ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 17/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

هدنة 10 سنوات بين الإسلام و الغرب

بقلم: غوسيبي غاسيني*

كريستيان ساينس مونيتور 11/6/2009

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

من صميم قلب العالم الإسلامي سمع صوتان مختلفان في أعقاب خطاب الرئيس أوباما في القاهرة. الأول جاء من المتطرفين الذين يحضون على الجهاد. أما الآخر, فهو قادم من حشود المعتدلين و الذين يريدون منه أن يفي بوعده. إن أصوات المتطرفين كانت ضعيفة نسبيا, و هو أمر غاية في الأهمية و هو يعني أن الغالبية العظمى من المجتمع الإسلامي مستعدة للموافقة على الأطروحات الجديدة و القادمة من واشنطن شريطة أن تكون جريئة و ممكنة التحقيق.

هل بإمكان السيد أوباما أن يترجم خطابه المؤثر إلى سياسات قوية و متينة؟ كما كتبت رولا خلف في الفايننشال تايمز :" لقد نادى السيد أوباما بالقيام بجهد مشترك من أجل خلق عالم جديد حيث لا يقوم فيه المتطرفون بتهديد الولايات المتحدة و أن تعود القوات الأمريكية إلى وطنها و أن يعيش الفلسطينيون و الإسرائيليون في دولة مستقلة و أن تستخدم الطاقة النووية لغايات سلمية فقط. إنها نظرة طموحة يمكن أن تؤدي إلى تغير الشرق الأوسط, ولكنها تثير توقعات أكبر بكثير من قدرة الولايات المتحدة على تحقيقها".

ماذا بعد؟ إن الأمر يعتمد على عدة أمور. إذا خلص أوباما نفسه من بيروقراطية الإدارة و إذا لم يصغ إلى اللوبيات المشهورة التي تشكل إزعاجا في العاصمة و إذا تبع غريزته الشخصية, فإنه بالطبع يستطيع. 

بمنطق واحد, لقد نجح فعلا في المرحلتين الأولى و الثانية مما قد يوصله إلى استراتيجية المرحلة الثالثة. المرحلة الأولى هي الإنكار: في أبريل ذهب إلى تركيا من أجل أن يوضح أن " الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام و لن تكون كذلك أبدا". و المرحلة الثانية هي التواصل: في يونيو ذهب إلى مصر من أجل أن يقدم بداية جديدة للإسلام. و المرحلة الثانية قد تكون منتدى المسارين.

تخيلوا الأثر لو اقترحت واشنطن منتدى للمسارين حيث يمكن للدول الغربية و الدول ال 57 التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن يلتقوا في جلستين مختلفتين و لكن مشروعتين في نفس الوقت: واحدة محددة للحكومات (كمنتدى اسطنبول 2002) و الأخرى تفتح للمجتمع المدني بشتى فئاته (زعماء دينيون و شيوخ عشائر و فئات سياسية و مثقفون و رجال أعمال).

إن أجندة العمل يمكن أن تؤخذ من نتائج مؤتمر هلسنكي الناجحة و الذي عقد عام 1975 فيما يتعلق بالأمن و التعاون في أوروبا وتتمثل في : احترام سيادة الدول و احترام حقوق الإنسان و الحريات الأساسية و حق الشعوب في تقرير المصير و تسوية النزاعات بطريقة سلمية و التماس تطبيق العلمانية في الدول. لنستذكر الكلمات التي قالها أوباما في القاهرة :" إن أمريكا لا تفترض أنها تعرف كل ما هو جيد لكل شخص... ولكن لدي اعتقاد ثابت أن جميع الناس تواقون لأمور معينة وهي القدرة على التعبير بصراحة عن الرأي و أن يكون لدى الشخص كلمة في تحديد كيفية الحكم الذي يريده و الثقة بحكم القانون و أن تكون الحكومة شفافة و لا تسرق الناس و حرية الحياة كما يختارها الشخص.

أما الأثر الأخير الذي يمكن أن يصاغ بجرأة و أن يكون واقعي فهو الموافقة على هدنة 10 سنوات. إن مفهوم الهدنة موجود داخل الإسلام و هو مفهوم معروف لأي متمرد يقوم بشن حرب من الصومال إلى باكستان. إن خطاب أوباما في القاهرة لا يمكن أن يسكت أولئك الذين يدفعون باتجاه الجهاد, و لكن الحديث عن هدنة 10 سنوات يمكن أن يفعل ذلك.

إن في تاريخ الإسلام أمثلة كثيرة عن "هدن" ناجحة عوضا عن اتفاقيات السلام غير الواقعية: إن الهدن أفضل و لكن السلام الأبدي هو مجرد مسعى بعيد. حتى الجماعات المتطرفة في الإسلام بما فيها حماس و حزب الله و طالبان, لديها اقتراحات سابقة و هدن فعلية في الماضي. دعونا لا ننسى المسلمين المخلصين, إن محاربة الاحتلال المسلح هو واجب على كل المسلمين في حال احتلت أي قطعة من أرض الإسلام. إن المجتمع الإسلامي بالطبع مختلف عن بعضه البعض و هكذا فإنه من غير الضروري أن يقبل الجميع بهذه الهدنة. كما أن موادها و شروطها ستتطلب تفاوضا حذرا. إن التاريخ يقول بأنه من الممكن أن يكون هناك محفز قوي من أجل إعادة تشكيل العلاقات ما بين الغرب و الإسلام.

هل سيكون تنظيم هذا المنتدى ذي المسارين أمرا صعبا؟ حسنا, إن بإمكاننا أن نقارن بسهولة ما بين الصدام الحالي و الحرب الدينية التي اجتاحت أوروبا. لقد انتهت حرب الثلاثين عاما فقط عندما وجدت الدول ال 10 الكبرى إضافة إلى 180 دولة صغيرة في أوروبا  الشجاعة على إقامة كونغرس كبير في ويستفاليا في ألمانيا, و الذي خرج بسلسلة من المعاهدات الثنائية. لقد كان أمرا لم يسبق له مثيل. بعد ثلاثة عقود من القتال بالأسلحة الفتاكة فقد كان أمرا مميزا من المهارة الدبلوماسية الفذة, وقد تحقق هذا الأمر دون وجود إنترنت أو هواتف وحتى لم يكن هناك تيليغراف أو مبعوثين. لماذا لا يوافق المجتمع الإسلامي على مثل هذا العرض؟ بعد كل شيء, فقد قام المتطرفون بقتل مسلمين أكثر بكثير من المسيحيين أو اليهود. إن ما نشهده في السنوات الأخيرة كان قريبا جدا من حرب أهلية إسلامية و ليس صراعا ما بيننا و بينهم. إن هدنة ال 10 سنوات سوف تكون بركة و نعمة بحد ذاتها, كما أنها سوف تسمح للمجتمع الدولي بالتعامل مع الأمور الأكثر حرجا ابتداء من الفقر المدقع إلى التغير المناخي.

إن هدنة طويلة هي الحد الأدنى الذي يجب أن نصل إليه من أجل أن نكسب وقتا كافيا لمواجهة هذه التحديات. فجميعنا – مسيحيون و مسلمون و يهود- نعيش في الوقت الضائع.

إن الأوروبيين يعتقدون أن أوباما سوف يحلق عاليا و يفكر بطريقة كبيرة. لكونه ابنا لقارتين و متجذر ثقافيا في القارات الأربعة فإنه رجل الدولة الوحيد في العالم المناسب للامتداد عبر الحدود من الحضارات الغربية إلى الشرقية و أن يقودنا إلى نظام جديد محكوم بالديمقراطية.

* بقلم: غوسيبي غاسيني: دبلوماسي إيطالي عمل في بلجيكا و الجزائر و كوبا و الولايات المتحدة و الأمم المتحدة و قد كان سفيرا في كل من الصومال و لبنان.

A 10-year truce between Islam and the West

Obama should follow his speech in Cairo with a global conference and a call for a 10-year hudna.

By Giuseppe Cassini

from the June 11, 2009 edition

ROME - From the bosom of the world Muslim community, two contrasting voices have been distinctly heard in the wake of President Obama's speech in Cairo . One, arising from the extremists, exhorts jihad. The other, arising from throngs of approving moderates, wants his promises delivered. The voices of the extremists were comparatively feeble, and that is of the utmost significance: It means that the overwhelming majority of the Muslim community is poised to accept new proposals coming from Washington , provided they are bold and far-reaching.

Can Mr. Obama translate his impressive rhetoric into concrete policies? As Roula Khalaf wrote in the Financial Times: "Mr. Obama called for a joint effort to create a new world where extremists no longer threatened Americans, US troops returned home, Israelis and Palestinians lived in secure states of their own and nuclear energy was used only for peaceful purposes. It is an ambitious vision that would transform the Middle East, but it also raises expectations far beyond the US 's ability to deliver."

Far beyond? It depends. If Obama extricates himself from the administration's bureaucracy, if he turns a deaf ear to the well-known lobbies infesting the capital, if he follows his own instinct, then, "yes, he can."

In one sense, he's already succeeded in the first two phases of what could amount to a three-phase strategy. Phase 1 was The Denial: In April he went to Turkey to state that "the USA is not at war with Islam and will never be." Phase 2 was The Outreach: In June, he went to Egypt to offer Islam a "new beginning." Phase 3 could be The Two-Track Forum.

Imagine the impact if Washington proposed a two-track forum where the Western countries and the 57 members of the Organization of the Islamic Conference would meet in two different but equally legitimate sessions: one limited to the governments (like the 2002 Istanbul Forum) and one open to the civil society at large (religious leaders, tribal elders, political factions, intellectuals, entrepreneurs).

The agenda could be drawn from the successful outcome of the 1975 Helsinki Conference on Security and Cooperation in Europe : respect for sovereignty but also for human rights and fundamental freedoms, self-determination of peoples, peaceful settlement of disputes, and a plea in favor of state secularism. Remember the words uttered by Obama in Cairo : " America does not presume to know what is best for everyone…. But I do have an unyielding belief that all people yearn for certain things: the ability to speak your mind and have a say in how you are governed; confidence in the rule of law; government that is transparent and doesn't steal from the people; the freedom to live as you choose."

A final compact might be drafted with a bold, yet realistic, aim: to agree on a 10-year hudna, or truce. The hudna is a captivating concept inside Islam and understandable for any insurgent waging war, from Somalia to Pakistan . Obama's speech in Cairo couldn't silence those who exhort jihad, but a call for a 10-year truce could.

The history of Islam is scattered with successful hudnas rather than unrealistic peace treaties: Truces hold better; eternal peace is just a quest. Even radical Islamic factions, including Hamas, Hezbollah, and the Taliban, have at various times in the recent past proposed and sometimes implemented hudnas. Let's not forget that for devout Muslims, it is a religious precept to fight any armed occupier of even a plot of Islamic land. The Muslim community is, of course, highly fractured, so not all actors would necessarily accept such a truce. And its terms and conditions would require careful negotiation. Still, history suggests that it could be a powerful catalyst for reshaping relations between the West and Islam.

Will this two-track forum be too hard to organize? Well, we can easily compare the current clash to the religious war that ravaged Europe from 1618 until 1648. The Thirty-Year War ended only when some 10 major powers plus 180 minor states of Europe found the courage to set up a large congress in Westphalia , Germany , which concluded with a series of multilateral treaties. This was unprecedented. After three decades of deadly feats of arms, it was a unique feat of diplomatic skill – and it was done with no Internet, no telelephone, nor even telegraph to help the envoys. Why should the global Islamic community not agree to such an offer? After all, the fundamentalists are killing far more Muslims than Christians or Jews. What we've seen in recent years has been closer to an Islamic civil war than a clash between us and them. A 10-year hudna would be a blessing in its own right, but it would also allow the global community to tackle far more critical challenges, from extreme poverty to climate change.

A long truce is the minimum we must long for to earn enough time to face these challenges. All of us – Christians and Muslims and Jews – live on borrowed time.

The Europeans are expecting Obama to fly high and think big. Being the son of two continents and culturally rooted in four continents, he is the only world statesman fit to straddle the borders parting Western and Eastern civilizations and lead us toward a new order, embedded in democracy.

Giuseppe Cassini, an Italian diplomat, served in Belgium , Algeria , Cuba , the United States , and the United Nations, and was ambassador to Somalia and Lebanon .

http://www.csmonitor.com/2009/0611/p09s01-coop.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ