ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 06/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

غزة رغم حصارها....  تحاصرهم

ياسر سعد

yassersaed1@yahoo.ca

في الذكرى الثانية لغيابه, كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن كابوسا لازم آرييل شارون قبيل دخوله في الغيبوبة, كان يرى فيه نفسه أسيرا بيد الفلسطينيين وقد اقتادوه عارياً ومقيداً بسلاسل نحاسية على ظهر مركبة مكشوفة تجوب شوارع غزة. أما اسحق رابين فقد تمنى أن يستيقظ ذات صباح ليجد أن البحر قد ابتلع غزة.

غزة بعنادها ومقاومتها شكلت للدولة العبرية صداعا مزمنا, أرادت أن تتخلص منه ومن أعبائه عبر تحفيز وتشجيع حرب داخلية طاحنة, تشغل الأشقاء الألداء عن الاحتلال ومشاريعه ومقاومته. ليس من العسير على المرء أن يكتشف الأدوات الفلسطينية والتي حركتها الأصابع الإسرائيلية في هذا الاتجاه, فكيف للأمن أن يعم غزة وتختفي مظاهر الفلتان والفوضى مع خروج قيادات أمنية منها كانت تقود أجهزة أمنية مكونه من الآلاف من قوات الأمن والشرطة؟

تصعيد الحصار على غزة ووصوله لمرحلة الخناق القاتلة كان من النتائج المباشرة لزيارة بوش للمنطقة بتنسيق أمريكي -إسرائيلي- فلسطيني من جهات محسوبة على سلطة رام الله والتي حمّل رموزها حماس في بداية التصعيد الإسرائيلي مسؤولية الأحداث. كان من المأمول أن يثور الغزاويون على حكومة حماس من جراء الضغوطات على القطاع فتسقط بالفعل الشعبي وربما بالمساندة الخارجية إن لزم الأمر, استعدادا لمرحلة ما بعد انابوليس والتي تقتضي تصفية المقاومة. غير أن السحر أنقلب على الساحر, فبالرغم من استمرار الحصار على القطاع, ومن أن الأيام القادمة ستكون قاسية عليه وستؤدي لتشكيل حقائق سياسية وأمنية على الأرض. مع كل ذلك, فقد حاصرت غزة بدورها المتآمرين عليها وعرتهم كما فعلت بشارون في كوابيسه والتي سبقت غيبوبته. هذه بعض النقاط والتي يجدر تأملها, والتي جلتها الأحداث الأخيرة:

  في الوقت الذي يعتبر الغرب استخدام العرب النفط سلاحا سياسيا أمرا غير مقبول, فأنه يتغاضى عن استخدامه من قبل إسرائيل -وهي دولة مستوردة له- كسلاح إبادة وقتل.

  غزة غرقت في ظلام دامس حين قُطعت عنها إمدادات الطاقة, ومع انتشار السلاح وتعدد الفصائل والتنظيمات والأحوال المعيشية الصعبة, فإنه لم يسجل حالة واحدة من التعدي أو السلب أو القتل. وتلك إشارة جلية على وحدة وطنية عالية وروح صمود شامخة في الشارع الغزي, كما أن الغضب الفلسطيني توجه عبر الحدود ولم يتحرك باتجاه حكومة حماس وقياداتها.

  الولايات المتحدة وعلى لسان مسؤوليها وعلى الأخص رايس, عبرت عن قلقها مرارا, لا عن حالات الموت المتزايدة جراء الحصار والعقوبات الجماعية على فلسطيني القطاع ولكن جراء فتح الحدود بين غزة ومصر! الموقف الأمريكي غير الإنساني والذي تعامل مع تداعيات الأحداث بفظاظة, أضاف نقطة سوداء لسجل إدارة بوش الملطخ, وبرهانا جديدا بأن تلك الإدارة ليست وسيطا في الصراع الدائر بل طرف فاعل فيه.

  أحرجت الإدارة الأمريكية الحكومة المصرية بشكل كبير ومسيء, فالشارع المصري في حالة غليان وغضب من التجاوزات الإسرائيلية والمواقف الأمريكية. واتفاقيات السلام تمنع وجودا عسكريا مصريا كبيرا على الحدود, فيما الجائعون والمحاصرون يتدفقون بعشرات الآلاف من غزة إلى مصر. في هذه الأجواء, طلب الأمريكيون وبجلافة مرارا من مصر ضبط حدودها مع غزة, وهو أمر شبه مستحيل دون حصول صدامات دامية بين الفلسطينيين والأمن المصري. الإدارة الأمريكية كشفت عن عنجهية وانعدام للذوق السياسي في التعامل مع أبرز حلفائها في المنطقة لتضعها في موقف محرج شعبيا وفلسطينيا وعربيا.

  أعادت أحداث غزة الحركة والمبادرة للشارع العربي والذي شهد حالة من الغضب والغليان الشديدين, مما يجعل من التطبيع الرسمي العربي مع الدولة العبرية والذي تضغط باتجاهه الإدارة الأمريكية مهمة سياسية عسيرة ومحفوفة بالمحاذير.

  ألأحداث المتلاحقة أحرجت كثيرا سلطة أبومازن وأظهرتها بالجهة العاجزة وفي بعض الأحيان بالمتواطئة, مما يزيد من شعبية حركة حماس في الشارع الفلسطيني ويعزز من مصداقية منهجها وخياراتها على نقيض ما أراده محاصرو غزة.            

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ