ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 07/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

مع تلاشي القوة الأمريكية,

الولايات المتحدة لا تجد أصدقاء للتحرك ضد إيران

بقلم: جوناثان ستيل

صحيفة الجارديان - 2/2/2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

لقد ضخمت أمريكا قدرات و نوايا إيران في العراق. و هذا أدى بها إلى الإحباط و الارتباك.  إن الخطوط العريضة الغامضة لإستراتيجية أمريكا الجديدة  ضد إيران عملت على تدريب الدبلوماسيين و الخبراء في الشرق الأوسط والغرب. فالولايات المتحدة تتهم العسكريين الإيرانيين بتدريب و تسليح القوى المعادية لأمريكا في العراق, وصرحت المصادر الأمريكية أن أمريكا لن تتردد في قتل العملاء الإيرانيين في العراق. و قد قامت أمريكا بإرسال حاملة طائرات جديدة إلى المنطقة، و ضاعفت قوتها الموجودة في الخليج الفارسي. و وجهت نداء إلى الأوروبيين لتشديد العقوبات على إيران حتى تتوقف عن برنامجها في  تخصيب اليورانيوم.  

ترى هل تقوم أمريكا بالتلويح بسيفها قبيل الهجوم على إيران، أم أنها فقط تهز قفصها لتقول أنها ما تزال القوة الأكبر في المنطقة، على الرغم من أنها قد حشرت في حرب خاسرة في العراق؟ إن الشئ الوحيد المؤكد هو أن إستراتيجية بوش المتعلقة بنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط قد انتهت. وامتنعت واشنطن عن التبشير بالعراق الذي يعد منارة لنشر الديمقراطية و الليبرالية و العلمانية في المنطقة. و سوف لن يكون هناك أي ضغط على الدول العربية لتحقيق الإصلاح لديها.

في زيارتها الأخيرة إلى مصر والأردن و الخليج تحدثت كونداليزا رايز قليلاً عن الديمقراطية . لقد كانت واقعية في تعاطيها مع الأمور فقد حاولت أن تعمل موازنة إقليمية ضد التأثير والمد الإيراني. يقول غاري سك و هو خبير سابق في مجلس الأمن القومي: ان رجوع واشنطن إلى اعتبارات توازن القوة يهدف إلى خلق حلف غير رسمي ضد إيران، مكون من أمريكا وإسرائيل و الدول العربية السنية. و الهدف الرئيسي هو تحويل النظر عن الكارثة التي تحصل في العراق , و التقليل من عزلة إسرائيل عبر القول بأن هناك مصالح مشتركة بين إسرائيل و الدول العربية السنية في مواجهة إيران, مهما يكون اختلافهم حول فلسطين.

يقول خبراء أمريكيون آخرون إنه يجب عدم الخلط بين النفوذ الإيراني والنفوذ الشيعي. إن غزو العراق و فتح الطريق أمام الإسلاميين الشيعة للسيطرة على الحكومة خلق فرصاً غير متوقعة لإيران. و لكن ذلك لم يتبعه أي تحرك كبير للشيعة في الدول العربية الأخرى. فالشيعة في الكويت والسعودية لم يظهروا أية إشارة تدل على الثورة . بل وعلى العكس من ذلك فالتقارير تشير إلى خوف الشيعة في السعودية من رد فعل عكسي ضدهم إذا استمرت التهديدات الطائفية في المنطقة. إن إظهار الهوية الطائفية قد تحول إلى سرطان مستشر في العراق، وسوف تكون الكارثة أكبر إذا قامت أمريكا بتصدير هذا الشد الطائفي إلى دول شرق أوسطية أخرى. 

و حتى في العراق فان هناك حدوداً للدور الإيراني. إن حرب الخليج الأولى التي امتدت إلى 8 سنوات قد أظهرت أن العراقيين الشيعة قد وضعوا هويتهم العراقية فوق الاعتبارات الطائفية التي تربطهم مع إيران. فمقتدى الصدر رجل الدين الذي يقود إحدى أهم الميليشيات في العراق تباهى و تفاخر في العديد من المرات بهويته العراقية كما فعل والده من قبل و الذي كان معارضاً قوياً للنظام العراقي إبان حكم صدام والذي فضل البقاء في العراق على الهرب كما فعل كثير من رجال الدين الشيعة وأصبحوا تحت حماية لندن أو طهران.

تزعم أمريكا أن إيران قد أشعلت نيران الفتنة بشكل كبير في الشهور الأخيرة. إن لدى أمريكا سجل من المعلومات الاستخباراتية الخاطئة, وحتى لو كانت صحيحة فان التصرفات الإيرانية لن تشكل فرقاً كبيراً في المشاكل التي تواجه أمريكا في العراق. فالنزاع الطائفي أصبح عراقياً –عراقياً. و لو كان يغذى من الخارج فان من يغذيه هم الجهاديون السنة الذين يوالون تنظيم القاعدة. و الذين يقومون بشن الهجمات على القوات الأمريكية في مناطق مختلفة من محافظة ديالى. بعض المصادر الرسمية الأمريكية تشير إلى أنه قد يكون هناك تدخل إيراني حتى في هذه المناطق السنية. إن الربط بين إيران والسنة في العراق موضوع جديد و لكنه قائم على الافتراض والتخمين.

إن الهدف الحقيقي وراء تصعيد الحديث عن إيران و دورها في الفتنة في العراق يبدو مضاعفاً. فالإدارة الأمريكية تلعب لعبة "اللوم" فعندما يتصاعد الجدل حول " من خسر في العراق؟" و خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية , فان جماعة بوش سوف يذكرون : أولا: الديمقراطيون الذين فشلوا في تمويل الحرب و الذين سمحوا للأعداء باستنزاف القدرة الأمريكية. ثانياً: إيران و ذلك لتسليحها وتدريبها للمسلحين والميليشيات . و ثالثاً ستكون سوريا التي سمحت للانتحاريين بعبور مطاراتها نحو بغداد.

والهدف الآخر من الادعاءات الأمريكية ضد طهران كما يقول مستشار الأمن القومي السابق بروجينسكي هو من أجل الإعداد للهجوم على إيران تحت غطاء الدفاع عن النفس, تماماً كما حدث قبل جيلين في الهجوم على فيتنام الشمالية و الذي كان تحت غطاء الاعتداء من الطرف الآخر.

و قد يكون هناك هدف ثالث وهو : الرغبة في التأثير في الداخل الإيراني. كما ذكر مسئول أمريكي رفيع المستوى ان الحكومة الإيرانية كانت أحادية " و نحن نحاول اكتشاف الاختلافات داخل النظام الإيراني بطريقتنا الخاصة" . و لكن هذا قد لا يكون رأي الغالبية في الإدارة الأمريكية. ان رفع حدة الاتهامات للحرس الجمهوري الإيراني المقرب من احمدي نجاد قد يكون وسيلة لعمل قضية ما للمعتدلين مثل الرئيس السابق رفسنجاني. و الذي يبدو انه يفضل التعامل مع واشنطن على اتخاذ موقف معاد لها. 

إن أسلم نتيجة هو أن واشنطن مرتبكة حول ما تفعله إيران، ومحبطة من عدم قدرتها على إيجاد حلفاء لها في ردها على طهران. ان جميع الخيارات تبقى متاحة حتى خيار "التبرير" . لقد أشار المعهد الدولي لدراسات المسح السنوي أن القوة و القدرة الأمريكية آخذة في النفاذ. و هي تستطيع أن تضع أجندة و جداول أعمال و لكنها لا تستطيع فرضها عالمياً. 

و هناك مؤشران جديدان و قويان يثبتان ذلك. أولهما اللقاء الذي حدث بين إيران والسعودية لمحاولة وقف تدهور لبنان نحو الحرب الأهلية. و هذا يدل على أن إيران قوة لا يستهان بها لفرض الاستقرار في المنطقة. و أن العربية السعودية ترفض جهود واشنطن لعزل إيران. و الأمر الثاني, هو ما قاله الرئيس شيراك من انه ليس مهتماً ما إذا  طورت إيران قنبلة نووية أو اثنتين بما أنهم لن يستخدموا بفعالية. و هي تصف عدم اتفاقه مع واشنطن و تعبر عن رأي الكثير من الأوروبيين. و لكن الرئيس شيراك قال إن المشكلة الأكبر هي أن تحذو أمم أخرى حذو إيران في ذلك.

ومع غياب شمس المشروع الأمريكي, فان على بريطانيا و الدول الأوروبية الأخرى أن تكون واضحة مع جماهيرها أكثر من قبل، و يجب أن يشيروا إلى أن الخلاف مع إيران ليس بتلك الضخامة كما تدعي واشنطن. إن زرع انقسامات جديدة في الشرق الأوسط أو استخدام القوة هي علاجات أسوا من المرض نفسه

http://www.guardian.co.uk/commentisfree/story/0,,2004223,00.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ