ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 18/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

التهديد الصهيوني باغتيال قادة حماس

أ.د. محمد اسحق الريفي

كلما نجحت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تجاوز محاولات تقويضها وخرجت منتصرة من جولات الصراع مع العدو الصهيوني، أخذ العدو الصهيوني والأمريكي في نسج خيوط مؤامرة جديدة ضدها وضد قادتها المجاهدين، وآخر هذه المؤامرات التهديد باغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني "إسماعيل هنية" وقادة حركة حماس السياسيين والعسكريين.

 

فبعد أن ثبتت حركة حماس على مبادئها، ورفضت التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني ومنح المحتل الغاصب شرعية لما اغتصبه من أرض وحقوق، ونجحت في فرض الأمن والنظام في قطاع غزة، توقع أعداء الشعب الفلسطيني أن تتصرف هذه الحركة المجاهدة بطريقة تستعدي العالم ضدها وتؤلب الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين عليها، وذلك من خلال ممارسات ارتبطت في أذهان الغربيين بالإرهاب والتسلط والاعتداء على الحريات العامة وتهديد العالم الغربي...

 

كل هذه التوقعات لم تحدث، بل حدث نقيضها تماماً، فقد اتسمت تصرفات حركة حماس وممارساتها ومواقفها بالحكمة والحنكة، واتسم خطابها السياسي بالتوازن والتعقل وعدم الطيش والانجرار وراء العاطفة وعدم النزوع إلى مواجهة العالم...

 

كما أن ثبات حركة حماس في مواجهة العدو الصهيوني ومؤامرات الأمريكيين وغطرستهم، رفع من أسهمها محلياً وإقليمياً وعالمياً، وبدأنا نسمع أصواتاً غربية تدعو إلى الاعتراف بحركة حماس، خاصة بعد أن فشل فريق أوسلو في تحقيق المخططات الصهيوأمريكية لقمع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته، الأمر الذي جعل العديد من القادة والسياسيين والأكاديميين والمفكرين الغربيين والأمريكيين، يؤمنون بضرورة الجلوس مع ممثلين عن حركة حماس والتفاهم معهم.

 

فقد دعا وزير الخارجية الإيطالية "ماسيمو داليما" المجتمع الدولي للحوار مع حركة حماس، بدلاً من تجاهلها.  ودعا وزير الخارجية الأمريكي السابق "كولن باول" إلى عدم تجاهل حركة حماس والجلوس معها على طاولة التفاهم ومحاورتها، لأنها تمثل قوة شعبية حقيقية لا يمكن تجاهلها، على حد تعبيره.

 

ودعا مفاوض صهيوني سابق توني بلير إلى التحاور مع حركة حماس محذراً من فشل جهود توني بلير فشلاً ذريعاً، وهناك أصوات برلمانية بريطانية وأوروبية عديدة تحث الحكومات الغربية باتجاه الاعتراف بحركة حماس والتفاوض معها.  وفي هذا السياق، قارن المفكر الأمريكي البارز "نعوم تشومسكي" في مقابلة صحفية له بين المواقف الصهيونية والأمريكية المتطرفة وبين مواقف حركة حماس الأقل تطرفاَ.

 

لم يرق هذا كله للعدو الصهيوني والأمريكي، فقد أصبحت صورة حركة حماس مشرقة لدى أحرار العالم وشرفائه.  وفي المقابل ازدادت صورة الولايات المتحدة الأمريكية بشاعة ووحشية، وذلك بسبب مواقفها الظالمة من الشعب الفلسطيني، وبسبب الحرب الوحشية التي تشنها على حركة حماس.  وتعرت صورة الاحتلال الصهيوني، فظهر على حقيقته معتدياً ظالماً، ومغتصباً للحقوق مجرماً.  وبات أحرار الأمة العربية والإسلامية يمجدون حركة حماس ويؤيدونها ويعدونها حصناً منيعاً للأمة، ورمزاً لمقاومة الهيمنة الأمريكية.

 

ولا شك أن للقيادة الحكيمة والواعية للسيد هنية، الأثر الكبير في تكوين تلك الصورة المشرقة لحركة حماس، وفي ثباتها ونجاحها حتى بات رمزاً للثبات والمقاومة، ولا سيما أنه يدعم المقاومة ويرعاها، ويكرم الشهداء ويرعى أسرهم وأسر المسجونين في سجون الاحتلال الصهيوني وسلطة أوسلو، ويدعم المقاومين والمجاهدين ويمجدهم.

 

ولهذا، لجأ الصهاينة إلى عادتهم القديمة في ممارسة القتل والعدوان، ضد كل حر لا يطأطئ هامته لهم ذلاً وانكساراً، وهذا يفسر تهديد العدو الصهيوني بتصفية عدد من قادة حركة حماس، وعلى رأسهم القائد المجاهد "إسماعيل هنية"، إضافة إلى عدد من قادة حركة حماس السياسيين والعسكريين في فلسطين المحتلة وخارجها، نسأل الله عز وجل أن يحفظهم جميعاً.

 

ولا شك أن العدو الصهيوني يهدف من وراء هذه التهديدات إلى ابتزاز حركة حماس والحكومة الفلسطينية  التي تتولاها، وكذلك انتزاع المواقف من رئيس الوزراء الفلسطيني هنية.  ولا شك أن كل هذه التهديدات الهمجية ستبوء بالفشل الذريع مثل كل التهديدات التي سبقتها والتي تنطوي على الوحشية والإجرام والإرهاب، ولن تثني هذه التهديدات حركة حماس عن مواصلة المقاومة ضد العدو الصهيوني، ولن تفت في عضدها.

 

كما تعبر هذه التهديدات الهمجية الجنونية عن عمق المأزق الذي يعاني منه النظام الصهيوني، ولا سيما بعد أن فشلت جدره العنصرية العازلة وحصاره الظالم على غزة وإجراءاته القمعية ضد حركة حماس والمقاومة في الضفة المحتلة في كسر شوكة المقاومة أو انحسارها أو وقف صواريخ المقاومة والعمليات الاستشهادية.

 

وعلى أي حال، فإن على شعبنا المجاهد أن يأخذ تلك التهديدات الصهيونية الغادرة مأخذ الجد، ولا بد من القيام بكل إجراء من شأنه أن يقي القادة المجاهدين من غدر الصهاينة.  ومن المفيد أن يتوجه السيد هنية إلى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والحكام والرؤساء والملوك العربي لاتخاذ مواقف مشرفة من تلك التهديدات الصهيونية وإدانتها واستنكارها.

 

ومن المفيد كذلك أن تدعو حركة حماس كل الحركات والتنظيمات والأحزاب العربية والإسلامية إلى الوقوف معها والتصدي إعلامياً وسياسياً وبكل الوسائل المتاحة والممكنة لهذه المؤامرة الجديدة، ونخص علماء الأمة ودعاتها ومشايخها وقادة الحركات الإسلامية والنخب الثقافية والفكرية والعلمية بضرورة الوقوف صفاً واحداً ضد هذه الهمجية الصهيونية الأمريكية، على وجه السرعة.

 

ويجب على العرب والمسلمين توجيه تحذير شديد حقيقي للعدو الصهيوني والأمريكي حول خطورة ارتكاب مثل تلك الحماقة ضد قادة حماس وأعضاء الحكومة الفلسطينية، بل يجب التهديد بانتفاضة عربية إسلامية عارمة لا تبقي من النفوذ الأمريكي في منطقتنا ولا تذر مصلحة له فيها ولا حلفاء.

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ