ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 06/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

سجن تدمر الصحراوي عار على

حكام دمشق عاصمة الثقافة العربية

طريف السيد عيسى

هذه الخواطر مهداة إلى التدمريون شهداء ومن هم على قيد الحياة .

عرضت قناة الجزيرة بتاريخ 31-1- 2008 برنامج أدب السجون , وكانت الحلقة مخصصة عن سجن تدمر الصحراوي .

ضيوف الحلقة ثلاثة من المواطنين السوريين الذين غيبتهم عقلية مص الدماء , وهم :

الباحث السوري : ياسين الحاج صالح .

الشاعر السوري : فرج بيرقدار .

المخرج المسرحي السوري : غسان الجباعي .

منذ أول كلمة وحتى آخر كلمة نطق بها  هؤلاء , يشعر الإنسان بالخجل والعار الذي ألحقته عصابات القتل والإجرام بسورية.

تداعت الخواطر وانسابت دون استئذان .

وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42)

 مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43)

 وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ (44)

 وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ (45)

 وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)

 فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)

 يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)

 وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49)

 سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50)

 لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51)

 هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (52) سورة إبراهيم

عندما يغيب الإنسان عن الحياة حيث لابشر , ويجرد من إنسانيته , وترتكب بحقه أفظع الجرائم , فهنا لاتكون الإدانة للمسؤول عن هذه الجريمة القذرة , بل هي إدانة لجيل بأكمله , لأنه لم ينتصر لأخيه الإنسان .

لقد اختصر لنا هؤلاء الثلاثة بكلماتهم القليلة , قصة الطغيان الفاجر الذي يعبث بأدمية الإنسان .

إذا أراد هذا الجيل أن يعيد لهؤلاء وغيرهم الإعتبار فليس أمامه إلا طريق واحد : طرح الجبن والخوف جانبا , وعدم السكوت على الطغاة , ومن يسكت على الظلم والقهر فلابد أن يكتوي بناره .

أما أولئك سدنة الإستبداد وحراقي البخور وسيروم الإستبداد فنقول لهم :

نعلم أنه مجرد أن يتهاوى الصنم ستنطلقون كالسهم لتخرجوا من جعبتكم كل المخازي والنقد للعهد البائد , لكن عندها سيسألكم الشعب :

أين كنتم آنذاك ؟

ألم تكونوا سدنة المستبد وتحرقون البخور بين يديه ؟

ألم تكونوا قلم المستبد , وسيفه الذي يضرب به رقاب الشعب ؟

ألم تكن تلك الجرائم ينفذها الطاغية بيدكم ؟

لكن ما أتعسكم وما أخبثكم !!!

عار تدمر يختصر لنا معاناة شعب بأكمله , عار تدمر يضع لنا الصورة كاملة أمامنا :

مستبد طاغية يبيع ويشتري بالشعب ومقدراته .

مستبد طاغية يخادع الشعب بشعارات الصمود والتصدي والممانعة , بينما الواقع يقول أن رقعة سورية الجغرافية تقلصت على زمن الأركوزات , ووصلت قيمة المواطن وكرامته إلى ماتحت الصفر .

يبيع الأرض والناس وشرف الشعب , ثم بعد كل ذلك يأتي بالجيل المخدوع محملين بالشاحنات والباصات ليهتفوا مجبرين بحياة القائد , ولايكتفون بذلك بل يشربون نخب الذل والعار والهوان , لما لا ومازال الحاكم متربعا على عرشه في جحر قاسيون .

فأي دعارة تلك , وأي نفاق هذا ؟؟؟

أيها الشعب ماهي الفائدة من وجودك صورة بلا مضمون , فباسمك ترتكب كل الجرائم , وباسمك تمارس كل الخطايا , وتحت علم بلادك تحاك المؤامرات والتنازلات , ورغم كل هذا تصفق , فبالله عليك قل لي متى تغضب ؟؟؟

في السجن تصفو النفس وتتهطر من كل معاني الأنانية والحزبية والعصبية إلا مارحم ربي , ولكن في نفس الوقت تبقى بعض الأسئلة لاتفارق المعتقل وتلازمه في ليله ونهاره :

مالحياة وما الموت ؟

مالعدل وما الظلم ؟

مالعزة والكرامة وما الذل والهوان ؟

مالحب ومالبغض ؟

مالجوع ومالشبع ؟

مالطمأنينة ومالخوف والرعب ؟

مالبشر وما الصنم ؟

مالحرية وما العبودية ؟

من أنا ...؟

كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار , وكلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس .

إنها تمثيلية صاخبة وهزلية في نصها وإخراجها وإنتاجها وتسويقها وعرضها , ومما يؤسف له أن يشاهدها ويرضى عنها جمهور فقد حريته وكرامته وعزته التي سلبها منهم عصابات أسدية طائفية ذات تاريخ أسود .

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ