ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 27/08/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

خيارات أوباما في دمشق

بقلم: طوني بدران*

فورين أفيرز

16/8/2011

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

"سوربا منخرطة في هجمات مرعبة و مخيفة ضد شعبها" هذا ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مقابلة أجريت معها في 11 حزيران. و أضافت "إن المنطقة تحاول, - خلف الكواليس- إيقاف الحكومة السورية عن ذلك.. إننا نستمع عن قرب لما تقوله الشعوب في الدول المجاورة وفي المنطقة بشكل عام". أن كلينتون تعني بكلمة المنطقة تركيا و هي الدولة التي تعتمد عليها إدارة أوباما في إدارة الأمور في سوريا.

يبدو أن الرئيس باراك أوباما قد قرر مبكرا في إدارته بأن تركيا سوف تكون بوابة الولايات المتحدة الرئيسة نحو الشرق الأوسط, و أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سوف يكون الزعيم الذي قد يساعد أوباما في تطبيق رؤيته الكبرى والمتمثلة في الحد من تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط و التحاور مع إيران وسوريا و التوسط في عملية السلام العربية الإسرائيلية الشاملة. الأجندة التركية, و التي طورت على يد أحمد داوود أوغلو وزير خارجية أردوغان يبدو أنها تتوافق تماما مع إستراتيجية أوباما. لقد ركزت هذه السياسة على صفر من  المشاكل مع الجيران و العمل على زياد دور تركيا القيادي في المنطقة, و تطوير علاقتها مع إيران و سوريا و التوسط في عملية السلام العربية الإسرائيلية.

كما أن أوباما يرى في علاقة إردوغان الشخصية مع الرئيس السوري بشار الأسد فرصة مواتية. لقد كشفت وثيقة مسربة عام 2009 بأن   الإدارة تعتقد أن أردوغان يقدم "أفضل أمل لإبعاد سوريا عن فلك طهران". (2). إن سحب سوريا بعيدا عن إيران من خلال العودة إلى عملية السلام العربية الإسرائيلية, سوف يؤدي إلى أن تضعف تركيا التأثير الإيراني في الشرق الأوسط.

لقد فشل أردوغان على كل حال في إدراك أن سياسية داود أوغلو "صفر من المشاكل مع الجيران" لا تعني ببساطة  مجرد الوصول إلى إيران و سوريا فقط و لكنها كانت تهدف إلى الحد من تأثير الولايات المتحدة في المنطقة. إن سياسة داود أوغلو و أردوغان هي التزام الحياد من أجل وضع تركيا كوسيط فيما بين الكتل المتنافسة – نظام التحالف الإيراني الذي يضم سوريا و الكتلة الأمريكية التي تضم مصر و إسرائيل و السعودية و آخرين. إذا نجحت تركيا فعلا في خفض التوتر فيما بين الكتلتين فإن وساطتها لن تعد مجدية. يبدو من الواضح بأن جزء من إستراتيجية تركيا هي استغلال الصراعات الشرق أوسطية وليس حلها. عندما انتشر الربيع العربي في سوريا هذا العام,  تعهد أردوغان بأن يضع تركيا معالجا للأمور في سوريا. و في نفس الوقت فقد لعب سياسة التأكيد على القيادة الإقليمية و في تقديم أنقرة على أنها الشرطي الجيد في مواجهة الشرطي السيئ المتمثل في الولايات المتحدة و لكن جهوده فشلت بشكل كبير. عوضا عن تطبيق الإصلاحات, كما أرادت تركيا , أصبح الأسد أكثر عنفا بشكل متزايد, معريا بذلك حدود القوة التركية و مخرجا مشاكل اعتماد أوباما على تركيا. 

إن انخراط الولايات المتحدة مع تركيا فيما يتعلق بالأزمة السورية بدأت بعد بداية أول المظاهرات. في 26 أبريل قام ليون بانيتا مدير السي آي أي بزيارة مفاجئة إلى أنقرة. و هناك التقى مع هاكان فيدان, رئيس وكالة الأمن القومي التركي, و ناقشوا ما الذي يمكن فعله حيال سوريا. و قد توجه فيدان إلى دمشق و أخبر بانيتا أن الانتفاضة قد وصلت إلى "نقطة حرجة". و قد شدد على الحاجة إلى التوسط في الوصول إلى اتفاقية فيما بين الأسد و المعارضة السنية و قد أوضح للأسد بأنه إذا فشل في "اتخاذ خطوات مباشرة تجاه الإصلاح فإن البلاد قد تتجه نحو صراع داخلي حقيقي" باختصار فقد أخبر الأتراك الأمريكان بإتباع سياسة إصلاح النظام. و قد فعلت إدارة أوباما ذلك, و لكن دون أي تأثير. إن القمع في سوريا قد تنامى بشكل بشع. حتى مع التقاء بانيتا مع فيدان, فإن الجيش السوري قام بحصار مدينة درعا. مع بداية الثورة , ارتكبت بشاعات في سوريا فاقت القمع الذي شهدته أي ثورة أخرى في الربيع العربي.

إن الاحتجاجات مستمرة. في منتصف مايو, كان هناك نقاش جدي في الولايات المتحدة حول دعوة الأسد للتنحي, و قد كان هناك خطاب رئاسي حول الربيع العربي يلوح في الأفق. لقد سعى أردوغان إلى منع تصلب سياسة أوباما, و أن يكون موقفه متمثلا في سياسة إصلاح يقوده النظام في الولايات المتحدة. لقد ظهر في تلفاز بلومبيرغ في 13 مايو و أشار إلى الدكتاتور السوري بأنه "صديق جيد". و عندما سأل فيما إذا كان على الأسد التنحي, قال أردوغان "من المبكر اتخاذ قرار اليوم, لأن القرار النهائي سوف يكون في يد الشعب السوري". و عندما كان في نهاية الخطاب, قام الرئيس أوباما بجهد خاص من أجل التواصل مع أردوغان الذي كان مشغولا في الحملة الانتخابية و يصعب الوصول إليه. في آخر دقيقة, رتب فرانسيس ريسياردون السفير الأمريكي في تركيا لقاء دراماتيكيا في مهبط مروحيات في أنقرة حيث أشار إلى قلق أوباما حول الأسد و اخبر أردوغان بأن على الدولتين أن يوحدا الرسائل المرسلة من قبلهم. و قد ذكر أن أردوغان رد بالقول (3) بأن " المنطقة تمر في مرحلة تحول. و علينا أن لا نخل بتوازن المنطقة أكثر مما هو مختل". بعد الاجتماع, استمرت تركيا (4) في التركيز على الحاجة إلى إعطاء الأسد مزيدا من الوقت للإصلاح.

في خطابه في 19 مايو فيما يتعلق بالربيع العربي, أحجم أوباما عن سحب الشرعية عن الأسد, و أعلن عوضا عن ذلك بأن " الرئيس الأسد لديه خيار: بإمكانه أن يقود التحول أو إفساح الطريق ". لقد ردد أوباما خطاب تركيا التقليدي, كما أنه دعا الأسد إلى "البدء في حوار جدي من أجل دعم التحول الديمقراطي".

لقد شهد هذا المقطع نمطا متكررا: لقد وصل  أوباما في العديد من المرات إلى دعوة الرئيس الأسد التنحي,  ولكنه تراجع بعد الحديث مع أدروغان. مثال دراماتيكي آخر على هذا النمط  الذي تكرر في شهر يوليو عندما ذكرت كلينتون في لقاء مع كاثرين أشتون ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي(5) بأنه  " من وجهة نظرنا فقد الأسد الشرعية". في اليوم التالي , و في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي تحدثت كلينتون مرة أخرى عن الإصلاح برعاية النظام.

و مع ذلك فإن سياسة التساهل تجاه سوريا لم تثمر عن شيئ. الأسد لم يصلح, و أصبح الجيش السوري أكثر جرأة من أي وقت مضى. خلال الصيف قام بقمع المتظاهرين بشكل وحشي في مدينة حماة. و عندما قام السعوديون و الكويتيون و البحرينيون بدعوة سفرائهم من دمشق في 8 أغسطس ازدادت الضغوط على البيت الأبيض من أجل اتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه الأسد. و قد أعلنت عدة وسائل إعلان بأن أوباما قد خطط لفعل ذلك في 11 أغسطس. و لكن مرة أخرى, يبدو أن تركيا أوقفته عن ذلك. في 10 أغسطس كشف مسئول (6) بأن أوباما لم يكن جاهزا بعد لهذا الإعلان, و ذلك لأنه أراد أن يعطي الفرصة لمحادثات داود أغلو في اليوم السابق.

وقد جاء 11 أغسطس و ذهب دون أي إعلان. و بدلا من ذلك, أصدر البيت الأبيض ملخصا عن المحادثة الهاتفية التي جرت في 11 أغسطس مع أردوغان, حيث أشار الملخص إلى أن الزعيمين "اتفقا على الرقابة الشديدة لأفعال الحكومة السورية, و التشاور في الأيام القادمة". من جانبه ادعى مسئولون أتراك أن أردوغان طلب من أوباما عدم دعوة الأسد للتنحي.

إن الغياب الكلي للإصلاح في دمشق كشف عن تناقض في إستراتجية تركيا. إن سياسة صفر من المشاكل مع الجيران ممكنة في حالة عدم وجود مشاكل داخل الجيران أنفسهم. ما إن انتفض الشعب السوري لإسقاط النظام, واجهت تركيا خيارا غير مريح: هل صفر من المشاكل يكون مع النظام أم مع الشعب؟ لقد حاولت تركيا أن تحاوط رهانها من خلال دعم الأسد و في نفس الوقت دفعه للإصلاح, و لكن الدكتاتور السوري رفض هذه الجهود بشكل مستمر.

بالنظر إلى الأحداث في بداية أبريل: فقد سمحت تركيا لقادة جماعة الإخوان المسلمين  بعقد مؤتمر صحفي في اسطنبول, حيث شجبت الجماعة الأسد. هذا الحدث زاد التكهنات بأن أنقرة تريد بأن تدفع الأسد للوصول إلى تسوية مع  الجماعة. لقد كانت تركيا تريد مد دور الوساطة الذي تقوم به لكي يصل إلى الداخل السوري, و لكن الأسد لم يكن يريد أي من ذلك. بعد يوم على ذلك, انتقد السفير السوري في تركيا أردوغان علنا (7) مشددا على أن الصداقة الحقيقية تعني الدعم غير المشروط, و دون أي سؤال . و قد أضاف " بالنسبة لنا, الإخوان المسلمون كحزب العمال الكردستاني بالنسبة لتركيا" . لقد شكلت تصريحاته تهديدا مبطنا؛ لقد دعمت سوريا حزب العمال في فترة التسعينات. و قد كرر وزير الخارجية وليد المعلم هذا التهديد بعد شهر على ذلك, محذرا تركيا بأن تقوم بخرق الهدوء الذي ساد على طول الحدود التركية السورية التي بقيت كذلك لفترة تزيد على عقد. و لاستكمال الأداء قام الأسد بإرسال قوات من أجل القيام بعمليات في مدينة تقع قرب الحدود التركية حتى مع قيام داود أغلو بعقد دورة أخرى من المحادثات في دمشق في بداية أغسطس.

إن سياسة صفر من المشاكل التركية متوقعة في علاقات جيدة مع كل من سوريا و إيران. و لكن مع تواصل الأتراك مع المعارضة السورية فقد أثاروا غضب طهران. لقد اتهمت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية الأتراك على سبيل المثال, بأنهم متورطون في مؤامرة أمريكية ضد سوريا و ادعت بأن الأتراك قاموا بتسليح المتظاهرين السوريين. في سياق الجهود التي بذلت في أغسطس من أجل إنقاذ سياسة صفر من المشاكل , فقد توجه داوود أوغلو إلى طهران, وذلك من أجل إقناع الإيرانيين بالتوقف عن دعم حملة الأسد ضد المتظاهرين. و لكن يبدو أن مساعيه قد باءت بالفشل. 

منذ ذلك الحين, فإن التوتر ما بين أنقرة و طهران أصبح علنيا. لقد هددت صحيفة إيرانية تنتمي إلى الحرس الثوري الإيراني الشهر الماضي بأنه "إذا قرر الأتراك التمسك بموقفهم الحالي.. فإن المنطق الاستراتيجي سوف يقود إيران إلى اختيار سوريا" بدلا من تركيا. وقد ذكرت تقارير بأن إيران قد جمدت تعاونها الاستخباراتي مع تركيا ضد المسلحين الأكراد. من جانبها , يبدو أن سوريا (8) قد أوقفت تعاونها مع تركيا في مواجهة حزب العمال, و قد قامت بإيواء بعض من قادة الحزب الكبار. هذه القرارات تذكر تركيا بأنها و بعيدا عن كونها قوة مسيطرة إلا أنها معرضة للضغوط.

بسبب الحرج من موقف الأسد المتحدي, فقد اضطر وزير الخارجية التركي إلى إصدار بيان يوم الاثنين يصدر فيه "آخر تحذير للسلطات السورية" حيث طالب فيه بأن يوقف الأسد العمليات العسكرية بشكل مباشر و غير مشروط. إذا فشل الأسد في القيام بذلك, كما يضيف داود أوغلو "فإنه لن يبقى أي شيء حول الخطوات التي يجب أن تتخذ" , وفي اليوم التالي قال مسئول تركي بأن هذه الخطوات قد تتضمن "سياسة فك الارتباط". و هي التي سوف تتلوها عواقب تتعلق بعزل الأسد. و قد أضاف بأن "التدابير الاقتصادية سوف تكون موضوعة على الأجندة". في ملاحظات تلت عشاء يوم الثلاثاء, كرر داود أوغلو رفض تركيا لأي تدخل أجنبي في سوريا.

لقد أظهرت الأزمة السورية مجموعة من الحقائق الثابتة. إن الأسد لن يصلح. و لن يبتعد عن الإيرانيين. ولهذا , فقد أخطأ أوباما في حساباته. إن تركيا لم تكن قوية بما فيه الكفاية لتطبيق رؤية أوباما الأصلية. على كل حال فإن سياسة صفر من المشاكل التركية كانت سياسية فاشلة, لقد كانت تسعى إلى التوسط فيما طهران وواشنطن. إن تركيا أرادت الإصلاح بقيادة النظام ليس من أجل لأنه الحل الأكثر احتمالا للأزمة ولكن لأنها بحاجة للأسد في السلطة من أجل الإبقاء على علاقات جيدة مع طهران و الحفاظ على دورها كوسيط مع واشنطن. إن الثورة في سوريا سوف تبعد الإيرانيين و سوف تسمح للولايات المتحدة بأن تطور علاقتها المباشرة مع الشعب السوري.

إن تركيا و الولايات المتحدة يسعون إلى نتيجتين مختلفتين في سوريا. إن العديد في الولايات المتحدة يعتقدون أن سوريا سوف تكون مكانا أفضل من دون الأسد و أن الأسد قد فقد شرعيته. بكلمات أخرى, فإن سياسة الولايات المتحدة على شفا إعلان الدعوة إلى تغيير النظام, بينما تستمر تركيا بالأمل في برنامج الإصلاح بقيادة الأسد, و ذلك من أجل الحفاظ على نفوذها كوسيط ما بين إيران و سوريا و واشنطن. و كما قال أحد المسئولين الأتراك المرموقين (9) يوم الجمعة, فإن تركيا هي " اللاعب الوحيد الذي يكن أن يتحدث مع الأسد". هذا الدعم يجب أن يعطي إدارة أوباما وقفة, لأن هدف تركيا هو الحفاظ على هذا الوضع.

لقد حان الوقت بالنسبة لأوباما بأن يمارس القيادة و أن يقدم تفضيلات الولايات المتحدة في المنطقة على أنقرة. و كما أوضحت إيران لتركيا فإن على الأتراك أن يختاروا. بالنسبة للولايات المتحدة, فإنها لا تريد للأسد أن يهبط بسلام. استراتيجيا, فإن عليها أن تفضل سقوط الأسد و تفكيك نظام التحالف الإيراني.و  أخلاقيا, فإن على الولايات المتحدة أن تختار السياسات التي يمكن أن تمنع فعليا ذبح السوريين في الشوارع. إن الذين يدعون أن الأسد هو الحصن الأخير ضد الفوضى يجب أن يدركوا الآن أن النظام في الواقع هو الذي يقوم بزعزعة استقرار المنطقة برمتها. بجميع المؤشرات, فقد حان الوقت لدعم الديمقراطية بشكل نشط في سوريا, دون وجود الأسد. فقط قوة عظمى يمكن أن تفعل ذلك و أن تصنع التوازن فيما بين الأجندة المعقدة فيما بين اللاعبين المتعددين في الشرق الأوسط. إن تركيا ليست قوة عظمى. و هذا الدور لا يمكن أن تقوم به إلا الولايات المتحدة لوحدها.

________

*باحث في معهد الديمقراطيات و الدفاع (1)

 

Published on Foreign Affairs (http://www.foreignaffairs.com)

Links:
[1] http://www.defenddemocracy.org/

[2] http://wikileaks.ch/cable/2009/10/09DAMASCUS759.html

[3] http://english.sabah.com.tr/National/2011/05/18/it-should-

be-a-smooth-transition

[4] http://www.hurriyetdailynews.com/n.php?n=turkey-us

-fine-tune-mideast-policies-focus-on-syria-2011-05-17

[5] http://www.state.gov/secretary/rm/2011/07/168665.htm

[6] http://www.guardian.co.uk/world/2011/aug/10/obama-s

yria-assad-departure

[7] http://www.hurriyetdailynews.com/n.php?n=syria-offended

-turkish-leaders-comparison-with-halepche--envoy-says-2011-05-17

[8] http://www.todayszaman.com/news-252871-syria-reverts

-to-90s-iran-abandons-turkey-in-terror-struggle.html

[9] http://www.hurriyetdailynews.com/n.php?n=turkey-b

uys-more-time-for-damascus-2011-08-12

 

August 16, 2011

SNAPSHOT

Obama's Options in Damascus

Why It's Time to Rein in Syria -- and Turkey

Tony Badran

TONY BADRAN is a research fellow at the Foundation for Defense of Democracies [1].

" Syria ... is engaging in horrific, revolting attacks on its own people," U.S. Secretary of State Hillary Clinton said in a June 11 interview. "The region, however, is trying to -- behind the scenes -- get the government to stop.... We listen very closely to what people in the neighborhood, in the region, say." By "the region," Clinton meant Turkey , the country from which the Obama administration has been taking most of its cues on Syria .

U.S. President Barack Obama seems to have decided early in his administration that Turkey would be the United States' primary gateway to the Middle East, and that Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdoğan would be the leader who could help him implement his grand vision: to reduce the U.S. profile in the Middle East, engage Iran and Syria, and broker a comprehensive Arab-Israeli peace. The Turkish agenda, developed by Ahmet Davutoğlu, Erdoğan's foreign minister, seemed to dovetail perfectly with Obama's strategy. It was dubbed "zero problems with neighbors," and centered on Turkey 's increasing its leadership role across the region, improving its relations with Iran and Syria , and mediating Arab-Israeli peace talks.

 

Obama also saw Erdoğan's close personal relationship with Syrian President Bashar al-Assad as an opportunity. A leaked 2009 diplomatic cable [2] revealed that the administration believed that Erdoğan offered "the best hope of luring Syria out of Tehran 's orbit." Pulling Syria away from Iran by jump-starting the Arab-Israeli peace process, the thinking went, Turkey would weaken Iran 's influence in the Middle East .

Obama failed, however, to realize that Davutoğlu's "zero problems with neighbors" policy did not simply mean outreach to Iran and Syria ; it was also a strategy for managing U.S. power in the region. Davutoğlu and Erdoğan's policy of non-alignment works to position Turkey as an intermediary between competing blocs -- the Iranian alliance system, which includes Syria, and the U.S.-led system, which includes Egypt, Israel, and Saudi Arabia, among others. If Turkey were to actually succeed in reducing tensions between the two, its mediation would no longer be needed. It seems clear that part of Turkey 's strategy is to consciously exploit, not solve, Middle Eastern conflicts. When the Arab Spring spread to Syria this year, Erdoğan sought to position Turkey as Syria 's lead handler, simultaneously playing up the policy as an assertion of independent regional leadership and presenting Ankara as the good cop to Washington 's bad cop. But his efforts largely failed. Rather than reform, as Turkey wanted him to do, Assad became increasingly violent, laying bare the limits of Turkish power and the problems with Obama's dependence on it.

 

The United States ' engagement with Turkey on the Syrian crisis started soon after the first protests. On April 26, Leon Panetta, then the director of the CIA, paid a surprise visit to Ankara . There, he met with Hakan Fidan, the head of Turkey 's National Intelligence Agency, and discussed what to do about Syria . Fidan had just been to Damascus and told Panetta that the uprising had reached a "critical threshold." He emphasized the need to broker an agreement between Assad and "the Sunni opposition" and explained that if Assad were to fail to "take an immediate step towards reforms, then the nation could be drawn into serious internal strife." In short, the Turks told the Americans to pursue regime-led reform. The Obama administration did so, but to no effect. The crackdown in Syria grew uglier. Even as Panetta was meeting with Fidan, the Syrian military laid siege to the town of Deraa , where the uprising began, committing atrocities beyond any the Arab Spring had yet seen.

Protests continued. By mid-May, the United States was again seriously debating whether to call on Assad to step down, and a major U.S. presidential speech on the Arab Spring was looming. Erdoğan, seeking to forestall a hardening of Obama's policy, took his position on regime-led reform public in the United States . He appeared on Bloomberg TV on May 13 and referred to the Syrian dictator as a "good friend." When asked whether Assad should step down, Erdoğan said, "It's early to make a decision today, because the final decision will be made by the people of Syria ." As his speech was being finalized, President Obama made a special effort to reach out to Erdoğan, who was busy on the campaign trail and difficult to reach. At the last minute, Francis Ricciardone, the U.S. ambassador to Turkey , arranged a dramatic meeting at a heliport in a suburb of Ankara , where he relayed Obama's concern about Assad and told Erdoğan that the two countries should synchronize their messages. Erdoğan reportedly [3] responded by saying, "The region is already undergoing a significant transformation. We shouldn't disrupt the balance in the region any further." Following the meeting, Turkey continued to emphasize [4] the need to give Assad more time to reform.

 

 

In his May 19 speech on the Arab Spring, Obama refrained from declaring Assad illegitimate, stating instead that "President Assad now has a choice: He can lead that transition, or get out of the way." Obama, echoing a standard Turkish talking point, also called on Assad to "start a serious dialogue to advance a democratic transition."

This episode set a recurring pattern: Obama has edged several times toward calling on Assad to step down, only to pull back after speaking to Erdoğan. Another dramatic example of this came in July when, in an unscripted remark at a joint press conference [5] with Catherine Ashton, the European Union's high representative for foreign affairs and security policy, Clinton stated that "from our perspective, Assad has lost legitimacy." The next day, in a television interview, Obama walked back from Clinton 's remarks. Four days later, at a joint press conference with the Turkish Foreign Minister, Clinton spoke out once again for regime-led reform.

Yet the Turkish solicitude toward Damascus bore no fruit. Assad did not reform, and the Syrian military became ever more emboldened. Throughout the summer, it brutally cracked down on protestors in Hama . When the Saudis, Kuwaitis, and Bahrainis recalled their ambassadors from Damascus on August 8, pressure built for the White House to take a firmer line on Assad. Several media outlets reported that Obama planned to do just that on August 11. But again, Turkey seems to have pulled him back. On August 10, unnamed officials revealed [6] that Obama was not ready to issue the statement, partly because he wanted a full account of Assad's talks with Davutoğlu the day before.

August 11 came and went without a statement. In its place, the White House produced a summary of Obama's August 11 phone call with Erdoğan, stating that the two leaders "agreed to closely monitor the actions that the Syrian government is taking, and to consult closely in the days ahead." For their part, Turkish officials claimed that Erdoğan had asked Obama not to call for Assad's ouster.

The total absence of reform in Damascus has revealed a contradiction in Turkey 's strategy. A "zero problems with neighbors" policy is possible only if those neighbors have no problems with each other. Once the Syrian people sought to overthrow the regime, Turkey faced an uncomfortable choice: did it have zero problems with the regime or with the people? Turkey tried to hedge its bets by supporting Assad while pushing him to reform, but the Syrian dictator consistently rebuffed the effort.

 

Consider events in early April: Turkey allowed the leader of the Syrian Muslim Brotherhood to hold a press conference in Istanbul , during which he denounced Assad. This incident gave rise to speculation that Ankara sought to push Assad to reach an accommodation with the Brotherhood. Turkey was seeking to extend its mediating role into the domestic Syrian arena, but Assad was having none of it. Days later, the Syrian ambassador to Turkey publicly criticized [7] Erdoğan, stressing that true friendship means unconditional support, no questions asked. He continued, "For us, the Muslim Brotherhood is like the PKK is for Turkey ," referring to the Kurdistan Workers' Party, the illegal separatist movement that has long bedeviled Ankara . His remarks were a veiled threat; Syria had supported the PKK in the 1990s. Syrian Foreign Minister Walid Moallem repeated the threat a month later, warning Turkey against destroying the quiet that has reigned along the Turkey-Syria border for just over a decade. For good measure, Assad sent troops to conduct operations in towns near the Turkish border even as Davutoğlu held another round of talks in Damascus in early August.

Turkey 's zero-problems policy is predicated on good relations with both Syria and Iran . But as the Turks reached out to the Syrian opposition they incurred the wrath of Tehran . Iran 's official media accused the Turks, for instance, of complicity in a U.S. plot against Syria and claimed that Turkey was arming Syrian protestors. In a July effort to rescue the zero-problems policy, Davutoğlu headed to Tehran , reportedly to convince the Iranians to stop supporting Assad's campaign against the protesters. He was summarily rebuffed.

 

Since then, the tension between Ankara and Tehran has become public. An Iranian media outlet that belongs to the Iranian Revolutionary Guards threatened last month that "if the Turkish authorities insist on their current position ... the strategic logic will lead Iran to select Syria" instead of Turkey. To drive the point home, Iran has reportedly frozen its intelligence cooperation with Turkey against Kurdish militants. For its part, Syria also appears [8] to have discontinued its cooperation with Turkey on the fight against the PKK, and has been harboring some of the Kurdish group's top leaders. These decisions were reminders to Turkey that, far from being a dominant power, it is vulnerable to pressure.

Embarrassed about Assad's persistent defiance, the Turkish foreign minister was forced to issue a statement on Monday -- "a final word to the Syrian authorities" -- in which he demanded a stop to Assad's military operations "immediately and unconditionally." If Assad failed to do that, Davutoğlu added, obliquely, "there will be nothing left to say about the steps that would be taken." The following day, a senior Turkish diplomat vaguely suggested that those measures might include moving toward a "disengagement policy," the consequences of which "will be the isolation of Assad." He added that, "economic measures will also come onto the agenda." However, in remarks after a dinner on Tuesday night, Davutoğlu reiterated Turkey 's opposition to any "foreign intervention" in Syria .

 

The Syrian crisis has demonstrated a number of stubborn facts. Assad will not reform. He will not break with the Iranians. And, therefore, Obama has miscalculated. Turkey was never powerful enough to implement Obama's original vision. However unsuccessful Turkey 's zero-problems policy has been, it was only ever intended to triangulate between Tehran and Washington . Turkey has sought regime-led reform, not because it is the most likely solution to the crisis but because Turkey needs Assad in power to preserve good relations with Tehran and maintain its role of mediator with Washington . Revolution in Syria will alienate the Iranians and allow the United States to develop its own direct relations with the Syrian people.

Turkey and the United States are now pursuing two mutually exclusive outcomes in Syria . Many in the United States believe that Syria would be a better place without Assad and that Assad has lost his legitimacy. In other words, United States policy is on the verge of calling for regime change, while Turkey continues to hold out hope for a reform program led by Assad, precisely in order to preserve its own influence as an intermediary between Iran , Syria , and Washington . As one Turkish senior official put it [9] on Friday, Turkey is the "sole actor that can talk to Assad." This boast should give the Obama administration pause, because the Turkish goal is to preserve this status.

 

It is time for Obama to exercise leadership and press the United States ' preferences for the region on Ankara . As Iran evidently explained to Turkey , the Turks must make a choice. The United States , for its part, does not owe Assad a soft landing. Strategically, it should favor his ouster and the breaking up of the Iranian alliance system. Morally, the United States should favor policies that might actually prevent slaughter on Syrian streets. Those who claimed that Assad is the last bulwark against chaos should realize by now that his regime is, in fact, destabilizing to the entire region. By all indications, it is time to actively back a democratic Syria , without Assad. Only a great power could do so and balance the complex agendas of the Middle East 's several regional players. Turkey is not a great power. That role remains the United States ' alone. 

Return to Article: http://www.foreignaffairs.com/articles/6

8129/tony-badran/obamas-options-in-damascus

Home > Snapshot > Obama's Options in Damascus

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ