ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 18/07/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

هل إسرائيل دولة عادية؟

بقلم: أيان بوروما/تودايز زمان

10-7-2010

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

إن مقتل تسعة أشخاص على أيدي أولئك الكوماندوز كان نتيجة مرعبة. كما أن حصار إسرائيل لغزة و إحتلالها للأارضي الفلسطينية في الضفة الغربية, هذا عدا عن إغلاق الطرق و تدمير البيوت و العذاب اليومي للفلسطينيين تعتبر أيضا أشكالا من أشكال الوحشية المؤسسة.

على الرغم من كل هذا, فإن وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للغارة الإسرائيلية على سفينة النشطاء بأنه " هجوم على ضمير الإنسانية" يستحق "كل أشكال اللعنة" و وصفه لهذه الغارة بأنها " نقطة تحول في التاريخ" و سيكون كل ما بعدها مختلفا عن ما قبلها" يبدو إنفعاليا. بغض عما يعتقده الشخص حول الحكومات الإسرائيلية فإن ردود الفعل للعنف الذي ترعاه الحكومة تميل إلى أن تكون عنيفة – ليس فقط في تركيا- بطريقة تفوق ردرود الفعل على الجرائم التي يقوم بها زعماء دول أخرى, باستثناء الولايات المتحدة. و لكن و في أذهان العديد من المنتقدين فإن هناك خلطا فيما بين البلدين.

إن إسرائيل لم تقم بأي أمر يمكن مقارنته مع ما قام به الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في مذبحة عام 1982 التي راح ضحيتها ما يفوق 20000 عضوا من الإخوان المسلمين في مدينة حماة. لحد الآن فإن عدد المسلمين الذين يقتلون على أيدي مسلمين يفوق ما قامت به إسرائيل, أو حتى في الواقع الأمريكان. و إذا فكر الشخص في عدد القتلى جراء الحرب الأهلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أكثر من 4 مليون) فإن  الحديث عن نقطة تحول في التاريخ بعد مقتل 9 أشخاص  يبدو أمرا سخيفا.

و لكن كل ما جرى لا يبدو أنه يقاس بما تفعله إسرائيل.

و هكذا فهل من الصحيح كما يدعي العديد من المدافعين عن إسرائيل, بأن الحكم على الدولة اليهودية يتم بمعايير مختلفة عن الدول الأخرى؟ أنا أعتقد أن هذا الأمر صحيح. و لكن و بينما تلعب العداوة للسامية جزء مهما, فقد لا يكون هذا هو السبب الرئيسي.

خصوصا بعد حرب عام 1973 " يوم الغفران" فإن العديد من الأوروبيين كما أعتقد تنفسوا الصعداء و ذلك لأن اليهود قد يكونون المعتدين, أيضا. لقد أراحت الوحشية اليهودية ذنب وقت الحرب المدفون. إن الرغبة في التغلب على هذا الشعور بالذنب قد حرك بعض الناس من أجل المبالغة في العدوان الإسرائيلي. إن الشعار القديم لمعاداة السامية الذي روج له من قبل الصحيفة النازية "دير شتومر" بأن اليهود " هم البلاء" قد أعطي شكلا جديدا من خلال الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين.

كما أن هنالك أسبابا أخرى, بالنسبة للمعايير المزدوجة الموجهة إلى إسرائيل. أحدهما ما أطلق عليه الفيلسوف وناشط السلام الإسرائيلي أفيشاي مارغليت هو " التمييز العنصري الأخلاقي". إن سفك الدماء الذي تعرض له الأفارقة أو الآسيويين لم يؤخذ بجدية كما حصل للأوروبيين – أو البيض الآخرين. بعد كل هذا, قد يقول البعض (و قد يفكر آخرون كثر فيه) ما الذي يمكن أن نتوقعه من متوحشين؟ وهم لا يعرفون أي أمر أفضل. 

بالطبع فإن هذا الشعور هو شعور إستعماري عميق, و إرث العمل الإستعماري قد عمل أيضا ضد إسرائيل بطريقة أخرى. كما كان صحيحا بالنسبة لحقبة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا فإن إسرائيل تقوم بتوعية الناس حول خطايا الإمبريالية الغربية. إن إسرائيل تعتبر في الشرق الأوسط بالنسبة للعديد من الأشخاص في الغرب, قوة إستعمارية يقودها أشخاص بيض (على الرغم من وجود العديد من الشخصيات الإسرائيلية البارزة ذات جذور تعود إلى طهران أو فاس أو بغداد). و يتم النظر إلى الفلسطينيين على أنهم خاضعون للإستعمار , و طالما أن إسرائيل مستمرة في إحتلال الأراضي العربية فإن هذا التصور سوف يتأكد يوما بعد يوم.

في النهاية, فإن إسرائيل لا زالت دولة ديمقراطية و لايجب الحكم عليها بنفس المعايير التي يحكم فيها على الدكتاتوريات. إن علينا أن نتوقع مزيدا من حكومة بنيامين نتينياهو, لنقل أكثر مثلا من نظام محمود أحمدي نجد في إيران, و ذلك ليس بسبب أن اليهود متفوقون أخلاقيا على الفرس و لكن لأن نتينياهو أنتخب بحرية و هو خاضع لحكم القانون, بينما قام أحمدي نجاد بتدمير كل ما هو ديمقراطي في إيران. بالمنطق, فإنه لحمل إسرائيل إلى المعايير العليا فإنه يجب معاملتها كديمقراطية طبيعية.

إذا رفض بعض منتقدي إسرائيل معاملة إسرائيل على أنها دولة طبيعية, فإن الأمر نفسه ينطبق على بعض من أكثر المدافعين عن إسرائيل وفاء. التعامل الخاص مع إسرائيل على أنها أمة من الضحايا – الورثة الطبيعيون لأهداف القتل الجماعي النازي- هو وجه آخر من أجل تطبيق المعايير المزدوجة. لقد كان الفيلسوف الفرنسي فينكيل كراوت محقا في إنتقاد أردوغان بسبب رد الفعل القوي على الهجوم الإسرائيلي على قافة الحرية. و لكن من خلال إضافة أن كتاب هتلر "كفاحي" هو من أفضل الكتب مبيعا في تركيا فإنه يشير ضمنا إلى أن شعب أردوغان التركي يمثل النازية الحديثة.

إن إسرائيل كأمة من الضحايا هو في الحقيقة مناف لمذهب مؤسسي الدولة. لقد أرادوا خلق أمة جديدة أخلاقية, دولة لجنود و فلاحين إسرائيليين جيدين, مختلفون عن اليهود الضعاف الذين سقطوا ضحايا للإضطهاد الأوروبي. لقد كان الأمر لاحقا لربما عندما تمت محاكمة إيشمان عام 1961 حيث أصبحت المحرقة عنصرا أساسيا في دعاية الدولة. و فيما بعد و تحت حكم قادة مثل مناحيم بيغن فإن المشاريع العسكرية بررت من خلال الإشارة إلى الإبادة الجماعية النازية.

إن جميع اليهود بما فيهم اليهود الإسرائيليون يجب أن يبقوا مسكونين بالتاريخ القديم المرعب. ولكن لا يجب أن يستخدم هذا الأمر لتبرير الإعتداء على الآخرين. إن إسرائيل بلاد فائقة القوة و هي أكثر إخافة و غنى و تسلحا من جميع جيرانها. إن إخضاع زعمائها للمساءلة بسبب أعمالهم أمر أساسي, ليس فقط من أجل حماية الفلسطينيين من وحشيتهم و لكن من أجل الحفاظ على حرية إسرائيل. إن السماح للماضي بالتخييم على نقدنا يقوض ديمقراطية إسرائيل و سوف يكون له عواقب خطيرة إضافية في المستقبل.

 

Is Israel a normal country?

by Ian Buruma*

NEW YORK -- Israel ’s decision in May to drop commandoes onto a flotilla of pro-Palestinian activists was brutal.

the killing of nine civilians by those commandoes was a terrible consequence. Israel ’s blockade of Gaza and occupation of Palestinian territories on the West Bank , not to mention the road blocks, destruction of homes and other daily torments of the Palestinians, are also a form of institutionalized inhumanity.

Nevertheless, Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdoğan’s description of the Israeli raid on the activists’ boat as “an attack on the conscience of humanity,” which “deserves every kind of curse,” and as a “turning point in history” after which “nothing will be the same” seems hysterical. Whatever one thinks of various Israeli governments (and I don’t think much of the current one), reactions to Israeli government-sponsored violence tend to be much fiercer -- not just in Turkey -- than to crimes committed by the leaders of other countries, with the exception perhaps of the United States. But then, in the minds of many critics, the two countries are often conflated.

Israel has never done anything comparable to the late Syrian leader Hafez al-Assad’s 1982 massacre of more than 20,000 members of the Muslim Brotherhood in the city of Hama . Far more Muslims are still being murdered by fellow Muslims than by Israelis, or indeed by Americans. And if one thinks of the death toll of the civil war in the Democratic Republic of the Congo (more than 4 million), talk of turning points in history, after the killing of nine people, sounds a little absurd.

But none of that seems to count as much as what Israel does.

So is it true, as many defenders of Israel claim, that the Jewish state is judged by different standards from other countries? I believe that it is. But, while anti-Semitism certainly plays a part, it may not be the main reason.

Especially after the 1973 “Yom Kippur” War, many Europeans, I suspect, sighed with relief that Jews could be aggressors, too. Jewish brutality relieved the burden of wartime guilt. Eagerness to overcome this guilt might even have prompted some people to exaggerate Israeli aggression. The old anti-Semitic slogan, promoted by the Nazi newspaper Der Stürmer, that “the Jews are our misfortune,” has been given new currency by the Israeli conflict with the Palestinians.

There are other reasons, however, for the double standard directed at Israel . One is what the liberal Israeli philosopher and peace activist Avishai Margalit has termed “moral racism.” The bloodlust of an African or Asian people is not taken as seriously as that of a European -- or other white -- people. After all, some might say (and many more might think), what can one expect from savages? They don’t know any better.

This is, of course, a deeply colonial sentiment, and the legacy of colonialism works against Israel in another way, too. As was true of Apartheid-era South Africa , Israel reminds people of the sins of Western imperialism. Israel is regarded in the Middle East, as well as by many people in the West, as a colony led by white people (even though many prominent Israelis have their roots in Teheran, Fez or Baghdad ). The Palestinians are seen as colonial subjects, and the longer Israel continues to occupy Arab territories, the more this perception will be confirmed.

Finally, Israel is still a democracy, so it should not be judged by the same standards as dictatorships. We must expect more of Binyamin Netanyahu’s government than of, say, Mahmoud Ahmadinejad’s regime in Iran, not because Jews are morally superior to Persians, but because Netanyahu was freely elected and is subject to the rule of law, whereas Ahmadinejad has helped to wreck whatever was democratic about Iran. In a sense, to hold Israel to the highest standards is to pay it the compliment of being treated like a normal democracy.

If some critics of Israel refuse to treat Israel as a normal country, however, the same is true of some of Israel ’s staunchest defenders. Special pleading for Israel as a nation of victims -- the natural heirs of the targets of Nazi mass murder -- is another way to apply a double standard. The French philosopher Alain Finkielkraut was right to criticize Erdoğan for overreacting to the raid on the “ Gaza freedom flotilla.” But, by adding that Hitler’s “Mein Kampf” is a bestseller in Turkey , he implied that Erdoğan’s Turks are modern-day Nazis.

Israel as a nation of victims is, in fact, contrary to its founders’ creed. They wanted to create a new nation, a normal nation, a nation of good Jewish soldiers and farmers, different from the powerless Jews who fell victim to European persecution. It was only later, starting perhaps with the Eichmann trial in 1961, that the Holocaust became a staple of state propaganda. Later still, under such leaders as Menachem Begin, military enterprises were justified by references to the Nazi genocide.

That all Jews, including Israeli Jews, should remain haunted by a horrible past is understandable. But it must never be used to justify aggression against others. Israel is an immensely powerful country -- freer, richer and better armed than all its neighbors. Holding its leaders to account for their actions is essential, not only to protect Palestinians from brutality, but to preserve the freedom of Israelis. Allowing the past to cloud our critical faculties undermines Israeli democracy and will have further dangerous consequences in the future.

______________________

*Ian Buruma is a professor of democracy and human rights at Bard College. His latest book is “Taming the Gods: Religion and Democracy on Three Continents.” © Project Syndicate 2010

http://www.todayszaman.com/tz-web/news-215523-109-

centeris-israel-a-normal-country-bribyi-brian-buruma-center.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ