ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 16/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إختيار طريق أنابوليس

مارا رودمان وبريان كاتوليس*

واشنطن – جف حبر التفاهم الإسرائيلي الفلسطيني، وعاد أعضاء الوفود إلى بيوتهم ولم تعد شوارع أنابوليس مكتظة بمجموعات الأمن الدبلوماسي. يسأل الجميع بعد انتهاء الاجتماع: وماذا بعد؟

 

حتى قبل ابتداء الجلسات أطلق الجهابذة على اليسار واليمين ومضات من التشاؤم في افتتاحياتهم وتعليقاتهم. وخرج المتطرفون على التخوم، الأميركيون والإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء، كل إلى شارعه للاحتجاج على لقاء يهدف إلى بدء عملية السالم. بوجود هذا التشاؤم والتهكم بل والمعارضة الصريحة، كان أفضل رهان هو أنابوليس لا تحقق شيئاً. بدا الاجتماع آيلا إلى الفشل، وبدت أرجله على وشك التداعي تحت الهجمات والنقاش الفكري الهادف الذي عرضه محللون أذكياء النقد هو مجال عملهم. كذلك كانت هناك معارضة صاخبة من المتطرفين الذين قتلوا قادة شجعانا واستخدموا العنف لإرهاب الغالبيات الصامتة لتخويف هؤلاء الذين يدعمون حل الدولتين.

 

ومع هدوء غبار العاصفة من اضطراب اجتماعات هذا الأسبوع، من المفيد اتخاذ نفس عميق، وخطوة إلى الخلف وإلقاء نظرة على الصورة الكاملة. هناك ثلاث مهمات أساسية في هذه المرحلة المتقدمة:

1. إجراء عملية جرد: علينا أولاً أن نقيّم ما حدث. لم يبق سوى ثلاثة أسابيع وينتهي عام 2007، ومن المدهش رؤية أين تقف الأمور مقارنة بأين كانت هذه الأمور السنة الفائتة فقط. لقد دأب إيهود أولمرت ومحمود عباس، الزعيمان الإسرائيلي والفلسطيني، على اللقاء خلال الشهور الماضية، مطورين قدرة على التواصل بشكل صادق، ما وراء الادعاءات الدبلوماسية المتشجنة والبروتوكول. هذه العلاقة التي بدأت تتطور تضع أسس فتحة جديدة، رغم ضيقها، نحو التقدم. البيان المشترك الذي قرأه الرئيس بوش وضع التزامات معينة وهدفاً محدداً للوصول إلى اتفاقية سلام "تحل كافة الأمور والقضايا المعلقة "بحلول نهاية عام 2008. رغم أن الكثير من العمل يبقى بحاجة للإنجاز مستقبلاً إلا أن هذا البيان يعطي فرصة لهؤلاء الذين يدعمون سلاماً دائماً وباقياً بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

كما ساعدت أنابوليس على كسب المزيد ما بعد المسار الإسرائيلي الفلسطيني. فإذا وضعنا الرافضين جانباً، لم تكن عملية جمع مجموعة شاملة كهذه من منطقة مضطربة بالأمر اليسير. بعد سنوات من السعي لعزل سوريا، حولت الولايات المتحدة توجهها وقامت بدعوة سوريا للانضمام إلى التجمع.

 

كما أن إدراك إسرائيل المتنامي بأهمية المبادرة العربية ملفت للنظر. ذكر رئيس الوزراء أولمرت المبادرة بأنها "ولدت في الرياض، وتم التأكيد عليها في بيروت، وأعيد التأكيد عليها مؤخراً من قبلكم في الرياض". وأضاف كذلك أنه "يثمّن هذه المبادرة ويعترف بأهميتها ويقدر بشدة مساهمتها". كما أشار إلى أن "العالم العربي الممثل هنا من قبل العديد من الدول يشكل مكوناً حيوياً في إيجاد واقع جديد في الشرق الأوسط."

 

لم تكن دعوة دول مثل المملكة العربية السعودية، التي تواجه سكاناً يضمون بعض أكثر المعارضين تطرفاً وتحفظاً تجاه عملية السلام، لم يكن سهلاً. ورغم أن الشمولية والمشاركة الأوسع رمزية إلى درجة كبيرة، إلا أن الرمزية لها أهميتها كذلك، خاصة في المراحل الأولى لعملية سلام أعيد إطلاقها.

 

2. الاعتراف بالتحديات. لقد تم تحقيق نافذة حقيقية الأسبوع الماضي. الخطوة التالية هي اعتناق التحديات القادمة والاعتراف بصعوبة هذه المهمات. يجب الاعتراف بهذه القضايا حتى يتسنى التحرك قدماً. هذا الأمر له أهميته كذلك حتى تتسنى مساءلة كافة الأطراف حول التزاماتهم.

 

المهمات جسيمة أمام كل من الإسرائيليين والفلسطينيين على جبهة الأمن. يواجه الفلسطينيون تحدياً كبيراً في تحقيق تجمع سياسي يستطيع أن يشكل أساساً للاستقرار والازدهار. سوف يحتاجون لقدر كبير من المعونة الخارجية لإعادة ترسيخ القانون والنظام، وحل الميليشيات المستقلة ومنع إطلاق الصواريخ داخل إسرائيل. ونمثل غزة تحديات مميزة بعد انقلاب حماس العنفي في حزيران/يونيو الماضي. يتوجب على المجتمع الدولي أن يتعامل مع المضامين الإنسانية التي تواجه مليون ونصف المليون غزّي نتيجة لانعدام الأمن واقتصاد مختنق. يتوجب على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يعملوا معاً لتخفيف القيود التي تعيق التجارة وانسياب البضائع والمعونة الإنسانية. كما يتوجب على إسرائيل أن تجمد النشاط الاستيطاني وتزيل البؤر الاستيطانية المتقدمة وتعدّ لإعادة توطين المستوطنين عندما يتم وضع الحدود في مفاوضات الحل النهائي. وأخيراً يتوجب على كل من الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين إعداد جماهيرهم لتنازلات صعبة حول أصعب القضايا وأكثرها مشاكسة، بما فيها اللاجئون والقدس والحدود النهائية والمستعمرات.

 

3. إعداد خطة لمواجهة التحديات. يضع تفاهم أنابوليس المشترك هدف تحقيق جميع ما تقدم بحلول نهاية عام 2008. وهذا هدف متفائل جداً. ولكن أُطراً زمنية وأهدافاً كهذه لها أسلوب في تركيز الاهتمام على وتحفيز الأطراف لتحقيق الأمور. إضافة إلى الإعلان المشترك أنتجت اجتماعات الأسبوع المنصرم جهداً جديداً لمراقبة الوضع الأمني وتطوير إطار أمني أكثر استدامة، من مؤشراته الجيدة تعيين الجنرال جيم جونز الذي يتمتع باحترام واسع ومهارة سياسية، وبتكليف واسع للتعامل مع القضايا الأمنية ثنائياً وإقليمياً. كما يُظهر أن الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق التقدم على هذه الجبهة الرئيسية. هناك خطط لعقد عدد من الاجتماعات اللاحقة (بما فيها مؤتمر للمانحين الدوليين في السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر) واجتماع لاحق محتمل في روسيا والمزيد من جلسات اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، والتي يفترض أن تشرك لجنة المتابعة العربية بشكل إستراتيجي، وهي اللجنة التي أثبتت مشاركتها ودعمها في أنابوليس أهميتها الكبرى.

 

تتوفر بعد أنابوليس مجموعة كاملة أكثر من المكونات لتحقيق التقدم في الشرق الأوسط. ليس هناك نقص في الأدوات والآليات لتحقيق الأمور. إلا أن هناك حاجة لقيادة شجاعة لتجميع هذه العناصر المتنوعة في عملية شمولية والاندفاع قدماً بأسلوب براغماتي عملي في طريق وعرة.

 

يواجه هؤلاء المهتمون في إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بعد أنابوليس خياراً أساسياً: إما أن يستعدوا ويساعدوا الزعماء في تحريك العملية إلى الأمام أو الاستمرار في تقديم تحليلات ما بعد الحدث التي لا تقدم ولا تؤخر في تحريك القضية.

 

نستطيع بعد سبع سنوات صعبة في الشرق الأوسط أن نفهم سب التشاؤم والرفض. ولكن التمادي في هذا التشاؤم لا يؤدي بنا إلى أي مكان. ما هو البديل لمعادلة أنابوليس؟ وسط لا يقوى على البقاء وفراغ أمني متنامٍ وبراغماتيون ليس لديهم ما يظهرونه مقابل استعدادهم على التفاوض ومتطرفون مسيطرون على كلا الجانبين. هذا البديل يدمر المصالح الأميركية والإسرائيلية والفلسطينية والإقليمية ولا يحسن حياة هؤلاء المتأثرين بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. نحن نختار سبيل أنابوليس، مهما كان صعباً.

------------------------

*مارا رودمان زميلة رئيسة في مركز التقدم الأميركي حيث تركز على قضايا الأمن القومي وتعمل مستشارة للمركز. وهي كذلك رئيسة لمؤسسة إستراتيجيات النصاب، وهي مؤسسة استشارية إستراتيجية دولية. بريان كاتوليس هو أيضاً زميل رئيس في مركز التقدم الأميركي حيث يبحث عمله في سياسة الأمن الوطني الأميركي في الشرق الأوسط بتركيز خاص على العراق.

تقوم خدمة Common Ground الإخبارية بتوزيع هذا المقال الذي يمكن الحصول عليه من الموقع الإلكتروني www.commongroundnews.org

مصدر المقال: الميدل إيست بروغرس Middle East Progress، 2 كانون الأول/ديسمبر 2007

www.mideastprogress.org

لقد تم الحصول على تصريح حق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ