ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 13/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

كيف فقدت لبنان

بقلم: جيمس تراوب/فورين بوليسي

8-10-2010

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

الشهر الماضي, تراجع سعد الحريري ابن رئيس وزراء لبنان السابق المحبوب رفيق الحريري الذي اغتيل قبل خمس سنوات عن طريق إنفجار سيارة كبير بشكل علني عن اتهاماته بأن مسئولين سوريين رفيعي المستوى قد أمروا بقتل والده. فقد قال في مقابلة صحفية :"خلال فترة من الزمن اتهمنا سوريا بأنها كانت تقف خلف عملية الاغتيال, و قد كانت هذه اتهامات سياسية و هذه الاتهامات السياسية قد انتهت", إن الحريري لم يغير رأيه بالطبع و لكنه اعترف بعجزه.

 

 لبنان المسكينة. ذاك المزيج الساحر من الممتلكات الخاصة على شاطئ البحر و حرب العصابات كانت مسرحا لدول و ميليشيات و عصابات متنافسة منذ تلك الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975. إن الكثير مما حصل كان بسبب أخطاء من اللبنانيين أنفسهم. و لكن حاليا فإن لبنان أو على الأقل القوى الديمقراطية في لبنان قد اتخذت رهينة. و لا أحد بما فيه الولايات المتحدة سوف يأتي لإنقاذها.

 

إن الوضع معقد بشكل لا يصدق, كما هو دائما في لبنان. إن المحكمة الدولية التي أنشأت بأمر من الأمم المتحدة و التي تحقق في إغتيال الحريري سوف تقوم بإطلاق إتهاماتها قريبا. لقد كان من المتوقع في وقت من الأوقات أن توجه المحكمة أصابع الإتهام نحو مسئولين سوريين, و لكن يعتقد الآن بشكل واسع بأن الجولة الأولية من الاتهامات سوف تكون موجهة نحو حزب الله, و الذي تصرف لعدة أعوام كعميل لمصالح سوريا في لبنان. و الجولة التالية سوف تكون موجهة نحو سوريا مباشرة , على الرغم من أن سوريا قد تركت لحزب الله القيام بتهديدات جريئة ضد فرص الاتهام.

إن الحدث الأهم و الذي أدى لهذا الاستسلام المؤسف للحريري كان تقارب السعودية مع سوريا, و هما الدولتان اللتان كانتا في حالة خلاف منذ اغتيال الحريري. إن السعوديين يريدون أن تدخل سوريا في الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة في بغداد و إيقاف طموحات إيران التي يسيطر عليها نظام شيعي. وهكذا قفد قام الملك عبدالله بزيارة إلى دمشق نهاية شهر أغسطس. وفي هذه الأثناء فقد كان الحريري يعتمد بشكل كبير على دعم السعوديين. و قد قام على مضض بزيارة دمشق مؤخرا من أجل لقاء الرئيس السوري بشار الأسد. وكما يقول دافيد شنكر المسئول السابق في إدارة جورج بوش و الذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى : " لقد ضحى السعوديون به و جعلوه يقوم بتقبيل يد الرجل الذي لربما قام بقتل والده". ليس من السهل التفكير بالقوة و الإيضاح الذي يقوم به الأقوياء, بينما الضعيف يقوم بما يملى عليه.

إذا وجد الحريري و تحالف 14 آذار أنفسهم بلاد أصدقاء فجأة, فما الذي سيوحي به هذا حول دور واشنطن؟ لقد تبنت إدارة بوش ثورة الأرز, و هي الانتفاضة العامة التلقائية التي حصلت بعد اغتيال الحريري, كتأكيد كبير على سياسة الترويج للديمقراطية في الشرق الأوسط. لقد قام بوش بتقديم دعم غير مسبوق لقوى الديمقراطية في لبنان, في الوقت الذي عامل فيه سوريا كعضو في محور الشر.  ولكن هذه السياسة بدأت بالتضاؤل بعد أن بدأت حماسة البيت الأبيض بالخبوت تجاه أجندة الحرية بعد عام 2006؛ إن الحرب ما بين إسرائيل و حزب الله التي جرت في تلك السنة أدت إلى تقليص نفوذ الإدارة الأمريكية في المنطقة. لقد أعطت إدارة باراك أوباما كل دعمها للحكومة المنتخبة ديمقراطيا, و لكنها أنهت أيضا عزلة سوريا. لقد قامت الإدارة بتجديد العلاقات الدبلوماسية بينما قام كل من المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل و وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بلقاء مسئولين سوريين رفيعي المستوى, وبينما كانت لبنان رمزا لأجندة الحرية فإن سوريا تعتبر مثالا قياديا على سياسة أوباما المتمثلة في "التعامل".

هل هناك علاقة مجموعها صفر فيما بين المنهجين؟ إن شنكر يصر على وجود مثل هذا الأمر, و يقول بأن أوباما قد فشل في وضع الضغط على سوريا من أجل احترام سيادة لبنان, و قد قام بالقليل لإيقاف تدهور حكومة الحريري, و سمح لسوريا بالإبتعاد عن إلتزاماتها تجاه لبنان. و لكن مسئولا في وزارة الخارجية الأمريكية يعارض بشدة هذا الرأي و يقول بأن الإدارة قد اتبعت في واقع الأمر سياسة بوش في لبنان ويضيف" لقد استخدمنا الحوار مع سوريا من أجل تبليغهم عن مخاوفنا في المنطقة بشكل عام و هذا يتضمن لبنان , والحكومة اللبنانية على علم بهذا". و يلاحظ هذا المسئول بأن " وجود حوار مع دولة لا يعتبر تنازلا, بل إنه طريقة من أجل تعزبز مصالحنا".

إنني لست مقتنعا بأن السياسة قد كانت فعالة. إن دعم إدارة بوش للدبلوماسية في لبنان لم يفعل الكثير في مواجهة تنامي قوة حزب الله و الشكر في ذلك يعود إلى الأسلحة و الأموال و التدريب المقدم من إيران و سوريا. في أي حال فإن تقديم الدعم من قبل دولة بعيدة يعتبر عملة معدنية عديمة القيمة.

من ناحية أخرى, فإن سياسة التعامل تكون منطقية عندما تدعم مصالح الولايات المتحدة بشكل كاف لتبرير العواقب غير المقصودة – لا توازن واضح في سوريا. إن السوريين زبائن لبقون يحبون التملق لهم, سواء كان من السعودية أو من فرنسا أو من أمريكا. يقول مارتن أنديك السفير الأمريكي السابق إلى إسرائيل و رئيس السياسة الخارجية في معهد بروكنغز:" إن السوريين يحبون أن نعقتد أنهم هم المنتصرون". و لكن في النهاية كما يقول :" إن السوريين لا يقدمون شيئا". إن هناك شيء من التماثل في السذاجة ما بين إعتقاد إدارة بوش في أنها يمكن أن تنثر ورود الديمقراطية في الأراضي العربية الصخرية و إعتقاد أوباما السخيف بأن الاحترام و التفاهم يمكن أن يتفوق على الدول المتمردة و الجماهير في الشرق الأوسط.

إن إنديك لا يلوم إدارة أوباما لخسارة لبنان. إن الأمر في النهاية لا يتعلق بفوز أو خسارة أمريكا. إن قدر لبنان المأساوي أن يتم التضحية بها على أمل تحقيق أهداف أكبر, و هي الأهداف التي يبدو أنها لن تتحقق أبدا. لقد سألت إنديك ما الذي سيفعله لو كان في إدارة أوباما. فأجاب بأنه لا يستطيع أن يفكر بأي شيء حاليا ولكنه سوف يتصل بي إذا توصل إلى أي أمر . لكنني لم أسمع منه لحد الآن. حتى شنكر قال ببساطة "لقد وصلنا إلى نقطة سيئة جدا". إن الإعلام العربي يموج بالإشاعات بأن الحريري سوف يتبرأ من المحكمة, و هكذا فإنه سوف يقوض ما سوف تصل إليه, أو أنه سوف يقوم بإستثارة حزب الله من أجل إسقاط الحكومة, و التي يحظى فيها الحزب بأقلية قوية. إن الحسابات الأخرى توحي بإحتمالية نشوب حرب أهلية. إن على أوباما على الأقل أن يعلن بأنه سوف يحمل سوريا مسئولية أي عمل يؤدي إلى تقويض الحكومة اللبنانية, سواء من خلال السوريين أو من خلال عملائهم في حزب الله. 

إن كيان ضعيف كلبنان يتطلب الاهتمام و الطيبة من العالم الخارجي. إن جزء الطيبة أمر صعب. إن كلا من واشنطن وباريس و في لحظة نادرة من التفاهم عام 2005 دفعا باتجاه إنشاء محكمة الحريري. في ذلك الوقت, و مع وجود علامات غامرة تدل على تورط السوريين في الإغتيال و السيل التلقائي من الشعور العام في لبنان فقد بدا أن المحكمة هي واجب أخلاقي. لربما كان الأمر خطأ. إن الهدف كان وقتها هو معاقبة سوريا و لكن سوريا وبعد فصل من التوحش قد عادت إلى المسئولية. إن الأمل هو التوصل إلى تفاقية من أجل تدمير سمعة حزب الله مع أول جولة من الاتهامات. و قد يحدث هذا الأمر و لكن من المحتمل أيضا أن تعطي الاتهامات حزب الله الوسائل اللازمة من أجل السيطرة على الحكومة اللبنانية. و في هذه الحالة, فإن المحكمة سوف تضعف السيادة التي كان من المفترض بها أن تقويها.

إن حالة لبنان تثبت عدم وجود نظرية كبرى في فن الحكم. إن لبنان توضح فقط مدى الصعوبة التي يواجهها الغرباء في تحصين دولة هشة و كم من السهل إيذاؤها. إنه تذكير, في حالة احتاج الشخص إليه بأن المشاكل لا تحل في الشرق الأوسط بل تبقى و تصبح أكثر تعقيدا و تركيبا و استعصاء على الحل. إحدى المرات التي كنت فيها في لبنان المسكينة عام 2008 وجدت نفسي في حفل زفاف شيعي في بيروت. لقد كانت النساء تسير بملابسهم الضيقة. و فكرت: هل هذا هو المذهب الشيعي في لبنان؟ يا لها من دولة عظيمة! إذا كان هناك أي مكان للأمل, فإنه قد يكون ناشئا من عبقرية لبنان المختبرة و اللانهائية في الحياة و لربما من أجل البقاء.

 

How Lebanon Was Lost

A former U.S. ally under Bush's Freedom Agenda, the country is now being neglected in the name of "engagement" with Syria -- and the results could be disastrous.

BY JAMES TRAUB | OCTOBER 8, 2010

Last month, Saad Hariri, the prime minister of Lebanon and the son of Rafik Hariri, the beloved former prime minister who was murdered five years ago in a massive car-bomb explosion, publicly recanted his allegation that high-level Syrian officials had ordered the killing. "During a period of time we accused Syria of being behind the assassination," he said in a newspaper interview. "This was a political accusation, and this political accusation has ended." Hariri has not changed his mind, of course; rather, he has recognized his own helplessness.

Pity poor Lebanon . That charming and tormented mix of beachfront property and guerrilla warfare has been the playground of rival states and militias and gangs since a war of all against all broke out in 1975. Much of it, perhaps, was the fault of the Lebanese themselves; read Fouad Ajami's masterful and terribly sad The Dream Palace of the Arabs on the subject. But right now, Lebanon , or at least the democratic forces in Lebanon , are being held hostage. And no one, including the United States , is going to come to its rescue.

The situation is incredibly complicated, as it always is in Lebanon . A special tribunal, impaneled by order of the U.N. Security Council, has been investigating Hariri's murder and is likely to hand up indictments soon. The tribunal was once expected to finger high-level Syrian officials, but it is now widely believed that the initial round of indictments will be lodged against Hezbollah, which for years has acted as an agent for Syria 's interests in Lebanon . The next round will probably target Syria directly, though Syria has left it to Hezbollah to make dire threats over the prospects of indictments.

The triggering event for Hariri's sad surrender was the rapprochement of Saudi Arabia with Syria , with whom it had been on bitter terms since the Rafik Hariri murder. The Saudis wanted to enlist Syria in the effort to shape a new government in Baghdad and frustrate Iran 's ambition of installing a compliant, Shiite-controlled regime. So King Abdullah paid a high-profile visit to Damascus in late August. Hariri, meanwhile, had long depended on the Saudis for support. Now he, too, very reluctantly traveled to Damascus to meet with Syrian President Bashar al-Assad. As David Schenker, a former official in George W. Bush's Pentagon who's now at the Washington Institute for Near East Policy, says, "The Saudis sacrificed him and made him go kiss the ring of the man who probably killed his father." It's not easy to think of a more powerful and terrible illustration of the maxim that the strong do what they can, while the weak do what they must.

If Hariri and his March 14 coalition suddenly found themselves friendless, what does that say about Washington 's role? The Bush administration had taken the Cedar Revolution, the spontaneous public uprising in the aftermath of the Hariri assassination, as supreme confirmation of its policy of promoting democracy in the Middle East . Bush gave Lebanon 's democratic forces unequivocal support, while treating Syria as an adjunct of the axis of evil. The policy, however, began to wane as the White House's own enthusiasm for the Freedom Agenda diminished after 2006; the war between Israel and Hezbollah that year further diminished the administration's influence in the region. Barack Obama's administration has given its full support to Lebanon 's democratically elected government, but has also ended Syria 's isolation. The administration has renewed diplomatic relations, while both special envoy George Mitchell and Secretary of State Hillary Clinton have met with senior Syrian officials. Just as Lebanon was an emblem of the Freedom Agenda, so Syria is a leading instance of Obama's "engagement" policy.

Is there a zero-sum relation between the two approaches? Schenker insists that there is, arguing that Obama has failed to put pressure on Syria to respect Lebanon's sovereignty, done little to halt the deterioration of the Hariri government, and allowed Syria to drift away from its commitments to the country. A State Department official who works on the region sharply disputes that view, arguing that the administration has in fact followed Bush policy quite closely in Lebanon and adding, "We have used our dialogue with Syria to impress upon them our concerns regionwide, and that includes Lebanon , and the Lebanese government is aware of that." Speaking fluent engagement-ese, this official observes that "having a conversation with a country is not a concession; it's a way of advancing our interests."

I'm not convinced that either policy has proved very effective. The Bush administration's diplomatic support in Lebanon meant little in the face of Hezbollah's growing strength, thanks to weapons, funds, and training from Iran as well as Syria . In any case support from a remote and loathed superpower is a coin of questionable value.

On the other hand, engagement only makes sense when it advances U.S. interests enough to justify possible unintended consequences -- not a clear balance in Syria . The Syrians are slippery customers who love to be courted, whether by Saudi Arabia , France , or America . "The Syrians like to make us believe they are winnable," says Martin Indyk, former ambassador to Israel and head of foreign policy at the Brookings Institution. But in the end, he says, "Syrians don't deliver." There is a kind of symmetry between the naiveté of the Bush administration's controlling belief that it could sow the flowers of democracy in rocky Arab fields and the naiveté of Obama's belief that a new posture of respect and understanding could win over recalcitrant states and publics in the Middle East .

Indyk doesn't blame the Obama administration for "losing" Lebanon . It was not, after all, America 's to win or lose. It is Lebanon 's tragic destiny to be sacrificed in the hopes of achieving larger goals -- which themselves seem never to be attained. I asked Indyk what he would do if he were in the Obama administration. He said he couldn't think of anything, but would call if something occurred to him. I didn't hear back. Even Schenker said simply, "It's gotten to a very bad point." The Arab media is rife with rumors that Hariri will disown the tribunal, thus undermining the legitimacy of its findings, or that he will hold fast, provoking Hezbollah to bring down the government, in which it holds a strong minority position. Other accounts suggest the possibility of renewed civil war. Obama must, at a minimum, publicly state that he will hold Syria accountable for any bid to topple the Lebanese government, whether by the Syrians or their proxies in Hezbollah.

An entity as frail as Lebanon requires both attention and delicacy from outsiders. The delicacy part is harder. Washington and Paris, in a rare moment of entente in 2005, pushed for the establishment of the Hariri tribunal. At the time, with overwhelming signs of Syrian complicity in the murder and the spontaneous outpouring of anguished public feeling in Lebanon , the tribunal seemed like a moral imperative. Perhaps, though, it was a mistake. The goal then was to punish Syria ; but Syria , after a season in the wilderness, is back in charge. The hope now is to deal a blow to Hezbollah's reputation with the first round of indictments. That may happen; but it's also possible that the indictments will give Hezbollah a means to establish domination of the Lebanese government. In that case, the tribunal will weaken the sovereignty it was intended to fortify.

The case of Lebanon vindicates no grand theory of statecraft. If anything, Lebanon just illustrates how hard it is for outsiders to fortify fragile states and how easy it is to do harm. It is a reminder, in case one needed it, that problems don't get solved in the Middle East ; they just linger on, growing more interesting and complex and intractable. Poor, helpless Lebanon . The one time I was there, in 2008, I got pulled into a Shiite wedding in Beirut . The women were spilling out of their tight dresses. I thought: This is Shiism in Lebanon ? What a great country! If there are any grounds for hope at all, perhaps they arise from Lebanon 's endlessly tested genius for life, and for survival.

http://www.foreignpolicy.com/articles/2010/10/08/

how_lebanon_was_lost?page=0,0

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ