ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 08/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

التطرف العلماني هو التهديد

بقلم: مصطفى أكيول

هيرالد تريبيون- 4/5/2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

ليس سراً أن الأصولية الإسلامية تشكل تهديداً للديمقراطية و الحرية و الأمن في العالم اليوم, وخصوصاً في الشرق الأوسط. ورغم ذلك فان نفس هذه القيم يمكن أن يتم تهديدها من قبل الأصولية العلمانية أيضاً. ان النموذج العلماني التركي يمثل نظاماً علمانياً أكثر تطرفاً من النظام الفرنسي العلماني, وهو مثال جيد على ذلك.

ان النموذج الأمريكي للعلمانية يضمن حق الحرية الدينية للفرد. و النموذج التركي يضمن حق الدولة في السيطرة على الدين و تقمع الممارسات الدينية بأي طريقة تراها مناسبة.

ان هذا الأمر يتحول من حالة تبجيل الدولة بحد ذاتها إلى كيان قد أو يجب التضحية فيه بكل القيم الأخرى.

ويختلط هذا الأمر مع العداوة التي تكنها النخبة العلمانية التركية نحو الدين عموماً. متأثرين بالحركات الأوروبية المعادية للأديان التي ظهرت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين, إذ أظهرت أن الدين هو عبارة عن أسطورة ما قبل حداثية  وعلى الشخص أن يدخل ضمن الحداثة ليستطيع أن يتفتح.

لقد نتج عن أسلوب التفكير هذا إستراتيجية تسلطية وهي ان السلطة السياسية يجب أن تبقى في يد النخبة العلمانية. وعلى هذا فان "الجمهورية العلمانية" تساوي "جمهورية العلمانيين" وليست جمهورية جميع المواطنين على اختلاف توجهاتهم.

علاوة على ذلك, فان النخبة العلمانية تحمل نفسها مسئولية منع الدين من الازدهار و التقدم؛ فهذه النخبة تمثل طريقة الحكم المناسبة للدولة, وتعتقد هذه النخبة أنه و لقمع المجتمعات الدينية فانه يجب التضييق على التعليم الديني ومنع الرموز الدينية المرئية من الظهور مثل غطاء الرأس.

لقد دخل البرنامج العملي للعلمانية حيز التنفيذ بكل يسر وسهولة في النصف الثاني من القرن العشرين, عندما كانت تركيا تحت نظام حكم الحزب الواحد. و لكن بعد الحرب العالمية الثانية أجبرت النخبة العلمانية على القبول بإزعاج الديمقراطية. 

و منذ العام 1950 كل انتخابات جرت تقريبا فاز فيها أحزاب يمين الوسط التي تؤيد إعطاء حرية دينية نسبية. وفي الآونة الأخيرة أصبحت الأحزاب الإسلامية أكثر شعبية مما مضى.

أحد فروع هذه الأحزاب الدينية هو حزب العدالة والتنمية الحاكم, المعروف بجذوره الإسلامية و الذي جاء الى السلطة عام 2002 عبر رفضه لماضيه الإسلامي و تعريفه لنفسه بأنه حزب "محافظ".

ان قصة تطور هذا الحزب قصة مثيرة. لقد أَملت الدوائر الإسلامية نفسها بالرجوع الى مجد الماضي العثماني و الإسلامي ليخلصوا أنفسهم من الحكم الاستبدادي و السلطة المطلقة و التي يعتبرونها هدية الغرب الشريرة.

علي أي حال فمنذ الثمانينات و بفضل التفاعل مع بقية العالم فقد أدركوا شيئاً مهماً جداً وهو ان الغرب أفضل من أدعياء الغربية.

مع ملاحظة أن الديمقراطيات الغربية قد أعطت مواطنيها الحقوق الدينية التي رفضت تركيا إعطائها لهم, فقد أعاد مسلمو حزب العدالة والتنمية بحثهم عن الحرية.و عوضاُ عن محاولة أسلمة الدولة, فقد حاولوا جعلها دولة ليبرالية. ولهذا فان حزب العادلة هو من أشد الداعمين لانضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي و الاتجاه نحو الديمقراطية و الأسواق الحرة و الحريات الفردية.

ولنفس هذه الأسباب, فان هناك العديد من العلمانيين الليبراليين (بما في ذلك بعض الملحدين) يتعاطفون مع حزب العدالة الحاكم الذي يقوده السيد رجب طيب أردوغان. 

وبشكل مثير للاهتمام, قاد هذا الأمر العديد من المعارضين العلمانيين للحزب الى الدخول في مقاومة شرسة ضد الانضمام للغرب. ان أغلب العلمانيين المغالين يشككون في التحالف بين "الإسلام المعتدل و الامبريالية الأمريكية" وهم يزدرون الطرفين. 

في المظاهرات الأخيرة في أنقرة و اسطنبول شجب المحتجون العلمانيون وزير الخارجية عبدالله غول, مرشح حزب العادلة للانتخابات الرئاسية, وهتفوا بشعارات فيها بعض التورية مثل :" نحن لا نريد عبد- الله كرئيس" وتكافئ كلمة عبد بالأحرف التركية كلمة الولايات المتحدة بالأحرف الانجليزية. أي بمعنى أنهم كانوا يصفون عبدالله غول بعبد أمريكا . 

ان هذه الحملة في معاداة الغرب و الأديان و التحرر يقف خلفها غلاة العلمانيين في تركيا اليوم.

ان مناصري العلمانية يتهمون الحزب باستخدام تكتيكات إسلامية لإدخال الشريعة الإسلامية في البلاد, ولكن الأدلة على ذلك ليست مقنعة أبداً.

وهم يشيرون الى موافقة الحكومة على أداء الشعائر الإسلامية السلمية, والعمل على تعيين أشخاص ملتزمين في الدوائر الحكومية التي كانت معقلاً رئيساً للعلمانيين, و احتمالية أن تكون سيدة البلاد الأولى مرتدية لحجاب الرأس الذي يكرهونه. 

لقد أصدر الجيش التركي تحذيراً قاسي اللهجة حول تهديد العلمانية في 27 أبريل, و أشار الى أدلة مذهلة حول ارتفاع معدلات التعصب الديني, فقد شوهد مجموعتان من التلميذات يرتدين غطاء الرأس و ينشدن نشيده فيها مدح للرسول محمد. و غني عن القول أن هذا الدليل المذهل لو حدث في العالم الحر فلن يرمش لأحد حاجب.

صحيح أن الدوائر الإسلامية التركية بحاجة الى اعتدال أكثر, و لكن الدراسات تشير الى أنهم على الطريق الصحيح نحو الاعتدال. وأياً كانت مشاكل تركيا فلا يجب الرجوع عن الديمقراطية. و على العالم الغربي ان يدعم جهود تركيا في هذا الاتجاه.

ان الحل النهائي يكمن بالطبع عندما يفهم الأتراك أن جميع المواطنين سواء أكانوا يلبسون غطاء الرأس أو التنورة القصيرة أو يحملون الصليب فهم متساوون. ان جمهوريتنا سريعة التأثر ستكون أكثر أمناً ومعافاة عندما تعامل مواطنيها بهذه الطريقة.  

 

Mustafa Akyol is the deputy editor of the Istanbul-based Turkish Daily News.

http://www.iht.com/articles/2007/05/04/opinion/edakyol.php?page=2

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ