ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

عذاب القبر, الإسلام و حياة ما بعد الموت

بقلم: ليور هاليفي*

هيرالد تريبيون - 7/5/2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

لا يكاد يمر أسبوع دون أن نقرأ في الصفحات الأولى في الصحف خبر موت أناس من المسلمين بطريقة عنيفة في أي مكان من العالم. وعلى الرغم من الاهتمام الإعلامي, فان هناك نقص في الفهم لدى غير المسلمين لنظرة الإسلام للموت و حياة ما بعد الموت.

الكل يعرف طبعاُ أن الشهيد بعد موته يذهب مباشرة الى جنة عدن حيث يتكئ على الأرائك ويأكل اللحوم والفواكه ويتمتع بصحبة الحور العين بينما يستمع الى صوت ترقرق مياه الأنهار.

ولكن ترى ما لذي يحدث لأغلبية المسلمين الذين يموتون ميتة عادية لا ميتة الشهداء؟

وفق الشريعة الإسلامية, فانه بين لحظة الوفاة ولحظة الدفن فان الروح تؤخذ برحلة سريعة الى الجنات والى الجحيم, حيث ترى النعيم في الجنان و ترى العذاب في الجحيم حيث سيؤول مصيرها الى أحد هذين المكانين في النهاية.

وفي الوقت الذي يقوم فيه المشيعون بالاستعداد لغسل الجثة فان روح الميت تعود الى الأرض للاستعداد لمراسم الدفن و للذهاب به نحو المقبرة. ولكن وقبل أن يغمر الجسد بالتراب فان أمراً غير عادي يحدث حيث تعود الروح لتسري في جسد الميت.

وفي القبر فان المسلم الميت –المركب من الجسد والروح- يواجه ملكين عظيمين مرعبين هما منكر ونكير, واللذان يحملان وجوهاً مزرقة و أسناناً ضخمة و شعراً عريضاً.

ويقوم هذان الملكان بفحص قوة إيمان الميت. فإذا جاوب المسلم الميت الأسئلة بإقناع و لم يكن له سجل من الخطايا و الآثام فان قبره يتحول الى روضة من رياض الجنة تسهل الانتظار على الميت حتى يحين موعد الحكم النهائي يوم الدين.

ولكن اذا كان إيمان الميت ناقصاً وغير مكتمل أو كان لديه آثام وخطايا في حياته الدنيا, على سبيل المثال اذا لم يقم بأداء الوضوء بشكله الصحيح قبل الصلاة, فان قبره سيتحول الى حفرة من حفر النار وسيضيق قبره عليه.

وتبدأ الأرض بالتقارب الى جسد الميت بشكل قوي وتضمه بعنف حتى تختلج عظامه؛ وتبدأ الديدان بقضم جسده مسببة ألماً لا يطاق له.

ولكن عذاب القبر لا يستمر الى الأبد. ويحدث بشكل متقطع و ينتهي الأمر بالبعث, حيث يقوم الله بالتجاوز و العفو عن ذنوب المسيئين الذين تعرضوا لعذاب القبر بحسب مشيئته.

ان هذا العنف يبدو قادماً من القرون الوسطى. الاعتقاد بـ "عذاب القبر" يضرب جذوره بشكل كبير في التاريخ. حيث يظهر في مرثيات القرن الثامن و في التقاليد الإسلامية المبكرة, و التي رفعت هذا الاعتقاد الى مستوى العقيدة.

ولكن المسلمين الأتقياء يواصلون اعتقادهم بهذا الأمر حتى يومنا هذا. ففي تضرعهم و صلاة الجنازة و المحاضرات العامة يذكر المسلمون بعذاب القبر ويستمرون في لفت الأنظار إليه. 

وتدل البحوث على أن الكثير من المسلمين يأخذون هذا الأمر على محمل الجد. العالم النفسي أحمد عبد الخالق قام بدراسة الخوف من الموت لدى الشباب العرب, ووجد أن كثيراً منهم مسكونون بعذاب القبر بقوة.

فالمصريون و الكويتيون حسب دراسته يقلقون من هذا العذاب أكثر من خوفهم من فقد قريب عزيز أو التعرض لمرض خطير وقاتل.

وقد عرض أحد المواقع الإسلامية صورة لشاب عمره 18 سنة تم حفر قبره بأمر من والده بعد ثلاث ساعات من موته فقط و لكن ظهر على جثته آثار تعذيب وكدمات. و حسب القصة فان العلماء أكدوا أن هذا الأمر سببه عذاب القبر؛ وقد أكد والد الشاب أن ابنه كان عاصياً.

ويعلق المسلمون على هذه الصورة بأنه رسالة و إشارة من الله ليتوقفوا عن ارتكاب المعاصي و لتذكيرهم بالصلاة و الأعمال الصالحة التي تبعدهم عن عذاب القبر. و لكن العديد من الاشخاص شككوا في هذه صحة هذه الصورة, وأرسلوا برسائل تطالب المسئول عن الموقع بإزالة هذه الصورة و الاعتذار عنها. ولكن حتى الاشخاص الذين شككوا في صحة هذه الصورة فإنهم يؤكدون على حقيقة وجود عذاب القبر.

يستطيع المسلمون النجاة من عذاب القبر عن طريق موتهم كشهداء. وحسب التصنيف الإسلامي للشهداء فان الشهيد ليس بالضرورة أن يكون قد سقط في مواجهة العدو. فوفقاً للتعاليم الإسلامية فان المسلم الذي يموت بالحريق أو غرقاً أو في انهيار في بناية أو بأي طريقة أخرى تشتمل على معاناة كبيرة على الصعيد الجسدي فانه يعتبر ويصنف على أنه شهيد.

وهذا يعني أنه وبعد الموت مباشرة فان الروح لا تعود الى الجسد المتأذي أو المحروق وعوضاً عن ذلك فإنهم يدخلون جنة عدن, حيث يصبح لديهم أجسام جديدة كاملة حتى يتمتعوا بميزات الشهادة الى حين البعث. ان أولئك الذين فقدوا أحباء وأقرباء لهم في العنف الدائر في بغداد و في التفجيرات المتواصلة هناك قد يجدوا بعض العزاء في هذا الاعتقاد.

* أستاذ التاريخ في جامعة تكساس ومؤلف كتاب "قبر محمد : طقوس الموت و صناعة المجتمع الإسلامي".

http://www.iht.com/articles/2007/05/04/opinion/edhalevi.php?page=2

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ