ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 30/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

استضافة أحمدي نجاد

حنين غدار

السياسة الخارجية 13-10- 2010

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

استقبل لبنان الرئيس الإيراني يوم الأربعاء استقبال الأبطال، ولكن إشارات التأييد الظاهرية لا تروي القصة كاملة.

أمضى لبنان أسابيع وهو يستعد لاستقبال ضيف بالغ الأهمية. فعلى نواحي الشوارع عبر بيروت، رحبت ملصقات يظهر عليها الوجه الباسم لأحمدي نجاد، رحبت به في البلاد بكل من اللغتين العربية والفارسية. وقد تم إسكات أولئك الذين قد يفسدون مناخ الشعور بالسعادة: فقد نظمت السلطات اللبنانية مهرجانا سينمائيا قسريا لتـأجيل عرض فيلم وثائقي عن المظاهرات التي تبعت حملة إعادة انتخاب أحمدي نجاد المتنازع عليها إلى ما بعد الزيارة.

الطرق التي تصل المطار بالقصر الرئاسي وبمعقل حزب الله في الضواحي الجنوبية لبيروت تكاد تتفجر بالأعلام الإيرانية.

 

 إذا ما كان أحمدي نجاد قد جاء إلى بيروت لزراعة العلم الإيراني في الأرض اللبنانية، فلن يحتاج إلا القليل فحلفاؤه قد قاموا بذلك من أجله مسبقا. مع ذلك فإن الرئيس الإيراني الذي أشار إلى لبنان باعتباره "بؤرة المقاومة" قبل إنهائه أول زيارة رسمية له إلى لبنان، لم يضع فرصة تعزيز الروابط  بين البلدين . "الأمة الإيرانية ستقف دائما إلى جانب الأمة اللبنانية ولن تتخلى عنها أبدا." هذا ما قاله في لبنان في 13 تشرين أول. "بالتأكيد سنساعد الأمة اللبنانية ضد عداواتها المدبرة بشكل رئيسي من قبل النظام الصهيوني."

 

رغم هذا العرض الظاهري لطيبة القلب، فإن المواطنين اللبنانيين منقسمون بعمق حول زيارة الرئيس الإيراني، والتي تأتي في وقت توتر عال في البلاد. فالمحكمة الخاصة من أجل لبنان، قد تم إنشاؤها لتحقق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في ال2005، تتعرض لهجوم متزايد من قبل أولئك الذين يعارضون التحقيق؛ والذي أشار إليه السكرتير العام لحزب الله حسن نصر الله هذا الصيف باعتباره مشروعا إسرائيليا."

 

وفي الوقت الذي يرفض فيه رئيس الوزراء سعد الحريري التنصل من المحكمة، يأمل حزب الله في استغلال دعم إيران الصريح كعتلة لتقويض المحكمة. يخشى الكثيرون من أن حزب الله، والذي هو جزء من حكومة لبنان الموحدة، سيحصل على القوة من زيارة أحمدي نجاد ليكره الحريري على الاستسلام لمطالبه. فيما لو رفض، يستطيع حزب الله تنظيم مظاهرات في الشوارع مرتبة للإطاحة بالحكومة واستبدال الحريري، برئيس وزراء أكثر تشكيا.

 

لذا فإن استقبال أحمدي نجاد تم ترتيبه لا لأن اللبنانيين أرادوا أن يكونوا مضيفين طيبين وحسب، بل كتصريح من حزب الله وحليفته، حركة أمل ذات الأغلبية الشيعية، عن وزنهما السياسي. لقد قام حزب الله وأمل بمراوضة آلاف من أتباعهما للوقوف لساعات على طريق المطار للترحيب بالرئيس الإيراني لدى وصوله... وهو عرض للولاء لإيران، التي دعمت حزب الله في حربه في تموز 2006 ضد إسرائيل وساعدت في إعادة بناء البلدات والقرى بعد الصراع. "هذه زيارة من الجنة" قال محمد، وهو مقيم في الضواحي الجنوبية، "لولا إيران لما استطعنا تحقيق انتصارنا في ال2006، ليباركه الله.  و كما قال السيد حسن نصر الله (قائد حزب الله) في وقت سابق، فإن هؤلاء الين يدعمون المحكمة الدولية هم أدوات إسرائيلية وأمريكية، وقد جاء أحمدي نجاد ليخبرهم أن إيران لن تسمح بإيذاء حزب الله والمقاومة."

 

ولكن لم يتمايل جميع من في المجتمع الشيعي اللبناني  بالإبتهاج المصنع الذي رحب بأحمدي نجاد. " إنها ليست سوى زيارة من رئيس بلد إلى بلد آخر. لماذا علينا أن نجعل منها شيئا هاما؟"  تساءل ابن عم محمد، هادي، والذي يعيش في قرية عدلون في الجنوب اللبناني.

 

إن هادي مؤيد قوي لحزب الله، ولكنه لم يحضر مراسم الترحيب بأحمدي نجاد على طول طريق المطار. مع ذلك فقد أكد على انضمامه إلى تجمع المساء في استوديو الراية في جنوب بيروت. ولكنه كان نصر الله، لا أحمدي نجاد الشخص الذي يأمل أن يحظى بلمحه. "إنهم يقولون إن نصر الله قد يتكلم على الهواء هذه المرة وأنا لا أريد أن أفوت ذلك،" كما قال.

 

ولكن وراء الفخامة والظروف المحيطة بها، فإن هناك خططا أكبر لرحلة أحمدي نجاد ذات اليومين، تتراوح من الاستثمار في الطاقة والتطوير إلى المساعدة العسكرية والإنسانية في 6 تشرين أول اجتمع وزير الطاقة الإيراني ماجد نامجو مع نظيره اللبناني، جبران باسيل، وعرض تقديم ما قيمته 450 دولار للاستثمار في مشاريع الكهرباء والماء.

 

وقد عرضت طهران كذلك أن تساعد في بناء مصاف للنفط وتصدير الغاز إلى لبنان عن طريق أنبوب يمر خلال العراق وسورية. كذلك تم توقيع ثلاثة عشر اتفاقية أخرى تتراوح درجات معقوليتها في 13 تشرين الأول. ولكن الكثيرين يعتقدون أن هذه الاتفاقيات كانت سياسية أكثر من كونها عملية. "لا يهم فيما لو قبل اللبنانيون أم لم يقبلوا؛ إنها ليست سوى رسالة إلى الغرب،" كما يقول لقمان سليم، وهو ناشط شيعي يعمل في الضواحي الجنوبية." هذه الاتفاقيات سيتم استخدامها من قبل حزب الله كعنصر توازن ضد الاتفاقيات الأخرى التي وقعها لبنان سابقا مع البلدان الأخرى، وتحديدا مع الغرب."

ورغم تقديم أحمدي نجاد أفضل العروض فليس جميع اللبنانيين مقتنعون في داخلهم بأن مصالحهم الأفضل معه.

بالطبع فإن أعضاء من تحالف 14 آذار، الموالي للغرب، والذي فاز بغالبية ضئيلة في الانتخابات البرلمانية في السنة الفائتة، كانوا انتقاديين للزيارة. ولكن حتى رؤى اللبنانيين الشيعة، والذي يجب أن يكون مجتمع أحمدي نجاد الطبيعي، أكثر تعقيدا مما هو مقدر عموما. " لم يأت أحمدي نجاد إلى لبنان كضيف لقد جاء كقائد سياسي، ليعلم الغرب والإسرائيليين أن إيران هنا الآن،" قال حسام، وهو رجل في أواسط العمر من مدينة النبطية في جنوب لبنان. لقد قاتل حسام ضد الاحتلال الإسرائيلي اللبناني في عقد الثمانينات، ولكنه اليوم لا يرى حزب الله كحركة مقاومة." يستخدم حزب الله المقاومة كوسيلة لخدمة الأجندة الإيرانية في لبنان."

 

هناك الأصوات التي سيعمل الرئيس الإيراني جاهدا لتهميشها لدى زيارته لجنوب لبنان في 14 تشرين أول، وبينما يكون هناك سيقوم بإفتتاح حديقة عامة بنيت هناك بتمويل إيراني وأيضا كما تقول الأنباء سيقوم بزيارة معقل حزب الله في قانا وبنت جبيل حيث سيقوم بإلقاء خطاب.

 

ولكن وراء الأصوات الموالية والمعادية لإيران، فإن العديد من اللبنانيين هم ببساطة خائفون من أن تفاقم زيارة أحمدي نجاد من الانقسامات في البلد وأن تؤدي حتى إلى تجديد العنف مع إسرائيل. إن التصريح الذي أدلى به عضو الكنيست الإسرائيلي بأن على قوات الدفاع الإسرائيلية أن تقوم بقتل أحمدي نجاد فيما لو قام بزيارة الحدود الإسرائيلية اللبنانية إنما هو نوع من التهديد الذي يقلق العديد من الناس الذين ما يزالون يقومون بإعادة بناء حيواتهم بعد دمار حرب ال2006.

 

إنهم يتساءلون عما إذا كانوا سيقومون في النهاية بدفع الثمن لمحاولة أحمدي نجاد بتعزيز حظوظه السياسية بتأكيد السياسة الإيرانية في لبنان.

 

حتى الآن، أثبتت الدوافع الإيرانية أنها فعالة لحشد عرض خارجي عام ومؤثر لدعم أحمدي نجاد، ولكن مشاعر اللبنانيين الحقيقية هي أكثر تعقيدا. "الناس ليسوا أغبياء؛ إنهم يعرفون كيف قام بقمع الحركة الخضراء في إيران،" قالت منى فياض، وهي باحثة وكاتبة شيعية ولبنانية". إنه لا يمثل قائدا ديمقراطيا وعادلا لهم، ولا يهم القدر الذي تدعم به إيران حزب الله والمقاومة." وراء هذه الأعلام الإيرانية والملصقات في بيروت يكمن قدر غير قليل من المشاعر المتناقضة.

ـــــــــ

*حنين غدار: رئيسة التحرير في لبنان الآن.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ