ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 05/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

تطبيق القاعدة الذهبية

بقلم: هيربرت كيلمان*

هيرالد تريبيون - 30/3/2007

يجب على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كما يجب على إسرائيل إنهاء الاحتلال  إذا أراد الطرفان الوصول إلى نتيجة معقولة

إن الرجوع المبكر والسريع إلى طاولة المفاوضات ليس أمراً مهما للفلسطينيين فقط و لكنه أمر حيوي و حاجة ملحة لحماية المصالح الحيوية للجانبيين الفلسطيني و الإسرائيلي.

ذلك لأن الحاجة إلى بقاء إسرائيل على المدى الطويل كدولة ذات أغلبية يهودية تعبر سياسياً عن الهوية الذاتية لليهود, تعتمد و بشكل كبير على المفاوضات القائمة على حل يشمل دولتين قائمتين على الاستقلالية الذاتية, ويجب أن يشمل الحل على دولة فلسطينية  مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية.

وفي ظل الظروف الحالية, فانه من غير العملي و غير المنتج أن يتم فرض شروط غير متوازنة و غير واقعية و غير ضرورية على الشريك الفلسطيني المفاوض.

ان الشروط الثلاثة الرئيسة التي تم وضعها وهي : الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود و التخلي عن العنف و القبول بالاتفاقيات السابقة التي تم توقيعها, تعتبر في حد ذاتها معقولة الى حد كبير.

فلا يُتوقع من إسرائيل أن توقع على معاهدة مع شريك لا يعترف بحقها في الوجود ومن ثم فهو لن يلتزم بإنهاء الصراع؛  ان العنف يساهم في خلق بيئة غير منتجة للدخول في مفاوضات بناءة, وان عدم التعايش أو الاعتراف بالاتفاقيات السابقة يساهم في عدم ثقة الأطراف ببعضها البعض,  الأمر الذي تحتاجه المفاوضات بشكل أساسي.

ولكن إذا كان الهدف الذي نعمل من أجله هو تسويق المفاوضات و دعمها, فان تطبيق هذه الشروط يجب أن يكون مرنا وتبادلياً الى حد كبير.

ان المرونة في الحاجة الى اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل يتعلق بشكل أساسي بمسألة التوقيت.

وعلى ذلك فانه من غير الضروري لحماس أن تتخذ خطوة ايدولوجية صعبة تتمثل في الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود من أجل أن تشرع إسرائيل بفتح المفاوضات مع حكومة الوحدة الوطنية, و بالرغم من ذلك فان مثل هذا الاعتراف مهم جداً في النهاية عند توقيع الاتفاقية النهائية.

ان التجربة تخبرنا بأن الالتزام بعملية مفاوضات جدية هي في الحقيقة واحدة من أفضل الطرق لإحداث مثل هذا التحول الايدولوجي.  وفي غضون ذلك فان الاعتراف الضمني من قبل حماس سوف يجعل العملية السلمية تتقدم العديد من الخطوات الى الأمام.

وفي موضوع التخلي عن العنف, فان الأمر المطلوب من المفاوضين الفلسطينيين هو الالتزام ببذل كل جهد ممكن من أجل وقف أعمال العنف من أي فصيل كان.

انه من لمن الخطأ أن يتم رهن بدء المفاوضات أو التأسيس لها بإيقاف العنف بجملته و نهائياً ودون السماح لأي حادث من ذلك النوع بالحدوث لان ذلك غير ممكن. ان طلباً غير مرن من هذا النوع سوف يُسلم مصير المفاوضات الى العناصر المناهضة لتلك المفاوضات ومن ثم سوف يتم القضاء على المفاوضات برمتها.

   أما بالنسبة للشرط الثالث, فيبدو أن حماس مستعدة للقبول ولو بشكل ضمني بالاتفاقيات السابقة بما فيها القرارات الدولية و العربية.

ان الإصرار على جعل حماس تعترف بهذا الشرط بشكل جلي وواضح سوف يفرض على حماس ان تقوم بتغيير موقفها الابدولوجي وهو ما سيؤدي الى وضع عائق جديد في وجه إعادة استئناف المفاوضات .

وبالإضافة الى حاجة المفاوضات للمرونة فان هناك عاملاً مهماً آخر وشرطاً ضرورياً يجب أن يكون موجوداً وهو شرط التبادلية. 

ان موضوع التبادلية هو مكون مهم لعملية التفاوض و التي تخاطب حاجات و مصالح جميع الأطراف  وهو ما سيؤدي بالتالي الى الحصول على نتائج مرضية ومستقرة للمفاوضات و سلام دائم و تعاون مثمر و هو ما سيؤدي الى  مصالحة نهائية بين الشعبين.

أضف الى ذلك, بأن مبدأ التبادلية يدعم ويقوي  أساساً جيدا لتأسيس شروط قبلية معقولة و متوافق عليها بين الطرفين:  ان على إسرائيل أن تستعد للقبول بنفس الشروط و الظروف التي تم وضعها للشركاء الفلسطينيين.

وهكذا فان الالتزام الفلسطيني بإنهاء الصراع و الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود بسلام و امن يجب أن يُقابل بالتزام إسرائيلي بإنهاء الاحتلال و الاعتراف بحق الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة في الضفة وقطاع غزة.

و ان التزام الفلسطينيين بالتوقف عن ممارسة العنف يجب أن يقابله تعهد إسرائيلي بمثل ذلك, و كعربون لذلك يجب ان يتم تمديد اتفاق وقف إطلاق النار و أن تتوقف إسرائيل عن حملاتها المستمرة داخل المناطق المحتلة.

و قبول الفلسطينيين بالاتفاقيات السابقة يجب ان يقابله تعهد إسرائيلي باحترام تلك المعاهدات, وهذا يفهم منه التزام ضمني باتفاقية أوسلو و التزام علني وجلي بخارطة الطريق, وان لا تقوم إسرائيل بأي توسيع أو بناء لمستوطنات جديدة في الضفة الغربية.  

وإذا ما أُريد للمفاوضات أن تكون بناءة ومنتجة و مرضي عنها من قبل الطرفين, فإنها يجب أن تقوم على مبدأ التبادلية . فلا يمكن لأي طرف أن يطلب من الطرف الآخر أن يفاوضه تحت ظروف و شروط لا يستطيع هو نفسه القبول بها.

* بروفيسور فخري  متخصص في الأخلاق الاجتماعية في جامعة هارفارد .

http://www.iht.com/articles/2007/03/30/opinion/edkelman.php

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ