ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 10/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

لا تضعوا المستحيل أولاً

بقلم: باري روبن

مركز جلوريا للشئون الدولية (إسرائيل) 

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

سواء أكان الشرق الأوسط قد وصل الى مراحل ما بعد الإصلاح أم لا , فانه وبكل تأكيد قد وصل الى مراحل مثيرة للسخرية. فالمحاولات المتكررة لتحويل المتطرفين الى معتدلين و الإرهابيين الى مقاومين والقتلة السياسيين الى شركاء في التفاوض وحالة تحويل الفوضى الكاملة الى فرص دبلوماسية عظيمة كلها محاولات لا تجد نهاية لها.

واليكم أحدى هذه الأنواع المفضلة لدي, و هي مقتبسة من مجلة النيوزوييك – حيث نشرت بدون أي تعليق أو سخرية:

" إن مرشد الثورة الإيراني "السيد علي خامنئي" لديه شكوك عميقة في حكومة أمريكا, كما صرح بذلك مساعد خامنئي الذي رفض الكشف عن اسمه. ولكنه –الخامنئي- عبر عن حزن عميق لما أصاب المدنيين في هجمات 11 سبتمبر. وقد قام المصلون ولمدة أسبوعين بالتوقف عن هتاف "الموت لأمريكا" في صلاة الجمعة".

أسبوعين كاملين! هل يعني هذا أن إيران تمد يد الصداقة الى أمريكا, أم ماذا؟

علي أي حال فان هذا الأمر يكشف عن المشاكل الرئيسة للشرق الأوسط على الأقل فيما يخص الأمور التي يتدخل الغرب بها. ان كثيراً من الوقت و الجهد الذي يقضيه القادة و صانعو القرار و الدبلوماسيون يضيع على المستحيل أو لنقل على أمور تكاد تكون مستحيلة على الأقل

و إليكم هنا أموراً أربعة تأخذ الكثير من وقت القادة الغربيين فيما يتعلق بالشرق الأوسط (بعيداً عن العراق), و يبدو ان جميع هذه الأمور مآلها الى الفشل, مما يجعل الإنسان يستغرب و يدهش حول مجموعات الأولويات هذه و أسلوب التفكير المتبع.

أولاً: العمل على صداقة إيران بينما هناك محاولات معتدلة نسبياً لإقناعها بوقف برنامجها النووي

ان الحقيقة هي أن إيران لن تتخلى عن رغبتها في امتلاك القنبلة النووية حتى يتحقق لها ذلك, بالطبع هذا اذا لم يتم ممارسة ضغوط دبلوماسية أقوى من المتبعة حالياً. ان على كل شخص أن يعرف هذا الأمر من الآن. ان التظاهر بإتباع طرق ضغط جديدة بدلاً من التحرك الخفيف الذي يجري حالياً قد يؤدي الى إحداث بعض الفرق. وهذا لا يعني دعوة الى شن حرب على إيران, و رغم ذلك فان التهديد بالحرب و لو عن طريق الخداع هو عامل ضغط أساسي- وهذا يعني أن على قادة إيران أن يعرفوا أن ما يقومون به قد يكلفهم ثمناً باهظاً. ولكن هذا الموضوع بعيد عن التطبيق حالياً.

أما بالنسبة لموضوع المصالحة مع إيران, فان طبيعة النظام وليس فقط شخصية الرئيس الحالي بل مؤسسة الحكم جميعها ستجعل هذا الموضوع مستحيل التحقيق. فمن جانب هناك الايدولوجية, فالقادة الإيرانيون يؤمنون بما يقولونه ولديهم أطماع كبيرة لفرض هيمنهم على المنطقة. ومن ناحية أخرى فان تعزيز هذه الإستراتيجية هو ما يحتاج النظام لعمله للمحافظة على ديمومته, مما يستدعي جعل أمريكا والغرب وإسرائيل عبارة عن أكباش فداء لفشله ولتبرير ممارساته القمعية.

ثانياً: العمل على صداقة سوريا لجعلها تتوقف عن دعم الإرهابيين الذين يعملون ضد العراق وإسرائيل؛ و التوقف كذلك عن محاولات السيطرة على لبنان باستخدام الإرهابيين أيضاً. وكما في الحالة الإيرانية فان المشكلة في النظام السوري لا تقتصر على مجموعة من الشروط الواجب تنفيذها بل يتعدى الأمر الى مجموعة كبيرة من المشاكل والعراقيل: فهناك مشكلة في طبيعة النظام الدكتاتورية فضلاً عن وجود مشاكل أيدلوجية و أخرى تتعلق بالطموحات و الحاجة الى البقاء.

ولنلق نظرة على قصة المناظير الليلية. فقد اكتشفت القوات الأمريكية في العراق بأن سوريا زودت المتمردين بمناظير ليلية. و القوات الإسرائيلية كذلك وجدت بأن سوريا قد أعطت حزب الله نفس هذه المناظير. و الحكومات الأوروبية تدرس طلبات سورية لشراء المزيد من هذه المناظير, وذلك بحسب كما تدعي سوريا لمنع تهريب الأسلحة عبر حدودها المختلفة الى عملائها, في الحقيقة فان عمليات التهريب لا يقوم بها أحد إلا الحكومة السورية نفسها. 

واليكم هنا ما كتبته الصحفية ديانا عزت في صحيفة الأهرام المصرية و التي استنتجت بعد بحث معمق ما ستحصل عليه إسرائيل اذا تخلت عن مرتفعات الجولان, وإذا سلم الغرب لبنان للنظام السوري مرة أخرى. الهدية المزعومة الأولى هي: "استقرار النظام" في دمشق.أي بعبارات أخرى, سوف يحظى الشعب السوري بمتعة بقاء الرئيس بشار على رأس النظام. الهدية الثانية: هي أن سوريا سوف تقلص من "مساعداتها العسكرية لحزب الله و في نفس الوقت سوف تخفض من مساعداتها للمسلحين ومجموعات المقاومة في كل من العراق و فلسطين". أما الهدية الثالثة فهي : أن سوريا سوف تكون قادرة على "تقليص تعاونها المخابراتي مع إيران". اذاً الموضوع ليس سلاماً حقيقياً و إنما هو تخفيض لما نسبته 20% من الحرب الخفية.

ثالثاً: محاولة جعل حماس منظمة معتدلة: و لكن حماس و كمثل سوريا وإيران لا تريد أن تكون معتدلة في الحقيقة. و لكنها لا تشابههم في أمر آخر وهي أنها لا تدعي بالأصل أنها معتدلة. ولا تزال مصرة على معادة السامية و محاولة تدمير إسرائيل. ولكن الأوروبيين مع ذلك يحاولون عمل شئ ما مع حماس. ولكن مرة أخرى فان كل ذلك ما هو إلا مضيعة للوقت و الجهود . 

رابعاً: فجأة وفي أسوأ لحظة تاريخية ممكنة لتحقيق النجاح أصبح على رأس أولويات الكثير من الحكومات حل النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي. ان حركة فتح قد انهارت؛ و حركة حماس منظمة إرهابية وهي تؤمن أن الوقت يعمل لصالحها,و ان أي تنازل اسرائيلي يقابله تصعيد من الفلسطينيين و آخرين. ان الدروس التي تعلمناها من السنوات ال 14 الماضية تشير إلى صعوبة هذا الصراع وصعوبة حله. صحيح أن الجهود المبذولة يمكن أن تبرر كالتالي :"اننا نحاول و نعمل جهدنا" أو الاعتقاد بأن التظاهر بعمل شئ ما سوف يجعل العرب والمسلمين في حالة من السعادة. ومع ذلك فان رايس تعلق سمعتها المستقبلية على إحراز تقدم في مفاوضات السلام. و لكن لماذا تقوم بربط مستقبلك بفشل محتوم. 

و بإمكاني أن أضيف هنا نقطتين أضافيتيين- الاعتقاد بإمكانية حل المشكلة الداخلية في العراق و التوقع بان الإسلاميين المتطرفين يمكن ان يعقدوا مصالحة مع الغرب...

و ألآن اسأل نفسك هذا السؤال: مع هذه الجهود الكبيرة التي ستؤول بلا شك الى الفشل المحتوم, هل من المفاجئ لنا أن يكون هناك حالات نجاح قليلة في المنطقة ؟ .

http://gloria.idc.ac.il/columns/column.html

http://gloria.idc.ac.il/columns/2007/rubin/03_22.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ