ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 12/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أطنان من مهازل الإمبريالية

اوروكنت.إنفو

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

يظهر بأنه ليس هناك طريق ملتهب أشعله بوش دون أن يتبعه اوباما وبشغف: حملة زيادة القوات Surges، اغتيالات، اعتقالات إلى أجل غير مسمّى، الدفاع عن التعذيب، حروب لا معنى لها، وتصاعد تفشي النزعة العسكرية في بحر شهور قليلة فقط، شاهدنا كل ذلك..

     ويمكننا أن نُضيف إلى هذا السجل المستمر من ارتكاب الجرائم، تزايد التورط المرعب في الصومال، إذ وقعت الجولة الأخيرة من الجحيم الناري بغزو اثيوبيا للصومال أواخر العام 2006 وبدعم سافر من القوات الأمريكية في ظل إدارة بوش، وتدخلها المباشر في العملية الإجرامية بإلقاء القنابل على اللاجئين الفارين، واختطاف واعتقال renditioning لاجئين آخرين وحشرهم في سجون اثيوبيا سيئة السمعة، بل وحتى إرسال فرق الموت بعد القصف بالقنابل والصواريخ.. (للآطلاع على معلومات سابقة، أنظر: 

Silent Surge: Bipartisan Terror War Intensifies in Somalia..

http://uruknet.info/component/content/article/3/1619-silent-surge-

bipartisan-terror-war-intensifies-in-somalia.html

     ونتيجة لذلك التدخل- الحملة الأمريكية الأثيوبية لـ: تغيير النظام وتدمير الدولة الصومالية الوليدة- فقد سقط آلاف الضحايا من الناس الأبرياء، وتم تمزيق ظروف حياة مئات آلاف أخرى، وخلق ما يدعوه الخبراء أسوأ أزمة إنسانية في عالم اليوم. وقد أدّى ذلك أيضاً إلى تمكين المجموعات الطائفية وعصابات الجريمة، ممن تقدموا لسد فراغ غياب الدولة، إلى زيادة ممارسة العنف.

     ولكن ماذا نرى من إدارة "الأمل والتغييير..؟" نحن نرى.. انتظر رجاء.. تصاعد جديد للتورط الأمريكي في الحرب من خلال صقور اوباما.. بالعلاقة مع رأس دبلوماسيته- هيلاري كلينتون- وهي تقود المهمّة.. وكما هو وارد في تقارير Jason Ditz at Antiwar.com، تعهدت كلينتون مؤخراً بمضاعفة الأسلحة الأمريكية إلى "الحكومة الانتقالية" الصومالية.. حزمة ضعيفة من القصب مربوطة مع بعض في سياق المصالح الغربية متجسدة في مختلف أمراء الحرب وفصائل أخرى وفق عطايا المخابرات الأمريكية CIA، وعلى رأسهم حالياً- ويا للسخرية- الزعيم السابق للدولة الناشئة بعد أن أطاحت به واشنطن وبالدولة التي ترأسها!..(يصعب تحريك اللاعبين قبل تزويدهم ببطاقة الحساب/ الدفع scorecard.)

     كلينتون العدائية أكثر من أي وقت مضى، رافقت accompanied شحنة تشمل ثمانين طناً من معدات الموت المتطورة، مع جرعة ثقيلة من النبرة المتوحشة التي صرنا نعرفها في هذا القرن الأمريكي الجديد. وحسب تقرير الاسوشيتد بريس، أعلنت بأن الشباب الراديكالي يقودون حالياً التمرد (المقاومة) ضد الحكومة الانتقالية، وفي ذهنهم شيء واحد فقط: إحضار القاعدة وزعزعة استقرار العالم بأسره!

     نعم أعزائي أصحاب القلوب الدافئة، مرّة أخرى فالحياة على كوكب الأرض، دون الحاجة إلى ذكر طريقة الحياة الأمريكية "المقدسة"، تتعرض لتهديد وشيك خطير من عصابة مجنونة.. تهديد يتطلب بشكل مُلِح الإسراع في تشغيل مكنة صناعة الأسلحة وتخصيب اليورانيوم الأمريكية.. آسف ، أقصد التدخل السريع للولايات المتحدة بقدراتها التقنية، لأنه- كما هو معتاد في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية- لم يحصل أي صراع في أي بلد في العالم، إلا ونشر تهديده العميق تجاه الأطفال الرضع الأحباء الأمريكيين القابعين في مهادهم!

 الرئيس الصومالي المؤقت الشيخ شريف الشيخ أحمد- الإسلامي قبل بضع سنوات فقط، حيث اُعتبر من قبل واشنطن شيطاناً مسعوراً متحالفاً مع القاعدة- اتفق مع كلينتون بقوله: إن الشباب يهدفون إلى "جعل الصومال أرضية لزعزعة الاستقرار في العالم،" وهؤلاء هم نفس الشباب ممن انفق أحمد معهم معظم رئاسته محاولاً التفاوض والاتفاق ع معهم على تقسيم السلطة.. (بطاقة الدفع مرة أخرى!)

     وكالعادة فإن قصة الاسوشيتد بريس تخفي بعض أكثر جوانبها أهمية من الوقائع البارزة بطريقة عادية دون تمحيص الخطاب الرسمي. لكنها تؤكد أينما كان ضرورياً، بأن القصة في النهاية متمثلة بالمساعدة الأمريكية الجديدة لا تقتصر على الأسلحة التي باستطاعتها قتل المزيد من الصوماليين، بل تتضمن كذلك- أنتظر مرة أخرى.. مستشارين advisors عسكريين أمريكان للمساعدة على "تدريب" قوات الحكومة المؤقتة الآيلة للإنهيار..

     كذلك هزّت كلنتون السيف ضد الجارة ارتيريا متهمة إياها بدعم الشباب و "التدخل interfering" في الشؤون الداخلية للصومال. هذا في نفس الوقت الذي كانت تعلن فيه عن إرسال ثمانين طناً من الأسلحة الأمريكية إلى الحكومة الصومالية المؤقتة!! هذا الاتجاه هو بالطبع صدى لاستمرار تحذيرات بوش- اوباما ضد تدخل "الأجانب   ""foreigners في العراق.. الوقاحة gall في هذا المظهر المخادع هي في إنكار التدخل الأجنبي، بينما تُمارس هذه الإدارة التدخل بصورة مكشوفة، وتقف علناً على جبال من الجثث الناجمة عن "التدخل" الأمريكي اللانهائي في شؤون الدول الأخرى. إنها تمثل حقاً ذروة sublime القباحة الإمبريالية. أضافت كلينتون بأن ارتيريا إن لم تبدأ باقتفاء الخط الإمبريالي، عندئذ "نحن نعتزم اتخاذ إجراءات.".. (تستحقين مستقبلاً مدالية النجمة الذهبية من أمهات الضحايا وأرامل الحرب...)..

     ماذا سيكون تأثير هذا "التدخل الإنساني humanitarian intervention" متجسداً في الأسلحة والمستشارين؟ نفس الحصيلة كما كانت دائماً في السابق: المزيد من القتل.. المزيد من الخراب.. المزيد من المعاناة.. المزيد من التطرف extremism.. المزيد من الكراهية.. المزيد من الأسى والأسف.. وأيضاً المزيد من المال/ النفوذ والقوة لتجار الحروب war profiteers.. تلك هي النقطة الحاسمة.. أليس كذلك!؟ 

ــــــــــــــــ

Tons of Imperial Fun: Hellfire Hillary Pours Oil on Somalia 's Fire,Chris Floyd, uruknet.info, August 7, 2009.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ