأربعاء عندما قال أولمرت، "الوضع الراهن كارثة. إذا لم نغفل شيئاً فسوف نفقد احتمالات وجود دولتين. سوف نصبح دولة فصل عنصري. سوف تكون المنظمات اليهودية في أمريكا أول من يعارضنا لأنها ستقول إنهم لا يستطيعون مساندة دولة لا تدعم الديمقراطية وحقوق التصويت المتساوية لكافة السكان".

 

من وجهة نظر إسرائيل، من حسن الطالع أن الفلسطينيين لا يطالبون إلا بالحق في إنشاء دولة على 22% فقط من فلسطين التاريخية، بدلاً من أن يطالبوا بمبدأ "صوت واحد لكل مواطن". تخيل لو طالب الفلسطينيون، من خلال التماس، بالحصول على الجنسية الإسرائيلية بدلاً من الدولة – إسرائيل ثنائية الوطنية سوف تنفي وضعها كدولة يهودية.

 

أولمرت مصمم على ألا يجعل ذلك يحدث، فهو براغماتي يميني وليس مثاليا يساريا. يريد من إسرائيل أن تتخلص من الأراضي المحتلة لأن الاحتفاظ بها ينفي هوية إسرائيل كدولة يهودية. في أعماق قلوبهم، يستطيع العديد من اليساريين العيش مع دولة ديمقراطية ثنائية الوطنية طالما أنها آمنة. ليس أولمرت، فهو رجل من حزب حيروت، من أتباع جابوتنسكي، ويجب أن تكون إسرائيلية يهودية.

 

خوفه هذا هو بالذات ما سيدفعه نحو السلام. ومن النواحي الجيدة أن أولمرت يبدو وقد طور شعوراً معمقاً مع محمود عباس، وتفهماً للمعاناة الفلسطينية. لقد أصبح الآن رجل مهمة. مثله مثل رابين، وبعكس باراك أخذ يتقرب من القيادة الفلسطينية ليس كامبراطور يتقرب من السكان المحليين وإنما باحترام.

 

بغض النظر، ليست عملية أنابوليس أكثر من خريطة الطريق بإضافة بسيطة. الإضافة هذه هي آلية الرقابة، الهامة جداً، التي يستطيع الأميركيون والإسرائيليون والفلسطينيون من خلال التقرير معاً إذا كان الجانبان يحققان التزاماتهما. لم تكن هناك آلية كهذه في خريطة الطريق الأصلية، الأمر الذي ترك الطرفين يؤشران بالأصابع بينما ارتفعت أعداد القتلى والجرحى.

 

هل ستنجح هذه الآلية فعلاً؟ من المفترض ذلك، حيث أنها نجحت مرة في الماضي.

 

في الفترة 1996 – 1997، كانت عملية أوسلو تتداعى نتيجة لجهود حماس لإفشال عملية السلام وجهود ياسر عرفات، إلى حد بعيد. كان لموجة الإرهاب نجاح واحد: لقد تسببت بهزيمة مفاجئة لشمعون بيريز الذي خلف يتسحاق رابين بعد اغتياله. كانت حماس وحلفاؤها يريدون نتنياهو أن يفوز لأنهم كانوا يأملون أن يتخلى عن أوسلو. كما اختارت غالبية بسيطة من الناخبين الإسرائيليين نتنياهو لأنهم اعتقدوا أن بإمكانه وضع حد للإرهاب.

 

ولكن نتنياهو كان يعلم أنه لا يمكنه فعل ذلك وحده أو حتى بالتعاون مع الفلسطينيين. كان نتنياهو يحتاج لمساعدة الولايات المتحدة.

 

إليك ما أخبرني به المسؤول الرئيس لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في الميدان حول مشاركة الولايات المتحدة وكيف تطورت منذ 1997 وبعد ذلك.

 

"تحول الإسرائيليون إلينا وطلبوا منا التوسط. كان ذلك بشكل أساسي اعترافاً بأنهم لا يستطيعون القيام بمهمتهم. لفترة امتدت لشهور عدة قمنا بعملية الوساطة".

 

"كنا نسمع شيئاً مثل "اذهب وأخبر هؤلاء الناس كذا وكذا". هكذا بالضبط. لم يكن هناك حوار بينهم. كلا الطرفين كانا يتكلمان معنا ولكنهما لم يكونا يتكلمان مع بعضهما بعضاً".

 

إلا أن دنيس روس وغيره من صانعي السياسة الرئيسيين أرادوا أن يبدأ الإسرائيليون والفلسطينيون التعامل مباشرة مع بعضهم بعضاً. ولكن ببساطة لم تكن هناك ثقة.

 

"اقترح أحدهم أن يتكلم الإسرائيليون والفلسطينيون مع بعضهم بعضاً ولكن بوجود الأميركيين. لذا بدأنا تلك اللقاءات الثلاثية ترأست خلالها اجتماعات مع الشين بيت والجيش الإسرائيلي وجميع الفلسطينيين. كانت تلك اللقاءات مضطربة جداً. صرخوا على بعضهم بعضاً ولكنهم واصلوا الحوار. ذهبوا إلى زوايا الغرفة وتهامسوا مع بعضهم بعضاً".

 

خلال شهور قليلة كان الوجود الأميركي زائدا وغير ضروري. رغم أن وكالة المخابرات المركزية كانت متواجدة في الغرفة عمل الطرفان معاً لوضع خطة أمنية وقاموا باجتثاث الإرهاب بشكل كامل تقريباً.

 

خلال السنوات الثلاث التي تلت، من خريف 1997 وحتى خريف 2000، وبعد فشل كامب ديفيد، لم يُقتل مدني إسرائيلي واحد في تفجير انتحاري (مقارنة بمئات قتلوا قبل ذلك).

 

ليس هناك من سبب للاعتقاد بأن ذلك لا يمكن أن يحدث مرة أخرى. رغم الدعاية السياسية وفر التعاون الإسرائيلي الفلسطيني الذي قامت الولايات المتحدة بمراقبته، وفر لإسرائيل أكثر ثلاث سنوات أمناً في تاريخها. إسأل أي إسرائيلي أو أي شخص زار إسرائيل، ماذا كان الوضع عام 1999.

 

ثم أنظر إلى ما كانت السنوات السبع الأخيرة عليه. إذا كنت لا تفهم أن إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام مع الفلسطينيين أفضل، فلست بصديق لإسرائيل. هذا أكيد.

-------------------------

*عمل إم جي روزنبرغ، رئيس التحليل السياسي في منتدىالسياسة الإسرائيلية لفترة طويلة في الكونغرس الأميركي وكان محرراً لتقرير الشرق الأدنى لمنظمة AIPAC.

تقوم خدمة Common Groundالإخبارية بتوزيع هذا المقال الذي يمكن الحصول عليه من الموقع الإلكتروني www.commongroundnews.org

مصدر المقال: منبر السياسة الإسرائيلية Israel Reform Policy، 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2007

www.israelpolicyforum.org

تم الحصول على حق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ