ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 26/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

مصدر خفي لدبلوماسية الولايات المتحدة

جويس دوبنسكي*

نيويورك – تُظهر إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في طرحها السياسي ومن خلال أعمالها بشكل متزايد، استعداداً لإشراك "الآخر"، وهي الحلقة المفقودة في العمل السياسي الأمريكي. سعت إدارة الرئيس أوباما، من سوريا إلى بعض عناصر الطالبان، إلى اتباع الحوار والمشاركة، بدلاً من التهميش والاستثناء.

تملك الإدارة الموارد الضرورية لتطبيق رؤيتها، بما في ذلك تمويل جديد من الكونغرس ودعم الجمهور الأمريكي والمساندة التي حصلت عليها من كافة أنحاء العالم.

إلا أن هناك مورد واحد متوفر أمامها تم تجاهله إلى درجة بعيدة، مما أضّر بنا جميعاً: صانعو السلام الدينيين. هؤلاء هم رجال دين محليين وأناس عاديين يُعتبر الدين بالنسبة لهم مصدر تحفيز ومورد عملي لصنع السلام وبنائه وحل النزاعات. يجب أن تدعم الدبلوماسية المتطلعة قدماً والذكية والمتعددة المجالات جهود المسار الثاني (المواطنون) وأن تعتبر هؤلاء الأفراد حلفاءاً.

 

يتواجد صانعو السلام الدينيون على الأرض في العراق وأفغانستان ونيجيريا وباكستان وغيرها من أماكن النزاع، يعملون على إنهاء العنف وبناء سلام مستدام. يمكن لنصائحهم نتيجة لمعرفتهم المحلية وشراكتهم في المجتمع المحلي والتزامهم على المدى البعيد أن ينتج عنها فرقاً كبيراً عند التعامل مع بعض نزاعات اليوم التي تبدو غير قابلة للحلول.

قد تؤكد بعض الأمثلة على ذلك.

خذ على سبيل المثال، القس أندرو وايت، وهو رجل دين مسيحي مقيم في بغداد منذ العام 1998. قام من خلال فهمه لتأثير الدين داخل المجتمع العراقي ببناء علاقات واسعة مع أعضاء من كل دين وطائفة، بمن فيهم هؤلاء الذين يثيرون العنف والفوضى. يعلم وايت تمام العلم أنه "حيث يكون الدين جزء من المشكلة فهو كذلك بالضرورة جزء من الحل". يثبت عمله في المنطقة، ابتداءً من معاهدات بغداد الدينية عام 2004 إلى الفتوى السنية الشيعية المشتركة عام 2008 ضد العنف أنه عندما يشرك صانعو السلام عاملين دينيين آخرين فإن ذلك "يفتح سبلاً جديدة نحو السلام".

 

تعرّف من نيجيريا على الإمام محمد أشافا والقسيس جيمس وايو. يملك هؤلاء، كزعيمين دينيين، السلطة والإقناع والثقة. تفاوضا على اتفاقيات سلام دائم، بما فيها نهاية أزمة زانغو كاتاف العرقية الدينية عام 1992 في ولاية كادونا، عندما انفجرت أعمال العنف بين المسيحيين والمسلمين. وهما يحافظان إضافة إلى ذلك على علاقات مع المحليين لمنع تجدد العنف من خلال، على سبيل المثال، إعلانات التلفزيون والإذاعة التي تعزز مواضيع الاحترام. وهما يقومان من خلال مركز التوسط بين الديانات التابع لهما بتدريب النساء والشباب والقساوسة والأئمة للعمل جنباً إلى جنب كوسطاء، يستشهدون بالكتب المقدسة لبعضهم بعضاً سعياً لتحقيق المصالحة.

 

وفي أنحاء الباكستان، قام أزهر حسين بتدريب آلاف الباكستانيين والأفغان من مدراء وإداريي المدارس الدينية والأساتذة في مجال حقوق الإنسان وحل النزاعات. قام هؤلاء القادة المحليين بدورهم بمخاطرات هائلة مثل التفاوض على إطلاق سراح الرهائن الكوريين المسيحيين عام 2007 وعقد ورشات عمل مع الزعماء المسيحيين الباكستانيين وإقناع أعضاء الطالبان بلعب دور إيجابي في صنع السلام. وقد قام بعض أفراد الطالبان بعد ذلك بعقد ورشات عمل تدريبية خاصة بهم حول السلام والمصالحة وكيف يجب أن يكون الإسلام قوة لتحقيق السلام.

 

حاولت قوى متنوعة لسنوات عديدة استخدام المدارس لأهدافها الخاصة ونتائج عنفية وسياسية أحياناً. وكما يثبت عمل أزهر حسين، يمكن لمشاركة صادقة حقيقية تمارس الاحترام مع التربويين في المدارس، وهي مؤسسات إسلامية تاريخية دينية، واستعداد لرؤية قادتهم كحلفاء محتملين، أن يغيّر بعمق الدينامية على مستوى الجذور وفي العلاقات بين المسلمين والغرب.

 

يقول الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون أنهما على استعداد للانخراط مرة أخرى وبنشاط شديد في الشرق الأوسط. إلا أن إعادة الانخراط في هذه المنطقة، كما هو الأمر في جنوب آسيا وغيره، لا يمكن أن يعطي نتائج إلا إذا حضر جميع اللاعبين إلى طاولة المفاوضات. سوف ترسي هذه الشمولية أسس تغيير حقيقي دائم.

 

سوف يستمر صانعو السلام الأربعة هؤلاء، وكثيرون غيرهم، في عملهم بغض النظر عما إذا قامت إدارة الرئيس أوباما بالاتصال بهم أم لا. إلا أن خطابات الإدارة الجديدة توفر الأمل وفرصة لأثر أوسع انتشاراً، إذا تم إصلاح السياسة الأمريكية لتأخذ بالاعتبار البعد الديني للعلاقات الدولية وحل النزاعات. الأمر يعتمد على ما تعنيه "الدبلوماسية الذكية" فعلياً بالنسبة للولايات المتحدة.

 

وبكلمات ألكسس دي توكفيل، المفكر السياسي الفرنسي في القرن التاسع عشر: "تتواجد أعظم المعوقات في الدولة بصورة أقل مما تتواجد فيه بأنفسنا. لنغير أساليبنا، إذ سيغير ذلك خطّنا".

-----------------

*جويس دوبنسكي هي نائب المدير التنفيذي لمركز تاننبوم للتفاهم بين الأديان (www.tanenbaum.org ).

كُتب هذا المقال لخدمةCommon Ground الإخبارية.

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 24 نيسان/إبريل 2009

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ