ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 02/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أهمية التقابل وجهاً لوجه

سوزان هاريسون*

تورنتو – ذهبت في عام 2004 إلى مدينة قم في إيران للمشاركة في مؤتمر عنوانه "الرؤيا والسلطة"، هو عبارة عن حوار بين علماء مسيحيي أمريكا الشمالية المعمدانيين المتجددين Mennonites، وعلماء الشيعة المسلمين المحليين. قبل بضعة شهور التقينا مرة أخرى، هذه المرة في مدينة ووترلو بمقاطعة أونتاريو في كندا. كان الأمر لمّ شمل بين زملاء، مثيرا للبهجة، وإضافة إلى ذلك، ترابطا لا كلاميا بدا وكأنه يحصل عندما نظرنا إلى بعضنا بعضاً مرة أخرى، وجهاً لوجه.

 

في كل مرة نجتمع فيها للحوار، هناك نوع من الراحة المسموعة في إدراك أننا جميعاً متواجدون في هذا العالم بحق، وبأننا ملتزمون بإنجاح هذا الحوار.

 

اللقاءات وجهاً لوجه هي اللحظات التي تقاس فيها الآراء الواعية بالإعلام والتي نحملها مقابل تجربة المواجهة مع الآخر. هناك أمر مميز ومعمق له علاقة باللقاء وجهاً لوجه، ملاحظة أن أحدهم يعرج أو يجد صعوبة في البقاء صاحياً في محاضرة طويلة، ورؤية عيون أحدهم تّتقد لدى سماعه فكرة جديدة، أو مشاهدة نظرات فضولية مستغربة على وجه مسلم عندما يشرح مسيحي معمداني عبادة صورة الله الثلاثية.

 

الناس مثل "كتب حيّة"، ولكن بعكس كتاب ورقي الغلاف منشور، فإن حبكة رواياتنا تتغير باستمرار. وككتب حية، تتشابك قصصنا مع بعضها بعضاً عندما نتقابل، ونلاحظ الشخصيات الجديدة التي تؤثر بدورها على خط سير الحبكة والفصول التالية.

 

إلا أن هذه الأنواع من اللقاءات أخذت تصبح بشكل متزايد، أكثر صعوبة هذه الأيام من حيث التنظيم، لأن تأشيرات الزيارة يجري رفضها بانتظام على الجانبين. لقد نتج عن العلاقات السياسية المتوترة خلال الشهور الماضية والحدود التي يصعب عبورها بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر قيود صارمة على السفر، الأمر الذي جعل هذه اللقاءات وجهاً لوجه أكثر صعوبة.

 

شاركت اللجنة المركزية المعمدانية المتجددة، وهي منظمة تنموية غير ربحية ترتكز على الدين، للمرة الأولى في لقاءات في إيران بعد زلزال عام 1990. وقد تشكلت صداقة بين إد مارتن مدير مكتب آسيا في اللجنة المركزية يومها وأمين عام شؤون العلاقات الدولية في إيران، صدر الدين صدر. أثناء عملهما معاً في مجال المعونة للكارثة، تشارك الاثنان في رؤية لبناء علاقة تزيل صفة الشيطانية عن الإيرانيين في أمريكا الشمالية، وبالعكس. وقد تم اقتراح برنامج تبادل طلاب أصبحت تورنتو في كندا، حيث تتواجد مجموعة كبيرة من الطلبة المعمدانيين الخريجين، مركزاً له. وقد تبرع معهد الأمام الخميني للتعليم والبحوث باستضافة طلبة مسيحيين معمدانيين في قم.

 

إضافة إلى برنامج التبادل الطلابي الذي بدأ عام 1998، قامت اللجنة المركزية المعمدانية المتجددة بتنظيم "رحلات تعليمية" أتت بمجموعات إلى إيران في برامج جوّالة. سمحت رحلتان مدة كل منهما عشرة أيام للمعمدانيين المتجددين والمسلمين باللقاء والتعلُّم عن بعضهما بعضاً بشكل مباشر.

 

يمكن رؤية مثال على قوة اللقاءات المباشرة في ملاحظة أبداها إيراني مسلم يدرس في جامعة كندية: "يشكل اللقاء وجهاً لوجه مصدراً لتفاهم عجائبي متبادل. أستطيع القول ‘ن الذين يخافون منك كمسلم أو كإيراني، يبدأون بعد عشر إلى ثلاثين دقيقة يدركون أنك مخلوق بشري".

 

أعي وأنا أكتب هذه الكلمات أنني كنت أخطط لحضور مؤتمر عنوانه "إله واحد لإبراهيم، تقاليد دينية مختلفة"، في الجامعة المعمدانية المتجددة الشرقية في أيلول/سبتمبر 2007. كان المشاركون علماء معمدانيين متجددين ووفدا ضيفا من جمهورية إيران الإسلامية، بقيادة آية الله أراكي رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية. وقد ضم الوفد قادة وعلماء دينيين إيرانيين وموريس معتمد، وهو عضو يهودي في البرلمان الإيراني ورئيس الأساقفة سركسيان من الكنيسة الأرمنية في إيران.

 

قبل أسبوع من وصول الضيوف رُفِضت أربع تأشيرات من الخمس عشرة تأشيرة "لأسباب أمنية"، رغم أن وزارة الخارجية الأميركية لم ترسل ذلك في رسالة خطية. وبما أن آية الله أراكي كان أحد الذين رُفضوا تم إلغاء الزيارة لسوء الحظ.

 

ليست هذه مشكلة تتعلق بالولايات المتحدة فقط. في أيار/مايو 2007، مُنع خمسة عشر معمدانياً متجددا من أمريكا الشمالية من دخول إيران في رحلة منظمة مسبقاً بشكل كامل. خلال الفترة نفسها اتهم الإعلام الغربي المعهد بأن لديه خطا مباشرا مع حكومة أحمدي نجاد، واتُّهِم النقاد اللجنة المركزية المعمدانية المتجددة بالتالي بدعم حكومة أحمدي نجاد من خلال علاقتها مع معهد الإمام الخميني للدراسة والبحوث.

 

ما فتأت فكرة أن الحوار بين الشعوب من عقائد دينية مختلفة يشكل مخاطرة أمنية لدولهم الأصلية، تشكل الموضوع الضمني لهذه المشكلة المستمرة من المواجهات الممنوعة. يتساءل ن. جيرالد شينك، الأستاذ بالجامعة المعمدانية المتجددة الشرقية "ما إذا كانت الحرية التي يحميها "الأمن" تلغي الحرية لبناء تفاهم أفضل عبر هذه الفجوات الخطرة".

 

تستطيع الاجتماعات وجهاً لوجه، حسب نظريات التواصل، أن تكسر الصور النمطية وأن تبني التفاهم والثقة التي نحن في أمسّ الحاجة إليها بين الغرب وإيران. ولكن وكما علّق مارتن عندما جرى رفض تأشيرات الدخول: "لقد عدنا إلى المربع الأول نحاول التفكير بكيفية تطوير علاقات من التفاهم والثقة والصداقة بين الإيرانيين والأميركيين تعمل على منع الحرب بين بلدينا".

 

في الوقت الذي يمكن فيه للناس انتقاد اللجنة المركزية المعمدانية المتجددة لانخراطها في العمل مع معهد الإمام الخميني كشركاء مسلمين في الحوار، تبقى حقيقة أن علاقة بنّاءة قد نشأت بين المجتمعين، وإذا سُمح لها بأن تنمو فقد تؤثر على قصص هؤلاء الأفراد الذين أثارت مشاعرهم.

ـــــــــــــــــــ

*سوزان كينيل هاريسون طالبة دكتوراه في كلية تورنتو للعلوم الدينية، وقد قامت بتنسيق جهة تورنتو من برنامج اللجنة المركزية المعمدانية المتجددة للتبادل الطلابي مع إيران منذ عام 1998.

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 25 أيلول/سبتمبر 2007

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ