ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  17/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

تداعيات الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود

بقلم: راني أميري

ترجمة: مجيد البرغوثي

http://www.arabianawareness.com/?p=20460

 (لا، ليس لإسرائيل حق في الوجود، إذا كان “حق الوجود” يعني …)

لم يكن هناك شيء اسمه الفلسطينيون… لم يكن لهم أي وجود!

رئيسة وزراء إسرائيل سابقاً، جولدا مائير (صنداي تايمز، 15 يونيو 1969)

تضِجّ إسرائيل وغزّة بالنشاط الآن.

جماعات المساعدة الإنسانية ووكالات الإغاثة تحاول بصعوبة اختراق عنق الزجاجة عند الحدود المصرية والإسرائيلية لتقديم المساعدات الضرورية؛ الطائرات المقاتلة تقصف الأنفاق وتقتل ” المسلحين” في حين يصرّ إيهود أولمرت على أنه يحافظ على وقف إطلاق النار؛ الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المُدمرة وينسلّون من بين الأنقاض لندب موتاهم؛ ومحامو حقوق الإنسان الدوليون ينهمكون في تسجيل شهادات الشهود ويجمعون الأدلة اللازمة لمحاكمات جرائم الحرب مستقبلا؛ والمفاوضات تستمر في القاهرة وتأمل في التوصل إلى اتفاق تهدئة طويلة المدى بين إسرائيل وحماس، ومن المحتمل أن تتضمن تبادل الأسرى (مما ينفي بوضوح وجود أية أهداف للحرب)؛ والمرشحون المتسابقون على تحقيق مكانة متقدمة في الانتخابات الإسرائيلية يقضون مدداً طويلة في تحقيق تميّز تافه على بعضهم البعض.

نتنياهو، وليبرمان وباراك وليفني يزعمون جميعا أنهم يعرفون كيف يوقفون العرب عند حدهم- مع وجود نغمات فاشية مخيفة لدى بعض المرشحين- وأنهم يعرفون كيف يضبطون الوضع في غزة على أفضل وجه. ولكن حتى لو تمَّ بمعجزة، حل كافة القضايا المُعلقة بما يُرضى تل أبيب، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم سيجد مبرراً للاستمرار في إثارة حماس، وأهل غزة.

لماذا؟

لأنه لا يزال مطلوباً منهم الاعتراف ب “حق إسرائيل في الوجود”.

أن القبول بهذا المفهوم الغامض كان ولا يزال مطلباً قائماً وغير قابل للكتمان، تطالب به  الولايات المتحدة وإسرائيل قبل البدء بإجراء محادثات مهمة مع حماس أو أية جماعة تصف نفسها بأنها جماعة مقاومة.

وأنا أسَلِّم، على أية حال، بان جميع الفلسطينيين تقريباً قبلوا - بحكم الأمر الواقع - “بوجود” إسرائيل.

وهم بالفعل سيؤكّدون ما يلي:

• ألم نعترف “بوجود” إسرائيل عندما نعرف أنها هي التي منعت الغذاء والدواء والوقود والكهرباء والماء الصالح للشرب من الوصول إلى غزة لمدة 18 شهرا، متسببة في أزمة إنسانية؟ وبعد ذلك، قصفت وغزَت شعباً أعزل، وقتلت أكثر من 1300 شخصاً وجرحت الآلاف – أغلبهم من المدنيين؟

• ألم نعترف “بوجود” إسرائيل عندما نعرف أنهم هم الذين أطلقوا قنابل الفسفور الأبيض على شعبنا، وسببوا حروقاً شديدة لدرجة اختراق الجلد والعضل إلى العظم.

• ألم تعترف عائلة السّمّوني في حي الزيتون “بوجود” إسرائيل عندما اقتاد الجنود الإسرائيليون  110 فرداً من عائلتهم الممتدة، إلى مستودع كبير بدون غذاء أو ماء أو تدفئة مدة  14 ساعة، ثم قصفوا المبني الذي وُضعوا فيه في اليوم التالي، فقُتل منهم 30 شخصاً في تلك المجزرة؟ وعندما مُنعت سيارات الإسعاف مدة أربعة أيام من الوصول إلى أفراد العائلة الموجودين في الداخل لأن الجنود الذين كانوا على بعد 100 ياردة فقط أقاموا حواجز ترابية لإعاقة مرور السيارات عمداً؟ وماذا عن الأطفال الأربعة الذين وجدوا ملتصقين بجثث أمهاتهم وهم يتضورون جوعاً؟ أو الجرحى الذي تم نقلهم على عربات تجرها الحمير لان سيارات الإسعاف لم يسمح لها بالاقتراب منهم؟ ألم يكن هؤلاء شهوداً على “وجود” إسرائيل؟

• ألم يعترف خالد عبد ربه ” “بوجود” إسرائيل عندما وقف أمام ما تبقى من منزله في جباليا وأمرته دبابة، بطاقمها من الجنود الإسرائيليين، هو وأمه وزوجته وأطفاله الثلاثة بإخلاء المكان؟ وعندما فعلوا ذلك ملوحين بأعلام بيضاء، تم إطلاق النار على أطفاله الثلاثة؟ ألم يعترف عبد ربة “بوجود” إسرائيل عندما رأى جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، على بعد 15 مترا فقط، يطلقون النار على ابنتيه، وعمرهما سنتان وسبع سنين، ويصيبون الثالثة بجراح خطيرة؟ ألا تلبي مشاهدة المرء لأطفاله العزل وهم يُقتلون رمياً بالرصاص على مسافة قريبة أمام عينيه شرط القبول “بوجود” إسرائيل؟

• ألم يعترف سكان قرية خزاعة “بوجود” إسرائيل عندما تعرضت قريتهم لهجوم متواصل استمر 12 ساعة من قبل القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى مصرع 14 شخصا؟ ألم يكن جرف البيوت بمن فيها من المدنيين بالجرافات، وقتل من رفعوا الأعلام البيضاء منهم، وإطلاق النار على سيارات الإسعاف التي حاولت إخلاء الجرحى وقصف البيوت بالقنابل الفسفورية، ألم يكن كل ذلك كافياً للقول: نعم، إننا نعترف “بوجودكم”؟

• وماذا بشان اللاجئين الذي احتموا بمدرسة الفاخورة في جباليا؟ عندما قُصفت المنطقة القريبة من المدرسة بواسطة جيش الدفاع الإسرائيلي مما أدى إلى قتل 43 من سكان غزة المشردين الذين كانوا يتجهون نحو السوق طلبا للطعام؟ الم يعترف أقاربهم الذين ظلوا على قيد الحياة بشكل مناسب بأن سبب حزنهم غير المعلن هو “وجود” إسرائيل؟

• ألم يتم التأكيد على “وجود” إسرائيل من قبل عائلة العايدي الذين أصيب منزلهم بقذيفة من جيش الدفاع الإسرائيلي، فجُرحت عجوز عمرها 80 عاما وثلاثة من أحفادها؟ من الذين انتظروا 86 ساعة قبل إنقاذهم لأن الجيش لم يسمح لسيارات الإسعاف بنقلهم إلى المستشفى، وكل من حاول مغادرة الساحة تم إطلاق النار عليه؟

• الم يتم الاعتراف بوجود إسرائيل من قبل سكان الضفة الغربية الذين يجبرون على التنقل عبر طرق مختلفة عن طرق المواطنين الإسرائيليين؟ ويفاوضون متاهة من الحواجز حيث يتعرضون للتفتيش المُذل والتأخير، ليتمكنوا من السير أميالا أقل؟ هل كانت الأمهات اللواتي أجبرن على الولادة عند حواجز التفتيش مع حدوث حالات كثيرة من الإجهاض، غير مدركات “لوجود” إسرائيل؟ وماذا عن الذين انقطعوا عن مزارعهم وأرزاقهم بسبب “السياج الأمني”؟

• في الواقع، أليست العذابات والمعاناة التي تحملها الفلسطينيون جميعا، ممن عاشوا أو ممن يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي دليلاً كافياً على “وجود” إسرائيل؟

ولكن،

إذا كان الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود يعني قبول أحقية أي يهودي في أن يصبح بشكل أوتوماتيكي مواطناً في إسرائيل يعيش على الأرض ذاتها، وفي بعض الأحيان في البيت ذاته الذي عاشت فيه عائلة فلسطينية لعدة أجيال؛

إذا كان يعني التخلي عن حق الفلسطيني في أن يقول: “هذه كانت أرضي وموطني قبل أن تنتزعوها مني”؛

إذا كان يعني إغفال حق العودة إلى فلسطين بسندات الملكية والمفاتيح، وترك المطالبة بمعرفة ما الذي أعطى الحق لعائلات من انجلترا وروسيا ومراكش وإثيوبيا في العيش في ممتلكات 700 ألف فلسطيني أخرجوا قسرا سنة 1948؛

إذا كان يعني إنكار وجود فلسطين والفلسطينيين – كما حاولت جولدا مائير أن تفعل – بمحو تاريخ الفلسطينيين وثقافتهم وذاكرتهم الجماعية … إذن، لا…  ليس لإسرائيل حق في الوجود.

_____________

من مقال بعنوان: تبعات الاعتراف ” بحق إسرائيل في الوجود”، للكاتب راني أميري.

* راني أميري، معلق مستقل على قضايا الشرق الأوسط.

http://www.counterpunch.org/amiri02102009.html

----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ