ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  03/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

مؤرخ إسرائيلي‏:‏ حلم السلام بات قصياً ...

العدوان علي غزة خطوة جديدة في مسيرة الغباء الإسرائيلي

إيناس نور - الأهرام المصرية

دفعت الأحداث المأساوية الأخيرة التي شهدتها غزة والانقسام الفلسطيني الداخلي وعدم وجود موقف عربي موحد‏..‏ دفع ذلك كله إلي تزايد مشاعر التشاؤم من امكانية تحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط ويتقاسم ذلك الرأي عدد ليس بالقليل بين الإسرائيليين‏,‏ كما يقول توم زيجيف الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي المنحدر من عائلة ألمانية مهاجرة فرت من ألمانيا عام‏1935.‏

ويصف زيجيف احداث الهجوم علي غزة بأنها مروعة ويسلم في الوقت نفسه بأن هذا الهجوم كان منتظرا‏.‏

ويشير في مقال نشرته مجلة ديرشبيجل الألمانية إلي أن العدوان علي غزة والذي اطلق عليه عملية الرصاص المصبوب هو حلقة جديدة في سلسلة العنف المتبادل‏..‏ فحين يقع هجوم فلسطيني يأتي الرد الإسرائيلي عليه وغالبا مالا يحقق الهجوم الفلسطيني هدفه‏,‏ بينما يصيب الإسرائيليون هدفهم بالإضافة إلي كون ذلك الصراع رهيبا ومروعا خاصة فيما يتعلق بالمدنيين والأطفال‏,‏ فإننا سنظل نتذكره كاحدي الخطوات علي مسيرة الغباء الطويلة والتي بدأت عام‏1967.‏

وأشار إلي أنه بعد حرب يونيو‏1967‏ فكرت الحكومة الإسرائيلية بإعادة توطين مئات آلاف الفلسطينيين من غزة إلي الضفة الغربية‏,‏ إلا أن الفكرة ظلت مجرد تصور مطروح علي الورق‏,‏ ذلك أن عددا من أعضاء الحكومة الإسرائيلية آنذاك ذوي النفوذ رأوا ان من المهم ان تظل أراضي الضفة خالية ومفتوحة أمام المستوطن اليهود‏.‏ وقال زيجيف لقد كانت تلك أكبر غلطة في تاريخ إسرائيل إذ يعيش اليوم نحو‏300‏ ألف مستوطن في الضفة الغربية ونحو‏200‏ ألف في القدس الشرقية مما يجعل تحديد الحدود بصورة معقولة وإقامة السلام شبه مستحيل‏.‏

ووجه زيجيف اللوم لإسرائيل لتمسكها ببعض الافكار التي لم تثبت ابدا جدواها‏,‏ وظهر ذلك بوضوح في الحملة التي شنتها أخيرا علي غزة وتعتقد إسرائيل أنها لو ضيقت الخناق علي الشعب الفلسطيني فإنه سينقلب علي قادته ويختار سياسيين معتدلين وقامت إسرائيل بفرض حصار علي سكان غزة حين انقلبت حماس علي فتح واستولت علي السلطة فيها ومارست إسرائيل الحصار علي مليون ونصف مليون فلسطيني ودفعتهم إلي حافة كارثة إنسانية وازدادت حماس قوة ولم ينقلب عليها سكان غزة‏.‏

كذلك هناك تقييم إسرائيلي آخر خاطيء وهو وصف حماس بأنها منظمة إرهابية والحقيقة ان حماس حركة وطنية دينية تحظي بدعم معظم سكان القطاع ولايمكن ازالتها من الوجود بقصفها‏.‏

ويخلص المؤرخ الإسرائيلي زيجيف للقول بأنه لايعتقد في امكانية إيجاد حل حقيقي للصراع‏,‏ ولكنه يري فرصة لإدارة الصراع بصورة أفضل واجراء الحوار مع حماس برغم ان ذلك يبدو حاليا امرا محظورا الا أنه من الضروري التغلب علي تلك العقبة‏,‏ وان تشارك الولايات المتحدة في ذلك وقال ان تولي إدارة أوباما تبعث بآمال كبري فيها بعد أن ركزت إدارة بوش علي ما وصفته بضرورة الابقاء علي عملية السلام الوهمية‏.‏ اذ بدلا من دفع هذه العملية تواصل قمع الفلسطينيين بل وتزايد حتي بعد اجلاء عدة آلاف مستوطن إسرائيلي من غزة عام‏2005‏ حيث استمرت حركة الاستيطان في الضفة الغربية‏.‏

ويقول زيجيف في النهاية ربما يكون من الأفضل لأوباما أن يكتفي بوضع تصور عن كيفية إدارة الأزمة بصورة أفضل بدلا من السعي لطرح مزيد من خطط الطريق ويفسر زيجيف مسألة إدارة الأزمة بصورة أفضل بقوله‏:‏ ان المنشود بذلك هو أن يسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بصياغة حياتهم بصورة أفضل‏.‏

وفي سياق آخر‏,‏ يلتقي التصور في ضرورة ان تتم إعادة النظر في التعاطي مع قضية الشرق الأوسط مع ما طرحه جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي السابق في عهد الرئيس جورج بوش الأب في حوار أخيرا مع مجلة نيوزويك‏,‏ حيث أكد ضرورة اشراك حماس في مفاوضات السلام‏,‏ حيث لايمكن اجراء مفاوضات مع نصف الفلسطينيين‏.‏ وقال اقترح ان يتم اتباع اسلوب كالذي اتبعناه في مؤتمر مدريد‏1991,‏ حيث اجتمع لأول مرة جميع جيران إسرائيل علي مائدة التفاوض وجها لوجه‏.‏ وأشار بيكر إلي أنه في ذلك الوقت لم تكن الإدارة الأمريكية أو إسرائيل تتحدث إلي منظمة التحرير الفلسطينية‏,‏ حيث كانت توصف مثل حماس بانها منظمة إرهابية‏.‏

وتم التفاوض حينذاك مع الفلسطينيين في الداخل الذين كنا نعلم انهم يتلقون اوامرهم من ياسر عرفات في تونس وتجاهلنا نحن ذلك ونجحت هذه الطريقة‏.‏

وأكد بيكر ضرورة وقف نشاط الاستيطان الإسرائيلي وتوقف إطلاق الصواريخ علي إسرائيل والا يسمح لأي طرف أن يخلق واقعا جديدا علي الأرض مما يسد الطريق أمام التفاوض‏.‏

وحول الاسلوب الأمثل للتعامل مع روسيا والصين قال بيكر اننا نحتاج اليوم للتعاون مع روسيا اينما تمكنا من ذلك‏,‏ بما في ذلك مسألة التغير المناخي والقدرات النووية الإيرانية والتجارة لكن حين تتحرك روسيا بما يتعارض مع مصالحنا علينا مواجهتها‏.‏

وأضاف بيكر من المؤسف انه يوجد بعض الاشخاص في حزبي ـ الجمهوري ـ الذين يأسفون لانه لم يعد لدينا عدو كبير‏,‏ حيث تمكن الحزب من الفوز في الانتخابات أثناء الحرب الباردة لاننا كنا الحزب الذي يعكس التوجه الدفاعي وهناك من يرغب في إعادة خلق عدو لنا‏:‏ الصين أو روسيا‏,‏ طبعا نحن لانتفق معهما طوال الوقت ولكن هاتين الدولتين ليستا أعداء لنا اليوم‏..‏ ولكننا يمكن ان نحولهما إلي اعداء لنا‏.‏

----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ