ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 03/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

تباشير الحرب الباردة القادمة

بقلم: أيان بريمر

نيوزويك - 26/2/2007  

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

لقد بعث الرئيس بوتين برسالة واضحة من ميونخ: إن روسيا الجديدة تأمل بالصداقة مع أمريكا, و لكنها تعلمت أيضاً أن تقول لا

The Dawn of the Next Cold War

In Munich , Putin sent a clear message: the new Russia hopes for friendship with America , but it has also learned to say no.

By Ian Bremmer

Newsweek International

إن اللحظة المدوية التي فجرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر الأمن الأخير في ميونخ كان لها وقع كلاسيكي. حيث أن أمريكا لا يمكن احتواؤها عسكرياً, مما أدى إلى عدم الشعور بالأمان في أي مكان في العالم, مما جعل  أمماً  أخرى تُجبر على تطوير أسلحة نووية للدفاع عن نفسها. ولكن وزير الدفاع الأمريكي "روبرت غيت" حاول أن يأخذ الموضوع على محمل الهزل و النكتة, فقال متهكماً بصفته محارباً قديماً في الحرب الباردة بأن الخطاب الذي ألقاه بوتين أشعره بالحنين إلى الماضي لبرهة من الوقت,  وقال بأن الأولوية لدى واشنطن هي " العلاقات الطيبة و الشراكة الدائمة".

وبدون أن يقع في أي خطأ, فقد قام بوتين بإيصال رسالة واضحة إلى واشنطن, وقد سمعها البيت الأبيض بكل وضوح أيضا. و هي على النحو التالي: في التسعينات قامت أمريكا بتهميشنا وعملت على توسيع حلف الناتو, وقد طلبنا من أمريكا بأن تأخذ مصالحنا القومية بعين الاعتبار, ولكنكم أجبتم بالتوسع الإضافي في مناطق نفوذنا في أوروبا الشرقية. تحدثتم عن شراكتنا في أمور الطاقة فقمتم بإنشاء أنابيب تجاوزت أراضينا. و قامت الشركات الغربية باستغلال مشاكلنا الاقتصادية للوصول إلى مصادرنا الطبيعية بأسعار زهيدة جداً.

طلبنا منكم احترام معاهدة الحد من انتشار الصواريخ البالستية ولكنكم بدلاً من ذلك قمتم بتدميرها. و توقعتم منا الجلوس كمتفرجين صامتين على المشاكل التي أثرتموها في أوكرانيا وجورجيا وبيلاروسيا  و أراضي وسط آسيا و التي كانت تقع ضمن نطاق الأراضي الروسية قبل حتى أن يكون هناك ما يسمى بالأمة الأمريكية.  طلبتم منا مد يد العون لكم في حربكم على الإرهاب ولكنكم قمتم  بإدانة حربنا ضد الإرهابيين في الشيشان. و الآن أنتم تسعون لنشر أنظمة صواريخ دفاعية في قلب أوروبا. نعم نحن نأمل بالشراكة مع أمريكا. و لكننا الآن روسيا جديدة. فإذا أردتم أن تتعاملوا معنا دون احترام, فستكتشفون أننا نستطيع أن نقول لكم "لا". 

ان هذا الحجم من الاستياء كان واضحاً جداً في خطاب بوتين.و في الحقيقة فانه على مدى عقد مضى لم تأخذ الولايات المتحدة روسيا بالحسبان. وكان الكرملين مشغولاً بحكام الأقاليم العصاة, و المؤيدين الطامعين للحكومة, و يشعر بالمرارة من الشيوعيين القدماء و الانفصاليين الشيشان. لقد قدم الرئيس الشارد و المدمن بوريس يلتسن القليل من الثقة للروس و كذلك للاقتصاد الروسي. واليوم فان كل ذلك قد تغير. حيث قام بوتين بترويض العصاة و حيَد منافسيه السياسيين . إن أسعار النفط الروسي قد تضاعفت ما بين 2002-2006, وقام بوتين بملأ الخزانة الروسية بالنقد و نما الاقتصاد الروسي بنسبة 7% سنوياً.

ان قدرة روسيا على إظهار واستعراض قوتها دفع البعض الى التخمين بأننا على أبواب حرب باردة جديدة. بالطبع فان العلاقات بين روسيا و أمريكا قد تعرضت لبعض الخلل. ولكن هل تصل الى حدود حرب باردة جديدة؟ ان الصورة اعقد من ذلك. انه لمن الصحيح ان الأسلحة النووية الروسية تحتل مكاناً مظلماً في الذاكرة الأمريكية. و لكن في هذه الجولة فان روسيا تتمتع بميزة تنافسية كان يفتقر إليها الاتحاد السوفيتي. لقد تخلت روسيا عن التصلب والعناد الاقتصادي والسياسي اللذين كانا موجودين إبان الاتحاد السوفيتي.   وليس لديها إمبراطورية مترامية الأطراف لتدبر أمورها. و بوتين يتمتع بتفويض شعبي على عكس رؤساء الاتحاد السوفيتي السابقين, وهذا الأمر ليس فقط داخل روسيا و إنما يتعدى الحدود الروسية أيضاً. ان الرئيس الروسي يستقبل حالياً بحرارة ودفىء في كثير من المناطق التي يتسم الرأي العام فيها بالفتور تجاه أمريكا, إن لم يكن الشعور بالعداء.

وخلال خطابه في ألمانيا, قال بوتين ما يلي عن الحرب الباردة: " لقد كان سلاماً هشاً ومخيفاً, ولكنه كان موثوقاً الى حد ما. و لكن السلام اليوم اقل مصداقية". ان بوتين وبكثير من الطرق محق و ان ما يقوله يُدرك الآن في العالم بشكل أكبر. فبوتين لم يضرب بحذائه على المنصة و لم يواجه  نشر أمريكا لصواريخ في أوروبا بتهديدات فارغة حول نشر صواريخ في كوبا. ان الإدارة الأمريكية بحاجة الى الدعم الروسي إذا أرادت أن تمارس ضغوطاً ناجحة على إيران للتخلي عن برنامجها النووي.

 في ميونخ ألمح بوتين الى الرد المماثل من قبل الدول على القوة الأمريكية. وإيران كانت مثالاً حياً على ما كان يعنيه. ان المنطق لم يعد تجارياً بعد الآن كما كان في السابق. ففي هذه الأيام يريد الكرملين أن يحد بعضاً من التأثير الأمريكي في العالم . وقد ذهب بوتين من ميونخ الى الخليج. وعرض المساعدة الروسية على السعودية لتطوير برنامج نووي مدني,  و في قطر تحدث بوتين حول تشكيل كتلة للدول المصدرة للغاز على غرار الأوبك. و في الأردن شدد على تعميق العلاقات والتعاون بين البلدين. و بعد ذلك بأيام أرسل بوتين وزير خارجيته سيرجي لافروف للقاء نظرائه الهنود والصينيين من أجل مناقشة كيفية التصدي للقوة الأمريكية, في العالم متعدد الأقطاب الذي يراه بوتين.

ان روسيا على أبواب دورة انتخابية جديدة و ليس من المعروف من الذي سيحل مكان بوتين في نهاية العام القادم. و لكن علينا ان نلاحظ: أنه و ضمن الكرملين فان بوتين يعد من بين القادة الروس الأكثر ميولاً نحو الغرب . ولكن المحيطيين به يُعتبرون وبشكل كبير من أكثر المعادين لأمريكا.

كلا ... إنها ليست حرباً باردةً جديدة. إنها شئ أكثر تعقيداً من ذلك و من الممكن ان تكون أكثر سوءً أيضاً.

 

http://www.msnbc.msn.com/id/17202833/site/newsweek/page/2/


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ