ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 05/07/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

هل علينا أن نعترف بالحرب الأهلية في سوريا؟

بقلم: مايكل يونغ/دايلي ستار

28/6/2012

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

جدل سياسي قليل منقسم حول ما إذا كانت البلاد في حالة حرب أهلية. عندما بدأ القتل في لبنان عام 1975, وقف العديد من اللبنانيين موقفا معارضا للقول بأن ما يجري هو حرب أهلية. و الأمر نفسه ينطبق على العراقيين بعد الغزو الأمريكي عام 2003. الآن, فإن سوريا هي التي تشهد انقساما في الآراء. و هكذا, فهل سوريا في حالة حرب أهلية؟

عندما ينتقل الإنسان إلى ما وراء الناحية العاطفية من النقاش, فإن السؤال ليس أكاديميا. إذا لم يكن بوسعنا نحن تحديد موقف ما, - و كلمة "نحن" هنا تعود على كل شخص ابتداء من صناع القرار إلى الصحفيين إلى المواطنين السوريين أنفسهم-  فإنه ليس بإمكاننا أن نحدد أفضل الطرق المطلوبة للتعامل مع هذا الموقف.

إن لبنان تشكل مثالا تقليديا. و كذلك  كان الحافز قويا بالنسبة للبنانيين لاعتبار أن الحرب الأهلية التي جرت لهم كانوا فيها مجرد ضحايا لقوى أجنبية, و لم يكن هناك أي قوة دافعة للدفع باتجاه عملية مصالحة في مرحلة ما بعد الحرب. نعم لقد تحولت الحرب اللبنانية إلى سلسلة من الصراعات بالوكالة. و هذا الأمر لم يكن ممكنا أبدا لو لم تكن التناقضات اللبنانية موجودة.

الراحل غسان تويني كان له مساهمة في هذا الموضوع من خلال نشره لكتابه "حرب من أجل الآخرين" عام 1985. ما عناه تويني هو أن اللبنانيين من خلال قتالهم الداخلي, كانوا يمثلون لاعبين خارجيين. إن العديد من الأشخاص قد ترجموا هذا المصطلح إلى "الحرب من أجل الآخرين" قائلين بأن اللبنانيين كانوا أبرياء مما كان يحدث. لعدة سنوات حاول تويني تصحيح ذلك الانطباع, و لكن دون جدوى.

إذا كانت المجتمعات لا تحبذ الاعتراف بأنهم في خضم حرب أهلية, لأن ذلك يسلط الضوء على دوافعهم الهدامة, فإن هذا المصطلح يشهد مقاومة من قبل السياسيين و الوسطاء الأجانب. ذلك لأن الوصول إلى الحرب الأهلية يؤدي إلى محدودية في الخيارات الدبلوماسية.

وقد تم إثبات هذا الأمر الأسبوع الماضي, عندما قام ثلاثة من وزراء الخارجية الأجانب بزيارة بيروت. حيث كان أحدهم ينفر بشكل ملحوظ من الاعتراف بأن سوريا واقعة في حرب أهلية, مفضلا وصف الموقف بأنه عبارة عن قيام نظام متوحش بقمع شعبه. و هذا الأمر واقعي تماما. على كل حال فإن عنف الدولة و خصوصا في المجتمعات المتنوعة لا يعني بالضرورة عدم وجود حرب أهلية.

على النقيض من ذلك. خذ مثالا لا يمكن إنكاره عن حرب أهلية, على الرغم من أنه كان في بلد متنوع الأعراق, و هو بالتحديد الحرب الأهلية الأمريكية. إن الكونفدرالية دائما تترجم ذلك الصراع بأنه حالة نموذجية لسيطرة الشمال, الذي أنكر حقوق الولايات الجنوبية الدستورية في الانفصال عن الاتحاد. على كل حال فإنه تم تبرير هذا النقاش بصورة غير ذات صلة. إن الصراع الأهلي يكون في كثير من الأحيان نتيجة لسوء الحكم من زعيم أو من سياسي أو من نخبة عرقية معينة. 

ليس هناك تعريف أبيض أو أسود للحرب الأهلية. بل هناك درجات للحرب الأهلية. أولئك الذين ينكرون أن هناك حربا أهلية في سوريا يطبقون تصنيفا واحدا من أجل قضيتهم. إنهم يشيرون, و هم محقون بذلك, أننا لم نصل بعد إلى نقطة المؤسسية الكاملة في الصراع. إننا لا نرى أن المجتمع السوري معبأ للحرب, و ذلك مع قيام الجيش السوري الحر باستخدام قوته بصورة عقلانية, و استخدامها بصورة ممنهجة ضد عناصر بشار الأسد. كما أننا بعيدون كل البعد عن شكل الصراع الذي حصل في يوغسلافيا السابقة, على سبيل المثال, حيث كانت الحملات العسكرية ناتجة عن دول ناشئة.

و لكن هذا الأمر لا يعني أن لا ننظر إلى النصف الآخر. إن سوريا قد تكون على حافة صراع أهلي قد يمتد ليكون حربا أهلية كاملة. و لكن الأمر لن يكون منطقيا بتلك الدرجة في أن نبسط الأمر في البلاد إلى "عائلة الأسد ضد الباقين" . لقد نظر العلويين منذ البداية على أن الصراع يعتبر بمثابة اختبار لبقاء الطائفة, كما هو الأمر بالنسبة للأقليات الأخرى, كما أن جرائم النظام قد حدت بالكثير من أطراف المعارضة للانسحاب إلى هوياتهم الطائفية, حتى لو كان هناك من يتردد بشكل عميق بفعل ذلك. إن التمني باستبعاد الجوانب المدنية و الاجتماعية عن الصراع سوف يعني  توقع مفاجآت سيئة في المستقبل, و ذلك عندما تقوم سوريا بإعادة بناء نفسها.

على سبيل المثال, هل من المعقول افتراض بأنه في  اليوم الذي سوف يتلو سقوط الأسد, فإن سوريا سوف تكتشف توازنها المفقود و وسوف تستعيد وحدتها المفقودة؟ إن دوافع الطرد المركزية قد تحررت, و هي قوية بشكل كبير. حتى لو هرب بشار الأسد من دمشق غدا, فإن المعارضة المنتصرة سوف تواجه مجتمعا علويا مسلحا يريد قدرا أكبر من الحكم الذاتي في سوريا الجديدة. و دون شك فإن الأكراد سوف يرفضون العودة إلى وضعهم السابق من التهميش, وسوف يطالبون بشكل من أشكال الحكم الذاتي أيضا. إن سوريا لن تعود قريبا إلى وضعها السابق قبل فبراير 2011, هذا لو حدث الأمر من أصله.

هذه الأمور سوف يكون لها عواقب مدنية, من خلال الاتجاه إلى قلب الهوية و التماسك الوطني. إن سوريا قد تسقط قليلا لما كانت عليه لبنان خلال فترة الحرب الأهلية, و كما كان الأمر في العراق. و لكن هذا لا يعني الانخراط في المزيد من أخطاء التشخيص. سواء أكانت منظمات دبلوماسية أو غير حكومية, أو كل الشعب السوري, فإن الجميع في يوم من الأيام سوف يكون بحاجة للتعاون في إصلاح المجتمع الممزق و النافر.

لربما هذا ما تريده عائلة الأسد. إنهم و زمرتهم السارقة يستحقون أسوأ مصير ممكن. و لكن خلال 15 شهرا من الثورة السورية, فإن المجتمع السوري مكان مختلف جدا عما كان عليه في السابق. إن التصدعات العميقة قد فتحت بقوة, و يجب أن يتم إغلاقها بكل دقة و حساسية. و إذا كان الاعتراف بحصول حرب أهلية يمكن أن يساعد على هذا الأمر, ليكن إذا. إن التعريف لا يجب أن يعيقنا عما نريد الوصول إليه.

 

Must we admit to a civil war in Syria ?

June 28, 2012 01:30 AMBy Michael Young

The Daily Star

Few political debates are more divisive than the one over whether a country is in a civil war. When the killing began in Lebanon in 1975, many Lebanese took offense at the suggestion that this was a civil war. The same was true of Iraqis after the American invasion in 2003. Now, it is Syria that is dividing opinions. So, is Syria in a civil war?

When one moves beyond the emotional aspect of the discussion, the question is not academic. If we cannot properly define a given situation – and the “we” here applies to everyone from policymakers to journalists to Syrian citizens themselves – then we cannot determine the best methods required to address this situation.

 

Lebanon is a classical example. So powerful was the impulse of the Lebanese to regard their war as one in which they were the mere victims of foreign powers, that there was never any impetus to push forward a postwar reconciliation process. Yes, the Lebanese war did mutate into a succession of conflicts by proxy. Yet this would never have been possible had Lebanese antagonisms not been present.

The late Ghassan Tueni unwittingly contributed to the wall of denial by publishing a book in 1985 titled “Une Guerre Pour les Autres.” In English, this translates into “A War For The Others.” What Tueni meant was that the Lebanese, by fighting among themselves, had effectively become stand-ins for outside actors. However, many people transformed that phrase into “the war of the others,” suggesting that the Lebanese were innocent bystanders in their own disintegration. For years Tueni tried to correct that impression, to no avail.

If societies dislike admitting that they are in a civil war, because it only highlights their destructive impulses, the term is also resisted by politicians and foreign mediators. That’s because conceding the actuality of a civil war limits one’s diplomatic options.

This was evident last week when three European foreign ministers visited Beirut . One of them was noticeably loath to admit that Syria was caught up in a civil war, preferring to describe the situation as one of a savage regime repressing its population. No one had ever believed otherwise. However, state repression, particularly in mixed societies, does not necessarily preclude the presence of civil war.

 

On the contrary. Take an undeniable instance of civil war, albeit in an ethnically homogeneous country, namely the American Civil War. The Confederacy always interpreted that conflict as a textbook case of hegemony by the North, which had denied the Southern states their constitutional right to secede from the Union . Whether the argument was justified is irrelevant. Civil conflict is frequently the consequence of perceived misrule by a leader or a political or ethnic elite.

There is no black or white definition of civil war. There are degrees of civil war. Those who deny that a civil war is taking place in Syria employ one classification to make their case. They point out, rightly, that we haven’t reached the point of full-scale institutionalization of conflict. We do not see Syrian society mobilized for war, with the Free Syrian Army having rationalized its forces, systematically managing a leviathan of warfare against Bashar Assad’s regiments. We are nowhere near the conflict in the former Yugoslavia , for example, where military campaigns were the work of embryonic states.

But that may be too narrow an outlook by half. Syria may be in the throes of a civil conflict that has not reached a full-fledged civil war. But it makes little sense to reduce the country’s condition to a simplistic narrative of the Assads against the rest. The Alawites from the start have viewed the conflict as a test for communal survival, as have other minorities; and the regime’s crimes have gradually compelled many in the opposition to withdraw to their sectarian identity, even if there are those profoundly reluctant to do so. To simply wish away the civil and social dimensions of the struggle is to set oneself up for bad surprises in the future, when Syria will have to rebuild.

For example, is it in any way sensible to assume that the day after the Assads’ collapse, Syria will rediscover its equilibrium and regain its mislaid unity? Centrifugal impulses have been released, and they are exceptionally potent. Even if Bashar Assad were to flee Damascus tomorrow, a triumphant opposition would face an armed Alawite community seeking greater autonomy in a new Syria . Without doubt the Kurds would refuse to revert to their marginalized status of the past, and would demand some form of self-rule as well. Syria will not soon return to where it was in February 2011, if it ever does.

These are matters that have fundamentally civil consequences, by going to the heart of national identity and cohesion. Syria could fall short of what Lebanon went through during its civil war, as Iraq did. But that does not mean that we have the luxury of engaging in a misdiagnosis. Whether it is the diplomats or the nongovernmental organizations, or above all the Syrian population, all will one day need to collaborate in repairing a fractured and alienated society.

Maybe that is what the Assads wanted. They and their homicidal, kleptocratic clique merit the worst fate. But 15 months into Syria ’s revolt, Syrian society is in a very different place than where it once was. Profound rifts have opened up, and they will have to be closed with sensibility and precision. If acknowledging the reality of civil war can help do so, then so be it. A definition should not hold us up.

Michael Young is opinion editor of THE DAILY STAR. He tweets @BeirutCalling.

http://www.dailystar.com.lb/default.aspx#axzz1NlocQdTG

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ