ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 06/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

تركيا, أفضل صديق جديد لسورية

بقلم: كريس فيليبس

الجارديان 1/10/2009

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

قبل عقد فقط, احتشدت القوات التركية على الحدود الجنوبية تحسبا لحرب مع سوريا بالكاد تم تفاديها بعد ذلك. قبل أسبوعين فقط, قام الجاران بتوقيع اتفاقات تسمح بعبور المسافرين من كلا البلدين دون الحاجة الى تأشيرة مرور. ويصف الرئيس السوري بشار الأسد تركيا الآن بأنها أفضل صديق لسوريا, بينما يصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان علنا السوريين بأنهم إخوته.

 

فيما يمثل تحولا كبيرا في العلاقات, فإن احتمالات الحرب لم تتبخر فقط و لكن دمشق و أنقرة وجدتا نفسيهما في حالة تكامل و قرب أكثر من أي وقت مضى في المجالات الاقتصادية و حتى في الروابط العسكرية و هما يعززان بعضهما البعض. و بالمثل, فقد كان لتركيا دور فعال في إعادة التأهيل الأخير لسوريا مع المجتمع الدولي. ترى لماذا تغيرت العلاقات بطريقة مفاجئة و من هم المستفيدون الحقيقيون من هذا التحالف؟ علاوة على ذلك, و مع توتر العلاقات التركية مع اسرائيل بعد حرب غزة و تحالف سوريا مع إيران تحت ضغط دولي كبير, فهل من الممكن أن تكون هذه الأمور خطوة أولى لإعادة الاصطفاف الدرامتيكي في علاقات الشرق الأوسط.

 

إن جذور العداوة السورية التركية عميقة جدا. منذ انهيار الأمبراطورية العثمانية, فإن الشكوك و العداوة قد أثيرتا بتأثير من الاختلاف الدائم بينهما على الأراضي و حقوق المياه. وقد عزز هذا الأمر فيما بعد بتقارب أنقرة مع اسرائيل و دعم سوريا لحزب العمال الكردستاني وهو عدو لتركيا و هو على ما يبدو الأمر الذي كان يقف وراء المواجهة العسكرية عام 1998. و على الرغم من أن حل بعض هذه المشاكل قد ساهم في تدفئة العلاقات, إلا أنه من الخطأ رؤية أن حل المشاكل القديمة هو ما مهد الطريق للتحالف القريب بينهما حاليا. لقد أوقفت سوريا دعمها لحزب العمال الكردستاني عام 1999 دون حدوث ذوبان  مباشر للجليد مع تركيا. و بالمثل فقد بقيت تركيا حليفة لإسرائيل, وهو أمر لم تطلب سوريا من تركيا تغييره أبدا. 

إن أفضل تفسير لتطور هذه الصداقة يأتي من استراتيجيات الدبلوماسية الجديدة التي تم تبنيها من كلا البلدين في السنوات الأخيرة. في ضوء البطئ الشديد في عملية الانضمام الى الاتحاد الأوروبي و خيبة الأمل من الغزو الأمريكي للعراق, فقد تبنت تركيا موقفا واقعيا اعتمد من قبل وزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو. فقد دعا الى " صفر من المشاكل مع الجيران" بغض النظر عن الماضي و الأخطاء المعاصرة. و قد سمح هذا للنظام بأن يقوم بوضع اختلافاته الأيدلوجية و مشاكله التاريخية مع سوريا جنبا كما هو الحال مع اليونان و إيران و بشكل متزايد مع كل من العراق و أرمينيا. و في نفس الوقت فقد دعا داوود أوغلو الى زيادة العمق الاستراتيجي التركي مع الجيران و تعزيز تأثيرها الثقافي و الاقتصادي و السياسي أكثر مما كان يجري في الماضي. إن الاستقرار الاقتصادي الذي تتمتع به تركيا مقارنة مع دولة جارة مثل سوريا النامية يقدم مثالا جيدا.

 

إن تحول سوريا تجاه تركيا نتج عن ظروف يائسة. مجمدا من قبل الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي و ما يسمى بدول الاعتدال العربي بعد حرب العراق عام 2003 و اغتيال الحريري في لبنان, فقد أجبر الأسد على مد شبكته لحلفاء جدد. و بينما قربه هذا الأمر أكثر الى إيران و قطر, فقد كانت تركيا هي من تغزل بها بشكل أكبر – فقد قام بزيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لرئيس سوري الى أنقرة عام 2004. لقد كان الأسد راغبا في تقديم تضحيات كبيرة في سبيل تشكيل هذه الصداقة الجديدة, كالقبول بسيادة تركيا على محافظة  هاتاي (لواء الاسكندرون) عام 2005. و في نفس الوقت فقد أثبت وجود دبلوماسية ذكية لديه, فقد سارع الى دعم الهجوم التركي ضد الثوار الأكراد في العراق عام 2007, على الرغم من لإدانة الدولية.

 

ظاهريا فإن العمل الجاد قد أدى الى نتيجة, فقد كان الدعم التركي مؤثرا في كسر عزلة سوريا. إن توسط أردوغان في المحادثات السورية الاسرائيلية عام 2008 قد أدى الى تحسين صورة دمشق السلبية في العالم. و من غير المفاجئ و عندما كسر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في النهاية المقاطعة الدولية و زار سوريا العام الماضي فقد استقبله الأسد بمصاحبة أردوغان. اقتصاديا, فقد آتى التقارب في العلاقات ثماره أيضا. فقد تضاعفت التجارة البينية بين الدولتين خلال 3 سنوات, كما كان هناك استثمار كبير من قبل الشركات التركية خصوصا في مدينة حلب التي تعد المدينة الثانية في سوريا, كما استثمر الطرفان في مشاريع بنية تحتية مشتركة في سوريا. و في أبريل 2009 حدثت أول تدريبات عسكرية سورية – تركية مشتركة.

 و على الرغم من هذه المصالح الواضحة, فإن هناك جوانب سلبية لسوريا. إن اتفاقية التجارة الحرة التي وقعت عام 2007 قد وضعت العوائل السورية الصناعية خارج اللعبة بالفعل و هي لا تستطيع مجاراة المستوردات التركية المتفوقة. علاوة على ذلك, فإن سوريا لا زالت تمثل الشريك الصغير بالنسبة لتركيا في هذه العلاقة, و قد قام أردوغان بفرد عضلاته الدبلوماسية مؤخرا من خلال تشجيع الأسد المتردد للقيام بزيارة الى المملكة العربية السعودية. إن وجود علاقات قوية مع تركية يشكل إحدى مرتكزات استراتيجية الأسد الاقتصادية, وهو ما قد يؤدي الى اعتمادسوريا وبشكل متزايد على الإرادة التركية.

 

و في المقابل, يبدو أن هناك القليل من السلبيات بالنسبة لتركيا. إن دعم سوريا المؤيدة للفلسطينيين قد يبدو أمرا شعبيا في الداخل و زيادة التجارة البينية سوف يساعد في دعم الجنوب التركي المحروم اقتصاديا. إن تحييد سوريا قد جعل من حل المشكلة الكردية أكثر احتمالا و الدعم السوري سوف يزيد من الأمن على الحدود التركية الطويلة و المضطربة. دبلوماسيا, فإن العلاقة قد زادت من النفوذ التركي في العالم العربي, و العلاقات القريبة مع سوريا جعل تركيا أكثر قيمة أمام الحلفاء في الناتو كوسيط مع الأنظمة السيئة.

 

ولهذا فإن هذه الصداقة الجديدة غير متوازنة في الأصل. إن سوريا لا زالت تشكل محورا صغيرا واحدا (قد يكون مفيدا) في السياسة التركية الخارجية الواسعة- كما شاهدنا في اتفاقية عدم طلب تأشيرات مع إيران و العراق. و في المقابل فإن تركيا مكون رئيسي في خطط سوريا خلال عودتها الى الحظيرة الدولية و استعادة عافيتها الاقتصادية. و من غير المحتمل و بشكل كبير حدوث أي إعادة اصطفاف استراتيجي مع قدرة تركيا على الحصول على ما تريده من سوريا دون أن تلزم نفسها بأي تحالف دفاعي و إلغاء أي من صلاتها مع إسرائيل. 

و ليس هناك أي احتمال لأن يقوم أردوغان بضغط كبير على الأسد من أجل أن يقوم بإصلاحات داخلية أو خارجية. لأن هذا الأمر قد يخرج عن نص استراتيجية " صفر من المشاكل مع الجيران" . إن تركيا تحاول  الآن انتهاج سياسة خارجية طموحة في الشرق الأوسط, و سوريا تستمتع الآن بركوب هذه الموجة – على الأقل لحد الآن.

Turkey , Syria 's new best friend

Chris Phillips

guardian.co.uk, Thursday 1 October 2009 11.30 BST

Just over a decade ago, Turkey 's army gathered on its southern border in anticipation of a war with Syria that was narrowly avoided. Just over a fortnight ago, the two neighbours signed accords allowing for visa-free passage between the two states. Syria 's president, Bashar al-Assad, now describes Turkey as Syria 's best friend, while Recep Tayyip Erdogan, Turkey 's prime minister, publicly calls Syrians his brothers.

In what marks a significant turnaround in relations, not only have the prospects for conflict evaporated but also Damascus and Ankara find themselves in an ever closer integrated relationship with economic, political and even military ties strengthening each year. Similarly, Turkey has been instrumental in Syria 's recent international rehabilitation. Why, then, have relations changed so suddenly and who are the real beneficiaries of this alliance? Moreover, with Turkey 's relationship with Israel tense after the Gaza conflict and Syria 's alliance with Iran under increased western pressure, could this be the first step in a dramatic realignment in Middle East relations?

The roots of Syrian-Turkish animosity are deep. Since the collapse of the Ottoman Empire , suspicion and hostility have been fuelled by historical disagreements over territory and water rights. This was later enhanced by Ankara 's closeness to Israel and Syria 's support for Turkey 's PKK enemies – seemingly the immediate cause behind the military standoff in 1998. Although resolving some of these grievances has aided the recent warming in relations, it would be wrong to see them as previously intractable obstacles whose removal paved the way for a closer alliance. After all, Syria stopped its support for the PKK in 1999 without immediately thawing its ties with Turkey . Similarly, Turkey remains allied to Israel , a position that Syria has made no demands to alter.

A better explanation for this developing friendship comes from new diplomatic strategies adopted by both states in recent years. In light of the slow EU accession process and disappointment at the US invasion of Iraq , Turkey has adopted the arch-realist position of its influential foreign minister Ahmet Davutoglu. He argues for "zero problems with neighbours", whatever their past or current misdeeds. This has allowed the regime to put aside its ideological differences and historical disagreements with Syria , as it has with Greece , Iran and, increasingly, Iraq and Armenia . At the same time Davutoglu advocates increased Turkish "strategic depth" with its neighbours – promoting its cultural, economic and political influence further than in the past. Its stable yet economically under-developed neighbour Syria proves a good test case.

Syria 's shift towards Turkey has emerged out of more desperate circumstances. Frozen out by the US , the EU and the so-called moderate Arab states after the 2003 Iraq war and the 2005 Hariri assassination in Lebanon , Assad was forced to cast his net for new allies. While this drew him closer to Iran and Qatar , it was Turkey that he courted most – making the historic first trip by a Syrian president to Ankara in 2004. Assad was willing to make substantial sacrifices to forge this new friendship, such as finally accepting Turkish sovereignty over the disputed Hatay province in 2005. At the same time he proved a shrewd diplomat, rushing to support Turkey 's incursion against Kurdish rebels in Iraq in 2007, despite international condemnation.

Ostensibly the hard work has paid off, as Turkish support has been instrumental in bringing Syria back in from the cold. Erdogan mediatedIsraeli-Syrian talks in 2008 that softened Damascus 's negative international image. Not surprisingly, when the French president, Nicholas Sarkozy, eventually broke the international boycott and visited Syria last year, Assad met him accompanied by Erdogan. Economically, the renewed ties have paid dividends, too. Trade between the two states has more than doubled in three years, there has been substantial investment from Turkish companies – particularly in Syria 's second city, Aleppo – and numerous joint infrastructural projects have been commissioned. In April 2009 there was even the first ever Syrian-Turkishjoint military exercise.

Despite these obvious benefits, there are downsides for Syria . The free trade agreement signed in 2007 has already put out of business old Syrian manufacturing families that couldn't compete with superior Turkish imports. Moreover, Syria remains very much the junior partner to Turkey in this relationship, and Erdogan has been flexing his diplomatic muscle recently by encouraging a reluctant Assad to pay a visit to Saudi Arabia . Strong links with Turkey form one of the linchpins of Assad's economic strategy, which could make Syria increasingly dependent on Turkey 's will.

In contrast, there seem few negatives for Turkey . Supporting pro-Palestinian Syria seems to be popular domestically and increased cross-border trade can help regenerate the economically deprived Turkish south. Neutralising Syria has made resolving its Kurdish problem more likely and Syria 's support will increase security on Turkey 's long and volatile border. Diplomatically, the relationship increases Turkish influence in the Arab world, and close ties to Syria make Turkey even more valuable to its Nato allies as mediator to unsavoury regimes.

This new friendship is therefore inherently unbalanced. Syria remains only one strand (admittedly a useful one) of a wider realist Turkish foreign policy – as seen by visa-free agreements with Iran and Iraq . Turkey , in contrast, is an essential ingredient in Syria 's plans for international rehabilitation and economic recovery. It is highly unlikely that any major strategic realignment will take place as Turkey can get all it wants from a willing Syria without having to commit itself to a defensive alliance and an abrogation of its ties with Israel.

Nor is there likely to be much pressure from Erdogan on Assad to either reform internally or internationally, as this would be out of line with the "zero problems with neighbours" strategy. Turkey is trying to pursue an ambitious new foreign policy in the Middle East, and Syria is enjoying being along for the ride – at least for now.

http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2009/oct/01/turkey-syria-friendship

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ