ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 04/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

لحظة بوتين المناسبة للسيطرة

بقلم: دايفيد اوغناتيوس

واشنطن بوست - 14/2/2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

  Putin's Moment To Seize

By David Ignatius

Wednesday, February 14, 2007 ; Page A19

 في الأسبوع الماضي وجه الرئيس بوتين انتقادات حادة لإدارة بوش بسبب استعمالها المفرط للقوة حيث أدت هذه القوة حسب أقواله إلى عدم الشعور بالأمان في أي مكان في العالم. لو كان هذا التصريح صادراً من مرشح رئاسة ديمقراطي لكان خطاباً عادياً, ولكنها صادرة من رئيس روسي , ان ملاحظاته التي أبداها جعلت المفكرين والنقاد يوجهون تفكيرهم نحو حرب باردة جديدة.

لقد كنت من بين المستمعين في ميونخ عندما ألقى بوتين خطابه, وقد بدت لي نبرة الخطاب نبرة ممتعضة أكثر منها عدوانية. لقد كان فخوراً حاداً و جريئاً وكان رئيساً لروسيا بكل ما تعني الكلمة من معنى. تستطيع أن تستمع إلى صوته الداخلي: لقد تركناك تفكك جدار برلين. ولقد طوينا صفحة حلف وارسو. و لقد حللنا الاتحاد السوفيتي وكل ذلك بناءً على وعودكم بأنكم لن تأخذوا أي نتيجة ايجابية من ضعفنا. وعلى ماذا حصلنا الآن؟ لا شئ, لقد حاصرتنا بأسلحة الناتو من كل جانب.

ربما كانت تعليقات بوتين منفرة بالنسبة للأمريكيين, ولكنها تعبر عن مرارة تنتشر هنا. إن جيله من الروس نشأ في دولة كانت تحسب على القوى العظمى, و لا يحب هو وأترابه أن يجردوا من ذلك. فبوتين ضابط الكي جي بي السابق والحاصل على الحزام الأسود في الجودو, كان مشاكساً في دعم مصالح بلاده,  ويبدو ان الروس يحبون ذلك. ففي آخر استطلاع للرأي وصلت شعبيته إلى ما يزيد عن 70%.

التقيت مع أحد مساعدي بوتين الكبار في مبنى كان يضم رئاسة الحزب الشيوعي الروسي سابقاً. قال لي "نحن نريد العمل معكم, و لكن رجاءً افتح عينك جيداً, نحن لن نقبل بأن تكون القوة الرئيسة في العالم هي أمريكا".

روسيا عادت. هذا هو الدرس الحقيقي الذي استوعبته من كلام بوتين الحاد. ان الدولة التي كادت أن تنهار بعد انهيار الاتحاد السوفيتي قد استعادت الثقة والاستقرار بشكل كاف لإطلاق النار شفوياً على خصمها القديم. قال لي مساعد بوتين  "لقد انبعثنا و عدنا من لا شئ. و لشرح ظاهرة بوتين فقد عقد رئيس لكرملين (فلاديسلاف سوركوف) مؤخراً مقارنة بين بوتين و فرانكلين ديلانو روزفلت, وهو رئيس آخر انتشل بلده من كارثة اقتصادية وأعاد لها عنفوانها. يقول سوركوف :"وكمثل روزفلت فقد استعمل بوتين سلطته الرئاسية إلى أقصى حد ممكن من أجل التغلب على الكوارث التي حلت بالبلاد".

وفي زيارتي الأولى منذ عام 1990 كنت مدهوشاً بأن كل شئ قد تغير و أن كل شئ كما هو. ففي الطريق من المطار ترى النصب التذكارية التي تدل على المقاومة العنيفة للمحتل الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. و بجانب ذلك ترى مجمعاً تجارياً ضخماً مع صالة عرض كبيرة, انه الغزو الأجنبي حيث لا يمكن إيقافه في نهاية المطاف.

و في الميدان الأحمر, حجارة قبر مقبرة الرئيس لينين تذكرنا بقوة الاتحاد السوفيتي. ولكن عبر الطريق هناك محلات تعرض آخر الموضات المستوردة من كريستيان ديور و فويتون. 

لكن الذي لم يتغير هو علاقة روسيا المتعصبة مع الغرب. أخبرني أصدقاء روس بأن البلاد تشعر بالكراهية و عدم التقدير و بأنها خاضعة للإرادة الغربية وان الغرب يعتقد أن روسيا ممكن ان تتطوع حسب الإرادة  الغربية. و هذا الإحباط هو الذي طفا على السطح خلال خطاب بوتين.

ووفقاً للمقاييس الروسية, فان هذا الأمر هو من العصر الذهبي. و في الفترة الأخيرة أعلن بوتين بعضاً من انجازات بلاده المهمة : فقد زاد الدخل المحلي بنسبة  10% عن السنة السابقة, وارتفع مستوى نمو الاقتصاد بنسبة 6.7% ,  وكانت نسبة التضخم صغيرة جداً بالمقارنة مع السنوات السابقة, وارتفع حجم الاحتياطي من العملة إلى 303 بليون دولار ثالث أكبر احتياطي في العالم, و استقرت عائداتها من الطاقة عند حوالي 100 بليون دولار. كل هذا حصل في أمة كانت في عام 1998 على حافة الهاوية عند تولي بوتين سلطاته الدستورية.

ان لدى روسيا الجديدة فرصة. لان أمريكا حسب وصف بوتين تبتعد عن كونها القطب الأوحد في العالم وقد أضعفتها حرب العراق و حاجتها السيئة للحلفاء. اذا كان بوتين حكيماً, فانه يستطيع ان يلعب دوراً حيوياً في حل المشكلة النووية الإيرانية و بذلك يعيد بعضاً من النفوذ الدبلوماسي الروسي المفقود. أو أنه سيستمر في التذمر من أن لا أحد يقدر دولته قدرها الصحيح ويترك خصمه القديم يكافح لمدة أطول في المستنقع العراقي. 

ترى هل كان بيان بوتين الخطابي في ميونخ "دعوة للحوار" كما أخبرني أحد مساعديه. أم هل هي طلقة تحذيرية من روسيا الواثقة من أنها تستمتع بمشاكل أمريكا؟ اذا كان بوتين يريد لعب دور في الاستقرار العالمي في مرحلة ما بعد العراق, فانه يدفع بوابة مفتوحة. و لكن هل يمتلك بوتين الرؤية والقدرة السياسية على بسط سيطرته حالياً  واغتنام الفرصة؟

 

http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2007/02/13/AR2007021301094.html


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ