ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 17/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

شهادات التزكية الإعلامية ، لمَن لايستحقّها ..

ماذا تفعل في الناس !؟

عبدالله القحطاني

حين يصدِر شخص ما ، شهادة تزكية ، أو حسن سلوك ، بحقّ شخص ما ، أو فئة ما ، في وسيلة إعلامية .. ماذا يعني هذا !؟

 إنه يعني أشياء كثيرة ، لابدّ من معرفتها ، قبل الحكم على الشهادة ، ووصفها بأنها شهادة حقّ ، أو شهادة باطل ! حسنة أو سيئة ، نافعة أو ضارّة ..! وبالتالي ، لابدّ من شيء من التفصيل ..( لابدّ من التأكيد ، هنا ، على أن السعي إلى فتح قلوب الناس ، بالكلام الطيّب ، مطلوب ومهمّ . ولقد ورد عن النبيّ الكريم ، محمّد صلى الله عليه وسلم أنه أحبّ أن يفتح قلب أحد الناس بكلام طيّب ، فأخبره بأن فيه خصلتين يحبّهما الله ورسوله ، هما : الحلم والأناة ! والفرق واضح جداً ، بين هذا الكلام المحدّد ، المنضبط بوصف معيّن ، في مجلس ضيّق .. وبين ما نحن بصدد الحديث عنه ، من تزكية إعلامية ، في صحيفة أو مجلّة ، أو قناة تلفزيونية .. ممّا يمكّن الناس ، جميعاً ، من قراءته ، أو مشاهدته .. والتأثر به !). 

 ونوضح الأمر بالأمثلة :

1) شهادة التزكية ، من رجل معروف لدى الناس ، بأنه عدل ثقة ، يـُعتدّ بكلامه.. في حقّ شخصية ، أو فئة ، تستحقّ الشهادة .. هذه الشهادة مقبولة ، في كل الأحوال ، ومطلوبة ، وتستفيد منها الأطراف جميعاً :

  مـُصدِرها يستفيد منها :

 ـ  ثواباً في الآخرة ، إذا كان ممّن يرجون ثواب الآخرة !

 ـ  نفعاً للناس الذين بحبّهم ، ويريد لهم الخير.. من المزكَّين ، والمزكّى لهم !

* الصادرة بحقّه ، يستفيد منها :

ـ سمعةً طيّبة ، أمام الناس الذين يعرفونه .. تعزّز ثقتهم به !

ـ منافع مادّية اقتصادية ، ونحوها .. إذا كان من أصحاب المصالح الاقتصادية !

ـ منافع سياسية ، إذا كان المزكَّى شخصية سياسية ، أو فئة سياسية ؛ إذ تساعده التزكية على كسب الأنصار، الذين يؤثّر فيهم كلام المزكّي !

* المصدّرة لهم ، يستفيدون منها :

ـ مزيداً من المعرفة والثقة ، إذا كانوا يعرفون المزكّى ، ويثقون به !

ـ معرفةً بالمزكّى ، وثقةً ، إذا كانوا لم يعرفوه ، من قبل .. أو كانوا يعرفون عنه معلومات قليلة !

2) شهادة التزكية من رجل ثقة ، بشخصية ، أو فئة ، لاتستحقّ التزكية .. يستفيد منها طرف واحد ، وتخسر أطراف أخرى :

* الصادرة بحقّه ، يستفيد منها ، ويوظّفها توظيفات مختلفة ، مادّية ، معنوية ، سياسية ، اقتصادية ، ثقافية ، اجتماعية .. وهو الطرف الوحيد المستفيد من الشهادة ، هنا !

* المصدِر:

ـ يَحمل وزرَ شهادته ، أمام ربّه ، عن قول الزور، وشهادة الزور!

ـ يَحمل أوزار الناس الذين يـُخدعون بشهادته ، ويبنون عليها مواقف تؤذيهم في الدنيا والآخرة !

ـ يسهِم في تضليل بني قومه ، أو ملّته ..! وينعكس هذا ضعفاً فكرياً ونفسياً وسلوكياً ، على مجتمعه وقومه .. وقد يؤذَى به أولاده وأهل بيته ، وعشيرته الاقربون .. دون أن يعلم ذلك ، أو دون أن يقصده ! ولا يَشفع له ، هنا ، حسن نيّته ، وتسويغه لشهادته؛ بأنها جاءت على سبيل المجاملة ! فالمجاملة لها حدود معيّنة ـ تتحكّم فيها ضوابط الزمان والمكان ، والموقف بجملته ـ لاتتعدّاها إلى تضليل الآخرين عبر وسائل الإعلام ، ومنحِ غيرِ الثقة ، ثناءً ، أو تزكية ، أو شهادة حسن سلوك ! وقد يكون مجرماً في سلوكه ، أو في تفكيره السياسي .. فيوظّف هذه الشهادة المجّانية ، في تعزيز موقفه ، والمتاجرةِ بمواقف الآخرين ، الذين تخدعهم به شهادة الثقة المساير، أو المجامل ، أو الحريص على: ( توحيد الصفوف .. أو تقريب المواقف .. أو تطييب الخواطر !) .

3) على ضوء ماتقدّم ، يمكن قياس الأنواع الأخرى من الشهادات ، مثل :

 * شهادة غير الثقة بالثقة : واستفادة كل طرف ، أو تضرّره بهذه الشهادة !

 * شهادة غير الثقة يغير الثقة : واستفادة كل فريق ، أو تضرّره بهذه الشهادة !

 * شهادة غير المعروف لدى الناس ، بصلاح أو فساد .. بجهة معروفة ، بخيرها أو بشرّها :(هذه يختلف فيها الناس ، بين مستفيد منها مؤيّد لها ، ومتضرّر منها ، مكذّب لها.. ومتردّد بشأنها !). 

4) شهادات الطعن والتجريح ، لها سياقاتها الخاصّة ، أيضاً ! وتختلف باختلاف جهات صدورها ، والجهات الصادرة بحقّها ، وصدقِ الشهادة أو زيفها ، ووقوعها على صفة معيّنة في المجروح ، معروفٍ بها أو غير معروف .. دون أن تمسّ صفاته الآخرى !

5)  ممّا تقدّم ، تتبيّن خطورة الشهادة العلنية الإعلامية .. حتى لو كانت مجرّد مجاملة عادية عابرة ! مهما كان نوع الشهادة ، ومن أيّة جهة صدرت ، وبحقّ أية جهة صدرت ، وإلى أيّة جهة صُـدّرت ! ولا سيّما إذا كانت الجهة المزكّاة ـ شخصاً أو جماعة ـ  رمزاً لمنهج فكري ، أو فلسفي ، أو عقَدي .. فاسد ! فإن تزكية الجهة ، تنسحب ، بالضرورة ، على المنهج الذي تمثّـله .. فتغري الأبرياء والسذج من الناس ، باتّباع هذا المنهج .. ويَحمل المزكّي وزر تضليل الناس ، أمام أمّته ، وأمام ربّه !

لذا ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شديد التحذير، من قول الزور، ومن شهادة الزور!

 ولقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم : (ربّ كلمة يقولها الرجل ، لايلقي لها بالاً ، يَهوي بها في جهنّم سبعين خريفاً ) ! وبعض الناس يتقرّب إلى الله بهذه الكلمة ، دون أن يمحّصها .. فيؤذي بها خلقاً كثيراً ، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً !

ولن نتحدّث ، هنا ، بالطبع ، عن الأبواق المستأجَرة ، والأقلام المستأجَرة .. لمدح أولياء النِعم ، وتجريح خصومهم ..! كما لن نتحدث عن الشهادات ، التي تـُعدّ أثماناً ، سياسية أو غير سياسية .. لمواقف ، سياسية أو غير سياسية .. في صفقات متبادلة ، بين أطراف ، يَعي كل منها ماذا يدفع ، وماذا يقبض ! ويقدِم على فعله ، متحمّلاً مسؤولية النتائج المترتّبة عليه ، في الدنيا والآخرة ..! فهذه ، كلها ، خارج سياق حديثنا هذا !

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ