ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 13/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

حجابي الكامل ليس شأنكم 

بقلم رونالد سوكول

الهيرالد تريبيون

ترجمتهما نسرين ناضر

ليس الحجاب الكامل مرحّباً به في فرنسا"، هذا ما أعلنه الرئيس نيكولا ساركوزي بوقار في خطاب "حال الاتحاد" الشهر الماضي. وفي كلامه هذا، ضل السبيل قانونياً وفلسفياً وأخلاقياً، حتى ولو كانت سياسته سليمة ربما.

التخمين المطّلع هو أنه لم يعد هناكأكثر من بضعة آلاف امرأة في فرنسا يرتدين الحجاب الكامل أو النقاب، وهو عبارة عن ثوب فضفاض من الرأس حتى أخمص القدمين يغطّي الوجه بفتحة للعينين أو بحجاب لإخفاءالوجه. قد تنقضي أشهر من دون .

حجب الوجه عن أنظار الآخرين هو طريقة يحمي بها الشخص مجهوليته. يرتبط الحق في المجهولية، إن كان من وجود لمثل هذا الحق، عن كثب بالحق في الخصوصية الذي يضمنه القانون المدني الفرنسي والاتفاقية الأوروبية حول حقوق الإنسان. في الشوارع العامة أو في سوق في الهواء الطلق، تتمتّع مجهولية الشخص بالحماية القانونية من المصوّرين فباستثناء التمكّن من تحديد هوية الشخص، لا يبدو أن هناك مصلحة عامة مشروعة في إرغام الآخرين على الكشف عن وجوههم.

قواعد اللباس موجودة في فرنسا كما في أي مكان آخر، غير أن تطبيقها يتم من خلال الأعراف الاجتماعية لا القانون. ليست هناك قواعد لباس إلزامية في فرنسا خارج السجون، وإلى حد ما المدارس.

الغريب هو الحماسة الفرنسية الشديدة والمفاجئة للامتثال، لا سيما أنه لم يُظهر أي بلد كم فرنسا احتراماً للتعبير غير المكبوح عن الفردانية. وهذا التعبير هو أشبه بفكرة موسيقية رئيسية تُعزَف منذ [الشاعر] فرنسوا فيون في القرن الخامس عشر إلى [الشاعر والمغنّي] جورج براسينز في القرن العشرين.

غير أن الرئيس ساركوزي لم يستند سوى إلى رمال الحدس المتحرّكة ليستنتج أن الحجاب الكامل يرمز إلى خضوع النساء. وقد توصّل مجلس الدولة، وهو أعلى محكمة للشؤون الإدارية في فرنسا، إلى الاستنتاج نفسه قبل عام عندما منع إعطاء الجنسية لامرأة عاشت في فرنسا طوال ثماني سنوات وتتحدّث الفرنسية بطلاقة، ومتزوجة من فرنسي ولديها أربعة أولاد مولودون في فرنسا، لسبب وحيد هو أنها ترتدي الحجاب الكامل. شعرت المحكمة، على غرار الرئيس، أن ارتداءه يتعارض مع مبدأ المساواة بين الجنسَين.

لكن ليست هناك دونية قانونية. فالمرأة التي ترتدي الحجاب الكامل تتمتّع بالحقوق القانونية نفسها التي يتمتّع بها أي شخص آخر في فرنسا، بما في ذلك حق الطلاق. وإن لم تكن هناك دونية قانونية، فعلى الأرجح أن الخضوع الذي أثاره الرئيس والمحكمة هو خضوع بسيكولوجي.

وفي هذه الحال، يمكن القول إنهما غامرا بدخول مكان خطر. فالفتاة المراهقة التي تبدأ بالتدخين تخضع لضغوط بسيكولوجية من أترابها. وينطبق هذا أيضاً على الفتيات اللواتي يرتدين السراويل الفضفاضة أو الجينز الملتصق بالجسم أو يضعن الأوشمة أو يعمدن إلى ثقب أجسامهن أو شد وجوههن أو تكبير الثديين، ومجموعة أخرى من الممارسات التي يجدها البعض مسيئة لهم بقدر ما يسيء الحجاب الكامل إلى البعض الآخر.

هل تخضع الزوجة العاملة التي تغسل الثياب، بسيكولوجياً لنموذج نمطي نسائي لا يتناسب مع المبدأ الفرنسي للمساواة بين الجنسين الذي أثاره ساركوزي والمحكمة العليا الفرنسية؟ هل تستطيع الحكومة أن تتطفّل إلى هذا الحد في طريقة التفاعل بين الرجال والنساء وتنظيمهم لحياتهم؟

يبدو أن المقارنة التي فكّر فيها الرئيس هي مع بدعة يتعرّض أعضاؤها لغسل دماغ قوي إلى درجة أنهم يخسرون كامل قدرتهم على تحرير أنفسهم من الاستغلال. لكن لا أدلة بأن النساء اللواتي يرتدين الحجاب الكامل في فرنسا هن ضحايا بدعة أو يتعرّضن للاستغلال. يرغب كثر في أن يروا في الحجاب الكامل شارة عن القمع النسائي. يبدو وكأنهم يعتبرون أنه عبر خلعه، يزول القمع المزعوم ويمكن سماع صوت الشخص الحقيقي. لكن لا أدلة تظهر بأن النساء اللواتي يرتدين الحجاب الكامل في فرنسا يفعلن ذلك رغماً عنهن أو بسبب تدنّي احترامهن لأنفسهن أو لأنهن عاجزات عن ممارسة حقوقهن القانونية.

ليست المطالبة السياسية الصاخبة بحظر الحجاب الكامل سياسة مستندة إلى إثباتات. إنه مجهود مضلَّل لتعزيز مكانة المرأة بالاستناد إلى تكهّنات عن الشعور الذي يُعتقَد أنه لا بد من أنه يراود المرأة المخبّأة خلف برقع. لكن من المؤكّد أن ما تشعر به لن يتغيّر بفعل قانون يملي عليها ما الذي يجب ألا ترتديه. وفي حال وُجِد القانون، فكيف سيُطبَّق؟ هل ستُفرَض غرامة على من يرتدين الحجاب الكامل؟ هل ستكون هناك شرطة مسؤولة عن الثياب؟ يذكّر المفهوم بكامله بالممنوعات التي طُبِّقت على النساء في أفغانستان قبل خسارة حركة "طالبان" للسلطة.

لقد تحوّل الحجاب الكامل ملهاة سياسية مفيدة لكن يمكن أن يصبح رمزاً لدولة ترحّب بالتنوّع. ويمكن أن يجسّد مثالاً عن دولة تعرف أن دورها هو تعزيز المساواة وحماية التنوّع ومنع التمييز.

بذل ساركوزي مجهوداً أكبر من كل أسلافه لتعزيز ذلك الدور، لكنه ضلّ السبيل بصورة خطيرة في موضوع الحجاب الكامل.

لا تستطيع دولة تنادي بالقيم الديموقراطية أن تبرّر إملاءها على المقيمين فيها ما الذي يجب أن يرتدوه أو لا يرتدوه تماماً كما لا تستطيع أن تبرّر إملاءها عليهم ما الذي يجب أن يفكّروا فيه أو يقولوه أو أي إله يجب أن يعبدوا عندم لا يترتّب أي أذى عن سلوكهم، ناهيك عن الصدمة التي يسبّبها هذا الأمر لمن يملكون آراء وأعرافاً مختلفة.

في انتظار ظهور أدلة تثبت أن ارتداء الحجاب الكامل يشكّل خطراً واضحاً وراهناً، يسدّد الرئيس ساركوزي رمحاً لا على الشيطان بل على شر وهمي قديم. والشيطان لا يرتدي حجاباً كامل.

يزاول مهنة المحاماة في إيكس - أون - بروفانس في فرنسا. ومن كتبه Justice After Darwin (العدالة بعد داروين)

ـــــ

المصدر : أمهات بلا حدود

http://wfsp.org/articles/Hijab_difference_p1.htm

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ