ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

السعوديون يلعبون دوراً متنامياً لمواجهة النفوذ الإيراني

المملكة تتخلى عن دورها التقليدي خلف الكواليس.

بقلم: مايكل سلاكمان و حسان فتاح

هيرالد تريبيون - 6/2/2007

    Saudis take growing role to counter Iran's influence

Kingdom abandoning its traditional role behind the scenes

جدة- مع غليان  ثلاثة أجزاء من الشرق الأوسط و استعداد إيران لتحصد الفوائد من جميع هذه الأجزاء, فان السعودية قد تخلت عن دورها الدبلوماسي ما وراء الكواليس وأخذت دوراً مركزياً و قوياً في صراعات إعادة تشكيل المنطقة. 

    فلقد لعبت المملكة دور المضيف في حوار مكة ما بين قيادات فتح وحماس, الفصيلان الفلسطينيان الرئيسان اللذان تبادل مسلحوهما عمليات الخطف والقتل لبعضهما البعض في الفترة الماضية, و قد أظهرت المملكة دوراً و واضحا في تقريب و جهات النظر بين الفلسطينيين.

وقد زاد تدخل المملكة العلني في القضية العراقية و في محاولة تجنيب لبنان حرباً أهلية جديدة. و استناداً إلى دبلوماسيين و محللين سياسيين و مصادر رسمية فان هذا الأدوار التي تلعبها السعودية هي لمواجهة جهود إيران لفرض نفسها كقوة إقليمية رئيسة في المنطقة.

يقول أحد الدبلوماسيين السعوديين الذي فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مصرح له بالحديث للصحافة " لقد أدركنا نحن في السعودية أن علينا أن نستيقظ".

و تلعب السعودية أدوارها المتزايدة بالتعاون مع حلفائها من دول الخليج و مصر و الأردن, ولكنه أيضاً تغير ملحوظ في منطقة تشهد الآن عمليات تغيير و تبديل واسعة.

و تعكس هذه التغييرات سقوط نظام صدام حسين و سقوط بغداد في يد الشيعة بعد أن كان مسيطراً عليها من قبل السنة, ولكن المحللين يرجعون ذلك إلى سنوات من الانخفاض التدريجي للدور المصري في المنطقة وانهيار الأجندة العربية المشتركة. 

يقول جمال عبد الجواد الذي يرأس مكتب العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية في القاهرة : "إن ما يحدثا ليس قيادة بالاختيار, و إنما هي القيادة بالضرورة, إن هناك فراغاً قيادياً في المنطقة و إذا لم يتحرك أحد لسد هذا الفراغ فان إيران ستفعل ذلك" .

وهناك شواهد و أدلة تثبت أن السعودية قد تحركت باتجاه سد هذا الفراغ بتأييد وحث من الولايات المتحدة.

فقد طلب البيت الأبيض من السعودية المساعدة للحد من النفوذ الإيراني في العراق ولبنان و مع حكومة حماس. و يتطلع الأمريكيون إلى مساعدة السعودية في إعادة الاستقرار إلى العراق و الحفاظ على الحكومة المدعومة أمريكياً في بيروت. و لكن أهداف الرياض قد لا تكون متطابقة دائماً مع أهداف البيت الأبيض و في الحقيقة فان السعودية قد تعقد الأمور قليلاً على أمريكا.

فعلى سبيل المثال فان الإدارة الأمريكية ترى أن الصراع القائم في العراق هو صراع بين " الحلفاء و الإرهابيين", و لكن و كما يقول المحللون و الدبلوماسيون فان هناك بعض القادة السعوديون يعتبرون أن ما يحصل هو صراع بين السنة والشيعة.

وبينما تريد السعودية إبعاد حماس عن التأثير الإيراني و إعادتها إلى الحظيرة العربية, فان الولايات المتحدة ترى أن حماس ما هي إلا منظمة إرهابية.  

وليس من الواضح كيف ستتوجه العلاقات مابين المملكة وإسرائيل في الفترة القادمة, على الرغم من أن هناك إشارات من أمريكا حول حلحلة في المواقف. و قد يكون ذلك مدفوعاً من الفكرة الموجودة في العواصم السنية من أن الطريق الوحيد لوقف إيران و تهدئة كثير من الحرائق في المنطقة هو حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي, أو على الأقل الشروع في محاولات لذلك.  

و على السطح, فان الجهود السعودية لمواجهة طهران قد بدت وكأنها صراع بين الشيعة بقيادة إيران والسنة بقيادة الرياض. إيران هي الدولة الوحيدة التي تحكم من قبل نظام ديني شيعي. و السعودية هي مهد الإسلام ويستمد الملك شريعته باعتباره خادماً وحامياً للحرمين الشريفين.

و قد اتهمت السعودية بأنها تعمل على إذكاء النار الطائفية في المنطقة كطريقة لتجفيف الدعم الشعبي لإيران وحلفائها مثل حزب الله. و قد رفض المسؤلون السعوديون هذه الاتهامات إلا أن هناك بعض الأدلة التي تثبت ذلك.

ففي 27 كانون الثاني و في مقابلة مع مجلة السياسة اليومية سئل الملك عبد الله عن وجود شائعات واسعة الانتشار عن محاولات شيعية لتحويل بعض السنة إلى المذهب الشيعي. و قد نفى مسؤلون إيرانيون هذه الاتهامات و اعتبروها حملة مضللة تهدف إلى زيادة التوتر في المنطقة.

وقال الملك عبدالله في جوابه " نحن نتابع هذا الموضوع و نحن مدركون وواعون للموضوع الشيعي و أين وصل, و لانعتقد بأن هذه المحاولات سوف تحقق أهدافها".

المملكة تقر وتعترف بأهمية النفوذ الإيراني في المنطقة و لكنها هددت بدفع الإيرانيين إلى الخلف. " ففي المقابلة مع صحيفة السياسة نصح الملك عبدالله القادة الإيرانيين بأن "يعرفوا حدودهم".

و حسب المحللين السياسيين و المصادر الرسمية والدبلوماسية في المنطقة, فان المعركة تتمحور أيضاً حول القوة السياسية و المصالح الوطنية والحفاظ على الوضع الراهن. فالرياض وحلفائها يرون أن هناك تهديداً لقوتهم و أمنهم في ازدياد النفوذ الإيراني أو ما يطلق عليه "إعادة إحياء الشيعة".

و قد عبروا عن خشيتهم من الإصرار الإيراني على الاستمرار البرنامج النووي وقلقهم من تزايد شعبية حزب الله في لبنان. بعض المحللين السياسيين يقولون أن فشل إسرائيل في تدمير حزب الله في حرب ال34 يوم كان نقطة حاسمة في المنطقة, و كان استعراضاً لقوة إيران عبر وكيلها في المنطقة.

يقول محمد الصقر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الكويتي" لقد شعر السعوديون بأن الدور الإيراني في المنطقة أصبح مؤثراً وخصوصاً في العراق وفلسطين ولبنان وأن الدور الإيراني قد قوض دور المملكة في المنطقة, وعادة ما تفضل المملكة العمل من خلف الكواليس. و لكن في الآونة الأخيرة شهدت نشاطاً ملحوظاً".  

وفي العاصمة السعودية كان هناك قلق وخوف بعد الانتخابات الأمريكية طبقاً لبعض المحللين, الذين قالوا أن هزيمة الجمهوريين في مجلس الشيوخ و مجلس النواب قد تؤدي إلى أن ينسحب الأمريكيون من العراق. و هذا الأمر سيكون كارثة كبرى ليس فقط على السعودية ة لكن على عواصم إقليمية أخرى تتطلع إلى إيقاف النفوذ الإيراني.

يقول عودة البادي من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية " ان النتائج  تثبت أسوأ المخاوف لدينا" .

اللحظة التي جلبت التغيير في السعودية كانت في شهر كانون الثاني حيث بدأت السعودية محادثات مع الإيرانيين و شرعت في بذل جهود لتسوية الخلافات في لبنان, حيث حصلت المواجهة بين حزب الله و الحكومة بقيادة السنيورة وقد تطورت الأمور إلى حد استخدام العنف. وقد عقد اجتماع مفاجئ بين قادة من حزب الله و الملك عبدالله.

وقد لعبت المملكة دور المضيف في العديد من اللقاءات بين قادة سنة وشيعة و بين قادة مسلمين يمثلون الجانب المعتدل في الأشهر الأخيرة. وقد قررت استضافة الاجتماع القادم للجامعة العربية في الرياض. و تقول المصادر الرسمية أن السعودية تأمل في الاجتماع القادم أن تلطف أجواء العلاقة مع سوريا والتي وصلت إلى أدنى مستوياتها حينما هاجم الرئيس بشار الملك عبدالله و الرئيس حسني مبارك في خطابه بعد حرب لبنان الصيف الماضي. 

يقول أحد الدبلوماسيين المصريين فضل عدم ذكر اسمه " لنتكلم سياسياً, إن سوريا ليست في الملف القادم, ربما كان الهدف هو إعادة سوريا إلى العالم العربي حالياً".

إن الأزمات في المنطقة تعكس بعض الحقائق الأساسية, يقول المحللون السياسيون و الدبلوماسيون في المنطقة: إن العالم العربي ليس موحداً تحت قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية واحدة, وان مركز التأثير التقليدي قد تم سحبه من القاهرة إلى دول البترول.

http://www.iht.com/articles/2007/02/06/news/saudi.php?page=2

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ