ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 30/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

رياح التغيير في العلاقات التركية الكردية

ييغال شلايفر*

اسطنبول – يبدو بعد عقود من النزاع وسياسات القمع أن تركيا تتخذ خطوات حاسمة باتجاه طرح مبادرة سلام لحل الاضطراب السائد منذ فترة طويلة في أوساط السكان الأكراد فيها. ولكن حتى يتسنى لأية خطة أن تنجح، يجب ألا تكون مجرد خطة تديرها الدولة أو مبادرة أحادية الجانب تفشل في أخذ الشكاوى والمظالم المحلية بعين الاعتبار. يجب على خطة كهذه أن تذهب إلى ما وراء الجهود وأن تشرك السكان والأكراد بأسلوب صحيح في العملية.

لقد حاولت تركيا ترسيخ نفسها كقوة إقليمية ووسيطة بأساليب عديدة، من خلال مبادرات مثل تسهيل المحادثات غير المباشرة السنة الماضية بين إسرائيل وسوريا. وقد شجعت صورة تركيا التي بدأت تظهر على المسرح الدولي، حيث أنها عضو مؤقت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، شجعت الدولة لتصبح ذات صوت بارز فيما يتعلق بالأحداث الدولية. وقد كانت أنقرة من بين أعنف منتقدي حرب إسرائيل في كانون الثاني/يناير الماضي في غزة، وكذلك تجاوب الصين مؤخراً مع الاضطرابات التي وقعت في إقليم تشينجيانغ، وطن شعب الأويغور التركماني.

إلا أن الظهور المتزايد على المسرح الدولي لفت كذلك النظر إلى مشاكل تركيا الداخلية، وخاصة النزاع المستمر مع سكانها الأكراد الذين يشكلون 20% من مجموع السكان. ورغم أن الوضع في إقليم جنوب شرق تركيا ذو الغالبية الكردية قد تحسّن كثيراً عما كان عليه خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عندما حوّل الخلاف مع حزب العمال الكردستاني الممنوع المنطقة إلى شبه ساحة حرب، إلا أن المشاكل ما زالت تراوح مكانها.

ما زال السياسيون الأكراد المحليون يتعرضون للانتقادات لأنهم يتكلمون اللغة الكردية بصفتهم الرسمية. وفي السنوات الأخيرة، اعتُقل عشرات الشباب الأتراك الذين تظاهروا في احتجاجات ضد الحكومة لدعمهم حزب العمال الكردستاني. ورغم وجود أعضاء أكراد في حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الموالي للأكراد له عشرين مقعد في البرلمان المكون من 550 مقعداً، إلا أنه لا توجد في الواقع سوى مساحة صغيرة للأصوات الكردية داخل الهيكل السياسي الحالي في تركيا.

 

إلا أن رياح التغيير بدأت تهب من أنقرة.

أطلقت الحكومة في فترة مبكرة من هذه السنة أول محطة تلفزة باللغة الكردية تملكها الدولة في تركيا. وفي الشهور الأخيرة أشار كل من الرئيس عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بقوة إلى وجود مبادرة للعمل مع السكان الأكراد بجدية قيد الإعداد.

كذلك ذكر وزير الداخلية التركي بشير أتاليه في مؤتمر صحفي بتاريخ 29 تموز/يوليو أن الحكومة تعمل بنشاط على إعداد خطة شاملة لزيادة حقوق الأكراد ارتكازاً على عملية الديمقراطية، وتوسيع مساحتهم الثقافية. ورغم أنه لم يوفر أية تفاصيل محددة أو إطار زمني، إلا أنه صرّح للصحفيين قائلاً: "لقد عقدنا العزم على اتخاذ خطوات مصمّمة وصبورة وشجاعة ... يمكن النظر إلى هذا على أنه مرحلة جديدة".

وقد تحتوي خطة الحكومة، حسب الصحافة التركية على حكم ذاتي ثقافي موسّع، بما في ذلك إنشاء محطات تلفزة خاصة باللغة الكردية وكليات جامعية باللغة الكردية كذلك، إضافة إلى السماح للمدن والقرى مرة أخرى باستخدام أسمائها الكردية. ليس من الواضح بعد ما إذا كان ذلك سيمتد ليصبح برنامج عفو عام واسع النطاق لأعضاء حزب العمال الكردستاني الممنوع.

وتستمر المجموعة بمهاجمة قوات الأمن التركية، في الغالب من مخابئ لها في شمال العراق. إلا أن المنظمة أدركت في السنوات الأخيرة أن الانفصال عن تركيا لا يشكل هدفاً واقعياً، موضحة أنها ستسعى فقط للحصول على حقوق سياسية وثقافية موسعة للأكراد داخل تركيا. في هذه الأثناء، من المتوقع أن يطلق عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل، في الأسابيع القليلة المقبلة خريطة طريق خاصة به تهدف إلى حل القضية التركية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي حاولت فيها أنقرة حل القضية الكردية. فقد احتوت مبادرات سابقة على حُزم اقتصادية تنموية، عادة ما كانت محدودة الموارد، تستهدف الإقليم الجنوبي الشرقي الذي يعاني من التخلف المزمن والذي يقع في أسفل سلم نقاط القياس الاقتصادية تقريباً بالنسبة لبقية الدولة. إلا أن مبادرة الدولة هذه المرة تبدو مختلفة.

أولاً، يبدو أن الحكومة تتحدث عن حزمة شاملة تأخذ بالاعتبار الحقوق الثقافية والإصلاحات السياسية وتبنّي الديمقراطية. ثانياً، ليست القوة المحرّكة للمبادرة الجديدة ناتجة عن ضغوطات خارجية وإنما صادرة عن المؤسسة السياسية والعسكرية نفسها، وهذا سيجعل من الأسهل بالتأكيد أن تقوم الحكومة بتسويق الخطة إلى جمهور متشائم، جرى إخباره في الماضي أن المطالب الكردية بمزيد من الحقوق تشكّل تهديداً للوحدة الوطنية.

قد تكون أهم عناصر النجاح الحاجة لإشراك القطاعات المختلفة في المجتمع الكردي، مثل مجموعات المجتمع المدني، في العملية، والأخذ بالاعتبار الشكاوى الكردية الحقيقية، بما فيها المطالبة بسلطة سياسية إضافية للهيئات المحلية المنتخبة في الجنوب الشرقي. يجب أن تعكس عملية مباشرة المبادرة هدفها النهائي، وهو إعطاء السكان الأكراد مكاناً ثقافياً وسياسياً في تركيا.

ــــــــــــ

* ييغال شلايفر مراسل للكريستشن ساينس مونيتور ولموقع Eurasianet. وله مدونة كذلك على الموقع istanbulcalling.blogspot.com. ظهر هذا المقال أولاً في Sacramento Bee وقد كُتب لخدمة Common Ground الإخبارية.

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 28 آب/أغسطس 2009

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ