ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

على الرغم من الآمال المبكرة فان الابن مثل أبيه

بقلم: منى الطحاوي*

دايلي ستار - 12/5/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

في المرة الأولى التي قابلت فيها السيد أنور البني في يونيو 2005 كانت أحدى الصحف السورية المملوكة من قبل الدولة قد وصفته بالخائن. وبينما كان يحتسي فنجان الشاي الذي صنعه بنفسه ويقوم بتدخين عدد لا محدود من السجائر بطريقة شرسة كمثل دفاعه عن حقوق الإنسان في سوريا قال لي بأن المكتب الذي يجلس عليه أمامي لطالما قام فيه بتلقي دعاوي و شكايات من السوريين الذين تجاسروا على الوقوف بوجه النظام للإثبات بأن سوريا قد تغيرت. لقد دفعت عائلته ثمناً باهظاً نتيجة لموقفها المعارض (فقد أمضى اثنان من اخوته ما يقرب من 30 سنة مجتمعة داخل السجون السورية).

تلك الصحيفة التي تباع في كشك أسفل مكتبه وصفته بالخائن لأنه كتب مقالة يحث فيها الاتحاد الأوروبي على عدم توقيع اتفاقية تجارة مع سوريا حتى يأخذ تعهدات من الحكومة السورية بأنها سوف تعمل على احترام حقوق الإنسان.

أخبرني البني وقتها أنه وفي سوريا القديمة (يقصد أيام حافظ الأسد) فانه بالامكان أن يتم حشرك في سيارة مجهولة في وضح النهار و الذهاب بك الى زنزانة في مكان ما. و لكن سوريا كانت في طريقها الى التغير حسب كلام البني. فقد دخلت سوريا الى العالم من خلال الانترنت, وكان لدى سوريا رئيس شاب (ابن حافظ الاسد) عزز من موقفه ظهوره المتكرر وخطاباته على شاشات التلفزة المختلفة عبر الستالايت.

وبعد لقائي معه بسنة واحدة تم حشر السيد البني في سيارة مجهولة وضح النهار واقتيد الى زنزانة في مكان ما و ذلك بسيب توقيعه على عريضة تدعم عودة العلاقات السورية اللبنانية الى حالتها الطبيعية. و بعد سنة قضاها في السجن تم أخيراً توجيه التهم إليه وهي محاولة إضعاف الروح الوطنية, والانضمام الى منظمة سياسية محظورة لها طابع دولي و تشويه سمعة مؤسسات الدولة و الاتصال بجهات أجنبية. وقد حكم عليه في أبريل الماضي بخمس سنين في السجن.

ويوم الاثنين الماضي تم الحكم على اثنين من المعارضين السوريين اللذين قبض عليهم بشكل منفصل لتوقيعهم على نفس العريضة التي أوقعت البني في المتاعب. وكانت التهم الموجهة للكاتب و الصحفي ميشيل كيلو و الناشط محمود عيسى هو إضعاف الروح الوطنية و العمل على خلق نزاع طائفي في سوريا و نشر معلومات مضللة. و قد واجه كل منهما أحكاماً بالسجن لمدة 3 سنوات.

وفي نفس الشهر الذي قابلت فيه البني في العام 2005 أخبرني السيد ميشيل كيلو في مقابلة معه بأنه مقتنع تماماً بأن سوريا بشار الأسد تختلف كثيراً عن سور يا حافظ الأسد. وأخبرني عن أجواء الرعب التي كان يحكم فيها الأسد الأب وضرب لي مثلاً بأنه عندما سجن لمدة ثلاث سنوات أيام الأسد الأب لم يجرؤ المئات ممن يعرفونه على زيارة أسرته لتقديم الدعم المعنوي و المساندة  ومساعدتهم  سوى في حالات  قليلة جداً. و كان الناس يخافون كثيراً من أن تتم رؤيتهم يزورون بيت سجين سياسي. 

وقد أخبرني كيلو "أنه اذا تم اعتقال بائع بطيخ الآن فان الآلاف منا سوف يهتفون لإطلاق سراحه. وعلى كل فقد تم سجن 10 سوريين لتوقيعهم على تلك العريضة الداعمة لتحسين العلاقات اللبنانية السورية.

ويوم الخميس الماضي تم الحكم على المعارض "كمال لبواني" بالسجن مدى الحياة وذلك لاتهامه بالاتصال بدولة أجنبية لحثها على مهاجمة سوريا. ولكن الحكم الصادر بحقه خفف الى 12 سنة. وكان قد اعتقل في نوفمبر 2005 بعد عودته من رحلة الى الولايات المتحدة حيث التقى بمجموعة من المسئولين رفيعي المستوى وناقش معهم وضع حقوق الإنسان في سوريا.

وبعيداً عن كون الرئيس بشار يمثل نوعاً جديداً من القادة, فان الاسد قد لجأ الى أحدى أقدم الحيل في كتاب الدكتاتورية حول كيفية إدارة البلد: فعندما تكون تحت الضغط الدولي قم بحشر معارضيك في البيت لأن الضغط الدولي كبير جداً وتعب مواجهته. ففي اليوم الذي تم فيه إصدار الحكم على البني كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يزور سورية لمناقشة موضوع التحقيقات الدولية المتعلقة بقضية اغتيال الحريري. 

وخلال زيارتي التي قمت بها الى دمشق عام 2005تمنيت بكل صدق أن أتمكن من مقابلة السيد "عارف دليلة"  الاقتصادي الصريح الذي يتمتع بعقلية متفتحة وذكية و الذي كان ينتقد الفساد الواسع في سوريا حيث كانت قضية الفساد واحدة من القضايا التي كنت أركز عليها خلال زيارتي الأولى  لسوريا عام 1999 وقد كانت تلك الزيارة أيام حكم الرئيس حافظ الأسد. و عندما تولى الأسد الابن الحكم أصبحت لانتقادات دليلة وضعها الخاص لأنه ينتمي الى نفس طائفة الرئيس بشار وهي الطائفة العلوية. وقد تم اعتقال دليلة بعد انتهاء فترة ما سمي ب "ربيع دمشق" وهي الفترة التي تلت تولي بشار للسلطة حيث تشجع المثقفون والناشطون السياسيون بسبب وعود بشار بالإصلاح وقاموا بالتوقيع على عريضة تدعو الى التغيير السياسي.

وقد كانت الجريمة هي التصرف وفق الاعتقاد بان سوريا في طور التغير والتقدم.

إن بشار الأسد لا يترأس دولة جديدة. بل على العكس وكما تظهر آلام البني و كيلو واللبواني و دليلة و المعتقلين السياسيين الآخرين فان سوريا تفوح منها رائحة الدكتاتورية وحكم الحزب الواحد كما أظهر ذلك الفيلم الألماني الفائز بجائزة الاوسكار  "حياة ألاخرين" حيث يرسم الفيلم صورة مريعة لألمانيا الشرقية ويصور أولئك الذين وقفوا  بحياتهم وبكل شجاعة عند زيارة ستاسي لهم ... وكل ذلك ظاهر و موجود في سوريا اليوم.

*كاتبة مصرية تقيم في نيويورك

http://www.dailystar.com.lb/article.asp?edition_id=1&categ_id=5&article_id=82170

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ