ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 10/03/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

الحكم في سوريا : والدي العزيز 

بقلم: نهاد سيريس/دايلي بست- نيوزويك

5/3/2013

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

خلال تاريخها الحديث, شهدت سوريا عنفا في إطار الصراعات السياسية التي بدأت خلال حكم حافظ الأسد, والد بشار الأسد المرعب. خلال سيرة الأب, نرى كيف صعد الضابط ذو الطموحات الكبيرة السلم خطوة خطوة مضحيا بكل رفاقه, حتى وصل إلى السلطة و حكم سوريا بطريقة شمولية, وورث لابنه نظاما متماسكا و متوحشا.

خلال سنوات الوحدة بين سوريا  مصر (خلال 1958 حتى 1961), التقى خمسة ضباط من مجموعات مختلفة من الأقليات و قرروا تشكيل لجنة عسكرية هدفها الوصول إلى الحكم. و حافظ كان واحدا من هؤلاء. في الوقت الذي كانت فيه سوريا تتمتع بديمقراطية برلمانية كانت تمثل أغلب السكان, قام هؤلاء الضباط بانقلاب عسكري أسقطوا من خلاله الحكومة المنتخبة ووضعوا حزب البعث في السلطة. في السنوات التي تلت ذلك, حصلت العديد من الانقلابات نتيجة للصراعات الداخلية في الحكومة, حتى أصبح حافظ وزيرا للدفاع. بعد ذلك, ومستفيدا من الصراع بين الأجنحة اليسارية و اليمينية في الحكومة, قام حافظ الأسد بانقلابه عام 1970, وتخلص خلاله من كل من كان حوله و أصبح الزعيم الأوحد. أنشأ حافظ نظاما براغماتيا مبنيا على القومية العربية ظاهريا. أكثر ما كان يقلقه هو ذكرى هزيمة سوريا مع إسرائيل عام 1967. و لهذا شن حرب عام 1973, و نجح في كسبها و من ثم بدأ بإنشاء بنية نظامه الرهيب.

هيكل السلطة الذي بناه لا زال فعالا حتى يومنا هذا. ويقف على رأسه الرئيس بشار الأسد الذي ينتمي لأقلية الطائفة العلوية. حيث يسيطر بشكل مطلق على الجيش و أجهزة الأمن, التي تسيطر بدورها على جميع مناحي الإدارة بما فيها حزب البعث و مجلس الوزراء و النظام القضائي و مجلس الشعب و جميع الاتحادات التجارية و الإعلام و الاقتصاد. كل جهاز من أجهزة السلطة, سواء أكان مدنيا أو عسكريا أو أمنيا لديه هيئة حاكمة أو مجلس يتبع بصورة مباشرة أو غير مباشرة للرئيس,  وذلك وفقا للدستور الذي كتب وفق تعليماته. جميع مناصب السلطة تعين من قبل الرئيس, الذي يوجهها بالطريقة التي يريدها أو حتى يجعلها تتصادم مع بعضها إذا رغب في ذلك.

في حين كان الحزب و الاتحادات التجارية و الاقتصاد شكلا ناعما للسلطة تحت حكم حافظ, إلا أن فروع أجهزة الأمن ال14 و فروع النخبة من القوات المسلحة كانت تشكل الأيدي العنيفة لسلطته.  لقد استخدمت السلطات العقاب الذي كان يتراوح ما بين الحرمان من جميع وسائل الكسب إلى السجن و التعذيب وحتى الموت, و في الوقت ذاته كانت تكافئ الموالين و المناصرين من خلال تمكينهم من الاستفادة من الفساد واسع الانتشار الذي  وجد لهذه الغاية.

دولة العنف و الإرهاب أسست على يد حافظ. التعذيب كان يمارس في السجون و أقبية أجهزة الأمن العديدة, و كانت هذه الأجهزة تسرب الأخبار حول وحشيتها إلى الخارج من أجل نشر الخوف و الرهبة بين أفراد الشعب. هذه الوحشية و العنف المخفي كان يسرب ليطفو على السطح عند الحاجة, خصوصا عندما يبدو أن هناك بعض القوى التي تشكل تهديدا للنظام. بين أعوام 1980 و 1982, حصلت الكثير من عمليات القتل من ضمنها مجزرة حصلت في حلب  قتل فيها النظام 100 مدني في الشارع؛ كما حصلت مجزرة أخرى في سجن تدمر السياسي قتل فيها ما يقرب من 1000 سجين و ذلك كرد انتقامي على محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس؛ إضافة إلى مجزرة حماة, التي حاصرت فيها قوات النخبة المدينة لما يزيد عن 20 يوم, أمطرت خلالها المدينة بقذائف المدفعية و الدبابات, تم خلالها تدمير ثلث المدينة القديمة و قتل أكثر من 30000 مدني. روبرت فيسك وهو صحفي غربي وصف تلك العمليات القاسية من خلال تقارير أرسلها من سوريا, و لكنها لم تجد لها آذانا صاغية في الغرب. 

من خلال خطته لتحقيق البنية الشمولية للسيطرة على سوريا, اعتمد حافظ على الموالين من الأقلية العلوية. فقد سيطروا على الجيش و الأجهزة الأمنية و الإعلام. ولربط مصالحهم مع مصالحه, فقد سعى لإيجاد سبل تجعل منهم أغنياء و ذلك من خلال الاقتصاد الموازي. فقد أعطاهم حرية تهريب البضائع الأساسية التي يحتاجها السوريون بصورة ماسة, و أًصدر تعليمات للحكومة بعدم جعل هذه البضائع متاحة في الأسواق. و كان الهدف الذي يسعى إليه هو خلق اقتصاد موال له تماما و يعمل من خلاله, لمنافسة التجار و الصناعيين السنة الأقوياء في كل من حلب و دمشق. و قد أخبر باتريك سيل الذي كان يكتب مذكراته و صاحب كتاب الأسد: الصراع على السلطة في الشرق الأوسط, أن حلمه كان رؤية أصحاب رؤوس الأموال العلويين أغنياء و أقويا. من أجل ذلك, أمر الحكومة ببسط سيطرتها على الاستثمارات غير الحكومية إضافة إلى تصدير و استيراد السلع لمدة تقرب من 20 عام. مع بداية التسعينات, و عندما ضمن أن العديد من أتباعه العلويين جمعوا ما يكفي من الثروة غير الشرعية, أصدر المرسوم رقم 10, الذي فتح فيه الباب للاستثمار في القطاع الخاص. و لكنه تفاجأ عندما وجد أن الطبقة الرأسمالية السنية المعتادة الذي اعتقد أنها انسحقت و تلاشت كانت مستعدة للمنافسة في هذا المجال المربح. 

هيكل السلطة الذي بناه حافظ الأسد كان بحاجة إلى من يرثه, من الناحية المثالية فإن هذا الوريث سوف يكون أحد أبنائه. وإذا مات دون وجود وريث شرعي, فإن الهيكل برمته سوف ينهار. لحسن حظ حافظ, فإن لديه أربعة أبناء و بنت. حيث بدأ بتجهيز ابنه الأكبر, باسل, لخلافته و ذلك من خلال دفعه للصدارة. فقد أصبح باسل مشهورا. وكان رياضيا و فارسا شارك في مسابقات الخيل التي كان يفوز فيها دائما. مع لحيته المهذبة, فقد أصبح موضوعا للنساء. سرت شائعات أنه عندما يأتي باسل إلى السلطة فإنه سيقضي على الفساد المستشري. و لكن باسل لقي حتفه في حادث سيارة عام 1994, حسب الراوية الرسمية فقد كان يقود سيارته بتهور في طريقه إلى مطار دمشق الدولي. مقتل ولي عهده المختار كانت بمثابة كارثة بالنسبة لحافظ, الذي عانى من أمراض عديدة و علم أنه سوف يموت قريبا. و هكذا فقد اتجه نحو ابنه الثاني, بشار, الذي كان موجودا في بريطانيا في ذلك الوقت, لإعداد دراساته ما قبل التخرج في مجال طب العيون.

بشار لم يكن معروفا بصورة كبيرة في سوريا مثل أخيه. فقد نأى بنفسه عن مشاكل السلطة و أحب أن يعيش حياته الخاصة. بشار في ذلك الوقت كان قد تخرج حديثا كطبيب للعيون من كلية الطب من جامعة دمشق و كان يخطط للمضي في هذا المجال دون الانخراط في القضايا الحكومية. في العديد من المرات كان الناس يوقفونه في ممرات المستشفى ليشكو له حول أمر ما أو للاحتجاج على تصرفات جائرة من قبل الشبيحة, الذين ينتمون لعائلة الأسد. كان يستمع بأدب و صمت, و من ثم يتغاضى عن هذه الأمور ويقول إنه لا يتدخل في مثل هذه الأمور.  وكان هناك شائعات تفيد أنه كان يشعر بالعار من تصرفات أبناء عمومته السيئة أو أنه كان رجلا خجولا. في حين أن أخاه باسل حجز مكانا له في سباق الخيل, و كان الأول دائما في المنافسات المزيفة؛ و كان يقود القوارب السريعة في مياه المتوسط في اللاذقية؛ وحتى أنه كان يعاقب أبناء عمومته الشبيحة في بعض الأحيان, فضل بشار الابتعاد عن الأضواء وارتبط بمجموعة صغيرة من الأصدقاء الذين يعملون في مجال تكنولوجيا المعلومات. و لم يعرف عنه أبدا أنه كان يدعم أي من أصدقائه للوصول إلى مناصب أعلى أو مساعدة أي شخص في عقد اتفاقيات عمل أو بناء.

طبيب العيون بشار كان يعيش في لندن بهدوء وسعادة, و كان يلتحق بمحاضراته بهدوء و يتمتع بحياة جيدة. كان يحب احتساء القهوة أو تناول الغداء في مطعم هادئ دون أن يلاحظ أحد أنه ابن الرئيس السوري. في هذه الحياة المخفية, التي كان يمارس فيها التمارين و يتبع نظاما غذائيا خاصا يحافظ  فيه على جسم نحيل, استقبل بشار أخبار سيئة تتعلق بوفاة أخيه و مكالمة هاتفية طارئة من القصر الرئاسي في دمشق أخبر فيها أن عليه أن يعود فورا إلى سوريا لأمر جيد.

بعد مراسم الحداد على أخيه, و بعد الخطابات التي ألقيت في القرداحة مسقط رأس والده, في أعلى جبال العلويين, كان على بشار أن يبدأ فورا بتعلم أسلوب الحكم و أن يصبح أكثر شعبية و اتصالا مع العامة.

النظام في سوريا جمهوري, و ليس ملكي, و لكن الفضل يعود إلى النظام الذي أنشأه حافظ, حيث أصبح وراثيا بالضرورة. لو كان النظام ملكيا, سوف يكون هناك ولي عهد أول و ثاني. و الوريث كان سيعلم ما ينتظره, و كان من الممكن أن يعد نفسه منذ زمن لكي يكون ملكا. و لكن ما حدث كان مفاجئا, حتى لبشار الشاب, لقد أصبح وريثا. ومما زاد المفاجأة سماع أن  الدستور السوري مجرد هراء و هو بالضبط ما سمعه من والده, حيث قال له  إن  ما جاء فيه من أن لكل مواطن سوري الحق في أن يصبح رئيسا أمر خاطئ. لقد علم أن كل شئ رتب مسبقا بطريقة قمعية, وتم تجاوز الدستور. كان يكفي أن يتم جلب عدة مئات من المؤيدين للتظاهر والاحتفال أمام كاميرات التلفاز للمطالبة بتعيين بشار رئيسا حتى مع أن عمره 34 عاما فقط, و هو الأمر المخالف للدستور (الذي جاء فيه أن عمر الرئيس يجب أن يكون 40 عاما على الأقل). و لكن لا يهم, لأنه كان يعلم أن يد النظام مستعدة لضرب جميع الذين يظهرون أي شكل من أشكال المعارضة. 

مباشرة بعد موت حافظ الأسد عام 2000, وجد الشاب الذي اعتاد أن يقضي وقته في المقاهي متصلا بكمبيوتره المحمول, و سليل الطاغية ذو اليد الحديدية نفسه رئيسا للبلاد. لقد أخذ مكان والده المتوفى و أمسك بجميع مقاليد الحكومة و ترأس الأجهزة الأمنية. و هكذا فقد أصبح رئيسا و قائدا للجيش و فورا تمت ترقية رتبته العسكرية إلى لواء, و ترأس جميع الأجهزة الأمنية و المجلس القضائي. وفقا للصلاحيات المنصوص عليها في الدستور, فإن الرئيس يتمتع بسلطة حل مجلس الشعب و تعيين رئيس الوزراء و الوزراء, إضافة إلى قدرته على حلهم جميعا متى أراد. باختصار, خلال عشية و ضحاها, أصبح الزعيم المطلق لجميع الأشخاص و الأشياء في سوريا.

لقد كان شخصا مهذبا و معتدلا اجتماعيا, و أحبه الناس. و أراد أن يحقق التقدم لسوريا. حيث حضر منتديات حول الاقتصاد و استمع باهتمام للنقاش الذي كان يدور. الجميع لاحظوا أنه كان يحب الاستماع, و أنه كان يملك أذنا صاغية. و قد شجع المبادرات و طالب العديد من الشخصيات السورية بالعودة إلى البلاد من المنفى. و أعطى بعضهم وزارات مهمة و فتح الباب أمام الحوار العام على صفحات الجرائد الرسمية.

و لكن سرعان ما اصطدم بشار المصلح في بنية الجدار القوي الذي أنشأه والده. و بسرعة, عاد عن وعوده التي قطعها, و سجن جميع أولئك الذين بدؤوا يفضلون أسلوب عمله. أي انه أفاق و عاد إلى واقعية النظام الذي يأمر الحاكم بتسيير أمور البلاد بيد من حديد. في هذا النظام الذي لا يوجد فيه مكان للحوار أو الجدال, تصدر الأوامر من قبل الرئيس فقط. إنه نظام الإرهاب و الاستسلام الذي من شأنه أن يتداعي إذا حصل هناك أي حالة ضعف أو استرخاء  في أعلى الهرم. و إذا حصل ذلك, فإن الأقلية العلوية سوف تخسر السلطة و المزايا و التفوق وهي الأمور التي منحت لهم منذ عقود. لقد أصبح محاصرا في طريق مسدود من صنع والده.

تزوج بشار من امرأة شابة اسمها أسماء الأسد, المولودة و المتعلمة في بريطانيا و التي ينتمي والداها  إلى الأغلبية السنية في مدينة حمص وسط سوريا. أسماء, استرعت الاهتمام مباشرة لكونها امرأة جذابة و أنيقة. و كان الزوجان يظهران كثيرا في الأماكن العامة. الرئيس شيراك استقبلهما في الإليزيه؛ ووصفتها مجلة فوياغ بأنها "وردة في الصحراء". و حازت على إعجاب نساء سوريا, كما حظيت بشعبية واسعة, و صلت إلى مستويات غير مسبوقة بالنسبة لسيدة أولى عربية. و قد كان الزوجان يظهران فجأة في مطعم في باب توما في دمشق القديمة, أو في نادي حلب في مدينة حلب, و كان الناس يسارعون لالتقاط صور تذكارية معهم. لقد تذوق السوريون طعما جديدا لسحر السياسة.

بشار أصبح ثملا بالطريقة التي سارت فيها الأمور و التجمعات التي كانت تحصل حوله حيثما ظهر فجأة في المطاعم و الأندية أو الأسواق القديمة. رأيت مرة صورة له محاطا بالعديد من التجار, وبالكاد كان بإمكانه التحرك. و كان يحب قيادة سيارته بنفسه, حتى عندما يكون برفقة حرسه الشخصيين. وكان يدعو ضيوفه الرسميين والصحفيين الأجانب لتناول العشاء في مطاعم المدينة. في حلب, كان يرى بصحبة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مرات عديدة, و هما يتناولان الغذاء في هذا المطعم أو ذاك. بالطبع, كان كل ذلك يحدث عندما كانت العلاقة مع تركيا في أحسن أحوالها, قبل أن يحول التمرد أردوغان إلى أكثر الناقدين الأجانب له.

بدأت الأمور من مدينة درعا, جنوب سوريا. في مارس 2011, حيث كتب مجموعة من أطفال المدارس شعارات رددوا من خلالها صدى الثورة المصرية على جدران مدرستهم. حينها تعاملت أجهزة الأمن المحلية بطريقة قاسية مع الأطفال, حيث قاموا بتعذيبهم و حتى إصابتهم بجروح بالغة. عندما علم الناس في المدينة بما حدث, خرجوا إلى الشوارع غاضبين, و لكن أجهزة الأمن, و حسب الأسلوب السوري المتبع, أطلقت النار عليهم, و قتلت العديد من المدنيين. ببساطة تعاملت أجهزة الأمن مع المعارضة بأسلوبها المعتاد: الوحشية بصورة مباشرة, وذلك وفقا للمبادئ غير المكتوبة التي من أجلها أنشئت هذه الأجهزة.

هنا كانت اللحظة الفارقة بالنسبة للرئيس المتعلم الذي قال الجميع أنه يتمتع بشخصية ودودة, ترى كيف كان يتعين عليه أن يتصرف في ذلك الوقت سوى الذهاب للقاء الناس الغاضبين و تهدئة غضبهم و الاعتذار لهم عن الإيذاء الجسدي الذي تعرض له أطفالهم؟ و لكن الرئيس كان يعلم تماما أنه من الممكن أن لا يستمر في الحكم إذا تصرف بتلك الطريقة. إيمانه بالنظام الذي بناه والده جعل من المستحيل عليه أن يتصرف بطريقة كان يمكن أن يبغضها حافظ. بناء على ذلك, استمر في إرسال قواته لسحق المحتجين الغاضبين, الذين لم يعودوا يتظاهرون لأن أخوتهم و أقربائهم  سجنوا و عذبوا و تعرضوا للإصابة فقط, و لكن لأن السوريين الآخرين تعرضوا للقتل. لقد تظاهروا ضد العنف الموجه ضدهم ووفاء لأولئك الذين قتلوا في اليوم السابق. ولأن هناك آخرين سوف يقتلون اليوم, فإن الناس سوف يتظاهرون بسبب تعرضهم للقتل. سلسلة من عمليات القتل, و من ثم سلسلة من المظاهرات تتبعها سلسلة أخرى من عمليات القتل و التظاهر, هكذا سارت الأمور. كل ذلك صور و حمل على موقع اليوتيوب, و أصبحت الاحتجاجات معروفة في جميع أنحاء سوريا, و من ثم في العالم أجمع. عندما توسعت التظاهرات و أصبح المطالبات تدعو إلى إسقاط النظام, واصل الرئيس ضغطه على قوات الجيش لسحق المتظاهرين و إطلاق النار عليهم لقتلهم. وبصورة حتمية بدأت الانشقاقات في الجيش و أجهزة الأمن, وتحولت الأزمة إلى حرب أهلية. 

أجهزة الأمن المتوحشة التي أنشأها والده, والتي حققت نجاحا كبيرا في قمع الاضطرابات التي اندلعت في الثمانينات, كانت الخيار الوحيد المتاح أمام بشار. الرئيس الشاب كان متلبسا بشكل تام في تجربة والده. إرث الوالد سيطر على عقل الولد, و لم يستطع التخلص منه, أو التفكير خارج إطاره. في كل مرة يواجه فيها بشار الأسد تطورا جديدا في الأزمة الحالية, لا يتجه إلى إحساسه الشخصي العام ولكنه يعود إلى الأمور المشابهة التي شهدها والده في الماضي و كيف كان رد فعله عليها. لقد أصبح قاتلا مقلدا.

تعذيب أطفال المدارس كان الرد الوحيد الذي تعرفه أجهزة الأمن. لقد تصرفوا بهذه الطريقة عدة مرات سابقة, و ذلك عندما أرسل الوالد (و الولد) الجيش لمحاصرة المدن و البلدات لتدميرها عن بكرة أبيها باستخدام المدفعية و الدبابات و حتى القصف الجوي. حافظ كان ناجحا إلى أبعد الحدود في أساليب القمع هذه, فلماذا لا يكون بشار ناجحا في ذلك أيضا؟ لقد آمن الابن بهذا  الأسلوب و هو الأسلوب الوحيد الذي يمكن أن يسمح لنفسه أن يفكر فيه. ولكن لحظه العاثر, التكنولوجيا تتطور بصورة دراماتيكية, فقد أصبح من الممكن الآن إرسال الصور ومقاطع الفيديو التي توثق عمليات إطلاق النار إلى جميع أنحاء العالم. وبالمناسبة لم يكن هناك يوتيوب في حماة عام 1982. 

بشار كوالده حلل ووصف خصومه بأنهم من الإسلاميين المتشددين كما هو التقليد المتبع. في نهاية السبعينات و بداية الثمانينات واجه حافظ مجموعات مسلحة من الإخوان المسلمين, فقام بحشد قوات سياسية علمانية لأنه كان يواجه ما اعتبره حركة أصولية. ولكن الحركة الاحتجاجية اليوم في سوريا, منذ أن بدأت, لم تكن تحركا إسلاميا. فقد رفضت أن توصف بهذا الوصف و سخرت من وسائل الإعلام الرسمية التي كانت تصفها على هذا النحو.

الشعارات والأعلام الإسلامية لم ترفع في بداية المظاهرات التي طالبت بسقوط النظام. أعلام الاستقلال السورية هي التي كانت ترفرف فقط, و حملت الورود و كانت الأغاني موجهة ضد الابن والأب و كانت تحوي كلمات لا يفضلها الإسلاميون. يمكن أن نفكر الآن بالحشود الضخمة التي احتشدت في مدينة حماة عندما زارها السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد, حيث زارها في 8 يوليو 2011. ولكن قوات بشار قتلت و اعتقلت أو رحلت قادة المظاهرات, وهي الحقيقة التي حولت الثورة إلى تمرد مسلح ذو طبيعة إسلامية مميزة. بهذه الطريقة, حقق جزء مما كان يصبو إليه في خياله.

استمر بشار في تناول العشاء في الليل مع بعض من أقربائه و أصدقائه في أحد مطاعمه المفضلة في دمشق, على الرغم من حقيقة أن المعارك كانت تجري في جميع أنحاء البلاد, قد تجده جالسا في زاوية هادئة بعيدة. و بينما يمكن أن ترى جميع من معه يضحكون ويتجاذبون أطراف الحديث, إلا أن بشار يجلس هادئا و يعمل على ألاي باد خاصته.  ولكن مع وصول القتال إلى دمشق, توقف عن تناول العشاء في الخارج.

شقيقته توجهت إلى دبي مع أطفالها بعد أن قتل زوجها, و من ثم لحقت أم بشار بأخته. يقول الناس إن بشار أرسل زوجته للعيش في مكان آمن مع أطفاله, بعيدا عنه. أستطيع تخليه الآن, مشغولا بالقتال معظم نهاره, لربما لفترة تمتد إلى 18 ساعة. و في الليل يجلس في سريره مع جهاز الآي باد, متصفحا المواقع التي يحبها, بينما يستمع إلى أًصوات إطلاق النار التي تقترب شيئا فشيئا. يبدو أن حياة لندن تبدو بعيدة بالنسبة لطبيب العيون هذا, و إلى الأبد بالنسبة لابن أبيه.

 

Daddy Dearest

by Nihad Sirees Mar 5, 2013 12:00 AM EST

Inside the mind of Bashar al-Assad

Throughout its modern history, Syria has witnessed violence in the course of political conflicts that started during the rule of Hafez al-Assad, the fearsome father of Bashar. Going through the biography of the father, we see how an irrepressibly ambitious officer in the Syrian Air Force climbed the ladder, step by step, sacrificing all his comrades, till he seized power and ruled Syria in a totalitarian way, and bequeathed to his son a solid and brutal regime.

During the years of the union between Syria and Egypt (1958–61), five Syrian officers from minority groups met and decided to form a military committee with the aim of seizing power. Hafez was one of them. While Syria was enjoying a parliamentary democracy that represented the majority of the population, these officers launched a military coup that overthrew the elected government and brought their Baath Party to power. In the following years, several coups took place as a consequence of the internal conflicts in the government, until Hafez became the defense minister. Then, taking advantage of a conflict between the government’s left and the right wings, Hafez carried out a coup in 1970, which jettisoned everybody else from office and made him sole leader. Hafez established a pragmatic regime that seemingly supported Arab nationalism. What worried him most was the memory of Syria ’s defeat in the war with Israel in 1967. That is why he launched the 1973 war—declaring, against all evidence, that he had won—and then started to establish the terrible structure of his regime.

The power structure he put in place is still in force today. At its apex is President Bashar al-Assad, who belongs to the minority Alawite sect. He fully controls the military and the security apparatus, which, in turn, controls all aspects of the administration, including the Baath Party, the Council of Ministers, the judiciary, the Peoples’ Assembly (Parliament), all trade unions, the media, and the economy. Each organ of the authority, whether civil, military, or security, has a governing body or a council headed, directly or indirectly, by the president, in accordance with the Constitution, written under his instructions. All positions of power are held by the president, who directs them in the way he wants or even sometimes lets them confront each other, if he wishes.

While the party, the trade unions, and the economy were a soft form of authority, under Hafez, the 14 different security agencies and the elite branches of the armed forces were considered the violent arms of his power. The authorities used punishment, ranging from deprivation of all means of livelihood to imprisonment, torture, and even death, and it rewarded the loyalists and supporters by enabling them to benefit from the widespread corruption that existed for this purpose.

A state of violence and terror was established by Hafez. Torture was carried out in the prisons and dungeons of the multiple security agencies, and they leaked news about their brutality in order to spread fear and terror among the people. This hidden violence and brutality were brought to the surface when needed, especially when some forces appeared to pose a threat to the regime. Between 1980 and 1982, many executions took place, including the massacre of Aleppo, in which 100 civilians were killed in the street; another massacre in the political prison of Palmyra, where up to 1,000 prisoners were slaughtered in retaliation for an assassination attempt on the president; and the massacre of Hama, where elite troops besieged the city for more than 20 days, shelling it with artillery and tanks, destroying a third of its ancient buildings, and killing more than 30,000 civilians. Robert Fisk, a Western journalist, described those remorseless operations in reports he dispatched from Syria , but no one in the West listened.

In his plan to achieve an authoritarian structure to control Syria , Hafez depended on the loyal Alawite minority sect. They dominated the Army, the security apparatus, and the media. To entwine their interests with his, he sought ways to make them rich through a parallel economy. He gave them a free hand to smuggle essential goods badly needed by the people, instructing the government not to make these commodities available on the market. His aim was to create an economy that was fully loyal to him and, through this, to compete with the well-established Sunni merchants and industrialists in the major cities of Aleppo and Damascus . He told his biographer Patrick Seale, the author of the book Assad: The Struggle for the Middle East , that his dream was to see the Alawite capitalist class grow rich and powerful. To this end, he ordered the government to place controls on nongovernment investments, as well as on the import and export of commodities for almost 20 years. By the early 1990s, when he had made sure that many of his Alawite followers had amassed enough illegal wealth, he issued Decree No. 10, which opened investment in the private sector. But he was astonished when he found that the traditional capitalist class, which he thought had been squashed and had vanished, was willing to compete in this lucrative domain.

The structure of power created by Hafez needed an heir to take over, ideally one of his children. If he died without a legitimate heir, the whole structure would collapse. Fortunately for Hafez, he had four sons and one daughter. He had started preparing his eldest son, Basil, to succeed him by pushing him into prominence. Basil became a celebrity. He was a sportsman and good rider who participated in horse races that he would always win. With his well-groomed beard, he became an object for women. It was rumored widely that Basil would come to power and eradicate the pervasive corruption. But Basil was killed in a car accident in 1994: according to the official version, he was driving recklessly on his way to Damascus International Airport . The death of his chosen heir was a disaster for Hafez, who suffered from several diseases and knew he would die soon. So he turned to his second son, Bashar, who was in Britain at the time, preparing for his postgraduate studies in ophthalmology.

Bashar was not nearly as well known in Syria as his brother. He had distanced himself from the intricate problems of power and liked to live his own life. Bashar had recently graduated as an ophthalmologist from the Faculty of Medicine at Damascus University and planned to follow this career without involving himself in government issues. In many cases people would stop him in the corridors of the hospital to complain to him about something or protest about the unjust behavior of the gangsterlike shabiha, thugs and enforcers who belong to the Assad family. He would listen politely and silently, then shrug and say that he did not involve himself in such matters. It was rumored that he was ashamed of the bad behavior of his cousins or that he was a timid guy. While his brother Basil took part in horse races, coming first in rigged competitions; drove fast boats in the Mediterranean in Latakia; and even occasionally punished his thuggish cousins, Bashar preferred to keep away from the spotlight, clinging to a small group of friends from the field of information technology. He was never known to have supported any of his friends to gain higher positions or helped anyone to strike a deal in business or construction.

The ophthalmologist Bashar was living in London quietly and happily, blithely attending lectures and enjoying the good life. He liked to have coffee or dinner in a quiet restaurant without being noticed as the son of the Syrian president. In this largely anonymous life, in which he exercised and followed special diets to maintain his slim shape, Bashar received the bad news of the death of his brother and an urgent phone call from the presidential palace in Damascus telling him to return immediately to Syria , for good.

After the mourning ceremonials for his brother, and after speeches were delivered at al-Qardaha village, the birthplace of his father, at the top of the Alawites’ mountain fastness, Bashar had to start immediately to learn how to rule and to begin to become more popular with the public.

The regime in Syria is republican, not royal, but thanks to the system created by Hafez, it became necessarily hereditary. If the regime were royal, there would be a first and a second heir and so on. And the heir would know what was awaiting him, and from an early age he would be taught that he would be the king. But it was a surprise, even to the young Bashar, that he had become the heir. He was further surprised to hear that the Syrian Constitution, and what he was told by his father in particular, was nonsense—that the claim that every Syrian citizen has the right to become president of the republic was false. He learned that everything was arranged in an authoritarian way, the Constitution be damned. It would be enough to bring along several hundred supporters to demonstrate and cheer before television cameras and demand to have Bashar as the president even though his age, then 34, did not legally comply with the Constitution (which stipulates that the president must be 40). But what did it matter, because he learned that the hand of the regime is ready to smite all those who show opposition.

Soon after the death of his father in 2000, the young man who liked to spend his time in cafés in earnest communion with his laptop, the incongruously nerdy scion of an iron-fisted tyrant, found himself president of the country. He took the place of his deceased father, grasping all the reins of government and heading the security apparatus. He became the president and commander in chief of the Army and was immediately promoted to the rank of staff major general, head of all security agencies, and chair and theorist of the ruling Baath Party. He also became the head of the Supreme Judicial Council. According to the powers set forth in the Constitution, the president has the power to dissolve the People’s Assembly and appoint the prime minister and the ministers, as well as the ability to sack them whenever he wants. In short, and overnight, he became the absolute leader of everyone and of everything in Syria .

He was an affable person and mild mannered, and the people liked him. He wanted to bring progress to Syria . He attended forums on the economy and listened attentively to debates. Everyone noted that he liked to listen, that he had a sympathetic ear. He encouraged putting forward initiatives and urged many Syrian personalities abroad to return home from their exile. He gave some of them important ministries and opened the door for public dialogue in the pages of the state-owned newspapers.

But soon Bashar the Reformer bumped hard into the walls of the adamantine structure built by his father. And equally soon, he backed down on the promises he had given, jilting all those who were growing fond of him. He awakened to the reality of a system that commands the ruler to run the country with an iron hand. In this system there is no room for dialogue or debate, only orders issued by the president. It was a system of terror and submission that would falter and fall if there was any slackness or relaxation by its head. And if it did that, the Alawite minority would lose its power, its privileges, its primacy, its decades-old strut. He was trapped in a cul-de-sac of his father’s making.

Bashar married a young woman, Asma al-Akhras, who was born and educated in Britain and whose parents are from the Sunni majority in the city of Homs in central Syria . Asma quickly attracted attention for being an attractive and elegant woman. The dashing couple frequently appeared in public. President Chirac received them at the Élysée; Vogue magazine called Asma “a rose in the desert.” She gained the admiration of Syrian women, and her popularity was widespread, reaching levels unprecedented for an Arab “first lady.” The couple would appear all of sudden at a restaurant in the Bab Touma quarter in old Damascus , or at the Aleppo Club in Aleppo , and people would hurry to have souvenir photos taken with them. Syrians acquired a new and sudden taste for political glamour.

Bashar was intoxicated by the way his subjects rushed and gathered around him whenever he suddenly appeared in restaurants, clubs, or old souks. I once saw a photo of him surrounded by so many stalwart merchants of Aleppo , he could hardly move. He liked to drive his car himself, even when escorted by his bodyguard. He invited his official guests and visiting foreign journalists for disarming dinners in the city’s restaurants. In Aleppo , he was seen many times in the company of the Turkish prime minister, Recep Tayyip Erdogan, dining at this restaurant or that. Of course, all this happened when the relationship with Turkey was at its best, before the rebellion turned Erdogan into his most implacable foreign critic.

The slide from grace started in Daraa, in south Syria . In March 2011 a few schoolboys wrote slogans echoing the Egyptian revolution on the walls of their school. The local security agencies treated the boys harshly, reportedly torturing and injuring them. When the people in the city learned what had happened, they poured out into the streets angrily, but security agents, true to Syrian ways, fired at them, and civilians were killed. The security apparatus simply dealt with the opposition in its time-honored manner: brutally and directly, according to the unwritten principles by which they were established.

Here was the defining moment for the president, the educated man and doctor who everyone attested had a nice and friendly character. What was he supposed to do at that moment, other than go and meet the angry people and calm their anger, and apologize to them for the physical abuse inflicted on their children? But President Bashar knew very well that he could not govern if he abased himself in that way. His belief in the system built by his father made it impossible for him to act in ways Hafez would have despised. So he kept sending his forces to crush the angry protesters, who were now in demonstrations not only because their brothers and relatives were imprisoned, tortured, and injured, but also because other Syrians—their fellow citizens—were being shot dead. They demonstrated against the violence directed against them and for the sake of those who were killed the day before. And since others would be killed today, the people would demonstrate the next day in protest for their killing. A series of killings, then a series of protests, followed by another series of killings and protests, and so it went. All this was filmed and uploaded to YouTube, and the protests became known throughout Syria , and then the world. When the demonstrations expanded and demanded the fall of the regime, the president kept up his press of military troops to crush the demonstrators, to shoot at them, to kill them. Inevitably defections from the military and security forces started to take place, and the crisis became a civil war.

The harsh military-security apparatus set up by his father, so successfully tested in the troubles of the 1980s, was the only option for Bashar. The young president was completely immersed in his father’s experience. His father’s legacy dominated the mentality of the son, and he could not escape from it, or think outside it. Every time Bashar the president confronted a new development in the current crisis, he resorted not to his own common sense but looked back for similarities to what his father had experienced in the past and how he had reacted. He became a brutal mimic man.

 

Torturing the schoolboys was the only response the security apparatus knew. They had acted in this way many times, when the father (and the son) sent the Army to besiege cities and towns to have them completely destroyed by artillery, tanks, and aerial bombing. Hafez had always been successful with these methods of suppression, so why should he, Bashar, not also be successful? The son thought in this way, and it is the only way he could allow himself to think. He is, after all, the good son who follows his father’s posthumous instructions. But it’s his calamitous luck that technology has evolved dramatically, that it is now possible to send photos and video clips of shootings for the world to see. There was no YouTube in Hama in 1982.

Like his father, Bashar analyzes and identifies his opponents as hardline Islamists in filial imitation. In the late 1970s and 1980s, Hafez faced armed groups of the Muslim Brotherhood, and he rallied secular political forces, because he was confronting what was considered a fundamentalist movement. Today the protest movement in Syria , from its start, was not an Islamic movement. It refused to be called this and ridiculed the state media that had maligned it as such.

Islamist slogans and flags were not raised in the first demonstrations that demanded the fall of the regime. Only the Syrian flag of independence was flown, and flowers were held, and songs were chanted against both the son and the father—which included, let it be said, words not liked by the Islamists. We think of the masses who gathered in the square in Hama when the American ambassador to Syria , Robert Ford, visited on July 8, 2011. But Bashar’s troops killed, arrested, or deported the leaders of the protesters, a fact that turned this revolution into an armed rebellion with a significant Islamic nature. By his methods, he has made his fantasy come partly true.

Bashar continued to have dinner at nights with some of his relatives and friends at one of his favorite restaurants in Damascus, in spite of the fact that battles were being fought throughout his country—sometimes within earshot of their clinking glasses. You would see him sitting in a far, quiet corner. While all those accompanying him were chatting and laughing, Bashar would sit silently, absorbed in his iPad. With the arrival of fighting in Damascus , he has stopped dining out.

His sister left for Dubai with her children after her husband was killed, and then Bashar’s mother followed his sister. People say Bashar has sent his wife to live somewhere safe with their kids, away from him. I can imagine him now, busy with the fighting for most of the day, for maybe as many as 18 hours. But at night, he sits in his bed with his iPad, surfing the websites he likes, while listening to the gunfire that comes closer and closer. London must seem like a lifetime away for this eye doctor, forever his father’s son.

http://www.thedailybeast.com/newsweek/2013/

03/04/daddy-dearest-inside-the-mind-of-bashar-al-assad.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ