ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 11/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

القدس: مدينة الجدران

يوديث اوبنهايمر وإيلانا سيشل*

القدس – احتفلت القدس يوم الأحد الماضي باليوم الافتتاحي لـِ "التعليم يتسامى على الجدران"، وهو تركيز يستمر مدة أسبوع على التعليم، تكريماً ليوم القدس، الذكرى الإسرائيلية لـِ "إعادة توحيد" المدينة بعد حرب عام 1967. وقد قدّم الحدث مجالاً واسعاً من حفلات الأداء الموسيقي وحلقات البحث التي تكرّم إنجازات القدس وتحدياتها في المجال التثقيفي.

إلا أنه بدا وكأن عنوان الأمسية النبيل يخص حدثاً آخر بشكل كامل، فقد ثبت بسرعة أن المدارس التي تخدم الثلث الفلسطيني لسكان القدس كانت غائبة عن الحدث بشكل ظاهر. بدا في الواقع أنه رغم الحدث الذي أُعطي عنواناً متفائلاً، كانت جدران القدس قوية سليمة وأعلى من أي وقت مضى.

وكما بدا واضحاً في ذلك المساء وعبر أربعة عقود من السيطرة الإسرائيلية، لم تكن القدس مدينة موحدة في يوم من الأيام، فالقدس الشرقية مفصولة عن القدس الغربية عبر خطوط التطلعات السياسية والقومية، وكذلك عبر التباينات الاجتماعية الاقتصادية. وينقسم سكان القدس إضافة إلى ذلك من حيث التوجه الثقافي، إذ ينظر الإسرائيليون غرباً نحو تل أبيب بينما ينظر الفلسطينيون نحو رام الله في الضفة الغربية. رغم ذلك كله يرى الإسرائيليون والفلسطينيون القدس على أنها عاصمة كل منهم. وقد أوضحت جهود التفاوض أنه لن ينجح أي حل سياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني إذا لم يضم قراراً متبادلاً حول القدس.

ورغم أن السياسيين الإسرائيليين يسعون للحصول على نقاط شعبية من خلال اتهام بعضهم بعضاً بتقسيم القدس، يبدو الإسرائيليون أنفسهم أكثر تفاؤلاً فيما يتعلق بالواقع المعقد للقدس. وقد أظهر استطلاع كلفته منظمة إر أميم أن 78% من الإسرائيليين يرون الحياة في المدينة على أنها مقسمة بشكل فعلي. ويعرب 65% آخرين عن استعدادهم للتنازل عن سلطتهم القانونية على أحياء القدس العربية من أجل اتفاقية سلام طالما تبقى الأماكن المقدسة سهلة الوصول إليها. تشير هذه الأرقام إلى الحاجة إلى قيادة تتحرك نحو تسوية متفاوض عليها في القدس، قيادة تعمل على بناء مدينة يمكن للشعبين أن يعيشا فيها بكرامة، مدينة تحمي الأديان الثلاثة وتحترمها وتحتضن طرحين وطنيين داخلها. (أنظر "الحالة والأوضاع، القدس 2008" لتحليل وبحوث حول الحياة والسياسة في القدس).

يتم في هذه الأثناء تحصين جدران القدس. يتلوى جدار الفصل حول المدينة وغيرها ويقطع الفلسطينيين المقدسيين عن بيئاتهم الثقافية والاقتصادية في رام الله وبيت لحم والضفة الغربية. وفي بعض المناطق يفصل الجدار الفلسطينيين حتى عن المدينة التي يعيشون ويعملون ويدرسون ويدفعون الضرائب فيها. ويعاني هؤلاء الذين يبقون داخل أسوار القدس من الإهمال في الخدمات البلدية، فهم يواجهون نقصاً يبلغ 1500 غرفة صفية وأكثر من 70 كيلومتراً من خطوط المجاري الرئيسية. وهم يجدون من المستحيل تقريباً الحصول على تصاريح البناء في مدينتهم، وهم يعرفون، كونهم مقيمين وليس مواطنين، أن مغادرة المدينة إلى الضفة الغربية قد يقطعهم عن مدينتهم إلى الأبد.

التحدي اليوم هو إيجاد مجتمعين سياسيين فاعلين في المساحة الحضرية التي تعرف اليوم بالقدس. سوف يبدو الجواب، وهو طريق نحو مستقبل أكثر استقراراً وأمناً، ليس كسلسلة من الحفلات الموسيقية وإنما عملية حساب للوقائع المتضاربة في القدس ومركزية المدينة في السياستين الإسرائيلية والفلسطينية.

يصبح الطريق إلى قدس يتم الاشتراك فيها، عند هذه اللحظة، قادراً على البقاء، ولكن بصعوبة. وحتى يتسنى الحفاظ على احتمالات بناء عاصمة مشتركة لدولتين، يتوجب على إسرائيل اتخاذ الخطوات الفورية التالية: 1) السماح للمؤسسات الثقافية الفلسطينية في القدس الشرقية أن تعمل بحرية، 2) إنهاء التصرفات أحادية الجانب في القدس بما فيها: أ) نشاط الاستيطان في قلب الأحياء الفلسطينية، ب) الخطة الكبرى لبناء محيط من المتنزهات الوطنية وغيرها من أماكن سياحية من خلال هدم المناطق السكنية والتجارية الفلسطينية حول المدينة القديمة. ويقصد بهذه الأماكن السياحية تعزيز سيطرة إسرائيل على قلب النزاع الحسّاس، إلا أن النتيجة هي إطلاق المزيد من التوترات وزيادة عدم المساواة وعدم الاستقرار في القدس.

قد تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها، وفي الجو السياسي الجديد الذي أوجدته إدارة الرئيس أوباما، قد تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها مدفوعة باتجاه العمل نحو حل دائم. وبينما يجد المقدسيون أنفسهم محاطون وبشكل متزايد بالجدران أصبحت الحاجة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لتحويل المدينة إلى نقطة ارتكاز لحل النزاع، لا شرارة تشعله. ويعود الأمر لنا بأن نمسك بهذه الفرصة من أجل مستقبل المدينة الذي يقدسه كل من الإسرائيليين والفلسطينيين والمسيحيين واليهود والمسلمين حول العالم.

ـــــــــ

* يوديث أوبنهايمر هو المدير التنفيذي لإر أميم، وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية تعمل على تغيير القدس لتصبح مدينة أكثر قدرة على البقاء والانصاف وتشجع على استدامتها السياسية. إلانا سيشل زميلة بحوث مع إر أميم. موقع المنظمة على الإنترنت هو http://www.ir-amim.org.il . نُشر هذا المقال بالتبادل مع HuffPost World يوم 23

أيار/مايو 2009. وتقوم خدمةCommon Ground الإخبارية بتوزيعه.

مصدر المقال: Huffington Post، 23 أيار/مايو 2009

http://www.huffingtonpost.com

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ