ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 30/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

سلام إقليمي، جوهره فلسطين

مارك غوبن

واشنطن – نحن على تقاطع طرق حاسم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذا هو الصراع الذي يأخذ أولوية على النزاع الإقليمي العربي الفلسطيني لأن شدته وخطورته وإفساده المتواصل منذ عام 1948 تبرز صعوبة ومشاكسة جميع النزاعات الأخرى.

لذا يصبح من الأساسي أن تكون الانفتاحات الجديدة بين سوريا وإسرائيل، على سبيل المثال، دفعة لسلام شامل مع الفلسطينيين كذلك وليس معوقاً له. لقد نتج عن عملي في سوريا من أجل السلام خلال السنوات الثلاث الماضية الأفكار المعمقة التالية حول ما يمكن أن ينجح:

* يريد معظم السوريين المتنفّذين، بمن فيهم مسؤولون ذوو مراتب عالية، تطبيع العلاقات مع إسرائيل بناء على إعادة مرتفعات الجولان. هناك معوقات تفرضها مصالح المتمرسين من الرعيل القديم في الوضع الراهن، إلا أن مؤشرات إيجابية باتجاه السلام من قبل إسرائيل والولايات المتحدة سوف تقوّي سلطة القوى المعتدلة في القيادة السورية، بل وتحوّلها إلى درجة كبيرة.

* إلا أن الجمهور السوري طالما أثاره الظلم الواقع على الفلسطينيين، إخوانهم في العروبة والإسلام، ولن يدعموا الرئيس الأسد في محادثات سلام، وهو دعم يحتاجه فعلياً، ما لم يروا بعض المؤشرات الصادقة من الإسرائيليين تشير إلى جدّيتهم فيما يتعلق بالعدالة تجاه اللاجئين الفلسطينيين، واحترام متجدد وتسوية مع المسلمين.

* معظم السوريين المتنفّذين على استعداد لقبول علاقة أقل تملكيّة مع لبنان رغم أنهم مستاؤون من "جحود الجميل" الذي يبديه اللبنانيون.

ما يعنيه هذا كله هو أنه توجد مساحة للرئيس الأسد الذي مد يد المصالحة لمدة ثلاث سنوات إلى إسرائيل بهدوء وصمت، لأن يمد يده الآن علناً إلى شعب إسرائيل والجالية اليهودية كمزيد من الضغط. ولكن يجب أن يتسلم شيئاً ملموساً في المقابل حتى لا يخسر الدعم المحلي الذي يتركز بقوة وراء القضية الفلسطينية. كما أن ذلك يعني أنه إذا سادت الدبلوماسية القوية فإن هناك مساحة لتحول غير عسكري للعلاقة السورية اللبنانية.

تريد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية برّمتها حواراً مع سوريا، خاصة إذا أخذنا بالاعتبار الزيادة الإقليمية في الاستثمار بالصواريخ، والضربة التي تلقتها الدفاعات الإسرائيلية السنة الماضية. معظم المحللين الأمنيين الإسرائيليين مقتنعون بأن الأسد جاد فيما يتعلق بالمفاوضات. إلا أن البيت الأبيض، ونظراً لسياسته المعارضة للدبلوماسية والمركزة على التهديدات فقط. يمنع رئيس الوزراء أولمرت من القيام بعمل ما. فأولمرت، وأي زعيم طموح في إسرائيل، يخاف من قدرة البيت الأبيض السياسية على تحويل الدعم باتجاه نتنياهو وإفشال الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وحتى يتسنى بدء سلسلة من ردود الفعل لتحركات السلام، نحن بحاجة لإدارة أميركية جادة حول السلام الشامل في الشرق الأوسط، ولن يأتي ذلك إلا بعد الانتخابات الأميركية المقبلة. ولكن من المحتمل كذلك أن الرئيس الحالي قد يعطي أولمرت ببساطة الضوء الأخضر ليتكلم مع سوريا دون أي اعتراف بأنه فعل ذلك.

ما تحتاجه المنطقة هو ذوبان في المواجهات السورية الإسرائيلية، وبعض الإجراءات الهامة المصممة لتغيير أحوال الفلسطينيين المعيشية، ومحادثات جادة حول الوضع النهائي مع فتح حول القضايا الرئيسية المعلقة: لاجئو 1948 والقدس. وهناك جميع الأسباب للاعتقاد بأن التحرك في هذه المجالات سوف يضع ضغطاً رئيسياً على الجناح العسكري لحماس للتوقف عن المقاومة لأن الشعب، حتى داخل حماس، سوف يطالب بذلك عندما يرى الفوائد تتراكم.

ما زالت إيران وقطر وأموال جهات خليجية خاصة تدعم مقاومة حماس بشكل هائل، وهذا يؤدي إلى الحد من التقدم نحو السلام. وهنا يتوجب على الدبلوماسية الجادة والمصّرة في المنطقة أن تواكب المفاوضات الثنائية. ليس هذا أمرا قد تكون الإدارة الأميركية الحالية قادرة عليه، ولكن يتوجب على اللاعبين الأساسيين في المنطقة أن يخططوا لموقف أميركي مختلف قبل مرور فترة طويلة. التوجه الحالي في الشرق الأوسط يشكل هزيمة مزرية لأمريكا، وهذا التقييم يَلقى إجماعاً من كلا الحزبين. عندما يتواجد البيت الأبيض على يمين المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فإن هناك أمرا غير متوازن في السياسة الأميركية.

إلا أن تحولاً أميركياً نحو البراغماتية لن يقنع هؤلاء الذين ينشدون توجهاً أميركياً متوازناً نحو الفلسطينيين. ولكننا نستطيع توقع المزيد من البراغماتية وتفهماً أكثر عمقاً لنتائج السلبية الوحشية لسنوات الرئيس بوش أمام الوضع في غزة والضفة الغربية. في هذه الأثناء قد تكون النجوم مصطفّة لصالح سوريا لتكون الدولة العربية الرافضة التالية التي تتحول في علاقتها مع إسرائيل. ولن يشكل ذلك خبراً جيداً إلا إذا لم يكن على حساب الفلسطينيين وحقوقهم في المساواة والعدالة النهائية.

----------------------------

*مارك غوبن هو أستاذ بمركز جيمس لاو بمعهد تحليل النزاعات وحلها بجامعة جورج ميسون.

المصدر : خدمة Common Ground الإخبارية، 27 أغسطس/آب 2007

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ