ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 02/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

إنه الاقتصاد: المفارقة السورية 

بقلم: آدم دافيدسون/نيويورك تايمز

22/5/2012

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لم يستغرق الأمر أكثر من شهر للإطاحة برئيس تونس و 18 يوما لإزالة حسني مبارك من السلطة في مصر. ليبيا استغرقت وقتا أطول. لقد احتاج الثوار 8 أشهر دامية من قتال معمر القذافي قبل هزيمته. و لكن سوريا – حيث انطلقت الاحتجاجات فيها في وقت قريب من ليبيا- لا زالت غارقة في الحرب الأهلية, و يبدو القتال بعيدا جدا عن نهايته. أحد أسباب هذا الأمر بسيط و يتمثل في أن اقتصاد سوريا صمم من أجل منع عمل تحالف خارجي ضد نظام بشار الأسد. بالطبع فإن هذه الأخبار فظيعة بالنسبة لمعظم السوريين. و لكنها تستدعي أن نسأل عن بعض الأمور التي كنا نعتقد أننا نعرفها حول الثورات, و أهم هذه الأمور هو أن الدول ذات الاقتصاديات المتنوعة و ذات الطبقة المتوسطة النامية يفترض أنها أفضل في الإطاحة بالحكام المستبدين من البيروقراطيات مثل ليبيا أو العراق.

قبل أن أزور سوريا عامي 2003 و 2004, كنت أعتقد أنها تبدو مثل كوريا الشمالية. و لكنني تفاجأت أن أجد دمشق و حلب – المدينتان التجاريتان الرئيسيتان في سوريا- تحتويان على أحياء ثرية حقا. كما أن الكثير من السكان يقودون سيارات رياضية و يرتدون الساعات الفاخرة كما أنهم يأكلون في أرقى المطاعم بحيث أنني شعرت أنني شخص مفلس أمامهم. كما أنني التقيت مع الكثير من الأشخاص في المدن الكبيرة الذين يعيشون حياة لائقة كمهندسين و أطباء و تجار و حتى فنانون. لربما لم يكونوا أغنياء, و لكنهم كانوا يعيشون حياة مريحة أكثر من حياة الأشخاص في  الدول المجاورة مثل الأردن و لبنان و العراق.

إن الاقتصاد السوري و على غير العادة في الشرق الأوسط متنوع. الزراعة, التي يعمل بها نصف السكان في المناطق الريفية تساهم فيما يقرب من 20% من الناتج المحلي الإجمالي. إضافة إلى أن النفط يساهم في 25% . قبل الأزمة كان السياح و خصوصا العرب إضافة إلى بعض الأوروبيين و القليل من الأمريكان يزورون المدن القديمة الجميلة و المدن الساحلية. و على الرغم من أنها لم تكن دولة صناعية على المسرح الدولي إلا أن لدى سوريا قطاع صناعي متواضع ينتج الملابس و الأغذية المعلبة و المشروبات و القليل من السيارات الرخيصة .و أخيرا فإن لدى البلاد مخزون من الفوسفات و هو معدن يتزايد الطلب عليه كسماد صناعي.

عندما تسلم حزب البعث السلطة عام 1963, توجه زعماء الحزب لتركيز السيطرة على الاقتصاد, كما فعل ستالين في روسا أو ماو في الصين. و لكن الأمر لم ينجح. الإثنية و الأقلية العلوية,و التي تولت قيادة الحزب فيما بعد فعليا كانت تتكون من أشخاص فقراء مثقفين من القرى الجبلية و الذين كانوا " لا يعرفون أي شئ عن إدارة البلاد أو الاقتصاد" كما يقول جوشوا لانديز, المتخصص في الشأن السوري في جامعة أوكلاهوما. لقد أعطي العلويون كما يقول لانديز السيطرة على الجيش من قبل الحكومة الفرنسية المستعمرة بسبب عدم امتلاكهم لعلاقات كثيرة مع الغالبية السنية في المدن الكبيرة : " لقد كانوا بسطاء, و لم يكن لديهم اتصالات كثيرة في العالم الخارجي ".

و لهذا فقد سمح حافظ الأسد والد الرئيس الحالي للسنيين و المسيحيين الأغنياء بالاستمرار في إدارة مصانعهم و محالهم و مطاعمهم الخاصة. و قد جاء ابنه إلى السلطة عام 2000 و قام بعمل انفتاح أكبر للبلاد, حيث سمح للمستثمرين الذين لا يملكون علاقات مع الدولة بإنشاء أعمالهم الخاصة (طالما أنهم يعطون الدولة حصتها). لقد قام البعض بافتتاح الفنادق أو المصانع الصغيرة و قام آخرون باستيراد المعدات الطبية أو قطع السيارات. و أي شئ أمريكي كان يتمتع بشعبية كبيرة كما أخبرني أحد التجار السوريين. في عام 2001, سعى بشار للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية (وهو الأمر المعلق لحد الآن) و بعد ثلاث سنوات افتتحت سوريا أول بنك خاص في البلاد. كما أن في البلاد سوق متواضعة للأوراق المالية حاليا, حيث يقوم الأثرياء السوريون بشراء حصص في عدد قليل من الشركات, معظمها بنوك أو شركات تأمين.

هذا الانفتاح الاقتصادي في المدن, قابله حالة جفاف طويلة في المناطق الريفية, أدت إلى خلق ظروف سيئة للمزارعين السوريين. و أولئك الذين لم يستطيعوا تغطية نفقاتهم انتقلوا إلى الأحياء الفقيرة في المدن المكتظة. و قد بدأت الانتفاضة في تلك المناطق, و حيث يتركز العنف في غالبه اليوم.

من الخارج, يصعب معرفة كيف يستطيع الأسد السيطرة على البلاد. في تونس و مصر , قامت الجيوش القوية بالتخلي عن قادتهم السياسيين عندما رأوا تحالفا يتشكل من الطبقة الوسطى في المناطق الحضرية مع الأغنياء و ينضم إلى الفقراء و المتظاهرين في المناطق الريفية. و لكن في سوريا, فإن الجيش أكثر ولاء للقيادة السياسية. و على الرغم من أن النخبة المدنية قد لا يروق لها نظام الأسد, كما أنهم يدركون أن الحياة سوف تكون أفضل في البلاد التي لا يوجد فيها خنق لحرية التعبير أو دعم للعناصر المتطرفة في الجارة لبنان , إلا أنهم يخشون من الطريقة التي قد تبدو عليها حياتهم في الفوضى التي سوف تتبع الثورة.

و كما يقول لانديز :" إنهم ينظرون إلى المناطق الريفية و يقولون :ماذا إذا انتصر هؤلاء الناس؟ هل سوف يحترمون الرأسمالية؟ هل سوف يحافظون على ثرواتنا؟ أم أنهم سوف يقولون لقد كنتم تجمعون المال طيلة 40 عاما, و سوف نقوم بأخذ كل شئ تمتلكونه؟ إنهم لا يعرفون الجواب".

بأي طريقة تنظر إلى الأمر, فإن المستقبل القريب يبدو قاتما في سوريا. إن الحوافز تشجع على الصراع. أحد الأطراف ليس لديه ما يخسره؛ و الآخر, لديه كل شئ. بعد عام من الآن, قد تكون سوريا غارقة في عنف أكبر.

و لكن يصعب تخيل أن هذا الصراع سوف ينتهي بسيطرة الأسد على البلاد بطريقة قوية. قد يكون ما هو قادم أكثر قتامة, و لكن هناك بصيص من الأمل على المدى الطويل. قد يكون السوريون و للمفارقة محظوظون بأن النفط لم يجعل بلادهم غنية,. إن الدول التي تمتلك ثروة كبيرة من النفط لم تكن ديمقراطية أبدا بسبب أن السلطة تنتمي إلى أولئك الذين يسيطرون على منابع النفط. إن الدول التي تمتلك اقتصاديات متنوعة و طبقة متوسطة من التجار و أصحاب المشاريع لديها فرص أفضل بكثير.

إن سوريا تبدو مشابهة إلى حد كبير لبريطانيا و العديد من الدول الأوروبية قبل قرون عدة و كما هي حال كوريا واليابان و تايوان و الصين مؤخرا: هناك نخبة صغيرة و قوية و جماهير ريفية فقيرة و الأهم أن هناك طبقة وسطى صغيرة و لكنها متنامية و التي و على المدى الطويل سوف تميل بالبلاد نحو مزيد من المساواة و الديمقراطية. لربما يكون الأمر صعب حاليا, و لكن سوريا قد تتحول إلى نموذج يحتذى به  للحكم للشرق الأوسط. 

 

IT’S THE ECONOMY

The Syria Paradox

By ADAM DAVIDSON

Published: May 22, 2012 

It took a month of protests to depose the president of Tunisia and 18 days to remove Hosni Mubarak from power in Egypt . Libya took longer. Rebels there spent more than eight bloody months fighting Muammar el-Qaddafi before defeating him. But Syria — where protests began at roughly the same time as in Libya — remains in a vicious civil war, and the fighting seems very far from over. One reason for this is simple: Syria ’s economy was designed to all but prevent a broad coalition from forming against Bashar al-Assad’s regime. This is, of course, awful news for most Syrians. But it also calls into question some Things We Thought We Knew About Revolutions — the most important being that countries with diverse economies and a growing middle class are supposed to be better at overthrowing despotic rulers than petrocracies like Libya or Iraq.

 

Before I visited Syria in 2003 and 2004, I expected it to look like North Korea with souks. But I was surprised to find that Damascus and Aleppo — the two major commercial centers — contain truly affluent neighborhoods. Many locals drove sports cars, wore fancy watches, ate at top-notch restaurants and generally made me feel like a broke hick. And I met a lot of people in the big cities who made a decent living as engineers, doctors, shopkeepers, even artists. They may not have been rich, but they led far more comfortable lives than folks I encountered in neighboring countries like Jordan , Lebanon and Iraq .

Syria ’s economy is, within the context of the Middle East , unusually diverse. Agriculture, which employs roughly half the rural population, contributes around 20 percent to gross domestic product. Oil represents another 25 percent. Before the crisis, tourists — especially Arabs, but also some Europeans and the occasional American — visited its beautiful, ancient cities and seaside towns. While it has never been a major global player in manufacturing, Syria has a modest industrial sector that churns out clothes, packaged foods, beverages and, lately, inexpensive cars. Lastly, the country has major phosphate deposits, a mineral that’s in increasing demand as a fertilizer.

When the Baath Party took command of Syria in 1963, its leaders intended to centralize control of the economy, much as Stalin did in Russia or Mao in China . But it didn’t work. The Alawite ethnic and religious minority, which eventually assumed leadership of the party, was made up of poorly educated people from mountain villages who “knew nothing about running a country or an economy,” says Joshua Landis, a pre-eminent Syria watcher and a professor at the University of Oklahoma. The Alawites, he notes, had been given a role by the French colonial government in the military precisely because they had few ties to the majority Sunnis in the big cities: “They were very unsophisticated, and they didn’t have a deep community of cosmopolitan people from which to draw.”

So Hafez al-Assad, father of the current president, allowed a handful of wealthy Sunni and Christian businesspeople to continue running their own factories, shops and restaurants. His son, Bashar, came to power in 2000 and opened up the country a bit more, allowing entrepreneurs with no regime connections to start their own businesses (as long as they gave the government a cut). Some opened boutique hotels or small-scale factories; others imported things like hospital equipment or auto parts. Anything American has been especially popular, one Syrian trader told me. In 2001, Bashar sought membership in the World Trade Organization (still pending), and three years later, Syria had its first private banks. There’s even a modest stock market now, the Damascus Securities Exchange, where wealthy Syrians can buy shares in a couple dozen companies, most of them banks or insurance firms.

This entrepreneurial openness in the cities, however, coincided with a multiyear drought, which has made the miserable conditions of Syria ’s farmers even worse. Those who couldn’t make ends meet in the fields moved to crowded suburban slums or to poorer, second-tier cities. The uprisings began in these areas, and they’re where most of the violence is today.

From the outside, it can be hard to see how Assad keeps his grip on the country. In Egypt and Tunisia , powerful militaries ditched their political leaders when they saw a coalition of urban middle class and wealthy people joining poor, rural protesters. But in Syria , the military is far more loyal to the political leaders. And even though the urban elite may not like the Assad regime, and even though they realize that life would be better in a country that doesn’t stifle free expression or support radical political elements in neighboring Lebanon , they’re afraid of what their lives would look like in a revolution’s chaotic aftermath.

As Landis notes: “They look out at the countryside and think: What if these people win? Are they going to respect capitalism? Are they going to preserve our wealth? Or are they going to come by and say, ‘Oh, you’ve been a collaborator for 40 years, and we’re going to take everything you own’? They don’t know.”

Any way you look at it, the immediate future appears bleak for Syria . The incentives favor conflict. One side has nothing to lose; the other, everything. A year from now, Syria could be even more violent.

But it’s hard to imagine this conflict ending with the Assad regime firmly in control of the country. What comes next could well be grim, but there’s a glimmer of hope for the long term. The Syrian people are paradoxically fortunate that oil has not made their country rich. States with huge hydrocarbon wealth almost never become democratic because power belongs to whoever controls the pumps. Countries with diverse economies and an enterprise-oriented middle class have a much better chance.

Syria actually looks like Britain and much of Europe did centuries ago and like Korea, Japan, Taiwan and — more and more — China have recently: there’s a tiny and powerful elite, impoverished rural masses and, crucially, a small but growing middle class that, over a long period, tilts the country toward greater equality and democracy. Hard as it may be to see right now, Syria may turn out to be a role model for the Middle East .

Adam Davidson is co-founder of NPR's “Planet Money,” a podcast, blog and radio series heard on “Morning Edition,” “All Things Considered” and “This American Life.”

http://www.nytimes.com/2012/05/27/magazine/the-syria-paradox.html?_r=1

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ