ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 04/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

وجهات نظر الشباب:

التعلُّم عن أمريكا من الخارج

بيل غلوكروفت

بوسطن – سافرت هذا الصيف إلى تايلند وماليزيا وسنغافورة وأستراليا، وهي جزء من العالم نادراً ما يراه الأميركيون في الأخبار أو يزورونه شخصياً.

لقد زودتني المسافة بوجهة نظر جديدة أنظر من خلالها إلى بلدي، وساعدتني لأدرك أنه رغم شعور متباعد ومنتشر بالأهمية، ورغم سياسة خارجية قصيرة النظر، هناك صفات حميدة كثيرة تدعو إلى الفخر: عطشنا إلى الابتكار والتحسين وراحتنا الفلسفية لكوننا أميركيين وحريتنا الاقتصادية وتحركنا المستمر إلى الأعلى وأرض تتمتع بجمال طبيعي أخاذ ومترامي الأطراف، وقضاء نشط مفعم بالحيوية ودستور يبقى ذا علاقة رغم مرور أكثر من مائتي سنة على كتابته.

 

بالطبع يُعتبر تعريف صفات البلد بالجيدة أو السيئة أمر بالغ التبسيط، فهناك حوارات مضادة شرعية جداً لكل مادة من مواد القائمة أعلاه. فالابتكار لا يعود بالفائدة على الجميع، كما لا يستطيع الجميع التمتع بشكل كامل بالهويات المزدوجة أو العمل بحرية. والأمر الأكثر وضوحاً هو أن دستورنا يبقى عرضة للهجوم من قبل دعاة الخوف والرهاب لفترة ما بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.

 

إلا أن قوة أمريكا الحقيقية، أكثر من أية سمة فعلية كالقوة العسكرية أو الاقتصادية الهائلة على سبيل المثال، تنشأ من كونها رمزاً للإمكانيات والاحتمالات للشعوب حول العالم. المثير للدهشة، كما اكتشفت من أسفاري حول العالم، أنه حتى ولا المغامرة الفاشلة اللاخلاقية في العراق تستطيع أن تدمر هذا المصدر غير الملموس للقوة.

 

الوقت الذي قضيته في ألور ستار يُبرِز هذه النقطة. ألور ستار مدينة في شمال ماليزيا لا تعطي الزائر سبباً كافياً ليبقى. إنها مدينة محافِظة بشكل يدعو للراحة حيث يلبس معظم الرجال والنساء اللباس المسلم التقليدي وتبيع العديد من المحلات التجارية البضائع الإسلامية، وتقدم جميع المطاعم تقريباً اللحم الحلال (المعدّ حسب الشريعة الإسلامية). ويصدح صوت المؤذن خمس مرات كل يوم داعياً للصلاة عبر المدينة.

 

هنا، قبل أي مكان آخر، لم أبذل أي جهد لإخفاء جنسيتي الأميركية. إذا سئلت أقول الحقيقة. كانت العيون تضيء بنور خافت عندما أذكر أنني من نيويورك (وهي أقرب مدينة معروفة إلى البلدة التي ولدت فيها في ولاية كونيتيكت)، ولم أشعر مرة واحدة بعدم الراحة أو عدم القبول. بل على العكس، في الواقع. أول سؤال كانت تطرحه النساء من عمري هو "هل عندك صديقة؟"

 

حتى عند زيارتي مسجد زاهر، المسجد المركزي الجميل في ألور ستار أثناء صلاة العصر يوم الجمعة، تركني المصلون دون تدخل أو تمنوا لي رحلة مأمونة. جميع الذين قابلتهم كانوا مهتمين أكثر بمشاركتي في ثقافتتهم أكثر من ذمّ ثقافتي.

 

لم يكن ذلك مستغرباً. لم أواجه في يوم من الأيام مشكلة في أسفاري حول العالم كأمريكي أو كيهودي. المخاوف التي يفرضها العديدون في وسائل الإعلام علينا مبالغ فيها إلى أبعد الحدود. لسوء الحظ، ولأن 26% فقط من الأميركيين يحملون جوازات سفر حسب مقال نشر في النيويورك تايمز، لا يفهم معظم مواطني الدولة العظمى الوحيدة العالم إلا من خلال هذا المنظور الضيق.

 

ليست المشكلة بعدم السفر فقط أننا نفشل في فهم الآخرين، ولكننا نفشل كذلك في فهم أنفسنا. النفسية الأميركية، المتمثلة بالرئيس تزدري الضعف، وباستطاعتها تدمير الأسطورة الذاتية الاستدامة بأن بإمكاننا أن نفعل أي شيء. ولكن من خلال أفكار محدوديتنا فإننا نفقد بعض قوانا كذلك.

 

وفي ماليزيا كذلك، وهذه المرة في قرية صغيرة في غابة استوائية عمرها 130 مليون سنة أدركت أن باستطاعة أمريكا، من بين جميع القوى الغربية، أن تجسد بأفضل صورة الهوة بين "نحن وهم". وقد يبدو ذلك غير متناغم مع واقع وسعت أمريكا من خلاله، عبر طرحها وأفعالها، تلك الهوة.

 

أقمت في تلك القرية في نزل مع ثلاثة من الأوروبيين، يقع بالقرب من مسجد. في الخامسة صباحاً انطلق صوت آذان الفجر عبر الهواء الرطب.

 

لم يفهم زملائي الضيوف الأمر. لم يغضبوا أو يقللوا من احترامهم، ولكنهم لم يستطيعوا فهم لماذا يستيقظ أحد ليصلي قبل الفجر (أو حتى في أي وقت). واجهت الشعور نفسه مرات عديدة عندما سافرت عبر أوروبا قبل سنتين.

 

بالطبع يبقى الإسلام غريباً ومخيفاً بالنسبة للعديد من الأميركيين. ولكن كدولة نحن نفهم ما يعني أن يلعب الإيمان دوراً مركزياً في حياتنا. وفي هذا المجال، لا يختلف ما يسمى بمجتمعنا العلماني كثيراً عما يسمى بالمجتمعات التي تتمحور حول الدين في العالم الإسلامي.

 

علينا أن نستفيد من هذه الميزة الأميركية القيمة. بدلاً من محاولة خداع الدين وعزله، بغض النظر عما إذا كان يهودياً أو مسيحياً أو إسلامياً، يتوجب علينا أن نستخدم الدين كأسلوب لفهم بعضنا بعضاً.

 

المحزن أن الحديث عن محمد (ص) يعرّض المتحدث لخطر أن يُتّهم بعدم الحداثة ومعاداة الديمقراطية والتطرف، تماماً مثلما يتعرض شخص يتحدث عن السيد المسيح لأن يُنظَر إليه على أنه يشجع المصالح اليمينية. تنزع الغالبية المعتدلة بدلاً من ذلك إلى استخدام الدين كعامل مساعد للنمو الشخصي والإرشاد بدلاً من تشجيع المصالح السياسية.

 

يجب عدم تجاهل الدين أو معاملته كرياضة تنافسية. لا تستطيع السكوت على أمر له أهمية كبرى للعديد من الناس حول العالم. يحتاج القادة السياسيون والدينيون أن يعتنقوا حوار الديانات الذي يقوي الأمور المتماثلة ويحترم الفروقات، وفي الوقت نفسه عدم تشجيع فكرة أن لأحد احتكارا على الله تعالى، وهو هدف العديد من الذين يتفاخرون بحماستهم الدينية.

 

لقد أوضح لي سفري خارج الولايات المتحدة أنه رغم اختلاف الأمور المحددة بين الديانات إلا أن التفاني للعائلة والتقاليد والإيمان بالخالق العظيم هي أمور عالمية. أمريكا جادة فيما يتعلق بالله تعالى، وكذلك العالم الإسلامي، ويجب أن تكون تلك هي نقطة البداية عندنا.

ـــــــــــــــــــــــــــ

* بيل غلوكروفت طالب يدرس الصحافة في السنة الرابعة بكلية إمرسون في بوسطن، وله موقع على شبكة الإنترنت مختص بعمله www.allbillnobull.net

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 28 آب/أغسطس 2007

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ