ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 25/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


دليل لمؤتمر دولي ناجح في تشرين الثاني/نوفمبر

منتدى السياسة الإسرائيلي

قام منتدى السياسة الإسرائيلية، كجزء من إلتزامه المستمر بالتحليل السياسي، برعاية مجموعة دراسية قامت بإصدار "دليل لمؤتمر دولي ناجح في تشرين الثاني/نوفمبر". وقد جرى عرض هذا التقرير على حكومات رئيسية كما جرت تغطيته بشكل واسع في الصحافة. تقدم نشرة Focus التي تصدر عن منتدى السياسة الإسرائيلية هذا الأسبوع التقرير كاملاً.

 

قام بالتوقيع على التقرير كل من:

فريدريك سي هوف: وهو رئيس الفريق الذي قام بصياغة تقرير ميتشل (لجنة شرم الشيخ لتقصي الحقائق) عام 2001، والملحق العسكري الأميركي في لبنان ومدير الشؤون الأردنية واللبنانية والسورية والفلسطينية في مكتب وزير الدفاع.

 

السفير صامويل لويس: سفير الولايات المتحدة في إسرائيل في إدارة كل من الرئيس كارتر وريغان، ومدير التخطيط السياسي بوزارة الخارجية في عهد إدارة الرئيس كلنتون الأولى، ومستشار سياسي رئيس لمنتدى السياسة الإسرائيلي ورئيس اللجنة الاستشارية لمنظمة Search for Common Ground لشؤون الشرق الأوسط.

 

السفير روبرت بيللترو: مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأدنى، سفير الولايات المتحدة السابق في مصر وتونس والبحرين وعضو وفد الولايات المتحدة في مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط سنة 1991 والمنسق السابق لمنظمة Search for Common Ground في مكتب الشرق الأوسط.

 

السفير توماس بيكرنغ: وكيل وزارة الخارجية السابق للشؤون السياسية، ممثل الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة، سفير الولايات المتحدة السابق في روسيا والهند وإسرائيل والسلفادور ونيجيريا والأردن وصاحب مبادرة منظمة Search for Common Ground للمواقع المقدسة في الشرق الأوسط.

 

الدكتور ستيفن إل. سبيغل: مدير مركز تطوير الشرق الأوسط وأستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفوريا في لوس إنجيليس، وعالم وطني في منتدى السياسة الإسرائيلي.

 

السفير إدوارد إس. وولكر: مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في إدارة كل من الرئيس جورج دبليو بوش والرئيس كلنتون وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة.

 

أعلن الرئيس بوش عن عقد اجتماع دولي مكرس للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني في الخريف، في منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر كما هو مفترض وفي منطقة واشنطن العاصمة. وتعتبر هذه خطوة هامة ضمنياً في تحريك عملية السلام المتوقفة قدماً، خاصة إذا أخذنا بالاعتبار تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مؤخراً مبعوثاً للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط.

 

ويمكن لمؤتمر تشرين الثاني/نوفمبر أن يوفر نقطة محورية وإلى حد ما موعداً نهائيا لتقدم مبدئي. ومن المؤكد أنه عمل على تشجيع رئيس الوزراء أولمرت والرئيس عباس على اللقاء بشكل منتظم وبوتيرة متزايدة لتطوير نوع من الإطار أو إعلان للمبادئ (أو مذكرة تفاهم كما يسميها البعض الآن)، يمكن تقديمها في الاجتماع كإنجاز محدد، كما يشكل المؤتمر وسيلة لإشراك المزيد من الأطراف في المنطقة، إضافة إلى أعضاء في المجتمع الدولي لإيجاد إجماع على تحرك فوري. ويتوجب أن يكون الهدف الفوري بالطبع تسوية عربية إسرائيلية ترتكز على قرارات الأمم المتحدة 242 (1967) و338 (1973) و 1397 (2002) و 1515 (2003) ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية وخريطة الطريق.

 

ورغم هذه الأهداف الإيجابية تتواجد تحديات خطيرة. لقد ارتفعت معدلات التوقعات في المنطقة ويأمل الكثيرون بحدوث اختراق سياسي له أهميته. في الوقت نفسه تبدو شروط النجاح مبهمة وتختلف وجهات نظر مختلف الأطراف والمشاركين المحتملين بشكل واسع. ويبدو اللقاء بشكله الحالي الآن نوعاً من المقامرة. إذا فشل اللقاء ونتجت عنه خيبة الظن فقد يعيد ذلك الوضع في الشرق الأوسط إلى الوراء. وإذا أخذنا بعين الاعتبار الدرجات المتباينة للتوقعات وربما الآمال المبالغ بها والتي جرى إنعاشها، نجد أن فرص فشل ظاهر حتى في غياب تداعٍ في الوضع عميقة وجدّية.

 

هناك مخاطر عديدة تؤدي إلى الفشل. هناك أعداد متنوعة من المخربين الذين قد يسعون إلى منع عقد اللقاء أو إغراق إنجازاته في دائرة من العنف. ويضم هؤلاء المنظمات الفلسطينية المسلّحة التي قامت مؤخراً بتكثيف القصف الصاروخي. كما تضم هذه القائمة سوريا التي تبقى قضاياها (وبالذات عودة مرتفعات الجولان) غائبة بشكل واضح عن الأجندة. سوف يبقى سؤال كيفية التعامل مع حماس قضية هامة في تنظيم المؤتمر وإدارته وفي نتائجه رغم معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل بشدة لتمثيل حماس فيه. وقد ساعدت هذه المعارضة على زيادة شعبية حماس في غزة حسب تقارير المراقبين وكذلك في جعل الأمر أكثر صعوبة للسعوديين لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية و/أو وتشجيع موقف أكثر اعتدالاً في أوساط البعض داخل حماس. وتعني زيادة احتمالات لقاء ناجح العمل على إيجاد أسلوب للتعامل مع كل من حماس وسوريا (رغم أنه قد تمت دعوتها) ضمن مشاركتها.

 

وتهدف التوصيات التالية للحد من فرص الفشل ولتعزيز احتمالات مؤتمر دولي ناجح. ونحن نعرّف النجاح على أنه نتيجة تخلق دفعة متسارعة نحو التقدم وتحركاً باتجاه حل الدولتين للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

1. سلسلة من الاجتماعات وليس حدثاً واحداً: يتوجب على الولايات المتحدة أن تعلن أن هذا الاجتماع سوف يكون الأول فقط ضمن سلسلة تهدف إلى تشجيع الاتفاقيات لدى التوصل إليها بين الأطراف بمساعدة أطراف خارجية كالولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه ترك الباب مشرعاً لحضور أوسع في لقاءات مستقبلية. ومن حسنات سلسلة من الاجتماعات أنها تحد من عبء وقوع التوقعات على تجمّع الخريف المزمع من خلال توفير شعور بالارتياح من فكرة أن هذا اللقاء سوف يقرر ما إذا كان هناك تحرّك في عملية السلام العربية الإسرائيلية، على الأقل أثناء فترة الإدارة الأميركية الحالية.

 

2. مذكرة التفاهم: من المؤكد أن هذا اللقاء سوف يُحكم عليه إلى درجة بعيدة بناء على مذكرة التفاهم التي سيتوصل إليها الرئيس عباس ورئيس الوزراء أولمرت. في الوقت الحالي وضعت حقيقة أن هذين الرئيسين يتكلمان، وضعت واشنطن في موقف انتظار وترقّب لرؤية ما إذا كان بإمكان المناقشات تحقيق نجاح بمفردها. إلا أننا نعتقد أن الأمل ليس كافياً. فقد بدأت التطورات السياسية على الجانبين تعمل على تشجيع تحقيق تركيز المبادئ التي يمكن بموجبها التوصل إلى اتفاق. يمكن لإتفاق ضعيف جداً بين الإسرائيليين والفلسطينيين أن يُفشل المبادرة برمّتها.

 

لا تستطيع إدارة الرئيس بوش البقاء على الهامش إلى فترة طويلة. يجب أن تكون لديها خططً بديلة للعمل باتجاه مذكرة مبادئ ناجحة، ويتوجب عليها موازنة المعارضة الداخلية لرئيس الوزراء أولمرت والرئيس عباس مع دعم قوي لوثيقة ذات معنى. كما يتوجب على الإدارة أن تكون مستعدة للتحرك في أي وقت من الأوقات قبل وأثناء الاجتماع بمقترحات خاصة بها لتقريب وجهات النظر. وفي هذا المعرض، تعتبر رحلات وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الدورية إلى المنطقة لتفقد التقدم في إعداد إعلان المبادئ ذات أهمية حاسمة. ولكن حتى لو قامت بتطبيق ضغوطات داعمة على كلا الطرافين لإبقاء العملية على مسارها، فإن رحلاتها تعتبر غير كافية بسبب طبيعتها.

 

يتوجب على الوزيرة رايس أن تستخدم توني بلير، أو غيره، في الفترات بين رحلاتها، للعمل على الأطراف بشكل متواصل لإنجاز وثيقة يمكن على أقل تعديل قبولها في رام الله والرياض. إضافة إلى ذلك يجب أن تكون هناك دفعة قوية من طرف الولايات المتحدة بشكل غير علني للتأكيد على ما يجب أن يراه السعوديون في الوثيقة لضمان مشاركتهم على مستوى عالٍ. وإذا لم يتم إعداد هذا الإعلان، رغم كافة الجهود المبذولة، أو على الأقل الاتفاق عليه تقريباً قبل بدء المؤتمر، يتوجب إذن تأجيل موعد الاجتماع حتى يصبح الإعلان جاهزاً.

 

3. تفاصيل المذكرة: يجب أن تضم أية مذكرة تفاهم ناجحة العناصر الستة التالية: (1) إعادة التأكيد على أن العملية سوف تنتهي بدولتين مستقلتين سياديتين. (2) تعتمد الحدود بين هاتين الدولتين على خطوط عام 1967 مع تعديلات حدودية بينهما كما يتم الاتفاق عليها (3) حل عادل لقضية اللاجئين يتفق عليه بين الطرفين، يلتزم بمفهوم إسرائيل كوطن للشعب اليهودي وفلسطين كوطن للشعب الفلسطيني (4) الاتفاق على أن تكون هناك عاصمتان في القدس بحيث تقع الأحياء اليهودية تحت السيادة الإسرائيلية والأحياء العربية تحت السيادة الفلسطينية (5) ترتيبات خاصة للحوض المقدس تضمن سبل الوصول إليه لجميع الديانات. (6) ترتيبات أمنية، بما فيها دولة فلسطينية منزوعة السلاح. من الممكن أن يعلن الزعيمان وبشكل مشترك، إما قبل المؤتمر أو أثناءه أنهما يوافقان على مهمة بلير ويرحبان بالمعونة الدولية للتوصل إلى وتطبيق اتفاقية جادة.

 

4. موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: يجب الحصول فوراً على موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على أية مذكرة تفاهم تصدر عن المؤتمر الدولي. يتوجب على الولايات المتحدة دعم أي تحرك كهذا وضمان مساندة دولية كاملة للترتيبات التي يُوافق عليها الفلسطينيون وإسرائيل.

 

5. اتفاقية ميسّرة: قد لا يكون حتى إعلان ناجح للمبادئ بين الأطراف والموافقة عليه من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كافياً للسير قدماً بالعملية نحو المستقبل. لذا سوف تكون هناك حاجة لآليات إضافية لضمان أن تتمكن الأطراف من التحرك قدماً نحو اجتماع ثانٍ يعقد خلال ثلاثة أو أربعة شهور بعد مؤتمر تشرين الثاني/نوفمبر. ويفترض أن تتم دعوة مشاركين إقليميين إضافيين (بمن فيهم سوريا، بغض النظر عما إذا حضرت المؤتمر الأول أو لم تحضره) إلى هذا المؤتمر اللاحق، والذي يصمم على أساس أنه ليس خاتمة لهذه المؤتمرات.

 

نوصى، على ضوء ذلك، باتفاقية ثانية من الإسرائيليين والفلسطينيين، نعمل على تيسير ما ينوى به تعزيز الاحتمالات وتوسيع وتعميق الفرص الجديدة التي توحدها مذكرة التفاهم. يتم عقد هذه الاتفاقية الميسّرة إما في المؤتمر أو، وهو الأكثر احتمالاً، يتم الإعلان عن إطار مبدئي في الاجتماع، ويتم وضع التفاصيل في الأسابيع التالية. يجب أن يكون التفاوض على اتفاقية كهذه هو نقطة تركيز الولايات المتحدة ومبعوث اللجنة الرباعية توني بلير.

 

يتوجب على اتفاقية كهذه أن تخاطب القضايا الأمنية بالنسبة لإسرائيل عن طريق وقف كامل لاستخدام القوة. ورغم فشل هذا التوجه مرات عديدة يتوجب اشتراط تحديد أساليب يمكن للسلطة الفلسطينية من خلالها المشاركة في منع العنف (بما في ذلك التفجيرات الانتحارية والقصف الصاروخي) ضد الإسرائيليين. ويجب أن تكون هذه أساليب يمكن قياسها ويمكن الحكم في نجاحها أو فشلها في التوجه نحو الخطوات التالية.

 

ويجب في الوقت نفسه التعامل مع الأسلوب الذي يعامل الإسرائيليون فيه الفلسطينيين بحيث يتم تمكين قدرات الرئيس عباس في ممارسة الدور القيادي. لذا يتوجب بحث الخطوات ووضع الوعود التي يمكن قياس مدى نجاحها. تضم هذه الأنواع من الخطوات المقترحة تفكيك المواقع الاستيطانية الأمامية وتجميد المستعمرات وإطلاق المزيد من السجناء وبحث موضوع إعادة تنظيم الحواجز ونقاط التفتيش وضمان حرية أوسع في الوصول والتنقل.

 

6. المشاركة في المؤتمر: من الأهمية بمكان أن تكون المشاركة في المؤتمر على أوسع نطاق ممكن. من المفترض أنه كلما كان إعلان المبادئ أكثر واقعية كلما ازدادت احتمالات مشاركة دول عربية كالمملكة العربية السعودية. ويمكن استخدام عملية عقد المزيد من الاجتماعات كوسيلة لضمان مشاركة عربية أوسع وعلى مستوى أعلى مع تحقيق تقدم في المفاوضات. ويجب تصميم المؤتمرات التالية بحيث تُبلغ عن تقدم أكبر والتوصل إلى المزيد من الاتفاقيات حول قضايا أوسع مثل سوريا ولبنان، والتي سيتم تيسير حدوثها من خلال المشاركة الموسّعة لدول إضافية.

 

سوف يشكل الحضور السعودي في الاجتماع الأول دفعة حاسمة للعملية الجديدة، ولكن من المستبعد أن نعرف حتى اللحظة الأخيرة ما إذا كان السعوديون سوف يشاركون بشكل مؤكد. (من المفيد ملاحظة أن المشاركة السعودية في مؤتمر مدريد في تشرين الأول/أكتوبر 1991 لم تتم إلا في اللحظة الأخيرة). يجب على الإدارة ألا تسمح لفشل أي طرف عربي (باستثناء فلسطين) في الحضور لأن يعرَّف على أنه نجاح أو فشل للاجتماع، حتى وهي تسعى إلى إشراك أكبر عدد ممكن من الدول.

 

ومن الضروري أن يكون المشاركون في المؤتمر على المستوى الوزاري على أقل تعديل. كما يتوجب تواجد ممثلين عن اللجنة الرباعية كذلك.

 

يشكل دور حماس أكثر المشاكل صعوبة في الإعداد لأي لقاء دولي، وبالتأكيد في متابعة ذلك اللقاء. وبما أن أبو مازن ليست له سيطرة على غزة أو على قوات الأمن التابعة لحماس أو على حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أو على الدعاية السياسية ومادة الحقد الصادرة من غزة، لا يمكن تحميله سوى مسؤولية القوات والقرارات السياسية ووسائل الإعلام التي يسيطر عليها. ولكن ذلك يعني أن حماس تسيطر الآن على ثلث الشعب الفلسطيني في المناطق الفلسطينية، وبالتالي تملك القدرة، والمفترض أنها عنفية، لمحاولة تقويض أي اجتماع أو اتفاقية. إضافة إلى ذلك، هناك تقارير عديدة بأن سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل (التي تلتزم فتح بها الآن) تعزز مصداقية حماس وتدفع المعتدلين بينهم إلى التطرف والتصلب.

 

ما الذي يتوجب عمله للتغلب على هذه المعضلة التي يتعين التعامل معها وبتفصيل كبير إذا كان للمبادرة أية فرصة للنجاح؟ أولاً، قد تأخذ الولايات المتحدة بعين الاعتبار الإعلان بأنه يتوجب على جميع الأطراف التي تحضر الاجتماع قبول مبادرة السلام العربية بغض النظر عن مذكرات التفاهم الصادرة عن أولمرت وعباس ومبدأ الاتفاقية الميّسرة والذي سيكون على أجندة المؤتمر. إذا قامت حماس باتخاذ هذه الخطوات فإنها تكون فعلياً قد قبلت بالشروط الثلاثة التي وضعتها اللجنة الرباعية السنة الماضية (الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول الاتفاقيات السابقة)، ولكن بدلاً من قبول فرض دولي فإنها تفعل ذلك مع مشاركين آخرين، وبالتالي لا يتم فصلها وعزلها. ثانياً، يمكن كذلك أن يكون هناك اتفاق بترك قضية حماس للمؤتمر الثاني، بينما يجري التوضيح لحماس عبر وسيط مناسب أن خيار حضورها سوف يكون مطروحاً على الطاولة في الجولة الثانية طالما أنها تقبل بشكل مماثل مذكرة التفاهم الصادرة عن عباس/أولمرت ومبادرة السلام العربية والاتفاقية الميّسرة. قد يمنع هذا الخيار حماس من محاولة إفشال المؤتمر بل وحتى يشجعها على محاولة منع الجهاد الإسلامي من القيام بذلك. بغض النظر عن خليط هذه الخيارات أو غيرها التي تختار الإدارة اتباعها فإننا نحثها على التخطيط بحذر مع شركائنا في الشرق الأوسط لوضع إستراتيجية فاعلة. مجرد قول "لا" لحماس دون التخطيط للنتائج يشكل سبيلاً محتملاً لمشاكل جديدة.

 

7. المؤتمر التالي: يجب ألا ينتهي الاجتماع دون مؤشر على تاريخ مستهدف لاستئنافه. وإذا تم تأطير الاتفاقية الميسّرة التالية في أساليب قابلة للقياس أمكن الحكم على احتمالات الاجتماع التالي من خلال استعداد وقدرة الأطراف على تحقيق التزاماتها. إلا أنه يجب أن يكون هناك شرط ثانٍ لإعادة عقد اللقاء، إلا وهو النجاح النسبي في تعميق مذكرة التفاهم. ويمكن قياس هذا النجاح من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب:

 

أ. يمكن للأطراف أن تحاول إتمام اتفاقية أو وضع مسودة نص نهائي حول موضوع محدد تغطيه مذكرة التفاهم، كالحدود مثلاً.

ب. يمكن قياس النجاح من خلال التحرك حول جهود تتعلق بعدد من القضايا في الوقت نفسه، مع إعداد تقرير مرحلي حول التقدم وتقديمه في الاجتماع.

ج. قد يتقرر وجود نجاح كافٍ لإعادة عقد الاجتماع نتيجة لقبول عام لإعلان عباس/أولمرت من قبل أطراف مختلفة (مثلاً اللجنة الرباعية، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كما ذكر سابقاً، جامعة الدول العربية، بل وحتى حماس).

د. تقدم مماثل آخر، مثل إطار للتقدم مع سوريا ولبنان، إذا أمكن ترتيب ذلك.

هـ. قد تكون النتيجة الناجحة التالية للاتفاقية الميسّرة، خاصة إذا حققت نتائج ناجحة مبدئياً، قد تكون بحد ذاتها كافية لعقد أول مؤتمر متابعة.

 

8. الحوافز: سوف يكون أحد الأساليب الأخرى لتشجيع التقدم ومنع تداعي الوضع وتشجيع احتمالات لقاءات إضافية هيكلة سلسلة من الحوافز للأطراف لتستمر في العملية. يمكن لمبدأ سلسلة الاجتماعات أن يشكل آلية لوضع إطار زمني أكثر مرونة للتعامل مع مخاوف كل طرف، وكذلك لمواجهة الحاجة إلى الحفاظ على قوة الدفع.

 

سوف يكون لسوريا بالتأكيد حافز للتوقف عن العمل كمخرب إذا اعتقد النظام بأن التعاون سوف يحقق له المزيد من خلال المشاركة لاحقاً.

نحن نؤمن بأن الإسرائيليين سيكونون مهتمين إلى أقصى الدرجات بسلسلة من المؤتمرات الدولية إذا كانت لديهم أفكار واضحة حول ما سيحصلون عليه من كل منها. على سبيل المثال، هم تواقون لتحقيق مشاركة سعودية في الاجتماع المقبل لأنهم يعتبرونها خطوة هامة أولى إلى الأمام نحو التطبيع. لقاء واحد لا يشكل تطبيعاً، بل ما يأتي بعد اللقاء. رغم أننا لا نستطيع الكلام نيابة عن السعوديين أو الدول العربية الأخرى إلا أننا نفترض أنهم إذا رأوا المسار الفلسطيني الثنائي يتحرك قدماً، وبينما يجري تطبيق الإلتزامات على الأرض، مع إثباتات وتوجه خطوة بخطوة نحوالتطبيع فإن ذلك سوف يكون مقبولاً لديهم. وإذا لم يكن الأمر كذلك فإن العملية سوف تتوقف بسهولة.

ما هو نوع الخطوات التي نفكر بها؟ الدبلوماسية العامة في الوطن لإعداد الشعوب العربية للسلام، حوار أكاديمي برعاية الحكومة حول لجان التجارة الإقليمية/مجموعات الاتصال، مجموعات أمن إقليمي تقليدية لبحث الترتيبات الأمنية ...الخ. ليس الوقت مبكراً للوزيرة رايس والمبعوث بلير للبدء بالحديث مع الأطراف حول عملية متوازنة يتم من خلالها تحقيق أعمال إسرائيلية راسخة كما نتصورها في الاتفاقية الميسّرة، من خلال أعمال أساسية من قبل دول عربية – تنازلات إسرائيلية بالغة الصغر تتبعها خطوات عربية بالغة الصغر نحو التطبيع. نوصي بالبدء بشكل مصغّر ومن ثم التعامل مع قضايا حاسمة هامة لكل من إسرائيل والدول العربية.

 

أما بالنسبة للفلسطينيين فلن تنجح سلسلة من اللقاءات ما لم يتم تعزيز سبل حياتهم بأسلوب ملموس من خلال شروط الاتفاقية وبسرعة. كيف يمكنهم الحفاظ على المؤتمرات المتواصلة بعيدة عن أن تصبح مجرد إجراءات دون مضمون يذكر، من حيث ما يحصل فعلياً على الأرض؟ ما هي النتائج التي يحصل عليها الفلسطينيون من مؤتمر دولي ثانٍ أو ثالث؟ في المراحل المبكرة على الأقل، سوف تذهب النتائج الإيجابية بالدرجة الأولى، ومن المحتمل بشكل شامل، إلى الضفة الغربية، وهي مشكلة بحد ذاتها. لذا من الضروري أكثر أن يشهد الفلسطينيون إعادة وإحياء وتنشيط اقتصاد الضفة الغربية من خلال تنظيم تحويل الأموال وغيرها من الخطوات المدرجة في بحثنا الاتفاقية الميسرة أعلاه، بما فيها تفكيك المواقع الاستيطانية الأمامية غير القانونية وتجميد المستعمرات وإعادة تنظيم نقاط التفتيش. بالطبع، سوف تخدم أية خطوات لإرساء قواعد مبادئ الإعلان بشكل إضافي لتشجيع معظم الفلسطينيين.

 

9. ماذا يحصل إذا فشلت العملية؟ من المحتمل بالتأكيد، بل المرجح كما يقول البعض، ألا يتم عقد المؤتمر أو أن يفشل إما أثناء أو بعد انعقاده. ماذا يحصل بعد ذلك؟ في حالة الفشل، فإن أفضل مسار يمكن اتخاذه هو الصمود والتحمّل، وفي الوقت نفسه السعي لجمع الأطراف المتمردة. في محاولة لإقناعهم، تملك الولايات المتحدة كالعادة جزرات وعصي، ولكن قد تكون أكثر الأمور فاعلية لإقناع الأطراف هي أن تقوم الإدارة بإثبات إصرارها على ألا تستسلم بالحجة والبرهان، وبأنها ملتزمة بنجاح مبادرتها. يجب علينا أن نتطلب الأمر نفسه من أنفسنا كما نتطلب من الأطراف الأخرى: جهود بواقع مائة بالمائة، حتى لو لم ينتج عنها نجاح بواقف مائة بالمائة.

 

النتائج

 

نحن نؤمن بأن العملية التي نضع خطوطها العريضة هنا، بسلسلة من المؤتمرات وإعلان للمبادئ توافق عليه الأمم المتحدة، واتفاقية ميّسرة للخطوات التالية على الأرض وتمثيل إقليمي واسع القاعدة في المؤتمر الأول، سوف تطلق مؤتمرات دولية إضافية وقوة اندفاع إسرائيلية فلسطينية جديدة. سوف تخلق النتيجة برنامجاً لن يصعد ويهبط حسب نجاح اجتماع واحد سيعقد في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وسوف تعمل على إيجاد عملية مختلفة نوعاً ما عما جرت محاولته في أي وقت في السابق. نحن نؤمن بأن هذه التوصيات، إذا طُبّقت سوف تعزز احتمالات النجاح عبر الشهور القليلة القادمة.

ــــــــــــ

* تقوم خدمة Common Ground الإخبارية بتوزيع هذا الموجز السياسي الذي يمكن الحصول عليه من الموقع www.commongroundnews.org

مصدر المقال: منتدى السياسة الإسرائيلي Israel Policy Forum، 10 تشرين الأول/أكتوبر 2007

www.israelpolicyforum.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ