ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 03/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أين المرأة في السياسة في الشرق الأوسط

رفيعة الطالع*

واشنطن العاصمة – رغم أن المرأة تكافح من أجل المشاركة في السياسة حول العالم، إلا أن عددها قليل جداً في الشرق الأوسط. لقد تمكنت المرأة وبشكل محدود من الوصول إلى مراكز سياسية منذ عقود خلت، إلا أن التقدم، الذي شجعته العديد من المنظمات الغربية من الأطراف طالما كان بطيئاً. ما الذي يؤخر المرأة عن تمثيل أوسع في المجال السياسي وما الذي يمكن عمله لتشجيع مشاركتها؟

 

أعادت نتائج الانتخابات التي جرت مؤخراً في المغرب الحوار حول تمثيل المرأة السياسي مرة أخرى إلى الساحة السياسية. لم تفز سوى 34 امرأة في مجلس النواب، مقارنة بِ 35 مقعداً في الانتخابات الفائتة، أي مجرد 5% من العدد الإجمالي لجميع النواب.

 

بالمقابل فازت النساء بـ 50 مقعداً من أصل 550 مقعداً بمجلس النواب التركي، وهو أمر شجع النساء على الرغم من ضآلة النسبة (9%)، حيث أن عدد النساء تضاعف منذ الانتخابات البرلمانية الفائتة. هذا العدد لتمثيل النساء يشكل ثاني أكبر عدد في المنطقة بعد العراق حيث توجد 70 امرأة في المجلس الوطني العراقي، الذي يبلغ عدد أعضائه 275 عضواً.

 

وتعاني النساء في الشرق الأوسط أحياناً من أحوال حساسة ومعقدة جداً على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، الأمر الذي يحدد قدرتهن على المشاركة بسهولة في الحلبة السياسية. وتحجم العديد من النساء عن المشاركة السياسية تجنباً للمشاكل. كما أن التفسيرات الدينية المحافظة تحد من مشاركة المرأة في الحياة العامة، أو تمنعها من الاختلاط بالرجال أو تبوء مناصب عامة. هناك أيضاً بُعد عائلي يجب أخذه بعين الاعتبار، حيث ما تزال المرأة مسؤولة تقليدياً عن واجبات عائلية محددة.

 

كما يُنظر إلى المرأة أحياناً على أنها أقل خبرة في المجالات العامة، ونتيجة لذلك فإن الناخبين، رجالاً ونساءً، أقل احتمالاً لأن يصوتوا لها. نتيجة لذلك إما تمتنع المرأة عن ترشيح نفسها لمناصب سياسية أو تنسحب مبكراً نتيجة لانعدام الدعم المحلي.

 

ويساعد ذلك عادة على تفسير سبب ترشيح عدد قليل من النساء أنفسهن لمناصب عامة. على سبيل المثال، ومن بين 800 مرشح لانتخابات 27 تشرين الاول/أكتوبر في عمان، كانت هناك 25 امرأة فقط.

 

إضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى تشكل عوائقً أمام ترشيح المرأة لمناصب عامة. وتضم هذه درجات متباينة وأحياناً غير مرضية من الديمقراطية وحرية التعبير والتعددية واحترام التنوع والحوار المفتوح.

 

ورغم أن هذه العوامل تؤثر على كل من النساء والرجال على حد سواء، إلا أن المرأة تتأثر بشكل أشد عندما يضاف إلى هذه العوامل الهياكل الاجتماعية والثقافية التي تفضل الرجال على النساء في الحلبة السياسية. وينزع ذلك إلى التأثير على تطور ونمو الوعي السياسي بين المواطنين.

 

يعني دعم المشاركة الفاعلة والتمثيل الحقيقي للمرأة في السياسة رفع مستوى الوعي بدور المرأة في الحياة العامة وتدريب المرأة على تبوء مناصب عامة وتشجيعها على دخول الحلبة السياسية بهدف إغناء تجربتها وتحقيق ثقة الناخب وإعداد الأجيال المستقبلية من النساء للمشاركة بأعداد أكبر.

 

ومن أساليب تحسين مشاركة المرأة نظام الكوتا أو التخصيص، الذي يخصص نسبة من المقاعد للمرأة. ونرى في دول اتخذت فيها إجراءات كهذه مثل تونس والعراق والأردن وجود المزيد من النساء في المجال السياسي. ومؤخراً، ناضلت المرأة في اليمن وتمكنت من الحصول على كوتا قدرها 15% في الانتخابات اليمنية المقبلة.

 

وبالإضافة إلى تبني نظام الكوتا، يجب إقناع قادة الأحزاب السياسية ومديري المنظمات المدنية بترشيح النساء على قوائمهم الانتخابية وتخصيص مناصب ذات سلطة أعلى لهن. ومن الأساليب الفاعلة أيضاً تشجيع ثقافة جمع الأموال لدعم المرشحين في التغلب على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي قد تؤخر مشاركة المرأة حيث أن الرجل في العديد من المجتمعات التقليدية هو الذي يدير الشؤون المالية في الأسرة.

 

وتوجد في معظم دول الشرق الأوسط العديد من المنظمات المهتمة بقضايا المرأة وحقوق الإنسان. وتساعد عملية التشبيك بين مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بمشاركة المرأة، أكان ذلك في دولة واحدة أو على المستويين الدولي والإقليمي، على إغناء ودعم المرأة سياسياً.

 

ولدى العديد من دول الشرق الأوسط وزارات لشؤون المرأة. ورغم أن ذلك يبدو خطوة في الاتجاه الصحيح إلا أن هذه المؤسسات تعمل أحياناً بشكل مستقل عن الوزارات الأخرى بدلاً من الاستفادة من الدور الذي يمكن لكل وزارة أن تلعبه في تشجيع إستراتيجية وطنية مترابطة لزيادة المشاركة النسائية.

 

على المستوى الدولي تعاملت العديد من المنظمات الدولية مع منظمات محلية في الشرق الأوسط لتدريب النساء في مجال السياسة، إضافة إلى مساعدتهن في التغلب على بعض المشاكل التي يواجهنها. ففي السنوات الماضية استضافت منظمات أميركية غير حكومية مثل المعهد الديمقراطي الوطني والمعهد الجمهوري الدولي نشاطات مشتركة مثل التدريب السياسي للمرأة في منطقة الهلال الخصيب والخليج وشمال أفريقيا أثناء حملات انتخابية جرت مؤخراً. وتستمر هاتان المؤسستان بتنظيم مؤتمرات وورش عمل لمساعدة المرأة في الحصول على الخبرة في هذا المجال.

 

سوف يساعد التنسيق المشترك والتشبيك بين هذه المنظمات والأفراد على حل المعوقات التي تواجه مشاركة المرأة السياسية على مستوى الجذور. ويمكن لمساعدة المرأة على تفهم أهمية مشاركتها في السياسة أن تؤدي إلى مشاركة نسائية أوسع على كافة المستويات.

 

الطريق إلى المشاركة السياسية الكاملة في الجنس من حيث الذكورة والأنوثة طويل ولكن الكفاح مستمر. هذه الخطوات الصغيرة إلى الأمام مؤشرات على أن هناك العديد ممن يعملون خلف الكواليس لتحويل الميزان في المستقبل.

ـــــــــــــــــــــــــ

*رفيعة الطالع كاتبة عمانية ومديرة برامج في منتدى الخليج للمواطَنة.

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2007

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ