ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 16/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

موجة اندفاع أخرى، في دبلوماسية الشرق الأوسط هذه المرة

بريان كاتوليس وبيتر جول*

واشنطن – قامت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرس غيتس في شهر تموز/يوليو الماضي بزيارة مشتركة استثنائية إلى دول شرق أوسطية رئيسية. وقد ركزت تلك الزيارة منتصف الصيف الأضواء على صفقة عسكرية جديدة تبلغ قيمتها 20 مليار دولار إلى المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى بهدف ضمان دعم عربي أكبر للعراق وعزل إيران. وقد صرحت الوزيرة رايس بأن تلك الصفقة العسكرية "سوف تساعد على دعم القوى المعتدلة ومساندة إستراتيجية أكثر اتساعاً لمواجهة التأثيرات السلبية لتنظيم القاعدة وحزب الله وسوريا وإيران".

 

رغم أن إعادة إحياء عملية السلام العربية الإسرائيلية المحتضرة كانت كذلك على أجندة الرحلة إلا أن ذلك بدا وكأنه فكرة جاءت بعد فوات الأوان، حيث قامت رايس وغيتس فقط بتشجيع قادة عرب مختارين بحضور اجتماع دولي حول السلام في الشرق الأوسط يزمع عقده هذا الخريف. ويبدو أنه لم يتم تحقيق أية أعمال جادة لوضع أجندة ذلك الاجتماع. وقد أعرب عدد من القادة العرب عن قلقهم بشكل علني لأن إدارة الرئيس بوش تبحث ببساطة عن فرصة لأخذ الصور التذكارية بدلاً من محاولة تحقيق تقدم ملموس بعد سبع سنوات من الهزال والنزاع في الشرق الأوسط.

 

بدت هذه الرحلة وكأنها تؤكد أمراً صرح به حسب الأخبار نائب مستشار الرئيس بوش للأمن القومي، إيليوت أبرامز لمجموعة في مايو/أيار الماضي، بأن وزارة الخارجية تقوم بحركات تهدف إلى جعل الأوروبيين ودول عربية معينة تعتقد أن الولايات المتحدة جادة فيما يتعلق بدفع عملية السلام العربية الإسرائيلية. كما أظهرت أن موقف إدارة الرئيس بوش جاثم في موقف منحني دفاعي، هادف لاحتواء إيران ونتائج تداعيات إستراتيجية الإدارة الأميركية في العراق، بدلاً من إعادة تشكيل الديناميات الإقليمية لتعزيز الاستقرار من خلال مبادرات دبلوماسية بناءة وأكثر نشاطاً.

 

ما غاب بشكل واضح عن الأجندة هو جهد التعامل مع التوترات المستمرة والنامية على الجبهة الإسرائيلية السورية اللبنانية، وهي الجبهة التي تمثلت بها أكثر النزاعات خطورة في الشرق الأوسط عام 2006. وبينما لا تزال التوترات تغلي تحت الرماد بين إسرائيل وسوريا وحزب الله اللبناني، لا تستطيع الولايات المتحدة وغيرها من القوى العالمية تحمل الاعتماد على الجهود الموزّعة المترددة لمنع نزاع يجري تصعيده على هذه الجبهة. هناك ضرورة لأربع خطوات هامة.

 

أولاً: يتوجب على القوى العالمية كالولايات المتحدة العمل لجعل اجتماع هذا الخريف العالمي حول السلام في الشرق الأوسط شاملاً وبحضور ممثلين عن جميع جيران إسرائيل المباشرين إضافة إلى الدول التي ترعى مبادرة السلام العربية. إشتمال دول مثل سوريا لن يكون سهلاً إذا أخذنا بالاعتبار التوترات والشكوك السائدة في كافة أرجاء المنطقة، ولكن استثناء الدول الرئيسية عن قصد لن ينتج عنه على الأرجح أية نتائج جادة.

 

ثانياً: يتوجب على الولايات المتحدة أن تزيد مشاركتها الدبلوماسية الثنائية مع سوريا. في الشهور الستة الماضية شارك مسؤولون أميركيون في جلسات إقليمية حول العراق، بما فيها مؤتمر أمني استضافته سوريا الصيف الماضي، إلا أنها تجنبت الانخراط في الدبلوماسية الصعبة لاختبار نوايا النظام السوري وتشكيل نشاطاته على الجبهتين اللبنانية والعربية الإسرائيلية. يعمل على تعقيد هذه الدبلوماسية عدد من العوامل، بما فيها استمرار التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وعلاقة حزب الله بسوريا وعلاقة سوريا بإيران. إلا أن محاولة عزل سوريا لم تدفع بالمصالح الأميركية أو الاستقرار في المنطقة. يتوجب على الولايات المتحدة أن توضح أن متابعة المسار السوري لن يأتي على حساب السيادة اللبنانية أو جهود دفع المسار الإسرائيلي الفلسطيني.

 

ثالثاً: يتوجب على المجتمع الدولي أن يستمر في جهوده لتحقيق التوازن والاستقرار في لبنان.. وحتى يتسنى بناء دولة لبنانية فاعلة وقادرة على الحياة تتمتع بالسيطرة على كافة أرجاء حدودها يتوجب على الولايات المتحدة متابعة كل من مساري المعونة السياسية والعسكرية. يجب القيام بجهد جديد لتطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بما فيه شرط مزاولة الحكومة اللبنانية سيادتها الكاملة على جنوب لبنان.

 

رابعاً: تحتاج الولايات المتحدة لأن تطور مساراً دبلوماسياً منفصلاً لإيران، التي رأت قوتها وتأثيرها يزدادان عبر المنطقة منذ عام 2003. لدى الولايات المتحدة قائمة كبيرة من الأسباب الشرعية للقلق حول إيران، مثل برنامج بحوثها النووية ودعمها للمجموعات الإرهابية وتصريحات رؤسائها المحرّضة. لم ينجح الوقوف على الخطوط الهامشية في احتواء إيران. وباستثناء عدد قليل من الاجتماعات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة حول العراق وأفغانستان فقد رفض المسؤولون الأميركيون الاجتماع مع إيران، الأمر الذي أدى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

 

في عام 2002 جادل الرئيس بوش وكبار مسانديه أن الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط يمر عبر بغداد، وأن الحرب في العراق سوف ينتج عنها الاستقرار في المنطقة. من خلال التخلص من صدام حسين، تقوم الولايات المتحدة بمباشرة موجة ديمقراطية تقلب الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط حيث ترعى الدولة الإرهاب وتهدد الديمقراطيات في كافة أرجاء العالم. بعد مرور أربع سنوات، من الواضح أن ما حدث هو عكس ذلك. السنة الماضية، عندما وصفت وزيرة الخارجية رايس النزاع بين إسرائيل وحزب الله بأنه "آلام مخاض الشرق الأوسط الجديد" كان من الواضح أن هذا الشرق الأوسط الجديد الذي ظهر كان أقل استقراراً وأقل تأييداً لمصالح الولايات المتحدة.

 

لا تستطيع الولايات المتحدة على المدى البعيد إعادة تشكيل الديناميات السياسية المعتمدة في الشرق الأوسط من خلال معونات الصفقات العسكرية والزيارات السريعة والجهود الدبلوماسية الجزئية. يتوجب على قادة المنطقة تشكيل مستقبلهم. إلا أن الولايات المتحدة وغيرها من القوى العالمية تستطيع أن تلعب دوراً هاماً في التوسط في هذه النزاعات والتوترات. لن يكون الحل سهلاً ولن يأتي بسرعة، ولكنه سيتطلب جهداً مصمماً ثابتاً يجب أن يبدأ الآن.

ــــــــــــــــــــــــــ

*بريان كاتوليس مستشار لمشروع تقدم الشرق الأوسط وزميل رئيسي في مركز التطور الأميركي. بيتر جول مستشار بحوث في مركز التقدم الأميركي.

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 6 أيلول/سبتمبر 2007

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ