ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

كيفية تجنب تراجيديا شبيهة بإيران في مصر

مايكل روبين

أخبار ايه. او. ال.

1 شباط 2011

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

قلة من المصريين سيحزنون على سقوط حسني مبارك. فقد كان حكمه ذو الثلاثة عقود تصلبيا. انه لم يفشل فقط في مواجهة الإخفاقات الاقتصادية المتزايدة، بل رفض كذلك الاستماع حتى. كضيف مراقب: guest observer للاجتماع الرسمي لحزب مبارك الحزب الوطني الديمقراطي في ال2006، رأيت مسئولين كبارا يقطعون الكهرباء عن ميكروفونات أعضاء الحزب الذين استخدموا خطاباتهم للتشكي من حالة البطالة، ونقص السكن، ونقص البنية التحتية الأساسية. وفي الوقت الذي يوجد فيه تباين حاد بين الفقراء والأغنياء في الكثير من البلدان العربية، فان عدد السكان في مصر يزيد الوعي بهذه الحقيقة. فمع احتشاد حوالي 80 مليون شخص تقريبا في سهل نهر النيل الضيق‘ لا يستطيع الأغنياء الاختباء من الفقراء. المصريون الباحثون في مكبات النفايات يستطيعون رؤية مهابط طائرات الهليكوبتر فوق القصور الفخمة التي يملكها أصدقاء مبارك. وسيارات المرسيدس الفارهة التي تقاد إلى جوار أنابيب الصرف المفتوحة و المحرومين الذين يعيشون في المقابر. حتى الجيش لن يحزن لرؤية مبارك يرحل، بعد أن حاول أن يفرض كون ابنه خلفا له على عكس رغبة الجنرالات.

 

لا ولم يكن مبارك حليفا جيدا للولايات المتحدة. ففي ال2009 كان تصويت مصر لصالح الولايات المتحدة في الأمم المتحدة اقل من بورما، وكوبا، والصومال، وفيتنام، وزيمبابوي. لقد قاوم مبارك تحرير الكويت في عام ال1991 وأوهن قيام حكومة عراقية جديدة ما بعد ال2003. وفي حين عارض مبارك إيران وأبقى قناة السويس مفتوحة، فقد كان ذلك عائدا بنسبة أكبر لمصالح القاهرة الذاتية منه للفوز برضا واشنطن. القيمة الحقيقية لمصر كانت معاهدة السلام التي أبرمتها مع اسرائيل، وهو حدث سبق صعود مبارك.

 

بالرغم من ذلك‘ فإن انتصار الإخوان المسلمين ليس مؤكدا. وقد بقي المصريون خائفون بسبب العنف الاسلاموي الذي شجعت الجماعة عليه في عقد التسعينيات. وفي الوقت الذي لا ينبغي فيه للبيت الأبيض سكب العبرات على سقوط مبارك، فإن المخاوف حيال االمستقبل ذات أساسات قوية.

 

السيناريو الذي يمثل الحالة الفضلى هو رؤية حكومة انتقالية تدير البلاد حتى انتخابات ايلول. أما السيناريو الأسوأ فهو رؤية انتصار (الإخوان المسلمون)، وتخليهم عن التزامهم المتصنع بالديمقراطية ما أن يتمكنوا من السلطة.

 

في عام 1992، عبر مساعد وزير الخارجية ادوارد دجيرجيان عن قلقه هذا في سياق إلغاء الإنتخابات في الجزائر وانحدار تلك البلاد نحو الفوضى، مصرحا، " في الوقت الذي نعتقد فيه بمبدأ "شخص واحد، صوت واحد،" فإننا لا نؤيد" شخص واحد، صوت واحد، مرة واحدة."

 

الخوف من (الإخوان المسلمون) ليس شيئا جديدا. في الحقيقة، وبينما ينظر الكثير من المحللين الى الصراع في الشرق الأوسط عبر عدسة النزاع العربي الإسرائيلي، لاحظ محللو الاستخبارات الأمريكية صعود (الإخوان المسلمون) قبل ذلك في عام 1946، وذلك قبل سنتين من إنشاء الدولة اليهودية، محذرين من أن الجماعة تهدد الاستقرار و المصالح الأمريكية. وقد حذر المحللون من "أن هذه المجتمعات المسلمة المتعصبة والوطنية تستغل جهل الجماهير وفقرها، وحتى القادة المسلمين المستنيرين عليهم خدمة تعصباتها بغية الاحتفاظ بمراكزهم."

 

في الواقع، لقد كانت هذه هي الحال بعد مرور نصف قرن عندما قام متعاطف مع (الاخوان المسلمون) بأخذ باحث قرآني هو نصر حامد أبو زيد الى المحكمة في مصر. لتهدئة الجماعة، قامت المحكمة ... بموافقة مبارك... بإعلان (أبو زيد) مرتدا وأجبرته على الانفصال عن زوجته، لأنه لا يمكن لامرأة مسلمة الزواج برجل غير مسلم في مصر.

 

على الرغم من ذلك، فإن انتصار (الإخوان المسلمون) ليس مؤكدا. لقد بقي المصريون خائفون بسبب العنف الاسلاموي الذي شجعته الجماعة في عقد التسعينيات. وبينما تنخفض عائدات السياحة، يستشعر المصريون التآكل في محافظهم.

 

أيضا، وبينما تبقى درجة العداء لإسرائيل عالية، فإن تحذير (الإخوان المسلمون) من أن "الشعب ينبغي اعداده للحرب ضد اسرائيل" سيصرف المصريين الذين يستاءون من التجنيد الإجباري ولا يريدون رؤية أبناءهم وأزواجهم يتركون أعمالهم ليحاربوا على جبهة جديدة.

 

يرى الكثير من المحللين طيف الثورة الإسلامية في إيران في الفوضى المصرية. إحدى التشابهات مؤكدة: هل على مبارك أن يهرب، ستكون عندها نهاية البداية أكثر منها بداية النهاية.

 

لقد مر ما يزيد على تسعة أشهر في إيران ما بين عودة آية الله خميني والاستيلاء على السفارة الأمريكية. وكما طالب الإيرانيون بإعادة ممتلكات الشاه، سيطالب الإخوان الغرب على الأرجح بإعادة ما يقدر ب25بليون دولار أمريكي التي سحبها مبارك خلال عمله.

 

إذا ما أراد البيت الأبيض تجنب تراجيديا مشابهة لتلك التي حدثت في إيران، فإن عليه أن يبقى متقدما على الإخوان بخطوة، وأن يرفض أن يكون محبطا للشعب وأن يضمن انتخابات إيلول، وأن يمنح الشرعية فقط لتلك الجماعات التي تنبذ العنف وتلتزم بالدستور المصري.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ